تعال...
تعال يا نزار(*)ولو للحظةالآن تعال...وأرجع
لترى الشعوب... الثائرة
ما عادت تقبل أن تقمع
بعد أن نفذ صبرها
وهالها الذّل والهوان
هالها الفقر المدقع
ما عادت للذّل تخنع
وللهوان تركع وتخضع
لصوتها الصارخ...أسمع
فطبولها في الساحات
تدّق...تدوّي وتقرع
فالكلّ نزل للشارع
تجمّع تظاهر وتشجّع
ما عاد يخيفها قهر
قتل دبابة او مدفع
ونجمها في ليل بهيم
أخذ ينير ويسطع
والطواغيت منها أرتعبت
بدأت تخاف و تفزع
فواحد إثر واحد
اخذت تهرب وتهرع
تغادر مواقعها قصورها
كراسيها وبعيون تدمع
وبدأت سلسلتهم المنعقدة
تنفرط تنكسر و تتقطع
فبالامس كانت في تونس
واليوم في القاهرة تسمع
وغداً في...
وبعد غدٍ...
فلن تتوقف أبداً
إلى أن الطغاة كلها تخلع
ولن تعود مالكة تتربّع
ما عاد يفيد او ينفع
ما فسد وخرب ان يرقع
فهذه البداية والمطلع
لغد أفضل يفيد وينفع
(*)الشاعر نزار قباني
ماجد ابراهيم بطرس ككي