Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

تعقيب على مقال الأخ زيا نمرود كانون Zaia Nimrod Kanon

لقد استرعى انتباهي مقال الأخ زيا نمرود كانون المنشور على صفحات مجلة ( المسيرة – المجلد الأول والعدد الأول لعام 2008) الناطقة بلسان المجلس القومي الآشوري في ولاية ايلينوي الأميركية تحت عنوان - آشورايا ام آثورايا - وبالحقيقة ليست المرة الأولى التي أقرا مثل هذا الكلام للأخ كانون وان لم تخني الذاكرة ربما في مجلة آشورية أخرى من المحتمل أن تكون مجلة الجمعية الاكاديمية الآشورية الصادرة في ولاية إيلينوي الاميركية .
ان الأخ كانون يرى اننا - آثوريون – وبدون منازع لانه كما يقول انه سمعها من جدته وأبيه وإن معظم الكتاب والمؤرخين الآشوريين قد ذكروا ذلك ولكن في نفس الوقت نفسه من الممكن ان تقول – آثور او آتور(بالتاء )– وهي على حد زعمه تسميتنا الحقيقية التي يقابلها بالعربية ( آشور ) ولكن يستطرد قائلا ان الأمر خطير جدا ويعزو ذلك إلى ثلاثة اسباب وهي:

1- ان هناك حاقدون على أمتنا الذين يريدون خلق البلبلة
2- أخذ القضية بسطحية وببساطة ولم يدركوا خطورتها
3- أو انهم يجهلون اللغة بتراثها الأدبي والثقافي



وبتواضع أود توضيح هذه النقطة التي شغلت ولا تزال تشغلنا الى حد الآن وشخصيا أرى أن الموضوع و كما العرب يقولون لهو من السهل الممتنع وكل فرد له قليلا من المعرفة والدراية بلغتنا حتي السوادية منها أعني المحكية بوسعه ان يصل الى حل هذا اللغز ببساطة متناهية بحيث هناك عدة حروف لفظية تاخذ بين آونة وأخرى أشكالا مختلفة وهنا على سبيل المثل حرف التاء ( ت) الذي ينقلب لفظا الى ث – س – ش وبدون ان يختلف المعنى المراد منه وفق الصورة التالية: رقم 3 تلاتة بالعامية السورية وثلاثة بالعربية الفصحى و شلاش بالاشورية / القديمة و سلاس باللغة الحبشية اذا ليس هناك خطورة اطلاقا كما لم يكن أية خطورة بأن الأخ كانون نفسه أردف الاسم الآثوري بالآتوري ( مستخدما حرف التاء ) اذا ما الذي يمنعنا من القول ( اشور ) وهو الاسم الاصلي الذي يعود الى اللغة السامية الام اي proto-Semitic .
ومن خلال دراسات قام بها الاخصائيون المستشرقون في اللغات السامية وجدوا أن حرف التاء ينقلب الى حرف ش/ شينا ومن ثم يعود مرة اخرى ليكون ت/ تاء وليس هذا وقفا على الحرف هذا بالذات بل هناك حروف عدة يطرا عليها مثل هذا التغيير انظر:
T > SH >T (see Stephen Kaufman, the Akkadian Influence on Aramaic, The Oriental Institute of University of Chicago Press, Assyriological Studies. No 19, page 19
واذا حاولنا الاطلاع على كتب في قواعد اللغة الآشورية القديمة وكم هي كثيرة سنرى فيها واضحا ان اسم – آشور الذي يعني اسم اله ومن ثم اسم البلاد الآشورية ( مات آشور ) واسم للمدينة وهي العاصمة الآشورية واخيرا عدد لا باس به من ملوك امتنا الاشورية الذين تسموا ( آشور ) ما دعاني للأسف قوله هل تظن اخي القارئ وأولهم الاخ الأستاذ كانون نفسه عندما قال في مطلع مقالته :

" لقد ابلانا سوء الطالع – نحن احفاد سرجون وسنحاريب "… - انه نسي ذكر اسم اشورحقا ؟ لا اعتقد اطلاقا حتى سعدون غيدان وزير الداخلية عندما خاطب جماهيرنا في بغداد في اوائل السبعينيات من القرن الماضي حيث قال بالحرف الواحد " … يا ابناء العراق ويا احفاد سنحاريب وسرجون واشور" (اضواء على قرار منح الحقوق الثقافية لشعبنا – مطبعة الامة بغداد 1973صفحة 13) ولكن الاخ كانون لم يذكر اسم – اشور – لكي يتجنب المشكلة في تناقض الموضوع الذي يدافع عنه لأن أية توراة تاخذها سواء باللغة السوادية او الفصحى ستجد ان ابن نوح الاول وليس الثاني كما تورده التوراة خطا هو آشور بحرف الشين وذلك ( عيلام ) الذي ذكر الابن الاول سهوا ليس من ابناء سام اطلاقا ومن ثم اقول صحيح ان اسم شعبنا في التوراة المكتوبة لاحقا هو ( اثور ) وهذا ما حصل ابان الحكم الفارسي ووفقا للشروط الموضحة اعلاه والتي اشرنا اليها حول تطور اللفظ لحرف ( ت/ تاء) وللمزيد عن تاريخ تطور اسم اشور الى اثور انظر الى:
المؤرخ البريطاني –Arnold J. Toynbee (see A Study of History, Volume 7b, page 654n

ولكن لو تصفحت التوراة باللغة العبرية فسوف تجد ان الاسم الآشوري فيها كما ظهربعينه في لغتنا المكتوبة المسمارية اي ( اشور ) اسم امة واسم بلاد وكذلك اسم ملك والتوراة هذه هي الأصلية التي منها نقلت الى لغتنا بعض تعديل اسم امتنا كما اشرنا اليه اعلاه.
كما نلاحظ ان الأخ كانون يقع في أخطاء اخرى بادعائه ان اسم ( اشير ) المذكور في التوراة العبرية ويقلبه الى اشور رغم ان هذا الاسم يبدو متقاربا لاسم اشور ولكن يختلف عنه وهو اسم عبري صرف ودون شك اذا حاولنا تفسيره سيعود الى فعل ( اشار يشير او من سر - سرور) وليس هناك ادنى شك ان الاسماء العبرية تعود الى اصول رافدية بحتة وكلنا نعلم ان ابراهيم جد العبرانيين هاجر من بلاد الرافدين و كان من المؤكد ان يحمل اسما وهذه نكتة جرت بيني و البروفيسور Marvin Zonis Professorمن جامعة شيكاغو عندما قلت له ان ابراهيم Abramuلا بد ان يكون له اسما آشوريا عندما هاجر الى فلسطين من مدينة اورالبابلية* ولم يكن بدون اسم اذ قال بالطبع كما ان اسم ابراهيم يظهر في حوليات حضارة ابلا السورية انظر Ebla by Chaim Bermant / Michael Weitzmzn – Times Books وهكذا التنقيبات في اوغاريت – راس شمرا اظهرت ان اسم دانيال مستخدم مثل العبرانيين وهو ايضا اسما اشوريا بدوره من ( اشور دان ) انظر في كتاب ملاحم واساطير من اوغاريت من تاليف الاستاذانيس فريحة ومن منشورات الجامعة الاميركية في بيروت كما انه في انساب السيد المسيح في انجيل متى الاصحاح ( 1: 3 ) نجد ذكر اسم ارام و هو غير ارام الابن الاصغر لسام ابن نوح حسب رواية التوراة ومن هذا يتضح جليا ان هذه الاسماء كانت متداولة بين الشعوب السامية نسبة الى سام بن نوح.
ومن الطريف ان الاخ كانون يشدد باستخدام ( الآثورية ) على الدوام والا يرى في تغييرها خطر كبير على امتنا الآثورية ولكن لا ادري بوجود هناك اي خطر على أمتنا من الذين يلفظون ( البيت / بيتا ) ويقولون عوضا عنها ( بيشا ) وهو من اهلها ؟!

* ان الاخوة من ابناء الطائفة الكلدانية يفتخرون بتبنيهم الكلدانية التي منحت لهم من قبل كنيسة روما ومن قبل بابا روما يوجين الرابع بالذات حوالي 1443- 1444 بانهم اكثر عراقة من شعبنا الاشوري البابلي والحقيقة هم للاسف يتوهمون بذلك ومن ثم هم لا يمتون باي صلة بالكلدانيين القدامى لانه اثبت تاريخيا ان ما يسمى بالكلدان او بصورة اوضح الكاسديم كانوا من الهجرات البدوية الاخيرة لبلاد ما بين النهرين وهذا ليس بخاف على احد . في الوقت الذي فيه انهم يدعون ان الانكليز هم الذين اطلقوا علينا التسمية الآشورية وهم بذلك مخطؤون إيضا وما عليهم الا ان يقرأوا كتاب المروج النزهية في اداب اللغة الارامية لمؤلفه اوكين مننا وهو من طائفتهم وفي ترجمة لحياة مار عبديشوع الصوباوي ومنجزاته الذي يتحدث عن الكراسي البطريركية في العالم ومن جملة ذلك يقول ما معناه : وكرسي بابل التي هي قاعدة المملكة الاشورية علما ان مار عبديشوع الصوباوي قد توفي عام 1318 قبل ان تطا اقدام الانكليز في العراق واضف الى ذلك اذ هناك الكثير من كتابات رجالنا الكنسيين الذي اشادوا بآشور والآشورية ( انظر على قصيدة الملفان كيوركيس وردا الاربيلي عن بطاركة الكنيسة الاشورية والتي هي كملحق لكتاب مار عبديشوع الصوباوي مركانيثا عن حقيقة الديانة المسيحية) وهي غير معروفة لهم لكونهم من الناطقين بالعربية اليوم للاسف الشديد والتى فيها يذكر اشور والاشورية بكل فخر واعتزاز خمس مرات ولم يذكر الكلدان اطلاقا .
Opinions