تقاسيم من صمود غزة
ألا يارياح الغضب هُبيوفي ضمائر الجبناء صُبي
جسد غزة مطعون بألف سكين
وحالتنا والحمد لله يُندى لها الجبينُ
انفضي عنا ذل السنين
فغزة إمبراطورية حبي...
وهي مُلهمتي وسارقة لُبي...
بالأمس ضاعت غرناطة
وقلنا ياأندلساه
أخاف ياإخواتي...أخاف ياأحباتي
أن تضيع غزة
ونقول في حسرة ياغزه
ومحراب القدس بدماء الشهداء بنيناه
جِراح غزة تسافر في أعماقي
لهبًا...سِكينًا
دموع الطفلة ترسمُ
أحزانها في أحداقي حُزنا...جُرحا دفينًا
ماذا أهدتنا لُعبة غزة أريحا
سوى غُصن محروق
وحمامة حيفا على فِراش الموتِ طريحة
عقدوا مؤتمرات...مئات الجلسات
تعانقوا بأعذب الابتسامات
خدعوكم...خدعوني
وباعوا غُصن الزيتون
بِحُفنة من الدولارات
وغزة حمامة حزينة
باعوا ريشها
ووضعوا عِظامها في المتاحف الغربية
والعرب صامتون...صامتون
كالبنادق...كالصناديق
وغزة وحدها ...وحدها
تدافع عن الغصن في الخنادق
اندثر زمن الشعر
انتحر جيل النثر
هذا زمن الصواريخ والمدافع
والبندقية والمقلاع
جاء ليحمي الغصن والشجر
خُذْ جسدي هدية لجرح الذاكرة
وانقش على دفاتر الدمعِ
هُوية لزيتونةٍ خائفةٍ
تبيع قفطانها الجميل للخريف القادم
لن أترك الجلاد يسرق طفولتي
المرسومة على جدران القمر
قبل أن يُغسل جرحي بالمطر
فَتش في مسودة القلبِ
فلن تجد غير مئذَنَهْ
ووطنا يُعانق زيتونهْ
خُذْ هذا العمر المسيج بالحيرةِ
للحِصَارِ فوضى
وحدي كنت
وكان السجان
يحكي لي عن طفولة الزنازين
وكيف أن كل عُصفورٍ
غرد بصوت الحرية
سجنوه...أو حاصروه
قتلوه...أو عذبوه
أو طردوه من مملكة العصافيرِ
للحِصارِ وجهان
وجُرح ودمعتان
*شاعروناقد من المغرب
Demnati_ahmed@yahoo.fr