Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

تقرير : الطريق الى تقسيم العراق يأخذ مساره عبر أنشطة الميليشات والأحزاب الطائفية .

21/03/2006

الجيران ـ بغداد ـ أصدر المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق توجيهًا عامًا إلى جميع مكاتبه في المحافظات العراقية للسعي في إدخال المنتمين إليه إلى وزارتي الداخلية والدفاع على نطاق واسع بحيث تحقق كثرتهم في الوزارتين السيطرة عليهما.

وفي رسالة سرية حصل «التضامن» على نسخة منها أبلغ مكتب المجلس الأعلى في محافظة ميسان فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني بأنه تمكن من ادخال 700 من نخبة عناصره في هذا المشروع وان هؤلاء سيصبحون ضباطاً بين عقيد وملازم بعد دخولهم وزارة الداخلية ووزارة الدفاع. وكانت ( الجيران ) قد أشارت الى أن الحكومة العراقية قد اعلنت أنها تنوي دفع الميليشلت االى الأنضمام للقوات المسلحة كحل لمشكلة تواجدها على الصعيد الأمني وهي خطوة تسير بالأتجاه الصحيح . لكن مراقبين يرون ان قيادات هذه المليشات توعز الى منتسبيها بالأنضمام الى القوات المسلحة وفي نفس الوقت المحافظة على هيكلية هذه الميليشات وولائها لأحزابها. مما يجعل التحاقها بالقوات المسلحة العراقية أمرا شكليا ولغرض توفير الوظيفة والعائد المالي ليس الأ , مما يجعل من الصعب تحقيق الغرض من خطط الحكومة العراقية في دمج الميليشات بقواتها المسلحة .وخير مثال على ذلك فشل مشروع تسليم جيش المهدي في مدينة الصدر أسلحته للسلطات لقاء المكافآت المالية , وكانت وزارتا الدفاع والداخلية العراقيتين قد شهدتا متغيرات في بنيتهما حالما تم أجلاء حكومة علاوي ومجيء حكومة الجعفري . حيث تم أبعاد العديد من منتسبيها ممن ليسوا على ولاء للأحزاب الموالية للأئتلاف وبالأخص المجلس الأعلى . ولاتخفي مصادر من هذا الأئتلاف علاقة ميليشات مثل ميليشات بدر او جيش المهدي بأيران وتحديدا فيلق القدس هناك الذي يعتبر الحاضنة التي أنشأت هذه الميليشات في اوقات سابقة . ويعتزم فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني (البسداران) اقامة دورات تدريبية جديدة في ايران لبعض المسؤولين في المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق و منظمة بدر وبالأخص القادة العسكريين فيها كما قالت تلك المصادر . وقد دأب المجلس وبعض التنظيمات الشيعية خلال السنوات الثلاث على أرسال بعثات تكاد ان تكون شهرية للأستفادة من الدورات التعليمية والتثقيفية والتوجيهية التي أقيمت في بعض المدن الأيرانية المهمة مثل مشهد وقم وغيرها , ولعبت مؤسسة شهيد المحراب التابعة للمجلس الأعلى دورا بارزا في تنفيذ برامج هذه البعثات وفي توطيد العلاقات الثقافية والمذهبية مع أيران ,حتى باتت هذه المؤسسة أهم مؤسسة ثقافية مذهبية في العراق تمتلك أمكانات مالية وتعليمية بما تتلقاه من دعم أيراني وأقليمي يساعد على تنفيذ برامجها .وأعتبر مراقبون أن ذلك جزء من خطط يجري تنفيذها لأقامة مؤسسات أقليم الجنوب والوسط الذي يتبناه بحماس السيد عبد العزيز الحكيم .

وعلى الصعيد العسكري وحسب وثيقة أشار اليها ( تضامن ) يتابع اثنان من قياديي الحرس الثوري الإيراني ( تمتنع الجيران عن ذكر أسميهما) فتح الدورات في ايران وقد تلقيا قائمة العناصر المشاركة في الدورة من المجلس الاعلى. وتم التنسيق اللازم لنقل هذه العناصر من العراق الى أيران. وفي السياق نفسه تشيرالتقارير الى أن حركة 15 شعبان التابعة لفيلق القدس الايراني،وهي أحدى المنظمات في الأئتلاف باشرت التنسيق والتفاوض مع المجلس الأعلى ومنظمة بدر في المدن الجنوبية العراقية لدمج ميليشياتها داخل القوات المسلحة العراقية والشرطة. وتهدف هذه الحركة من وراء ذلك الى توظيف ما تبقى من منتسبيها ممن لم يعمل في الاجهزة الحكومية مثل وزارة الداخلية ووزارة الدفاع والأمن والشرطة والجيش والأستفادة من الفرصة التي سنحتها التغييرات السياسية وذلك بهدف السيطرة على هذه المؤسسات. وحسب الخطة التي يتم تنفيذها حالياً فان حصة الميليشيات والأحزاب المؤتلفة يتم تحديدها من قبل رئاسة الأئتلاف الذي يجري تحويله الى أطار سياسي ومنظمة قيادية للأحزاب الشيعية تشرف على قيادة العملية السياسية وتهيء من الآن بناء المؤسسات لمطلوبة لأقليم الوسط والجنوب . وأعتبر مراقبون هذا التطور جزء من استعدادات مبكرة لتكوين مؤسسات ( أقليم الجنوب والوسط ) وهي الدوبلة التي يعول علي أنشائها المجلس الأعلى باعتباره أقوى الأحزاب في الأئتلاف .ومن تلك الأجراءات المبكرة وضع هيكليات موحدة للأجهزة الأمنية والسياسية والتعليمية لمحافظات الوسط والجنوب وعقد مؤتمرات لهذ الهيكليات واقامة مرجعيات ( أئتلافية ) لها . ممايعني انهم سائرون نحو التقسيم وانشاء الكيانات الخاصة بالأئتلاف , بعيدا عن وجود مايسمى ( حكومة مركزية ) . ورغم قول السيد عبد العزيز الحكيم الذي يصر على أنشاء هذا الأقليم بان قيام أقاليم الشمال والجنوب والوسط والغرب من شأنه أنهاء العنف وتعزيز الأستقرار في العراق وتحقيق الديموقراطية والرفاهية , الا أن متابعين لهذا الموضوع يعتقدون العكس تماما وأن هذا الكلام للتمويه السياسي , وللتغطية على أستغلال النفوذ القوى الضارب في هذه المناطق لأقتطاع جغرافية دويلة من عراق كان موحدا . وأذا كان الأكراد لهم مبرراتهم في موضوع الدولة التي يأملون استقلالها بعد سنوات من السعي القومي الجاد , فأنهم لايعارضون مشروع السيد الحكيم بل يدعمونه بكل قوة لأنه يضعف الجبهة المعارضة لمشروعهم على المدى البعيد . بحيث يظهرهم أنهم ليسوا الوحيدين المطالبين بأنشاء الأقاليم على اساس عرقي وطائفي وأقامة جدران سياسية وميليشاوية حدودية بين الجماعات العرقية والطائفية في العراق , أنما هناك من يتبنى أبضا هذا المشروع . وقال مراقبون أن مناطق الجنوب والوسط لو كانت تحتوي على جماعات كثيرة غير شيعية وتخلو من أي نفوذ ملحوظ للمجلس الأعلى وللأحزاب الموالية لأيران لما بادر السيد عبد العزيز الحكيم الى طرح مشروع اقليم الجنوب والوسط ويضيف هؤلاء : أن المشروع مبني على أساس ( لكم دينكم ولي ديني ) وعلى اساس ( أذا لم نتفق دعونا ننعزل كل في منطقته ) . وهذا المعنى جرى تداوله في سياق الترويج للمشاريع الأنعزالية التي تمهد لتقسيم العراق . ويعتقد المراقبون بأن تأخير الأتفاق على الوحدة الوطنية وعرقلة أنشاء حكومة وطنية ودفع العملية السياسية الى متاهات كل يوم لكي تظل تدور داخل حلقة مفرغة سببه بالدرجة الرئيسية هو مساعي تلك القوى الطائفية وبدعم أقليمي نحو دفع العملية السياسية برمتها الى حافة اليأس والحرب الأهلية وبالتالي دفع الجميع لتبني مشروع تقسيم العراق (كحل لامفر منه يستسلم له الجميع) الى ثلاثة اقاليم أو أربعة حتى يأخذ كل طرف قطعة أرضه من الوطن العراقي ليبني عليها بيته الطائفي ويجعل نفسه أميرا عليها .

وحسب رأي المراقبين فأن أمرار هذا المشروع تحت ذراع تجتذب العامة مثل توزيع عادل للثروات وتوفير المشاريع وتحقيق الرفاه والتنمية , ماهي الأ شعارت غير واقعية وأن الغاية الطائفية والأطماع الأقليمية واضحة تدفع هؤلاء لتبني خطط أيجاد حدود أمنية مانعة للتماس بين المناطق التي تسيطر عليها الأحزاب الشيعية والسنية والكردية رغم مايقولونه من كلام جميل عن الوحدة الوطنية بدلا من أيجاد خطط تلم العراق وتجمعه كما كان بلدا واحدا يحافظ على حقوق الجميع ويفرض سيادة القانون , أن دعاة مشاريع التمترس السياسي والمذهبي في العراق يزعمون أن ذلك حلا لمنع الحرب الأهلية بأبعاد البعض عن الأخر وراء حدود أقليمية . لكن المشروع برمته يعني تقسيم العراق مهما أدعوا له من تبريرات وخير مثال على ذلك أن ميليشاتهم وأحزابهم في جميع مناطق العراق المقسم الآن يتقاسمون النفوذ والمناطق والمدن ويفرضون الحظر على الأخرين وفيما بينهم فكيف أذا قامت أقاليمهم ومناطقهم وقاموا بترسيم حدود تلك الأقاليم ؟ وأين نجد العراق الواحد آنذاك ؟, الذي هو الآن في حالة تقسيم واضحة محددة ضمن صراع الميليشات التي ظاهرها حق وباطنها باطل !. Opinions