تقرير من واشنطن :الامريكان مع تسمية عبد المهدي وتعارض اعادة اختيار الجعفري
12/02/2006الجيران - بغداد - اشتد السجال السياسي داخل قائمة الائتلاف العراقي الموحد (الشيعية) بزعامة عبد العزيز الحكيم حول تسمية ابراهيم الجعفري او عادل عبد المهدي لتولي منصب رئيس الحكومة العراقية المقبلة.
وقالت تسريبات من داخل الائتلاف الشيعي ان انقسامات جدية تهدد وحدة الائتلاف اذا لم يجر تسمية رئيس الحكومة بالتوافق بين سبعة كيانات مفترضة مكونة لأئتلاف الحكيم.
وقد ارجأ اعضاء لائحة الائتلاف عملية اختيار رئيس الوزراء الى اليوم على امل اعطاء المزيد من الوقت للوصول الى اتفاق توافقي بين الاعضاء. وقال رضا جواد تقي القيادي في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق الذي يتزعمه عبد العزيز الحكيم بعد اجتماع ان الاعضاء اتفقوا على تأجيل عملية الاختيار الى اليوم بطلب من اعضاء الكتلة الصدرية . واضاف ان العملية ارجئت ايضا 'من اجل اعطاء المزيد من الوقت أملا في الوصول الى اتفاق عن طريق التوافق .
وقال عباس البياتي عضو الائتلاف ان 'الصراع الان في الحلبة ينحصر بين ابراهيم الجعفري وعادل عبد المهدي بعد انسحاب حسين الشهرستاني ونديم الجابري' .
وكان اعضاء الائتلاف عقدوا صباح امس اجتماعا بهدف اختيار مرشح لمنصب رئاسة الوزراء دون التوصل الياتفاق.
وبحسب آخر المعلومات، فأن الجعفري يواجه حملة من الضغوط من داخل الائتلاف و من التحالف الكردستاني فقد بدا الرئيس العراقي الكردي جلال الطالباني من ابرز مؤيدي اختيار المهدي لمنصب رئيس الوزراء القادم. وقالت اوساط سياسية عراقية ان الصراع الاميركي - الايراني قد اشتد في اللحظات الاخيرة بين موقف اميركي معارض بشدة لأعادة اختيار الجعفري لرئاسة الحكومة العراقية بسبب ما اعتبر فشل الرجل في التنسيق مع القيادة العسكرية الاميركية لكن الاخطر ان الجعفري اظهر نقمة على الاميركيين بسبب الطوق الأمني الذي تفرضه القوات الاميركية على المنطقة الخضراء التي هي مركز مجلس الوزراء العراقي واستنادا الى تقرير صادر عن حزب الدعوة العراقي (بزعامة الجعفري) فأن هذا الاخير طلب من الاميركيين الانسحاب من المنطقة الخضراء باستثناء تأمين طريق واحد مؤدي الى السفارتين الاميركية و البريطانية في حين افادت اوساط في التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر المعروف بمعاداته للأميركيين، ان هؤلاء نقموا على الجعفري لصلاته الوثيقة بالتيار الصدري.
اما الموقف الايراني فيبدو مؤيد بقوة لأعادة اختيار الجعفري لمنصب رئاسة الحكومة العراقية خاصة ان زيارته الى ايران كانت ناجحة للغاية في ما وصفه مراقبون ان الجعفري وضع اللبنات الاولى لتحالف عراقي ايراني في المستقبل.
وبخلاف الجعفري، قالت تقارير سياسية رفيعة في بغداد ان الاميركيين ينظرون لعبد المهدي بأنه الاقرب الى السياسة الاميركية في العراق و المنطقة . واضافت:' رغم ان عبد المهدي هو مرشح الحكيم ورغم ان المهدي تربطه علاقات قوية بأيران الا ان الجانب الاقتصادي يبدو مهماً جداً للأميركيين فالمهدي يمكنه ان يكون عراب الخصخصة للأقتصاد العراقي ولأن الرجل لديه عقلية مالية واقتصادية فهو مؤهل لنقل الاقتصاد في العراق الى اقتصاد سوق.
وفي جانب السنة العرب، فأن الجعفري متهم بشكل او بآخر بأنه طائفي رغم ان خطابته وتصريحاته الصحفية كانت دائماً مثالية في الوطنية و التعايش بين الطوائف لكن الاساس ان القيادات السنية تتهم الجعفري بأنه قصر كثيراً في وقف عمليات الدهم و القتل الجماعي المجهولة الهوية ضد مواطنين سنة في ظلام الليل. و يسود الائتلاف مخاوف من ان يؤدي اللجوء الى التصويت لصالح عبد المهدي او الاتفاق على اختيار الرجل لمنصب رئيس الحكومة المقبلة الى انسحاب حزب الجعفري من قائمة الائتلاف لكن اوساط شيعية اكدت ان الامر لن يصل الى مسألة الانشقاق لأن هناك دستور داخلي للأئتلاف متفق عليه من الجميع.