تقرير منظمة حمورابي لحقوق الانسان عن حالة حقوق الانسان للمسيحيين في العراق لعام 2009
27/01/2010شبكة أخبار نركال/HHRO/NNN/
نشرت منظمة حمورابي لحقوق الانسان على موقعها الالكتروني تقريرها السنوي الذي صدر في 30/12/2009، عن حالة حقوق الانسان المسيحي في العراق ، والذي دأبت في أصداره سنوياً في نهاية كل عام ، وقد شمل التقرير بالاضافة الى تركيزه على الانتهاكات والاعتداءات التي تعرض لها المسيحيون في العراق خلال عام 2009، شمل على ملاحق ومخططات واحصائيات مختلفة تبين أعداد الشهداء وحالات الاختطاف بشكل مفصل مقرونة بالاسماء والتواريخ وتفاصيل أخرى ، وكذلك تفاصيل الهجمات على الكنائس ورجال الدين المسيحي منذ عام 2003 ولغاية 2009، كما تضمن التقرير بيانات مختلفة عن نسب الهجرة والعودة في أوساط المسيحيين بالاضافة الى نسب أستهداف أصحاب الكفاءات والنساء وغيرها...
وقد أكد التقرير على أن حدة العنف تجاه المسيحيين وعلى الرغم من انخفاض مستواها على عموم العراق ، الا ان الوتيرة تصاعدت وبشكل لافت في مدينتي كركوك ونينوى مؤخراً، فقد شهدت هذه المحافظات حالات قتل متعمد واختطاف وعمليات سطو وسلب كان قسماً منها ضمن الظاهر يهدف الى الحصول على الاموال لكن في جانبها المبطن يعد مغرضاً ويهدف الى زرع الخوف والرعب في المجتمع المسيحي لدفعه للهجرة.
كما ركز التقرير على أوضاع المسيحيين وغيرهم من (الاقليات) في منطقة سهل نينوى، التي تعرضت البلدات فيها الى هجمات بالسيارات المفخخة في الحمدانية ذات الاغلبية المسيحية وبلدة خزنة ذات الاغلبية الشبكية. كما أشار التقرير ايضاً عن تعرض أبناء هذه المنطقة الى الضغط وقمع لحريات الرأي ومصادرة الارادة الحرة تحت تأثير النفوذ الكردي في المنطقة. كما كشف التقرير معاناة أكثر من 500 عائلة مسيحية مهجرة من الموصل محرومة من استحقاقاتها المترتبة عن نزوحها من الموصل أسوة بغيرها من النازحين، وفي ختام التقرير قدمت المنظمة مجموعة من التوصيات والمقترحات للسلطات المحلية والفدرالية العراقية لاتخاذ مسؤولياتها تجاه المسيحيين من أجل تحسين أوضاعهم ، وفيما يلي نص التقرير.
تقرير سنوي – 2009
حالة حقوق الانسان للمسيحيين في العراق.
دأبت منظمتنا سنويا إصدار تقرير خاص حول اوضاع المسيحيين العراقيين من الكلدان الاشوريين السريان والارمن ، يتضمن ملاحق واحصائيات عن حجم الاعتداءات وأعمال القتل والاختطاف والاغتصاب التي تطالهم سنوياً خاصة بعد عام 2003. فقد سبق للمنظمة ان أصدرت تقارير خاصة لهم في الاعوام 2007 ، 2008 ويعد هذا التقرير هو الثالث من نوعه. تعتمد منظمتنا في العادة البحث الميداني وعلى المعاينات والوقائع والتحقيقات المباشرة وغير المباشرة مع الضحايا أو ذويهم وبالاعتماد على الرسائل والشكاوي التي تصل الى المنظمة والداعية الى المساعدة والدعم.
بالمقارنة مع تقرير المنظمة للعام السابق فقد خفت الى حد ما في هذا العام حدة الاعتداءات المباشرة واعمال القتل والمتعمد على الهوية والاختطاف والتهديد والتهجير والسلب والنهب للممتلكات وضرب المصالح وتفجيرها في بعض المناطق ، لكن تلك الممارسات والاعمال لم تغب في مناطق اخرى ، مثل الموصل وكركوك وبغداد.
فقد استمرت وتيرة العنف على حالها في المحافظات الثلاثة ولكن بشكل متصاعد في مدينتي كركوك والموصل مؤخراً.. فقد شهدت تلك المحافظات حالات قتل متعمد واختطاف وعمليات سطو وسلب كان قسماً منها ضمن الظاهر يهدف الحصول على الاموال لكن في جانبها المبطن مغرض يهدف الى زرع الخوف والرعب في المجتمع المسيحي ودفعه للهجرة ، وحالات ضرب وتهديد واعتقال لمواطنين مدنيين. كما سجلت المنظمة هذا العام تسعة حالات اعتداء على الكنائس ، اربعة منها في محافظة بغداد وخمسة منها في مركز مدينة الموصل مؤخراً. كما لاحظت المنظمة ان مبالغ مالية كبيرة دفعت بشكل فدية لتحرير المدنيين الابرياء. تميز عام 2009 عن الاعوام الاخرى بتصاعد عمليات الاستهداف للمسيحيين في كركوك ، فقد تعرض أطباء ورجال أعمال وفنيين وموظفين مسيحيين فيها الى القتل المتعمد والاختطاف.. فقد تم قتل عزيز رزقو نيسان مدير دائرة الرقابة المالية في كركوك ، تلك الدائرة التي تعني بمتابعة المخصصات المالية وابواب صرفها في الدوائر الرسمية والمشاريع التي تنفذ في المحافظة، وتعتقد منظمتنا ان السيد عزيز تم تصفيته من مجموعات متورطة في فساد وبهدف عدم ترك أي دليل يثبت تورطها ، وعلى مايبدو ان السيد عزيز كان يمتلك معلومات مهمة عن فساد يجري في دوائر عديدة من المحافظة، كما تم قتل عماد ايليا عبد الكريم كان يعمل موظفاً في دائرة صحة كركوك ، واختطاف الدكتور سمير كوركيس الاخصائي في طب الاطفال ، اذ تعرض الى التعذيب الجسدي والنفسي لما يقارب ثلاثة اسابيع واطلق سراحه بعد دفعه فدية مالية. (لاحظ ملحق أ وملحق ج )
أما في نينوى فلم يحصل تحسن ملموس لصالح المسيحيين ، فقد تم اختطاف الدكتورة محاسن بشير توما ، اخصائية في أمراض التواليد والنساء في بلدة برطلة ولم يتم تحريرها الابعد دفعها فدية مالية ، واختطاف حكمت سعيد بعد ان عاد الى عمله بعد ان كان قد تركه أثر عمليات التهجير التي حصلت العام الماضي في الموصل في ايلول وتشرين الاول 2008، وتم تحريره بعد دفع فدية مالية كبيرة ، كما تم قتل طفل آخر في الموصل يدعى رامي خاجيك لايتجاوز عمره ستة عشر سنة ، وهو طالب مدرسة أعدادية. بالاضافة الى العديد من الحوادث الاخرى (لاحظ ملحق أ ، ج) أما في بغداد وبالرغم من انخفاض مستوى القتل والاختطاف فيها مقارنة بالاعوام السابقة، فقد رصدت منظمتنا فيها ست حالات قتل وثلاثة حالات اختطاف وهي أقل نسبة تسجل منذ عام 2003، وان ابرز حدث فيها كان مقتل المهندس سامر موفق في نقطة تفتيش تابعة للجيش العراقي في منطقة الغدير، وان السيد موفق كان يعد من الكفاءات المسيحية الشابة ، فقد كان حاصلا على شهادة البكلوريوس في هندسة الكهرباء والدبلوم العالي في البرامجيات ، ومن الحالات الغريبة في بغداد مقتل امرأة كبيرة في السن يبلغ عمرها 85 سنة تدعى وردي نيقولا زادوق في منطقة الدورة – ميكانيك ، وتم التأكد فيما بعد بأن الهدف من وراء القتل هو الحصول على أموالها التي حصلت عليها من جراء بيع منزلها.
وفي منطقة سهل نينوى حيث الغالبية المسيحية من السريان الكلدان الاشوريين، تابعت منظمتنا أوضاع المسيحيين بقلق بالغ ، فقد تعرضت بلدات هذه المنطقة الى عدد من الهجمات بالسيارات المفخخة ، فقد انفجرت سيارة ملغمة في مركز قضاء الحمدانية أدت الى قتل سبعة أشخاص من بينهم طفل واحد ، في نهاية شهر حزيران ، كما تعرضت بلدة خزنة وغالبيتها من الشبك الى هجوم بالسيارات المفخخة راح ضحيتها أعداد كبيرة من الابرياء. كما تم ابطال مفعول عدد من السيارات المفخخة في هذه المنطقة كانت معدة للتفجير. وشهدت بلدة برطلة 25 كم شرق الموصل ذات الغالبية المسيحية أعمال شغب في عيد الميلاد 25 كانون الاول 2009، على خلفية انحراف موكب للعزاء أعتاد المسلمون الشبك من الشيعة ممارسته في أيام عاشوراء عن أطاره الديني التقليدي ، والذي غالباً مايتم سنوياً في الشارع الرئيسي لبلدة برطلة وتغير مساره الى الشوارع والازقة التي تضم الكنائس، حيث كان المسيحيون يؤدون صلاة الميلاد فيها صباحاً، عندما منعتهم الحراسات المكلفة بحماية الكنائس من المرور ضمن ذلك المسار ، قام عدد من أفراد الموكب وكرد فعل غاضب بتمزيق ورفع زينة الميلاد التي كان المسيحيون قد وضعوها قرب الكنائس ليتطور الامر ويتحول الى أعمال شغب وأطلاق عيارات نارية بأتجاه الكنائس والمحال التجارية القريبة منها وتمزيق لافتات وغيرها من الممارسات ، أدت الى وقوع أصابات بين الطرفين وحصول أضرار مادية.
كما يتعرض المسيحيون وغيرهم من ابناء الاقليات الى الضغط وقمع لحريات الرأي ومصادرة الارادة الحرة تحت تأثير النفوذ الكردي في المنطقة ، فقد رصدت منظمتنا حالات استدعاء مواطنين الى المنظمات الحزبية بهدف التأثير على ارائهم السياسية وحصول اعتقالات خارج نطاق القواعد القانونية وخارج اطار السلطة القضائية ، حيث تم اعتقال حازم نوح عضو مجلس قضاء تلكيف لعدة ساعات في اسايش تلكيف وتم اسماعه الفاظ مهينة بهدف التأثير على أرائه في مجلس قضاء تلكيف.
كما استمعت المنظمة الى شهادات مختلفة ابدت تذمرها لتدخلات الاحزاب والاسايش في شؤون الادارة... كما لاحظت المنظمة تذمراً من الاهالي في المنطقة نتيجة تحملهم وزر الصراعات والتناقضات السياسية بين الكتل الكردية في اقليم كردستان والكتل العربية السنية في نينوى.
وحصلت المنظمة على معلومات من مهجرين مسيحيين كانوا ضحية أعمال التهجير التي استهدفت المسيحيين في الموصل خريف 2008 وهم يقيمون حالياً في سهل نينوى ، بانهم محرومون من استحقاقاتهم اسوة بالمهجرين الاخرين، اذ يبلغ عددهم تقريباً أكثر من 500 عائلة رفضت العودة الى الموصل، اذ لم تصنفهم وزارة المهجرين ضمن لائحة المهجرين تحت ذريعة انهم يترددون الى الموصل احياناً.
كما لاحظت منظمتنا وبالرغم من تحسن الوضع الامني النسبي في العراق على العموم قياساً بالاعوام السابقة ، فأن الهجرة في الوسط المسيحي لاتزال متدفقة إذ تشير تقديرات منظمتنا بأن عشرة عوائل كمعدل تغادر يومياً الى خارج البلد ، أي بما يعنى 300 عائلة شهرياً ، واغلبهم من الكفاءات وأصحاب المهن ومن شرائح الشبيبة..
أما مايخص عودة اللاجئين والمهجرين فأن منظمتنا لاحظت عودة طفيفة لبعض الكفاءات من الخارج خاصة اساتذة جامعات ومهندسين ارتبطوا بعقود عمل في جامعات عراقية ومشاريع اعمار واغلبهم في اقليم كردستان العراق ... أما عودة المهجرين فقد شهدت المنظمة عودة اكثر من 800 عائلة من مهجري الموصل من الذين غادروها في أحداث أيلول وتشرين أول 2008 الى بيوتهم في مركز الموصل، ولكن تصاعد حالات القتل لمجموعة من الشباب التي شهدتها الموصل مؤخراً خاصة في كانون الاول 2009 والاعتداء على الكنائس وتفجيرها قد ينذر بهجرة جديدة للمسيحيين مرة أخرى.
من جانب أخر آثرت اكثر من 500 عائلة على البقاء في مناطق سهل نينوى وعدم العودة الى مركز الموصل.. اما في بغداد وبالرغم من تحسن الوضع الامني النسبي فأن المنظمة لم تسجل حالات عودة واسعة، اذ شهدت عودة عدد قليل من العوائل المسيحية التي هجرت من الدورة والتي يبلغ عددها أكثر من أربعة الاف عائلة غادرتها خلال عامي 2006 و 2007 ، في الوقت الذي لم ترتق نسبة العودة الى 5% من مجموع المهجرين..
وبالعودة الى احصائيات وبيانات المنظمة ، فانها تكشف بشكل جلي قوائم بأسماء الضحايا من القتلى المدنيين والذين بلغ عددهم (730) شخصا ممن لقوا حتفهم اثناء ممارستهم حياتهم اليومية العادية خلال السنوات السبع الماضية، وكذلك تتضمن تفاصيل عنهم وتواريخ واماكن استشهادهم اضافة الى الجهات التي استهدفتهم وان الملحق ( أ ) والمخطط رقم ( 1 ) المرفقين يوضحان بشكل لالبس فيه بأن مسؤولية دماء هؤلاء الضحايا قد توزعت على الجهات التالية :
537 شخصا قتل على ايدي مسلحين مجهولين
126 شخصا لقوا حتفهم اثناء تواجدهم في اماكن حدثت فيها انفجارات نفذها مجهولون
30 شخصا قتل بنيران القوات الامريكية او المتعددة الجنسيات .
21 شخصا قتل نتيجة تبادل اطلاق النار بين القوات الامريكية ومسلحين او بقصف عشوائي
10 اشخاص قتل اثناء العمليات العسكرية الامريكية قبل 9/4/2003
6 شخصا قتل على ايدي قوات الحرس الوطني .
كما تبين الاحصائية من خلال المخطط رقم ( 2 ) تباين نسب تصاعد العنف بالنسبة الى السنوات فقد بلغت أعلى نسبة للقتلى المسيحيين في عام 2004 فقد بلغت نسبتهم 29% من العدد الاجمالي للقتلى المسيحيين من الذين رصدتهم المنظمة ، ثم تناقصت النسبة تدريجياً فكانت في عام 2005 14% ووصلت في 2006 الى 10%، بينما عادت لتتصاعد في عام 2007 الى 21%، خاصة عندما اشتد القتل على الهوية وتصاعد المد الطائفي، فيما تحسن الوضع الامني الى حد ما في عام 2008، فكانت النسبة 10% الى ان انخفضت الى 4% في عام 2009 وهي أقل نسبة سجلتها منظمتنا ، وتوضح الاحصائية ايضا ان 52% من الضحايا لقوا حتفهم في بغداد ، والتي كان يعيش فيها اكثر من نصف مليون مسيحي قبل 9/4/2003 ، وان 29% من القتلى ، قضوا في محافظة نينوى (تشكل ثاني اكبر تجمع مسيحي بعد بغداد ) والتي كانت تضم 250 الف مسيحي ، مئة الف منهم يعيش في مركز المحافظة والباقي الذي يقدر بـ 150 الف شخص يقطن في منطقة سهل نينوى ، كما بلغت نسبة الضحايا 4% في كركوك و3% في البصرة بينما كانت 2% في كل من مدينتي صلاح الدين والانبار و1% في ديالى و 8% توزعت على المحافظات الاخرى. ( لاحظ المخطط رقم 3 ) ... ويشير المخطط رقم 4 ان 94% من الضحايا تترواح اعمارهم بين 18-60 سنة فيما تشكل نسبة الاطفال 4% والشيوخ 2% ، بينما يظهر المخطط رقم ( 5) ان نسبة الضحايا من الكفاءات والتي تشمل أطباء ومهندسين واساتذة جامعات وصيادلة وباحثين وغيرهم بلغت 16% بينما كانت نسبة النساء 13% ، ورجال الدين 2% .
كما رصدت المنظمة ايضا (182) حالة اختطاف واختفاء طالت مدنيين ورجال دين ، قسم منهم تم تحريرهم مقابل مبالغ فدية مالية والبعض قتل بالرغم دفعه لها (ملحق ج) ، وان عدد المختطفين المسجلين لدى منظمتنا قد لا يشكل سوى 10% من مجموع حالات الاختطاف التي تعرض لها المسيحيون خلال الاعوام السبعة الماضية ، حيث لم تستطع المنظمة توثيق جميع حالات الاختطاف وكذلك حالات التهديد لكثرتها من ناحية ولتخوف الضحايا من إعلام المنظمة أو الافصاح عما تعرضوا اليه تجنبا لمزيد من العنف ضدهم أو عوائلهم...
كما تظهر احصائيات المنظمة في 2009 عن انخفاض مستوى العنف تجاه المسيحيين في بغداد الى حد كبيرقياسا بالاعوام الماضية والتي انطوت عن انتهاكات خطيرة ،اشارت اليها تقاريرنا السابقة، حيث شملت ممارسات الاكراه الديني والتهديدات بالقتل والتهجير والتي كانت سببا لنزوح أعداد كبيرة الى اماكن اكثر امانا من بغداد أو الى المحافظات الاخرى وقسما منها ترك البلاد الى الخارج... كما وثقت منظمتنا الحملات الارهابية المختلفة ضد الكنائس والاديرة المسيحية في العراق حيث يظهر ملحق (ء) تفاصيل عن هجمات وقعت على أكثر من (51) كنيسة ودير اذ تعرضت الى اعتداءات مختلفة من قبل مسلحين أو هجمات بسيارات مفخخة أو عن طريق عبوات ناسفة. كما يشمل التقرير على ملاحق أخرى تتضمن انتهاكات مختلفة تتضمن حالات القتل والاختطاف التي طالت رجال الدين المسيحي ، اذ تبين مقتل اثني عشر رجل دين مسيحي واختطاف أكثرمن خمسة عشر آخرين ، افرج عنهم مقابل فدية مالية ، وتعرض عدد آخر لمحاولات اغتيال نجوا منها بأعجوبة (لاحظ ملاحق أ ، ج ، هـ) . ويتضمن التقرير ملاحق تشير الى أعتداءات مختلفة كالاستيلاء على الاملاك والممتلكات والتسليب والسرقة، الاغتصاب، اعتقالات عشوائية وغيرها ( لاحظ ملحق ح) . وتحتفظ المنظمة ايضا بشهادات حية موثقة بالصور والافلام وأقراص ليزرية وأشرطة صوت لعمليات تهديد وقتل وتعذيب جسدي ونفسي لمواطنين ورجال دين ، هذا بالاضافة الى بعض وثائق ونصوص رسائل تهديدية موجهة اليهم .
وضمن متابعات المنظمة ومراقبتها لاوضاع المسيحيين في عموم مناطق العراق الاخرى . فقد لاحظت تحسنا واضحاً لأوضاعهم في البصرة بعد العمليات العسكرية التي قامت بها الحكومة العراقية هناك في (2008) والتي سميت بصولة الفرسان ، فلم تسجل المنظمة حالات قتل للمسيحيين في الفترة المذكورة، وقد انخفضت ايضا حالات تقييد الحريات الفردية وخاصة مايتعلق بحرية النساء بعد ان كان يفرض على المسيحيات الحجاب ونمط من اللبس لايتناسب مع تقاليدهم وثقافتهم ، فقد بدأت الحياة في هذه المدينة التي تعتبر احدى أكبر ثلاث مدن عراقية الى جانب بغداد والموصل من حيث عدد السكان ، اذ بدأت الحياة تعود تدريجيا الى حالتها الطبيعية التي كانت قبل انتشار الميليشيات المسلحة المنفلتة فيها . ومع ذلك يبقى هاجس الخوف مسيطرا على المسيحيين في المدينة، وحالة الترقب وعدم الاطمئنان لاتزال موجودة ،مما انعكس ذلك على عملية العودة ، حيث لم تسجل المنظمة عودة العوائل المسيحية التي غادرتها في عام 2004 ، 2005 ، 2006 ، الى مناطقها ، وهو مؤشر واضح لحالة عدم الاطمئنان ، فيما ازداد حجم المرتادين الى الكنائس وممارسة الشعائر والطقوس المسيحية في المدينة .
أما على الصعيد السياسي العام ، فقد تم وبشكل نسبي الالتفاتة الى أهمية حضورهم السياسي، فقد تم تخصيص (5) مقاعد كوتا لهم في البرلمان من مجموع 325 مقعداً في قانون الانتخابات الذي أقر مؤخراً، وهي نسبة أقل من استحقاقهم العددي والنوعي، الا أنها تبقى حالة متطورة مقارنة بعام 2008 ، حيث جرى تقليل حصة تمثيلهم في قانون مجالس المحافظات، في عملية أثارت جدلاً كبيراً في البرلمان والاوساط السياسية.
كما تابعت المنظمة عدم اتاحة الفرص اللازمة للمسيحيين بما يتناسب إمكانياتهم وكفاءاتهم بل وعددهم في عملية التعيينات التي طالما تخضع للمحاصصة بين الكتل السياسية الكبيرة ، وانطوت على اعتبارات قومية وطائفية، فكانت الاقليات على العموم والمسيحيين بوجه الخصوص أكبر ضحايا هذه العملية.
اما في اقليم كردستان العراق ، فعلى الرغم مما شهده الاقليم من إعادة اعمار لعدد لابأس به من القرى الاشورية الكلدانية التي كانت قد دمرت اثناء عملية الانفال وما قبلها الا انه لاتزال اعداد من القرى واراضي كبيرة متجاوز عليها من قبل رموز عشائرية وشخصيات ذات نفوذ في المجتمع الكردي، وان السلطات الرسمية وحكومة الاقليم لم تبد ردود فعل جدية ازاء هذا التجاوز لوضع المعالجات والحلول له، على الرغم من الالتماسات الكثيرة للمتضررين المسيحيين بهذا الشأن ، فقد تابعت منظمتنا ملفات لعدد من القرى تعاني من مشكلة التجاوزات عليها وبهدف مساعدتهم اقترحت وسائل للمعالجة عبر وسائل رسمية في اقليم كردستان العراق عبر الحكومة والبرلمان ، خاصة بعد ان تلقت شكاوى من المواطنين بانتهاك حقوقهم في الارض والتجاوز على مزارعهم وحقولهم ، لكن تلك المساعي تواجه معوقات ولم تتلمس منظمتنا أي تجاوب ايجابي من السلطات في حكومة اقليم كردستان لحين اعداد هذا التقرير. ومن جانب آخر يواجه المسيحيون في الاقليم نوعا من التمييز يغلب عليه طابع سياسي خاصة في مسألة التعيينات التي في الغالب تكون افضليتها للمنتمين للحزبين الكرديين الكبيرين أو لمؤيديهما ، ويلعب الفساد الاداري والمالي السائد في الاقليم دورا في هذه العملية ، كما وردت منظمتنا شكاوى لعدد من عوائل الشهداء والمفقودين في عمليات الانفال ، زعموا بأنهم لم يتقاضوا المستحقات المقررة والتي غالباً تمنح للشهداء ويواجهون معوقات في ترويج معاملاتهم تحت حجج وذرائع غير موضوعية .
المقترحات والتوصيات لحث الحكومة على التصرف بشكل عاجل :
ترى منظمتنا على ضوء تقريرها، ان من واجبها الانساني تقديم عددا من المقترحات والتوصيات التي من شأنها تحسين حالة حقوق الانسان في العراق على العموم ،وأوضاع حقوق الاقليات الدينية والقومية العراقية على وجه الخصوص .
-تدعو منظماتنا الحكومة العراقية الاتحادية وحكومة اقليم كردستان العراق بذل كل ما في وسعها للقيام بتوفير الامن للمسيحيين وبقية الاقليات الدينية والقومية من منطلق مسؤولياتها الدستورية.
-تطالب منظمتنا الحكومة العراقية بالعمل على اتخاذ تدابيرجدية لضمان بقاء المسيحيين ، وغيرهم من المكونات الدينية والقومية الصغيرة ، والعمل على تقليل او ايقاف هجرتهم من داخل العراق من خلال دعم مقومات وجودهم عن طريق تحسين اوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، والاهتمام بمسألة مشاركتهم في مؤسسات الدولة تحقيقا لمبدأ المواطنة و الشراكة والمساواة . كما تطالب منظمتنا الحكومة العراقية بضرورة اعلان نتائج التحقيقات عن الاعتداءات التي طالت مسيحيي الموصل في ايلول واكتوبر الماضيين الى الرأي العام ، والعمل على تقديم القائمين بها أو الذين ورائها الى العدالة . كما تدعو الى زيادة الاهتمام في توفير الحماية الى الكنائس ودور العبادة خاصة في الموصل.
-تدعو المنظمة الحكومة الاتحادية العراقية وحكومة اقليم كردستان الى مواصلة التنسيق بينهما للتصميم والعمل على ازالة كل جيوب المجموعات المسلحة غير الرسمية وانهاء وضع الميليشيات.
-تطالب منظمتنا الحكومة العراقية بتشكيل لجنة عالية المستوى او مفوضية للعمل والتخطيط لعودة اللاجئين والمهجرين العراقيين الى مناطقهم وخاصة الاقليات منهم ، كالمسيحيين والايزيديين والشبك .
-تدعو المنظمة وزارة المهجرين والمهاجرين الى حل معاناة أكثر من 500 عائلة مسيحية ، آثرت عدم العودة الى الموصل والبقاء في سهل نينوى ، وضرورة ادراجهم ضمن قوائم النازحين التي ترتب عليها حقوق واستحقاقات أسوة بغيرهم من النازحين.
-تدعو المنظمة الحكومة العراقية الاتحادية الى بناء جيش وطني يكون ولائه للوطن اكثر من اي ولاء آخر، مذهبي ، قومي أو سياسي ، وتجنب بناء تشكيلات ووحدات عسكرية مذهبية او قومية خارج الاطار الوطني المشجع للتهميش .
-تطالب منظمتنا الحكومة بتسهيل انخراط ابناء الاقليات في المؤسسات الامنية والجيش والشرطة ، وضرورة ان يكون القائمين على المؤسسات الامنية العراقية في مناطق الاقليات من ابنائها.
-تطالب المنظمة الحكومة بتشكيل مجلس او هيئة وزارية منضوية تحت لوائها عدد من الوزارات تكون مهمتها الاساسية ايلاء الاهتمام بالوضع الاقتصادي والتنموي والتطويري للأقليات في مناطقهم .
-تدعو المنظمة الحكومة الى أتخاذ خطوات عملية بالتنسيق مع UNHCR والقوات الامريكية من أجل عودة اللآجئين المهجرين العراقيين الى مناطقهم ، وبضمنهم الاقليات الدينية العراقية من خلال ضمان أمنهم وايقاف الاعتداءات في مناطقهم.
-تطالب المنظمة الحكومة الى تنظيف الاجهزة الامنية والقوات المسلحة الوطنية من حالات الاختراقات وتعدد الولاءات ، خاصة في محافظة نينوى .
-تطالب المنظمة حكومة اقليم كردستان العمل على وقف الاعتداءات على المسيحيين وغيرهم من الاقليات ، في المقرات الحزبية الكردية في مناطق سهل نينوى ، ومنع ممارسات الاعتقال او الحجز التي تجري خارج اطار القضاء .
-ضمان اجراء انتخابات نزيهة وعادلة في مناطق الاقليات دون استخدام العنف أو التهديد والعمل على اتخاذ اجراءات وتدابير لمنع التزوير بمشاركة رقابة دولية باشراف الامم المتحدة.
-معالجة التغيير الديموغرافي وايقاف كافة القرارات السابقة والمجحفة بحق هذه الاقليات ، والتي كانت بقصد التغيير والتهميش والغاء هويات هذه المدن والقصبات ، وذلك من خلال تأسيس أو تشكيل مجالس المدن من ابناء هذه الاقليات لتكون هي من تقرر مصيرها.
منظمة حمورابي لحقوق الانسان
بغداد في 30 كانون الاول 2009
ولمتابعة المخططات البيانية والملاحق بصيغة ملفات PDF ، يرجى نسخ الاكواد التالية( تظليل + نسخ ) والذهاب الى حقل العنوان (address ) وبيمين الماوس نختار (لصق) أو (paste) + (enter) + خزن.
- تقرير منظمة حمورابي لحقوق الانسان عام 2009:
www.nirgalgate.com/documents/hhro_report_2009_2.pdf
- المخططات البيانية:
www.nirgalgate.com/documents/Charts2.pdf
- الملحق ( أ ) ضحايا الارهاب وأعمال العنف:
www.nirgalgate.com/documents/killing2.pdf
- ملحق ( ب ) ضحايا العمليات العسكرية الامريكية:
www.nirgalgate.com/documents/victim_of military_action2.pdf
- ملحق( ج ) قائمة باسماء حالات الاختطاف والاختفاء:
www.nirgalgate.com/documents/kidnaping2.pdf
- ملحق ( ء ) تفجير كنائس ودور عبادة:
www.nirgalgate.com/documents/church_attacks2.pdf
- ملحق ( هــ ) قائمة باسماء محاولات الاغتيال:
www.nirgalgate.com/documents/assassinationtattempt2.pdf
- ملحق ( و ) قائمة باسماء العوائل النازحين والمهجرين من الدورة:
www.nirgalgate.com/documents/displacement2.pdf
- ملحق ( ز ) قائمة باسماء الجرحى والمصابين:
www.nirgalgate.com/documents/wounded2.pdf
- ملحق (ح) اضرار واعتداءات:
www.nirgalgate.com/documents/violence2.pdf
......................................................
نقلا عن موقع منظمة حمورابي لحقوق الانسان الالكتروني وعلى الرابط التالي:
http://www.hhro.org/hhro/reports.php?lang=ar&art_id=133
الموقع الالكتروني للمنظمة:www.hhro.org
البريد الالكتروني للمنظمة: info@hhro.org