Skip to main content
تكرار الحوادث الإرهابية يدق ناقوس الخطر في العراق Facebook Twitter YouTube Telegram

تكرار الحوادث الإرهابية يدق ناقوس الخطر في العراق

المصدر: اندبندنت عربية

باتت الخروقات الأمنية الأخيرة مصدر قلق في العراق، خصوصاً أنها متعددة وتحمل طوابع إرهابية أو جنائية أو عشائرية، كما أنها تشكل مؤشراً إلى عودة العنف من جديد للبلاد التي احتفلت في العاشر من ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي بالذكرى الخامسة للانتصار على تنظيم "داعش"، إذ إن الحكومة حازمة في وضع حد لتلك التهديدات.

وزار رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة العراقية محمد شياع السوداني، الأربعاء الماضي، محافظة ديالى بعد استهداف مواطنين بعبوة وهجوم مسلح.

وعلى أثر الخروقات الأخيرة في المحافظة المحاذية لإيران، وجه السوداني بإرسال تعزيزات عسكرية وأمنية، كما حدد للقادة الأمنيين أسبوعين لبسط القانون في جميع مناطق المحافظة.

مجلس تحقيقي

كما وجه السوداني بتشكيل مجلس تحقيقي في كل خرق أمني قد يقع في العراق. وقالت وثيقة صادرة من العلميات المشتركة "أمر رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة بتشكيل مجلس تحقيقي في قيادة العمليات المشتركة أو وزارة الداخلية بحسب الارتباط العملياتي بحق كل أمر (فوج – سرية – فصيل) الذي تقع خروقات أمنية في قواطعهم تتسبب في استشهاد أو جرح منتسبيهم أو وقوع ضحايا من المدنيين".

في الوقت ذاته، شدد وزير الداخلية عبدالأمير الشمري على ضرورة تكثيف الجهود لإنهاء الخروقات الأمنية في ديالى.

وقال الشمري خلال اجتماعه مع قائد العمليات وقائد شرطة ديالي إنه "يجب تكثيف الجهود الأمنية والاستخباراتية من أجل إنهاء الخروقات الأمنية".

وأكد "ضرورة إلقاء القبض على المطلوبين ومحاربة عمليات التهريب والجريمة المنظمة وحماية أمن وممتلكات المواطنين وتقديم أفضل الخدمات لهم".

هدف مهم

أكدت لجنة الأمن والدفاع النيابية أن "ديالى من الأهداف المهمة للعصابات الإرهابية التي تحاول استغلال الثغرات الأمنية لاستهدافها وإحداث فوضى في المحافظة".

وقالت إن "هذه المعلومات دقيقة، وتم الحصول عليها من قبل الأجهزة الأمنية، من خلال كشف بعض المضافات والمجاميع الإرهابية في المحافظة، إضافة إلى عمليات الجريمة التي تقوم بها عصابات الجريمة المنظمة للحصول على المال في خطف وابتزاز واغتيال شخصيات معروفة، حيث تم الكشف على بعض تلك العمليات، والعمل جارٍ على الكشف المتبقي".

وأضافت أن "المحافظة تفتقر لكاميرات المراقبة للسيطرة على مراكز المدن والأماكن المستهدفة، وهذا مؤشر خطر"، مؤكدة أن "العمل بدأ بنصب الكاميرات".

وأشارت إلى أن "اللجنة رفعت مقترحات من أجل دعم القوات الأمنية بالمواد الفنية واللوجيستية للسيطرة على القواطع".

مواجهة الإرهاب

يأتي ذلك في حين كشفت قيادة العمليات المشتركة عن أن الخلية التي استهدفت في طوزخورماتو كانت تروم القيام ببعض العمليات الإرهابية. وأشارت إلى أن محافظة ديالى آمنة ومستقرة والوضع فيها مسيطر عليه. وأكدت أن لدى القوات الأمنية الإمكانات والقدرة على النيل من العصابات الإرهابية.

وقال المتحدث باسم العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي، لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "الوضع الأمني في ديالي مسيطر عليه من قبل القوات الأمنية، حيث إن قيادة عمليات ديالى تقوم بعمليات استباقية ونوعية لمطاردة الإرهابيين وكل من يحاول العبث بالسلم المجتمعي".

وأضاف أن "العمليات النوعية الأخيرة التي نفذتها قيادة عمليات ديالي، من خلال المعلومات الاستخباراتية لجهاز الاستخبارات الوطني، وبواسطة سلاح الجو العراقي في قضاء طوزخورماتو، أسفر عن قتل عدد من الإرهابيين، وهي خلية إرهابية كانت تروم القيام ببعض العمليات الإرهابية في تلك المنطقة".

وأشار إلى أن "القوات الأمنية لديها الإمكانات والقدرة على النيل من العصابات الإرهابية، وفرض الاستقرار والأمن في كل أرجاء محافظة ديالى". 

وأكد أن "المحافظة آمنة ومستقرة وتنعم بانتشار أمني مكثف، وهناك عمل كبير تقوم به قيادة عمليات ديالى بمختلف أنواعها، كذلك هناك دور للشرطة وقدراتها عالية في التصدي لكل من يحاول أن يسيء إلى السلم المجتمعي".

ولفت إلى أن "هناك منظومة كاميرات ومنظومة أمنية وفنية عاليتين في محافظة ديالي، فضلاً عن وجود اهتمام كبير بإمكانية رفع وزيادة الجهود الفنية".

وبين أن "الخطط الأمنية تعتمد على نوع التحديات، لذلك عندما تكون هناك تحديات يكون هناك تغيير وتكتيك في إجراءاتنا وإمكاناتنا وقدراتنا، كما تتغير خططنا واتجاهاتنا لمطاردة الإرهاب ومواجهة وكل من يحاول أن يسيء إلى أمن ديالى".

ناقوس الخطر

الباحث السياسي نبيل جبار التميمي قال "تختلط اليوم الأحداث الإجرامية المأسوية بين ما يرتبط منها بالدوافع الإرهابية، وأخرى تتعلق بدوافع انتقامية، أو تلك المرتبطة بأبعاد جنائية مرتبطة بالاختطاف أو تجارة المخدرات وغيرها".

وأضاف "قد تنشط مثل تلك الحوادث في المناطق الهشة التي تعاني ضعفاً أمنياً أو تنافراً اجتماعاً، أو تلك المناطق التي ما زال السلاح وجيوب الإرهاب منتشرة فيها".

وأشار إلى أن "الحادثة الأخيرة في ديالي قرب مدينة المقدادية شرق بغداد التي ذهب ضحيتها 8 قتلى و3 جرحى، والتي جرت بأسلوب يحمل بصمات إجرامية خطرة عبر استهداف الضحايا بكمين من العبوات ثم هجمة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة دقت ناقوس الخطر لدى الحكومة، واضطر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لإجراء زيارة فورية للمحافظة والوقوف على واقعها الأمني".

ولفت التميمي إلى أنه "في حديث رئيس الوزراء أثناء زيارته للمحافظة لم يشر بشكل مباشر عن كون الحادثة مرتبطاً بالإرهاب وتنظيم (داعش) بشكل مباشر، بل قد يفسر كلامه بأن يوجه أصابع الاتهام إلى شخصيات نافذة قد تكون سياسية أو اجتماعية نافذة".

وكان السوداني ذكر "لن نبقى متفرجين على ما يحصل، ولا توجد إرادة فوق إرادة القانون، ولا توجد خطوط حمراء مهما كانت الأسماء والعناوين"، مضيفاً "مثل هذه المحاولات الإجرامية قد تستهدف الحكومة العراقية في خططها للإصلاح الاقتصادي واستثمار الغاز".

وفسر التميمي ذلك بالقول إن السوداني قد يربط هذه الأحداث الأخيرة التي واجهتها ديالى بالعقود الأخيرة التي وقعتها الحكومة لاستثمار الغاز والنفط منها عقود تقع في المحافظة.

تنشئة جيل جديد

بدوره، قال الباحث السياسي صالح لفتة إن الحوادث الإرهابية والخروقات الأمنية وعمليات الانتقام والتصفية تحدث في كل العالم، فكيف بالعراق الذي لم يتعافَ كلياً من الإرهاب وما زالت هناك مجموعات وجيوب إرهابية تابعة لـ"داعش" وغيره نشطة ولها حواضن وتنفذ عمليات هنا، وهناك لإرباك الوضع الأمني وتثبت أنها ما زالت موجودة.

وشدد على أن ناقوس الخطر يجب أن تدقه الحكومة والقوات الأمنية حتى لو لم تتكرر الحوادث الإرهابية وتبقى متيقظة وعلى أهبة الاستعداد لأي حادثة وتحاول قدر الإمكان استباق العدو بخطوات في التخطيط والمراقبة والعمل التجسسي حتى لا يقع ما لا تحمد عقباه.

وأشار إلى أهمية القضاء على أي سبب قد يدفع بالمواطن لتنفيذ أعمال عنف، وضبط الحدود لمنع دخول العناصر الإرهابية إلى العراق والقضاء على التسلح وإيقاع العقوبات القاسية على المتاجرة بالأسلحة أو اقتنائها من دون ترخيص من الجهات الأمنية، ومنع الخطاب الطائفي أو الذي يؤجج النعرات الطائفية، بل حتى الأغاني والأناشيد التي تشجع على العنف أو القتال لتنشئة جيل كامل يرفض القتل والقتال والدماء.

Opinions