تهديد بأقصاء المشهداني اذا لم يقدم استقالته
27/07/2007ايلاف/
ظهرت بوادر ازمة نيابية عراقية جديدة حول مطالب الائتلاف الشيعي والتحالف الكردستاني باقالة اواستقالة او تقاعد رئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني على خلفية اتهامات ينفيها بضلوع حراسه بالاعتداء على نائب شيعي حيث اطلقت تهديدات باتخاذ اجراءات لاقصائه من منصبه اثر تراجع جبهة التوافق السنية التي ينتمي اليها عن اتفاقها مع بقية الكتل على عودته لترؤس جلسة او اثنتين ثم يعلن استقالته من منصبه.
فقد اشارت مصادر نيابية عراقية اليوم الى ظهور خلافات بين الكتل السياسية حول قضية استمرار المشهداني برآسة المجلس او تقديم استقالته او طلبه التقاعد بعد ان تخلت جبهة التوافق التي ينتمي اليها عن اتفاق بهذا الخصوص على مايبدو حيث كان من المنتظر حسم القضية بنهاية الاسبوع الحالي لكن ذلك لم ينفذ حيث سيتمتع المجلس بعطلته السنوية ابتداء من يوم الاربعاء المقبل . وكانت الجبهة عرضت 12 مطلبا على رئيس الوزراء نوري المالكي امس الاول اشترطت تنفيذها خلال اسبوع واحد وبعكسه فانها ستسحب وزرائها الستة من حكومته.
وردا على عدم اختيار جبهة التوافق بديلا عن المشهداني كما تم الاتفاق عليه في وقت سابق قال عضو الائتلاف الشيعي عضو قيادة المجلس الاعلى الاسلامي النائب جلال الدين الصغير إن الائتلاف الموحد "سيفي بتعهداته في مسألة رئاسة مجلس النواب طالما أن جبهة التوافق تفي بتعهداتها" .. لكنه هدد في تصريح متلفز على ان الائتلاف سوف يتخذ موقفاً آخرا في حال لم تفي جبهة التوافق بتعهداتها التي قدمتها في اجتماع الكتل السياسية الخميس الماضي حول حسم موضوع المشهداني واختيار بديل عنه.
واضاف الصغير إن الحد الفاصل بين وفاء جبهة التوافق بتعهداتها وبين عدمه هو ايام قليلة "ورغم ادراكنا إن الجبهة لن تستطيع ان تفي بهذه التعهدات لظروف نعرفها الا إن الائتلاف العراقي الموحد والتحالف الكردستاني ومن معهما سيضطرون لاتخاذ الخطوات التي تنسجم مع طموحنا بهيئة رئاسة تلتزم بالنظام الداخلي وتعمل على تفعيل دور المجلس وانسجامه مع القوتين التنفيذية والقضائية وتيسير اصدار القوانين المطلوبة لخدمة شعبنا وعمليته السياسية" .. في تهديد واضح بأمكانية اتخاذ قرار من مجلس النواب بأقصاء المشهداني من منصبه حيث يمتلك الائتلاف والتحالف حوالي 180 نائبا من مجموع اعضاء المجلس البالغ 275 نائبا .
وسبق لمجلس النواب ان منح المشهداني الشهر الماضي اجازة مفتوحة على خلفية الاتهامات بالاعتداء على النائب الشيعي مما دفع نواب التوافق البالغ عددهم 44 عضوا الى مقاطعة جلسات المجلس قبل ان ينهوها ويستأنفوا حضور الجلسات الاسبوع الماضي بعد التوصل لصفقة لحل المشكلة.
وكانت مصادر برلمانية اشارت في وقت سابق الى ان الائتلاف الشيعي والتحالف الكردستاني اللذين يطالبان باقصاء المشهداني من رئاسة مجلس النواب قد عقدتا مع جبهة التوافق صفقة تقضي بعودة المشهداني كرئيس للمجلس لجلسة برلمانية واحدة ثم يستقيل محالا إلى التقاعد براتب ضخم مع احتفاظه بعناصر حمايته المكون من 200 فرد معظمهم من عشيرته ويشغلون الطابق الثالث من قصر المؤتمرات داخل المنطقة الخضراء بوسط بغداد حيث مقر مجلس النواب . لكن المشهداني تراس الجلسات التي عقدت طيلة الايام الستة الماضية من دون اعلان استقالته كما جرى الاتفاق عليه .
ويقضي الاتفاق بان يحال المشهداني الى التقاعد بمرتب نسبته 80% من مرتبه الحالي البالغ 40 مليون دينار عراقي شهريا (30 الف دولار) وهو ما يعادل مرتب رئيس الوزراء مع المخصصات.
وعرف المشهداني خلال جلسات المجلس بمواقفه وتعليقاته الصريحة والجريئة وحتى الاستفزازية حيث يهاجم الاميركان بعنف وكذلك كبار القادة بما فيهم رئيس الوزراء وبقية اعضاء الحكومة ولم يسلم من لسانه حتى زملاءه في جبهة التوافق التي ينتمي اليها .
وكان المشهداني صرح في اعقاب التصويت باقالته الشهر الماضي "ان قيام البرلمان باجراء تصويت لعزل رئيسه هو امر مخالف للقانون". وهدد باللجوء الى القضاء والى المحكمة الاتحادية تحديدا في حالة الاصرار على اقالته من منصبه كما طالب بان تقال ايضا هيئات رئاسة البرلمان والوزراء والجمهورية مادام تنصيبهم تم بالتوافق ضمن صفقة سياسية واحدة في وقت واحد في نيسان (ابريل) العام الماضي مشددا على ان الاقالة يجب ان تكون ضمن صفقة واحدة.
ووفقا للمصدر النيابي فأن المشهداني استبق استقالته فتقاعده بالتحضير لانتقاله خارج العراق حيث يمتلك فيلا في عمان واخرى في القاهرة وثالثه في اربيل اهداها اليه رئيس اقليم كردستان مسعود البرزاني .. وعين ايضا ابنه الاكبر عبد الباسط المشهداني مديرا عاما في الامانة العامة لمجلس النواب بالاصافة الى تنسيب ولديه الاخرين في الامانة العامة ذاتها وابنته في ممثلية مجلس النواب في اربيل حيث تواصل دراستها الجامعية وربما سيقيم موقتا في اربيل قبل الانتقال للخارج.