Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

تهنئة من ارض الواقع إلى عالم القشور الزائف

كواحد من أبناء كنيسة المشرق المسماة حديثا بالأشورية كان لابد أن انخرط في جيش المهنئين الذين يهنئون قداسة البطريرك مار دنخا الرابع بربحه للقضية المقامة ضد مار باوي. بودي أن أهنيء قداسته لكن ليس كما يهنئه الكثير من المنافقين والمتملقين والوصوليين الذين تعج بهم كنيستنا هذه الأيام والذين قد اخذوا على عاتقهم مسؤولية التصفيق على أي شيء بغض النظر عن صحة الأمر أو خطأه فكل همهم هو أن يصفقون ليجملوا أنفسهم أمام رئيسهم او المسئول عليهم ليحافظوا على مكاسبهم التي حصلوا عليها بسبب تملقهم وتزيفهم حتى إن كانت تلك الأمور على حساب وحدة أبناء الرعية او إيمان الكنيسة او حتى تاريخ امتنا فهذه الأمور باتت غير مهمة إطلاقا أمام مكاسبهم الشخصية .
يرى الكثير أن ما ربحه مار دنخا من ممتلكات هي كل القضية دون أن يدركوا أن القضية لا تتوقف عند ممتلكات وجدران وبناء بل القضية هي اكبر من هذا كله وهي تتعلق بوحدة أبناء الكنيسة ومدى ارتباطهم بعضهم البعض ولست هنا بصدد الحديث عن أي الجهات هي الأصح طالما أن الخاسر الوحيد هو أبناء الرعية الذين زاد على تقسيمهم تقسيم والذي أصبح هو وحده من يدفع ثمن الخلافات الحاصلة بين مسئولي الكنيسة وإذا نضرنا نضرة خاطفة إلى مسئولينا فسنرى أن أي احد منهم لم يخسر منصبه او كرسيه فكل واحد منهم بقي على حاله لكن من تضرر هو ابن الرعية المسكين بغض النضر عن الجهة التي يميل إليها فكبار الكنيسة يلتجئون إلى ابن الرعية عندما تتعلق القضية بمراكزهم ومصالحهم لينقذهم وليحمي كراسيهم وان هو توجه إليهم إن كان لوحده او ضمن جماعة فسيديرون لهم ظهورهم وكأن مشاكلهم وقضاياهم لا أهمية لها او لا ترتقي إلى مستوى المشاكل التي تهدد مناصبهم ومراكزهم وكراسيهم ومصالحهم الشخصية.
وبالعودة إلى التهنئة هناك أمور كثيرة حصلت و تحصل في كنيستنا تستوجب التهنئة والتهليل والتطبيل لكن المشكلة هي من أين نبدأ وأي الأمور تستحق الأولوية في التهنئة فكل ما يحصل من أحداث لهي أمور لا يستهان بها فهل نهنئك على ربحك للقضية وإعادتك للأملاك والجدران والبناء أم نهنئك لخسارتك لشريحة واسعة من أبناء رعيتك والذي كانوا بالأمس وحدة واحدة واليوم انقسموا وتشتتوا؟ هل نهنئك لتحقيقكم مخطط من له المصلحة في تفريقنا وتقسيمنا وبالنهاية إضعافنا والسيطرة علينا ؟ ام نهنئك على خراب النفوس الحاصل في كنيستنا والذي أوقع برجال الدين فريسة له قبل ابن الرعية المسكين ؟ هل نهنئك على كثرة النفوس المتساقطة تحت أقدام الطمع والجشع؟ او لما لا نهنئك على أسلوب ألـ (فرق تسد ) الذي يتبعه كهنتنا الأفاضل هذه الأيام لزرع الفتنة والعداء بين أبناء الرعية والذي سيضطرهم في النهاية لإتباع تجربة مار باوي في الانفصال ؟ او لنهنئك على جعل بعض من كنائسنا مقرات الأحزاب السياسية الغريبة او إلى ما يشبه الثكنة العسكرية او على الأقل أصبحت منبر للدعاية لتلك الأحزاب؟ لنهنئك على تحويل أبنية كنائسنا إلى بنوك وشركات استثمارية تحاك فيها الدسائس والمؤامرات والكل يأمل بان يحصل على حصة الأسد؟ أنها فعالا لأمور كثيرة تستوجب التهنئة والتي يظهر إنها لا تهمكم بقدر ما تهمكم جدران ومقاعد .. سجاد وكراسي وثريات.
لقد رأيتم في مار باوي تهديدا لكم بحجة انه يحاول ضمنا او تقريبنا إلى كنائس أخرى لكن في الحقيقة ..............

فألف مبروك لكل هذه الانجازات التي سيدفع ثمنها أبنائنا بالغد فكما نمدح أجدادنا وآباء كنيستنا المؤمنين الآن سيأتي اليوم الذي سيلعننا فيه أحفادنا لأننا أضعنا ما ورثناه من آبائنا وأجدادنا العظام .

لمتابعة الموضوع كاملا زوروا موقعي الخاص www.alsarkha.uv.ro

جوني خوشابا الريكاني
11/11/2007
تلكيف Opinions