45 جثة في مقبرة جماعية حديثة وسط بغداد - لجنة وزارية تحقق في تعذيب معتقلي وزارة الداخلية العراقية
18/02/2006زمان:اعلن نائب رئيس الوزراء العراقي عبد مطلك الجبوري ان لجنة خاصة مكلفة التحقيق في قضايا سوء معاملة من قبل وزارة الداخلية، ستقدم تقريرها للحكومة مع كل ما تم التوصل اليه منذ بداية الشهر الجاري. ويأتي التقرير عقب شكاوي تلقاها رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري من جهات عدة ضد قوات وزارة الداخلية العراقية.
وقال بيان جبر صولاغ في اعلان من وزارته بان متسللين انضموا الي الوزارة هم الذين يرتكبون جرائم القتل ونعمل علي اجتثاثهم. ولم يوضح مسار التحقيق في ذلك او لجانه وكان جنرال امريكي مسؤول قد كشف عن (فرق موت) لاغتيال العراقيين المناوئين للمجلس الاعلي للثورة الاسلامية الشهر الماضي. وذكرت تقارير من بغداد انه جري كشف مقبرة جماعية حديثة الدفن للضحايا خلف جامع براثا وسط بغداد وتضم 45 جثة وكانت الضحايا قد عرفوا في عداد المعتقلين لدي ذويهم منذ شهرين حسب شهادات عيان وأهالي الضحايا. وقال الجبوري "شكّلنا لجنة تدعي لجنة استلام شكاوي ودراستها وهي مكونة من ممثلي اربع وزارات من ضمنها وزارة العدل وحقوق الانسان"، مشيرا الي ان هذه اللجنة "تدرس الشكاوي التي تصلها وعملها مستمر ولا سقف زمنيا له". واكد انه "تم الاتصال بكافة الاطراف المعنية ومنها هيئة علماء المسلمين والحزب الاسلامي ومجلس الحوار الوطني ومؤتمر اهل العراق والتيار الصدري بالاضافة الي شخصيات اخري". واضاف "تم جمع كل تقارير وزارة حقوق الانسان خلال شهر ونصف الشهر وبدانا بدراستها"، موضحا ان "هناك لجنة ثانوية تدرس هذه التقارير من شكاوي التجاوزات الي القتل". وتابع "سوف نقرر نحن كوزراء في كيفية معالجتها". ولم يشر الجبوري الي نتائج التحقيق في التعذيب بملجأ الجادرية الذي كشفته القوات الامريكية قبل ثلاثة شهور. وردا علي تقبل وزارة الداخلية لعمل هذه اللجنة، قال "ارسلت كتبا واستفسارات الي وزارة الداخلية وانتظر اجوبة. اخبروني شفويا انهم مستعدون للتعاون". واعتبر نائب رئيس الوزراء انه "لن يكون هناك عراق آمن ومستقر ما لم يتول وزارة الدفاع والداخلية اناس تكنوقراط يؤمنون بعراق واحد ولا ينتمون الي ميليشات". واضاف "يجب ان يتمتعوا بكفاءة ونزاهة وان تكون لهم الصلاحيات الكاملة لتطهير هذه الوزارات من الحالة التي هي عليها".علي صعيد آخر استنكر ائمة عدد من المساجد في خطب صلاة الجمعة التجاوزات التي تحصل في السجون العراقية اثر نشر صور تعرض سجناء عراقيين يتعرضون للتعذيب. وكان الجيش الامريكي قد عثر علي أول دليل إلي وجود "فرق القتل" ضمن الشرطة العراقية التي تستهدف عراقيين، وفق ما ذكرته صحيفة شيكاغو تريبيون.
ونقلت عن اللواء الركن جوزيف بيترسون، المسؤول عن تدريب الشرطة العراقية، قوله: "لقد ضبطنا إحدي فرق القتل. إنها جزء من قوات الشرطة في العراق".
وتم الشهر الماضي اعتقال 22 عنصرا مسلحا يرتدون زي مغاوير الشرطة أثناء محاولتهم إطلاق النار علي شخص من العراقيين، وفق ما أوضحه بيترسون.
وترددت المزاعم بوجود فرق للموت ضمن قوات الشرطة اعتبارا من أيار(مايو) الماضي عندما أخذت جثث الذين "اعتقلتهم" عناصر ترتدي زي الشرطة العراقية بالظهور في أماكن مختلفة حول العاصمة بغداد. وتبين أن غالبية الضحايا أخضعت للتعذيب وقتلت رميا بالرصاص علي طريقة الإعدام.
وبدأت أعمال القتل بعدما تولت الحكومة العراقية الحالية السلطة وعينت وزيرا للداخلية هو بيان صولاغ جبر، المسؤول في المجلس الأعلي للثورة الإسلامية في العراق الذي تدعمه إيران.
واعتقلت القوات التابعة للداخلية العراقية آلاف السنة من ضمن خطة لضرب التمرد العراقي. وتقول أحزاب سياسية سنية أن 1600 شخص من الذين اعتقلتهم قوات ترتدي زي الشرطة قتلوا.
ورجح بيترسون وجود المزيد من فرق القتل العاملة ضمن الشرطة العراقية. وتصاعدت مؤخرا عمليات القتل التي تستهدف بعض العراقيين. وعثر في صندوق شاحنة
علي جثث 14 شخصا معصوبين ومقيدين. وكانت مجموعة ترتدي زي الشرطة "اعتقلتهم" من أحد المساجد.
وعين جبر عددا من اللجان للتحقيق في عمليات القتل، وأعرب بيترسون عن قناعته بأن الوزير لا علاقة له بما يجري.
وتساءل: "من هم هؤلاء الأشخاص؟ هذا ما يحاول الوزير معرفته. إنهم يسيئون إليه وإلي وزارته .. إنه لا يدعمهم".
وأوضح بيترسون أنه تم ضبط فرقة القتل "بالصدفة". فقد أوقف حاجز للجيش العراقي المجموعة شمالي بغداد أواخر كانون الثاني (يناير) الماضي. وعندما سئل آمرها ماذا تفعلون قال الحقيقة عن نقل المعتقل لقتلة رميا بالرصاص.
وقال بيترسون: "المذهل في الأمر إنهم يفصحون عما سيقومون به". وتعتقل القوات الأميركية أربعة من مسؤولي المجموعة في سجن أبو غريب، فيما نقل البقية إلي سجن بإشراف السلطات العراقية. أما المتهم بجريمة قتل فهو أيضا في عهدة السلطة العراقية. وأوضح بيترسون أن التحقيقات أثبتت أن أعضاء المجموعة هم من عديد شرطة السير التابعة لوزارة الداخلية، وأن "المحرضين" الأربعة الذين يعتلقهم الجيش الأميركي هم من فيلق بدر التابع للمجلس الأعلي للثورة الإسلامية في العراق.
وتحول اختراق الميليشيات لأجهزة الأمن العراقية إلي مصدر قلق رئيسي للقوات الأميركية التي تتخوف من أن تتحول القوات العراقية بعد انسحابها إلي أداة للتصفيات، ما يؤدي إلي اشتعال حرب أهلية في العراق.