Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

جحا والجرذان آكلة الحديد

نبدا حكايتنا على غير العادة بموضوع قد يعتبره البعض لا يمت الى عنوان المقال بصلة ، ولكن مع سرد القصة سيتضح كل شيء لقارئنا الكريم ، فمن المعلوم لدى القاصي والداني ان العراق هذا البلد النفطي الكبير ، يمتلك ثاني اكبر احتياطي في العالم من هذه المادة الحيوية ، كما ان انتاجه قد يصل الى ( 3000000) ثلاثة ملايين برميل يوميا ، الا انه رغم كل هذا الخير نجد بين الحين والاخر اختفاء العديد من المنتوجات النفطية فيه وخاصة البنزين ، وكذلك النفط الابيض والذي يسميه المواطن جزافا( كاز) ، اذ ومنذ اشهر عدة لم يستلم المواطن حصته المقررة شهريا من الكاز رغم قلتها وهي ( 50 – 75 ) لترا.. نعم هذه هي الكمية المقرة لكل عائلة ونحن اكبر بلد نفطي في العالم .. الله يساعد المواطن الصيني والياباني الذي لا يمتلك في ارضه قطرة واحدة من النفط..!! .. هنا قد يتسائل المواطن وهذا من حقه.. اين اختفت حصته من النفط الابيض.. لا نقول حصته من النفط العراقي لأن ذلك ليس من اختصاص المواطن فهو لا يحق له ان يطالب بتلك الحصة.. بل النفط الابيض وبثمن رخيص جدا لا يتجاوز البرميل الواحد 60000 ستون الف دينار فقط ليستعمله ايام البرد والشتاء على الابواب ..!!؟؟ وهنا قد يستغرب قائنا الكريم من اختيارنا لعنوان المقال لضنه اول وهلة بانه لا يوجد هناك رابط بينه وبين الموضوع .. ولكن ومن خلال القصة التي نسردها ادناه سيجد قارئنا الفاضل ان الرابط موجود وبقوة وخاصة حين يعلم بان هناك جرذان فعلا تاكل الحديد وان جحا قد كافحها بفطنته ... والقصة باختصار هي ...
كان في بغداد ايام زمان تاجر حديد اسمه عبد الله ، وحين قدم موسم الحج اودع عند احد اصحابه واسمه سعد الله كمية كبيرة من الحديد ليستعيدها منه بعد عودته من الحج، فقبل سعد الله بالامانة ووضعها في مكان امين بعيد عن اعين الناس ، ذهب عبد الله مع قافلة الحجاج الى بيت الله الحرام ، والكل يعلم كيف كانت تسير قوافل الحجاج وكم تستغرق من فترة زمنية طويلة .. المهم.. بعد عدة اشهر عاد عبد الله الى بغداد وذهب في احد الايام الى صديقه الحميم سعد الله يطالبه بالامانة المحفوظة لديه وهي كمية الحديد ، فما كان من سعد الله الا الاعتذار الشديد واخذ يضرب راحتي يديه ببعضهما ويقول .. كيف اعتذر منك يا صديقي العزيز عبد الله.. الحقيقة انا خجل جدا وليس ليس وجه لأقف به امامك .. خذ اطفالي واذبحهم عوضا عن الحديد..الحقيقة ان الجرذان لعبت لعبتها معي واكلت كل الحديد ، وها انا امامك تصرف بي كما تشاء .. استغرب عبد الله من الامر وخرج من بيت سعد الله مهموما مغموما وجاء الى بيته كئيبا لا يستطيع ان ينبس ببنت شفة .. وهو يفكر فيما عملته الجرذان.. هل هذا معقول ..ام ان صاحبه قد خدعه..!!؟؟ جاءت زوجة عبد الله وسالته عن سبب كآبته.. فسرد لها القصة من اولها الى اخرها ..حينها ضحكت الزوجة وقالت له.. لا تفكر في الموضوع ابدا واترك الامر لي ، وسيعود الحديد اليك .. اصبر قليلا ... ولكن عبد الله استهجن كلام زوجته اذ اخذته الحيرة هل يمكن ان تقتل زوجته كل الجرذان وتعيد الحديد الذي في بطنها .. هذا ليس بالمنطق الصحيح .... خرجت الزوجة في الحال وذهبت الى بيت جحا ، استقبلتها فاطمة زوجته وجلست الاثنتين معا تتبادلان اطراف الحديث لحين خروج جحا من الحمام ..وحين خرج استغرب من وجود زوجة عبد الله ، ولكن الزوجة الفطنة سردت له قصة الجرذان وكيف ان سعد الله صديق زوجها قد خانه في الامانة الموكلة لديه.. قال لها جحا .. اذهبي الى بيتك وقولي لعبد الله ان يفتح ابواب مخازنه بعد يومين ، اذ سيعود الحديد اليها في تلك الفترة .. خرجت الزوجة من بيت جحا ، اما هو فقد ذهب الى الوالي طالبا منه اذنا مكتوبا ومختوما بختم الوالي يذكر فيه بان جحا سيقوم بابادة الجرذان اللعينة التي تعيث فسادا في مدينة بغداد ، وفعلا حصل جحا على الطلب ،واوعز بذلك الى عدد كبير من العمال والفعلة بان ياخذ كل منهم رفشه وفاسه ويتبعونه الى حيث توجد الجرذان، وحين وصل الى بيت سعد الله ، قال للعمال ، اهدموا هذا الحائط لعلنا نجدها ، فاخذ العمال بهدم الحائط ، فما كان من سعد الله الا ان امتلأ قلبه غيضا واخذ بسب وشتم جحا ومن معه ،ولكن جحا قال له بهدوء، لم الغضب يا سعد الله ، نحن نريد لكم الراحة والامان، انا لي اذن مكتوب من سيادة الوالي يخولني فيه ان ابحث عن الجرذان في بغداد واقتلها جميعا .. قال له سعد الله ، اية جرذان يا رجل انت تهدم داري ، انا لا يوجد في منزلي جرذ واحد .. قال جحا .. كيف هذا يا سعد الله نحن نبحث عن الجرذان التي تاكل الحديد .. قال سعد الله .. الان علمت بانك مجنون يا جحا ، والله ساشتكيك الى الوالي .. وفعلا ذهب سعد الله الى الوالي ليشتكي على جحا ، فاستدعى الوالي جحا وقال له.. انا فوضتك ان تقتل الجرذان لا ان تهدم بيوت الناس ، قال جحا يا سيدي ان في بيت سعد الله جرذان كثيرة جدا ، ومن صنف غريب جدا ، لأنها تاكل حتى الحديد .. ضحك الوالي كثيرا معتقدا ان جحا قد اصابه مس من الجنون وقال .. سامحك الله يا جحا .. هل هذا معقول .. قال جحا .. نعم يا مولاي ، وان كنت لا تصدقني اسال سعد الله .. فسال الوالي سعد الله .. هل هذا صيحي .. قال سعد الله ..لا يا مولاي .. ان جحا مجنون ، فهو يقوم بتهديم داري .. قال جحا .. لكن يا مولاي ان الجرذان اكلت حديد التاجر عبد الله المودع كامانة عند سعد الله حين كان عبد الله في الحج ، والله صدقني ان الجرذان اكلت حديد عبد الله ، ليست تلك مزحة بل حقيقة.. صدقني سيدي الوالي.. فسال الوالي سعد الله .. هل هذا صحيح.. فما كان من سعد الله الا ان ينهار معترفا بالحقيقة وكونه هو الذي سرق الحديد وليست الجرذان المسكينة ، حينها قرر الوالي اعادة الحديد الى صاحبه ومعاقبة سعد الله بضربه عشر جلدات ومكافأة جحا على براعته في تمثيل الدور .. والسؤال هنا ، اين تختفي المنتوجات النفطية العراقية بين الحين والاخر ..؟فهل هناك في العراق جرذان تشرب الكاز او النفط .. هل سنجد بيننا جحا اخر يكشف لنا المستور عن سبب اختفاء المنتوج النفطي الخاص بالمواطن .. ترى من اين سيبدا جحانا الجديد البحث واي بيت سيقوم بهدمه اولا .. ام ان الله سيبعث لنا جحا خاص بالقرن الحادي والعشرين عبر الموبايل والانترنيت وربما باشعة الليزر ليكشف لنا الحقيقية عوضا عن تهديم الدور والمنازل ..فربما سنجده تحت الكراسي..!!! تحياتي

Opinions