Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

جدل جديد حول تغيير العلم العراقي

06/09/2006

بغداد-(أصوات العراق)
بعد محاولات فاشلة لتغيير العلم العراقي عقب سقوط نظام صدام حسين ،عادت قضية العلم لتشغل العراقيين مرة اخرى.. وكان وراء هذه العودة قرار القيادة الكردية بإنزال العلم العراقي من فوق المباني والإدارات الحكومية في إقليم كردستان العراق..وهو القرار الذي أثار ولا يزال جدلا واسعا..وفتح الباب مجددا للحديث عن تغيير العلم..
وفي هذا التحقيق يجيب مواطنون عراقيون عن أسئلة تتعلق بعلم بلادهم وإحتمالات وأهمية تغييره ،وكذلك تصورهم لعلم يكون رمزا لكل العراقيين ولا يمكن ان تغيره الانظمة حسبما يتراءى لها..
يقول المحامي حسن شعبان " أعتقد ان علم ثورة الرابع عشر من تموز 1958 هو افضل ما يمكن اعتماده كعلم يمثل كل مكونات وأطياف الشعب العراقي كونه علم الثورة التي شاركت فيها كل القوى الوطنية والإسلامية."
وقالت الدكتورة فوزية العطية استاذة علم الاجتماع في جامعة بغداد " ليس هناك من خلاف على ان العلم هو رمز الوطن ومن المفروض في هذه المرحلة الحرجة ان يكون ولاؤنا للعراق اولا وأن لا نثير مشاكل جديدة نحن في غنى عنها."
وعن مسألة تغيير العلم العراقي التي طرحت في مجلس الحكم قبل ثلاث سنوات ، قال سكرتير عام الحزب الشيوعي حميد مجيد موسى "قدمت آنذاك مجموعة من التصاميم ولكن مجلس الحكم إتخذ قرارا بتأجيل هذه الإقتراحات وترك البت بها لمجلس النواب وفق الدستور العراقي الجديد الذي اعطى الحق للمجلس حصرا باعتباره الهيئة التشريعية المنتخبة ان يقرر شكل العلم الجديد."
وعن رأي الكتل البرلمانية في العلم الحالي يقول موسى "هناك الكثير من النواب والكتل البرلمانية ترى ضرورة تغيير العلم..وليس غريبا ان يتبدل العلم فقد تغير خلال الخمسة والثمانين عاما الماضية اربع مرات لذا ليس من المستبعد ان تقترح اية جهة سياسية تغيير العلم."
واضاف "وتبقى الكلمة النهائية لمجلس النواب العراقي."
الناقد الموسيقي عادل الهاشمي يقول " أهمية العلم العراقي الحالي ليس في شكله او لونه انما هو المعنى الذي يجسد شرف الامة ،واذا كنا تحت الاحتلال فمن باب اولى ان نخلص بلدنا منه ثم نفكر بعد ذلك في العلم الذي سيجسد وحدة بلدنا المستقل."
ويضيف الهاشمي "مسألة البحث عن علم جديد الان هي (مهزلة) خاصة مع المشاكل الكارثية التي تفرض وطأتها علينا كل يوم."
وتتساءل السيدة هدى الشاوي من شبكة النساء العراقيات ، وهى إحدى منظمات المجتمع المدني ، عن سر اثارة مسألة تغيير العلم العراقي الآن فتقول" لماذا في هذا الوقت بالذات تعرض هذه المسألة وكأنها المشكلة الاخطر..هل انتهت مشاكل العراقيين وحلت حتى تضيف الحكومة مشكلة جديدة؟!."
وأضافت ان "العلم الحالي لم يكن ليمثل صدام حسين ، انه علم العراقيين ،العلم الذي لف اجساد شهدائنا الابرار انه علم العراقيين من زاخو الى الفاو ،فلماذا نسميه علم صدام حسين ، لقد مثل العراق كدولة ،واذا كان صدام قد سقط ،فالدولة العراقية لم تسقط."
السيد اياد جمال الدين عضو مجلس النواب عن القائمة العراقية يقول "تغير العلم مرات عديدة منذ تأسيس الدولة العراقية في النظام الملكي والجمهوري ،وفي كل هذه التغييرات لم تكن الدولة تلجأ لاخذ رأي الشعب.. كانت مجموعة من العسكريين قادرة على تغييره ،لكن العلم المنتظر الذي سينتجه البرلمان هو العلم الذي سيرضى به الشعب والقوى السياسية لكل العراقيين."
ويضيف جمال الدين " سيعهد البرلمان الى لجنة مختصة بوضع تصاميم للعلم والشعار الجمهوري ولجنة اخرى لوضع النشيد الوطني العراقي ،وبالتالي تعتمد اذا ما وافق عليها البرلمان العراقي."
جبار المشهداني مدير اعلام وزارة الثقافة تحدث عن دور الوزارة في مهمة تحديد العلم الجديد ،فقال "الوزارة كجهة تنفيذية ملتزمة حاليا بتصريح رئيس الوزراء نوري المالكي بإعتبار العلم الحالي العلم الرسمي لجميع العراقيين ،وذلك حتى صدور تعليمات جديدة ،حينذاك سيقع على عاتق الوزارة، كونها جهة تخصصية ، مهمة تشكيل لجنة مختصة لإختيار العلم الجديد،ومن ثم يعرض ما تتوصل اليه على مجلس النواب للمصادقة عليه."
السيدة شذا سعد الله مدرسة في مدرسة ابي عبيدة للبنين تقول " نحن مع العلم العراقي الجديد اذا كان يضمن الوحدة الوطنية مع اننا نحب علمنا الحالي ونفرح لرؤيته مرفرفا ،لكن اذا اقتضت الحاجة تغييره فماذا نفعل ،هل نسمح بأن يكون سببا في انقسام العراق."
انعام عباس مسعود سيدة في الاربعين من عمرها تقول"انا احب العلم الحالي وأشعر بأنه يمثل اوجاع العراقيين جميعا، لماذا نستسلم لفكرة انه يمثل نظام صدام حسين."
وتضيف " لقد وجد العلم قبل صدام هذا مانعرفه ، ولم يضف صدام اليه إلا كلمة الله اكبر..فهل تعتبر هذه الكلمة بغض النظر عن الذي كتبها تشويها للعلم؟!."
علاء طعمة عبد الله صاحب محل لبيع المواد الكهربائية يقول " عندما يرفرف العلم العراقي اشعر بأنه اكثر من مجرد علم ..إنه ارتباط روحي توالد منذ ايام بعيدة ..لقد ارتبطنا به منذ سنوات طفولتنا ومن ثم شبابنا وليس من السهل ان نتقبل فكرة وجود علم جديد."
انتظار عبد المحسن موظفة في مصرف الاعتماد التجاري في الثلاثين من عمرها تقول"اذكر انه عندما كان يرفع العلم العراقي في ساحة المدرسة اشعر بأن قلبي يخفق بسرعة ودموعي تنساب لرؤيته مرفرفا..فليس من السهل ان اقتنع بفكرة وجود علم جديد خاصة انني لم أر علما اخر للعراق."
وعن شكل العلم العراقي عبر التاريخ ، قال الباحث التاريخي محمد جواد الغرابي إنه " منذ ثورة العشرين ولحد الان تغير تصميم العلم العراقي اربع مرات ولكن لم تتغير الوانه الاربعة وهي الأسود والأحمر والأخضر والأبيض،وهي مستوحاة من قصيدة لصفي الدين الحلي بيض صنائعنا سود وقائعنا خضر مرابعنا حمر مواضينا."
وعن اول علم عراقي يتم اقراره عقب استقلال العراق يقول الغرابي "تم عام 1921 إتخاذ العلم العراقي الهاشمي علما رسميا للمملكة العراقية وذلك بترتيب الالوان الثلاثة افقيا وهي الأخضر والأبيض والأسود ،مع مثلث احمر مقطوع الرأس فيه نجمتان سباعيتان تمثلان المحافظات العراقية الأربع عشرة."
ويضيف الغرابي " وبعد ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 اقر علم اخر لايوجد به مثلث ولكن به نجمة اشورية حمراء اللون ،وفيها سنبلة ونخلة ترمز الى الزراعة ،اما اللون الأصفر فيه فيرمز الى اللون الوطني للقومية الكردية ،وكان ذلك في عهد عبد الكريم قاسم."
ويتابع الغرابي أنه " بعد ثورة 14 رمضان عام 1963 ،رفع علم الوحدة الثلاثية بين مصر وسورية والعراق وبقيت الوانه الاربعة مع ثلاث نجوم خماسية ..وفي العام 1991 اضيفت له عبارة (الله اكبر) وهو العلم المعتمد حاليا في الدولة العراقية."
Opinions