Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

جُرحنا العَميم

متثاقلونَ
متأففونَ
غاضبونَ
ضجرونَ حدّ المَللْ
حينَ يَمْرُقُ اسمُكِ
من دَفْقِ الحَناجر
يتلوْون أمام ضوء يبصق
صورةً تمتطي القناع
حين يَخْجل الردُّ
ويعلَقُ في جوفِ الجواب
ويفضحُ المارقين
على الجسدِ الناعس
على الرملِ الغض
على الأبوابِ الموصدة
على حليبِ الطفولة
على أرجوحَتِهم
ونبض أعيادهم الغائبة


خاسِئونَ
تَنهشهم أَنيابُ السُؤال
لمّا تعود الذاكرة
إلى حُجرات القُدس
وصراخ عُذريتها.

يا غزةُ ...
هذي قراصنةُ البحرِ
قوافلُ البِرِّ..!
تُجّارُ البَرِّ
يبعيون آياتِ الحُسين
في الطرقات
هذي أصواتُ نشيد ِ
ما عدنا نفهمُ صوتَ المَوجِ
ما عاد الموجُ يَعرفُنا
وعِبرية تعرج على درج اللسان
تَتَعْثر حين الهبوط
على سُلَّمِ الكلام
هذا البؤسُ الركام
هذا الصراخُ العدم
ما أرادوك لغير الموت
فأَردَوْكِ طريدةَ الأنياب
فَاحيي
أَنتِ الحياة
أَنتِ البحر
أَنتِ ظلُ العابرين
إلى الزمان
أَنتِ الشمسُ تتلظّى
في جرنها
برداً
سلاماً
حنطة
مطراً
يُطفئُ
جَمرَ النَجم
والبَرُّ سرير الغزلان
والصيف يُدفئ موجَكِ
والريحُ تَحمل أَنينَ أَكباد
هاجرت قَسراً
فَسدَّت آذانهم
وكان الصمم
في الصميمِ يَلوْذ.

يا غزة ُ
سَنعبرُ ليلتَنا
ونَفتحُ ستائرَ
الجنونَ
لِتعصفَ بنا صَرخاتُ الكراريسِ
وشهقةُ الصبح الغادرِ

يا غزةُ
هذا الضيفُ لعنة
أقام على الجسدِ
قليلاً
قليلاً
يُقيم
وهذي الموائد سمٌ زُعاف
وهذا الجارحُ يرمي موته
فالتقطي حبات
المطر
بفمِ الغبار
وانتفضي
الآن ... الآن
مَزّقي صُحفَ الوعود
نشرات الدجل المُرّة
واشربي ملوحتك
والعَذْبُ صار عذاباً
والوقت خَفْقَتُهُ طعَنة
وجدرانُ الخزانِ قد صدِئت
فدقي الساعة ... يا غزة
واحضني عقاربهَا
لن تلسع
وراقصي الجُرحَ
حَجلاً...
والحجلُ يعود
ما دام الموجُ في البحرِ
يَهْدرُ بالنصرِ
والكونُ أَصم
لا يَسمعْ .

يا غزةُ
أَشعلي رملَ شاسعنا
كي نرى حدائق َ
الموجِ تَطْفو
وتضيءُ أريج َالحرائقِ

يا غزةُ
كم دمعةً تحتاجينَ
كم طلقةً مُرِّقت على الأشلاء
كم لعنةً ستتلوها دأدأة الطفولة
كم غارةً سوف تحَِلُّّ
وتحط على جبينِ
الحُزن
وكم نظرةً تحطُّ على جبينِ
الخَجل
يا غزةُ ..
...
...
يا جرحنا العميم.

Opinions