جغرافية العالم الجديد وفق الرؤية الأمريكية
المقدمة :انطلق القطار الأمريكي في بداية خمسينيات القرن الماضي حاملا ( الثوار العرب ) الجدد برتبهم العسكرية المختلفة لإحلال رجال حكم جدد بديلا عن ( عملاء ) قدماء اختلفت ولاءاتهم بين بريطانيا العظمى وفرنسا والعالم الجديد المسمى بـ ( أمريكا ) التي دخلت على الخط ضمن مشاريع استعمارية جديدة أخذت لها تسميات عدة بعد الحرب العالمية الثانية وتدخلها المباشر لإسقاط حكومة الدكتور محمد مصدق في إيران وإعادة الشاه للحكم بواسطة رجل المخابرات الأمريكي ( كرميت روزفلت ) الذي أصبح فيما بعد راعي الانقلابات العسكرية في المنطقة والمخطط الرئيسي لانقلاب 23 يوليو 1952 في مصر لإزاحة الملكية الذي قاده البكباشي ( المقدم ) جمال عبد الناصر حسين خليل سلطان، كـ ( مشروع النقطة الرابعة ) ، ومشروع المساعدات المقدمة للشعوب ، ومن ثم جاء ( حلف بغداد ) أو حلف السنتو .
وبسقوط حلف بغداد بقيام ثورة الرابع عشر من تموز العام 1958 تخلخل المشروع الأمريكي الجديد في المنطقة التي كانت تسمى بـ ( الشرق الأدنى ) وتغير اسمها لـ ( الشرق الأوسط ) وبدأت الجهود من جديد للتنسيق بين مصر عبد الناصر وحزب البعث الفرنسي الفكرة والمنشأ لإسقاط ثورة 14 تموز ، عندما حاولت فرنسا التغلغل في المنطقة العربية من خلال رجال كانوا يتلقون العلم فيها أسسوا تنظيمات على غرار الأحزاب الفاشية التي كانت شائعة آنذاك في أوربا وسقطت بانتهاء الحرب العالمية الثانية وتمثلوا في كل من ( ميشيل عفلق " حزب البعث " الذي اتحد من بعد ذلك مع حزب أكرم الحوراني " الحزب العربي الاشتراكي " وأصبح اسمه الجديد " حزب البعث العربي الاشتراكي " ، الحبيب بورقيبة " الحزب الدستوري التونسي " ، بيار الجميل " الكتائب اللبنانية " ، انطون سعادة " الحزب القومي السوري الاجتماعي " ) .
ثم توالى نزول ( الثوار ) الجدد وفق الأجندة الأمريكية متواصلين بالحكم حتى ضاقت بهم الإدارة الأمريكية التي قررت بعد تجاربها الكثيرة الفاشلة ووفق نظرية ( الفوضى الخلاقة ) إعادة ترتيب المنطقة من جديد ولكن وفق تكتيك الكتروني جديد ومن دون خسائر وجريا على المثل العراقي ( نارهم تاكل حطبهم ) سمي بـ ( الفيسبوك) .
لماذا المنطقة العربية فقط ؟:
رغم وجود دكتاتوريات مزمنة في المنطقة العربية وكونها تجثم ككابوس على صدر المواطنين العرب المحرومين من خيرات بلدانهم التي تفتقر لأبسط أنواع الديمقراطية في عصر العولمة والتقدم التكنلوجي العلمي ، فإن هناك أيضا دول أخرى عديدة في العالم الثالث تعيش نفس مأساة وظروف المواطنين العرب من حيث انحسار الحريات أو عدمها وقمع سلطوي مثيل للقمع السلطوي العربي أو أكثر منه لكن لماذا المنطقة العربية وبالذات دول نفطية معينة أو دول ذات مواقع ستراتيجية إما إنها محاددة لإسرائيل أو تقع على مضيق هرمز منطقة مرور ناقلات النفط المهمة وتواجد الأسطول الخامس الأمريكي في البحرين ؟؟ .
وقد تم رسم الخطة الجديدة كتكتيك جديد للإدارة الأمريكية بعد سقوط نظرية التدخل الأمريكي المباشر في كل من أفغانستان والعراق ، والفشل الذريع الذي جابهته نظرية ( الفوضى الخلاقة ) ، لذلك استعيض عنها بتحريك غير مباشر للشعوب عن طريق اللعبة الجدية المسماة بـ ( الفيسبوك ) .
وقد لاحظنا إن نفس السيناريو قد نفذ في إسقاط دكتاتوريين هما زين العابدين بن علي حاكم تونس الأبدي بديل حزب بورقيبة وحزبه الدستوري المهيمن على كل مفاصل الدولة التونسية . وحسني مبارك خليفة حكم العسكر المصري الذي توارث السلطة منذ انقلاب 23 يوليو 1952 المشؤوم حتى لحظة سقوط مبارك وتسلم العسكر أيضا السلطة بديلا عنه.
لم إذن الكيل بمكيالين ؟:
وما يراه المواطن العربي العادي إن هناك سياسة مختلفة وتآمر واضح ومكشوف على دول العرب التي تقع هي وشعوبها ضحية للسياسة الأمريكية في عصر العولمة ، أو إن المقبول في بعض الدول غير مقبول في دول أخرى . فإسقاط دكتاتور لا أهمية قصوى لدولته مثل تونس لا يتماثل تماما مع ما حصل في كل من ليبيا القذافي الذي تم التعامل معه كما فعل جورج بوش الأب بالسماح للدكتاتور السابق صدام حسين بعد ثورة الشعب العراقي ضده بسحق العراقيين بمختلف الاسلحه الفتاكة ، عندما انتفضت 14 محافظة عراقية من 18 محافظة بعد هزيمتة الشنيعة من الكويت هربا من القوات التي تسارعت لما سمي بـ ( عملية تحرير الكويت ) ، وترك الجزء الذي استقطع من الوطن العراقي في مقتبل القرن الماضي بعد أن استولى عليه هاربا بجلده بصورة مخزية .
كذلك وقف عالم الفضائيات العربية الذي يحرض على إسقاط الحكومة العراقية كقناة الجزيرة الصهيونية المنشأ والشراكة المالية وغيرها من الفضائيات البعثية العراقية كقناتي الشرقية والبغدادية وقنوات البعث المنطلقة من الداخل والخارج ، وهذا العالم الفضائي وقف أيضا عند نقطة معينة فاصلة من ثوار البحرين لا بل وقف البعض محرضا مطالبا بذبحها ، ولم يتحرك أي منها عندما تحركت القوات المحتلة العائدة للسلطة السعودية المتخلفة المحتلة أصلا لبلاد الحرمين في جزيرة العرب مع ما يسمى بقوات دول الخليج العربي او ( قوات درع الجزيرة ) الذي هرب عندما احتل صدام الكويت وأطلق ساقيه للريح أي ( درع الجزيرة ) عندما اجتاحت القوات العراقية مدينة الخفجي السعودية . وتركت الشعبين اليمني والليبي يذبحان بدم بارد كما تم ذبح الشعب العراقي أيام انتفاضتة ضد الدكتاتور صدام حسين . بينما أخذت قناة الجزيرة دور المحرض على غرار ( سيروا ونحن من ورائكم ) ، فالذي تتم ابادتة هم الليبيين والعقيد المجنون اخذ ضوءا اخضرا للقتال ضد شعبه الأعزل ، والدليل على ذلك الصمت المريب للرئيس الأمريكي الذي بدا خطتة الجديدة في تغيير العالم العربي السابق عن طريق تحريض شعوبها بدءا من خطابه في القاهرة أول بدء ولايتة ، والتصريحات المقصودة لمدير وكالة المخابرات الأمريكية CIA الذي قال بان تفوق القذافي سيعيد السلطة له .
هل كانت التحركات الشعبية تلقائية؟ :
وقد لاحظ المراقبين للأحداث التي جرت لإسقاط الدمى الأمريكية في المنطقة علامات عدة تظهر مدى التحضير والتنظيم لتلكم الأحداث التي لم تأت بصورة تلقائية إذا نظرنا للأمور بعين المراقب الناقد . وحده العريف علي عبد الله صالح رئيس اليمن هو الذي قال الحقيقة التي يعرفها لكونه كان جزءا ً من المكون المتآمر في المنطقة وبخطط أمريكية وأموال سعودية ، والذي جاء للسلطة بعد اشتراكه بقتل الرئيس إبراهيم الحمدي هو وأخوه عبد الله الحمدي في 11 أكتوبر 1977 مقابل توليه منصبا كبيرا في الحكومة اليمنية ، ثم قيل انه شارك في قتل الرئيس الذي تولى السلطة بعد مقتل الحمدي وهو المقدم احمد الغشمي واتهم جمهورية اليمن الديمقراطية بقتله ، وكل ذلك جرى بتآمر وأموال سعودية . حيث قال الرئيس اليمني بعد أن أحس بقرب سكين الشعب من رقبتة خلال لقاء مع أساتذة كلية الطب في جامعة صنعاء حضره صحافيون إن "ما يدور الان هو عبارة عن ادارة اعلامية ... هذه عاصفة رياح التغيير".واضاف "هناك غرفة عمليات لزعزعة الوطن العربي في تل ابيب وهؤلاء (المتظاهرون) ما هم الا منفذين ومقلدين".واوضح ان "غرفة العمليات" التي يتحدث عنها "موجودة في تل ابيب وتدار من البيت الابيض". وتابع "لا احد يكذب على احد " . ولكون الرجل صحى أخيرا بعد إن أحس بقرب عودتة من حيث أتى بالقطار الأمريكي الذي سيقله في رحلة العودة ، فقد قال ما قال بكل وضوح ، لكن الإدارة الأمريكية لم تتركه يتحدث على هواه ، فأسرع يعتذر لها ولم يتحدث معه سوى موظف عادي بالبيت الأبيض وهذه دلالة واضحة على تأكيد رحيله المقبل .
وهناك علامتان ظاهرتان تنبئان كل مراقب بما جرى بأنه كان بترتيب وتنسيق مسبق وكان كما قال علي عبد الله صالح اولهما إن هناك مقابلة جرت في قناة الحرة تحدث فيها شاب لبناني قدم على انه خبير برامج انترنيت والذي قال بأنه وأصدقاء له قد طوروا بعض البرامج بصفحة الفيسبوك وسمعوا أصوات تتحدث وأغان عن ثورة للشباب لذا فكروا بنشر كل ما يستطيعون ولكنه أضاف نحتاج لمترجمين !! ، لذلك وجهنا نداء على النت وحصلنا – يرجى التمعن بالكلام – على 1000 مترجم من جميع اللغات ومن ضمنها الصينية . السؤال كيف تم الحصول على هذا الكم الهائل من المتطوعين بدون مقابل ؟؟؟؟!! .
إما الأمر الغريب الثاني فهو كمية الأعلام الليبية القديمة أو علم الاستقلال التي زخت كالمطر وبكميات هائلة وبصوره سريعة ومفاجئة ، فأين كانت تلكم الأعلام ومن الذي جهزها بتلك الكميات؟؟؟؟!! . وقد وجدنا إثناء التحضير للانتخابات البرلمانية العراقية الاخيره انتخابات آذار 2010 صعوبة في الحصول على كمية من الأعلام العراقية لكي نضعها في كل محطة انتخابية في المركز الانتخابي للنمسا في العاصمة النمساوية فيينا ولكننا وجدنا إن توفير كمية من الأعلام يحتاج وقتا طويلا لأعدادها مع مال كثير فمن أين خرجت كل تلكم الأعلام ومن جهزها قبل التحضير للانتفاضة الشعبية؟؟؟ !!
النأي بدول الطوق الأمريكي عن الاحداث الأخيرة :
لاحظ الكثيرون إن المجاميع من دول الطوق والمحميات الأمريكية في المنطقة وخاصة محمية قطر التي تتمركز فيها اكبر قاعدتين أمريكيتين كبيرتين في العالم ( السيلية والعيديد ) قد تم حمايتها من ألاعيب الفيسبوك ، حيث استطاعت فقط مجاميع صغيرة من المواطنين المهمشين في المنطقة الشرقية للجزيرة العربية المسماة زورا بـ ( السعودية ) الخروج وطرح مطاليب جماهيرية كانت أهمها إطلاق سراح المعتقلين وقمعت بكل وحشية من قبل النظام الثيوقراطي الحاكم في الجزيرة العربية وهدد ابن النظام العائلي سعود الفيصل قائلا : ( سنقطع أي إصبع ستمتد الى المملكة ) . بينما جرى تدمير صفحة الفيسبوك العائده للقطريين . وعندما تجري أي تظاهرة في احد محميات الخليج يردد الإعلام نغمة وجود غرباء عن الوطن هم من يحاول التشويش وعرقلة مكتسبات البلد .
إذن نحن أمام أمر مدبر للإطاحة ببعض الدكتاتوريين الذين ألقى بهم القطار الأمريكي في بعض البلدان وجاء في رحلة العودة لكي يقلهم لمحطاتهم الأخيرة حيث ستكون هناك مفاجئات مرضية لكل واحد منهم بعد أن كانوا موفوري الصحة والحال، صحة وعافية وشعور مصبوغة بالسواد كبيرهم وصغيرهم على السواء ، وحالة شاه إيران ليست ببعيدة عن العيان إذ هاجمه السرطان بسرعة البرق ومات وسط دموع السادات وقبر هناك ، والمعروف سابقا عن معاوية لن ابي سفيان قال ( إن لله جنودا من عسل ) ، واعتقد ان المقولة الامريكية تقول ( إن لله جنودا من مواد مشعة ) حيث يتم زرقها بسهوله في الجسم وهي عبارة عن نظائر مشعة تستخدم في علاج الأورام السرطانية كالكوبلت والذهب المشع والراديوم المشع وغيرها والتي تجري مع الدم وتسبب سرطانا بالجسم إذا أعطيت بكميات كبيرة للجسم ومن دون الحاجة إليها .
لم كل هذه الضجة المفتعلة والفبركات ؟؟!! :
رب سائل يقول لم كل هذه الضجة المفتعلة والفبركات التي صاحبت عملية إقصاء الدكتاتوريين والضحايا الكثيرة وضجيج الإعلام العربي الذي يردد بطريقة ببغاوية بحتة ( وللحرية الحمراء باب ) ، وقصائد الشعراء التي وصلت لحد المعلقات ، وكتابات كل من هب ودب أو كما قيل في المثل العراقي ( الكرعة وأم الشعر ) ؟؟! ، ويأتي الجواب بكل بساطة إن في فبركة هذه العملية ومصاحبتها بالضجيج الإعلامي غرض اقتصادي بحت لم يفكر به ( القادة التاريخيين ) لدول العرب المغلوب على أمرها حيث يختزن كل ( أبطال الأمة العربية ) ما ينهبونه من خزائن بلدانهم في بنوك أوربا وأمريكا وبالتالي سيتم وضع اليد عليها بعد تجميدها وستكون هناك معاملات ومماطلات وضرائب ورسوم لكي يتم استرجاع جزء يسير منها ، او لن يتم استرجاع أي شئ ، بينما ستضيع مليارات عدة خاصة تلك التي وضعت بأرقام سرية في بنوك سويسرية أو أمريكية .
إذن من الخاسر في هذه الحالة ومن الكاسب وعليكم الجمع والطرح لكي تصلوا للنتيجة المؤلمة والتي يستطيع طالب ابتدائي حصرها بكل سهولة؟؟! . كذلك تمت إضافة نقاط عديدة على اليمين لحسابات كبار شركات النفط الاحتكارية والبنوك العالمية والمؤسسات المالية نتيجة صعود أسعار النفط الخيالية وتداول الدولار بالصعود والنزول وشراء السلع والمواد الغذائية من قبل الدول الغير منتجه من دول العالم المتمدن كما يقال ، وكل دكتاتور عربي وانتم بخير .
الخاتمة :
"إن الديمقراطية لا تنمو في أرض داستها أحذية الأمريكان" "هيرالد تريبيون" 8/11/2004 ، لذلك فالقول ( تهدف نظرية "الفوضى الخلاقة" التي تتبناها أمريكا في البلاد العربية إلى إعادة تشكيل خارطة "المنطقة" العربية الممتدة من المحيط الأطلسي حتى الخليج العربي، وذلك عن طريق تفجير الصراعات الداخلية وتأزيم الأوضاع الحالية، وإذكاء الخلافات الطائفية والقبلية والعنصرية والاختلافات السياسية، كل ذلك من أجل إعادة "رسم خارطة المنطقة" بما يتوافق مع المصالح الصهيو-أمريكية.) ، هو قول صحيح وذلك عن طريق " دمقرطة " المنطقة العربية - الاسلامية خاصة ، وهو ما سمي بـ ( الشرق الأوسط الكبير ) ، وأيد تلك الدراسه التي نشرتها صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" نشرت يوم 26 فبراير/شباط مقالة للمحلل السياسي سيرغي كورغينيان يقول فيها: ( إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يقود مخططا يهدف إلى تقسيم العالم، وما حدث في تونس ومصر ما هو إلا جزء من لعبة كبيرة المرحلة الأولى منها بدأت بتفكيك الاتحاد السوفيتي من خلال سياسة إعادة البناء "البيريسترويكا" التي قادها الرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف وفتحت الباب أمام إعادة رسم خريطة أوروبا. وكان العنوان الأبرز لهذه المرحلة سقوط جدار برلين. ويرى كورغينيان أن ما قاله الرئيس أوباما، من أن التغيير الذي حصل في مصر يوازي بأهميته سقوط جدار برلين يؤكد أننا نعيش اليوم المرحلة الثانية من اللعبة الكونية.) . ويضيف كورغينيان قائلا : ( عندما يعبر عن ثقته بأن الولايات المتحدة تستعين بعناصر تابعة لها لتأجيج الشوارع في مصر وتونس وغيرهما من بلدان الشرق الأوسط. وهذه العناصر على صلة وثيقة بما يسمى بـ "الخلايا الإسلامية النائمة". مؤكد أن جون برينان النائب السابق لمدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، الذي يعمل حاليا مستشارا للرئيس الأمريكي لشئون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب، هو الذي يسهر على تأجيج نيران الاضطرابات في المنطقة. وبالإضافة إلى برينان ثمة مجموعات مختلفة كبيرة ومؤثرة، تقف خلفه وتدعم جهوده. ومن أهم هذه المجموعات الجماعات المتعددة الجنسيات التي تمتهن تجارة السلاح والمخدرات. ففي أفغانستان على سبيل المثال تضاعف إنتاج الهيروين منذ دخول القوات الأمريكية إلى ذلك البلد، بنحو ثلاثين ضعفا. علما بأن الوسيلة المفضلة المتداولة في تجارة المخدرات ليست النقود، بل السلاح. أي أن المخدرات يجري مقايضتها بالسلاح. والسلاح يصبح حاجة لا غنى عنها في أوقات النزاعات، وبعد توفر عنصر السلاح تظهر الحاجة لخدمات الإرهابيين ) . وقد أكد هذه الحقيقة مدير ندوة المخدرات التي جرت قبل فترة في المقر الأوربي للأمم المتحدة في فيينا عندما قال : ( بان المخدرات والإرهاب توآمان كل يكمل الآخر ) .
إذن نحن إمام تغيير واسع وكبير يجري بكل سلاسة بواسطة الولايات المتحدة الأمريكية التي (نشطت في تجنيد الإرهابيين وتدربيهم نخبة من عناصر الاستخبارات. ومن أبرز هذه الوجوه تيد شيكلي الذي كان موظفا ساميا في وكالة المخابرات المركزية متخصصا في تمويل أنشطة العملاء السريين، والذي جند ودرب عددا كبيرا من الإرهابيين المحترفين في دول جنوب ـ شرق آسيا. وفي وقت لاحق بدأ "طلاب" شيكلي يمارسون أنشطتهم الإرهابية بشكل مستقل ويعملون لحسابهم الخاص بالإضافة إلى عملهم لصالح الولايات المتحدة ) . وبحسب تقديرات كورغينيان فإن قيمة "الخدمات" التي تقدمها المجموعات الإرهابية المتعددة الجنسيات تقدر بـ تريليون دولار.
ترى ما الذي تريد أمريكا من تحريضها للأحياء الصغيرة المطلة على الخليج والمسماة زورا بدول مع كبيرتهم السعودية بهذا التصرف العدواني الأهوج باحتلال جزيرة البحرين ؟؟! . وهل تحتاج المنطقة المشتعلة دوما تحديات أخرى بحجم الكارثة التي ستقع حتما إذا استمر تدفق قوات ما يسمى بـ ( درع الجزيرة ) في جزيرة البحرين لن تستطيع عند اشتعالها أن تطفئها القوة النيرانية لسفن الأسطول الخامس الأمريكي المتواجدة عند شواطئ البحرين إلا بحرب عالمية ثالثة ؟؟!! .
* ناشط في مجال مكافحة الإرهاب
www.alsaymar.org
fakhirwidad@gmail.com