جلسة للبرلمان العراقي تشهد اتهامات باذكاء الفتنة الطائفية
21/11/2006(رويترز) - شهد البرلمان العراقي يوم الثلاثاء جلسة حامية شهدت تبادل اتهامات باذكاء الفتنة الطائفية وتأجيج الصراع الطائفي تقاذفها قادة واعضاء بارزون للكتلتين البرلمانيتين السنية والشيعية.
ومع بداية جلسة البرلمان العراقي التي رأسها خالد العطية نائب رئيس البرلمان (شيعي) اتهم جلال الدين الصغير القيادي في قائمة الائتلاف العراقي الشيعي الموحد وعضو المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق مجموعات مسلحة بالوقوف وراء عمليات القتل التي تجري في نواحي مدينة بغداد.
وقال الصغير ان مايحدث "في مناطق حي العدل وحي الجامعة.. سيفتح ابواب جهنم امام الشعب العراقي وسيفقد الناس ايمانهم بهذا (المجلس) وبعدها لن يكون هناك الا الاكتفاء باللجوء الى الميليشيات."
وتقع مناطق حي الجامعة وحي العدل غرب بغداد. وهما منطقتان فيهما اغلبية سنية وقال عنهما الصغير انهما تشهدان عمليات مسلحة كانت نتيجتها وقوع عدد من عمليات القتل ضد الشيعة.
واتهم الصغير اعضاء من البرلمان العراقي "بالتحريض على العنف وهو الذي اقسم في هذا المجلس (البرلمان) على ان يحافظ على القانون."
وقال الصغير ان دعوات حل الميليشيات يجب ان ترافقها ارادة جدية بازالة المبررات التي تدعو الى وجودها "والتي تدفع الناس الى حمل السلاح" في اشارة للاعمال المسلحة التي تجري في البلاد وعمليات القتل الطائفي.
واتهم عضو البرلمان هادي العامري القيادي في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق (شيعي) عدنان الدليمي رئيس قائمة التوافق العراقية السنية "بالنفاق السياسي"
وفي اشارة الى تصريحات سابقة للدليمي قال العامري انها لقاءات للدليمي في قنوات تلفزيون فضائية "ان نشتم هذه الدولة ونحن جزء منها فهذا نفاق سياسي لا يليق بالحضور."
ودعا العامري الى "الوقوف وراء الدولة وتقويتها والتخلي عن احزابنا وميليشياتنا وحركاتنا.. وان نساهم مساهمة حقيقية في بناء هذه الدولة."
وقال الدليمي في رده على تصريحات جلال الدين الصغير ان "كل ماذكره الشيخ جلال (الدين الصغير) عن حي العدل وحي الجامعة لا اساس له من الصحة."
واضاف الدليمي "انا اطالب من مجلس النواب بتشكيل لجنة لدراسة وضع حي العدل وحي الجامعة."
واتهم الدليمي الصغير بانه "احد عناصر الفتنة الطائفية وارجو ان يتكلم بغير هذه الاساليب."
ووسط احتجاجات من رئيس الجلسة خالد العطية واعتراضات من بعض الاعضاء كادت تحول جلسة البرلمان الى فوضى قال العطية "ان هذه اللغة مرفوضة وغير مقبولة وان هذه العبارة ستشطب من المحضر."
ورد الدليمي "ان تشطبها او تبقيها فهذه كلام اخر." وقال ان ما قاله النائب العامري "غير صحيح."
واضاف وهو يوجه حديثة الى حيث مكان جلوس النائب الصغير والعامري "نحن نمد ايدينا اليكم بكل مافيه من خير للعراق لكن نطالبكم بان تحترمونا وتحترموا وجودنا."
ومضى يقول "انا هنا في مجلس النواب قلت لكم عاملونا (باحترام) انتم لا تتعاملون معنا وكاننا مجوس او يهود.. مساجدنا تحترق وتغتصب وابناؤنا يقتلون في كل مكان."
وهذه اول جلسة للبرلمان العراقي يتم فيها تبادل اتهامات حادة وقاسية بين اعضائه بهذا الشكل.
وتجسد حادثة يوم الثلاثاء حجم الهوة وعمق الخلافات بين الكتلتين البرلمانيتين المتنافستين والمتقاتلتين السنية والشيعية وهي اتهامات طالما اعتبرها كثير من السياسيين ومن العراقيين انها تلقي بظلالها على الشارع العراقي وسبب رئيسي لما يشهده الشارع العراقي من تدهور امني.
وقال النائب فؤاد معصوم من القائمة الكردية ان "الكلمات التي سمعناها دخلت في عمق المواضيع وخرجت عن الاساليب المغلفة وتكلمت بصراحة."
ووصف معصوم الاتهامات المتبادلة بانه "شيء مفيد."
واضاف ان اعضاء البرلمان اعتادوا في احاديثهم السابقة "على تغليف الكلمات... بينما الناس في الشارع تتحدث بصراحة."
وطالب معصوم بان يكون ماحدث مدخلا "مفيدا للدخول في حوار جاد وتسمية الاشياء بمسمياتها ووضع النقاط على الحروف."
وطالب حميد مجيد من القائمة العراقية التي رأسها رئيس الوزراء السابق اياد علاوي من رئاسة المجلس "بايقاف النقاش او ان تمنع ظهوره في الاعلام لان الديمقراطية لا تعني التشجيع على سفك الدماء."
وطالب موسى من "جميع الاخوة للبحث الجاد للخروج من هذا المازق الذي يواجهه البلد."
وتحدث اعضاء اخرون طالبوا بالتهدئة والابتعاد عن الاتهامات وقال اياد السامرائي العضو في الحزب الاسلامي العراقي (سني) ان هذا المجلس "هو امل العراقيين... واذا فقد العراقيون ثقتهم بهذا المجلس فان مستقبل البلاد كله سيكون مجهولا