جموع الشيعة تخرج لاحياء ذكرى أربعينية الحسين رغم الهجمات
07/03/2007رويترز/
تحدى أكثر من مليون شيعي يوم الاربعاء التفجيرات وهجمات المسلحين وتدفقوا على مدينة كربلاء المقدسة لاحياء ذكرى أربعينية الحسين بعد يوم من مقتل العشرات في سلسلة من الهجمات.
ووقع المزيد من أعمال العنف فقتل سبعة من الشيعة وأصيب 23 في انفجار قنبلة على الطريق في حي الدورة بجنوب بغداد. كما قتل مسلحون شيعيا اخر وأصابوا ثلاثة في وسط بغداد.
وقال جبار علي الذي سار على قدميه ثمانية أيام مع أسرته قادما من مدينة البصرة بجنوب العراق حتى وصل الى كربلاء "هذه الافعال لن توقفنا."
وشن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الشهر الماضي حملة أمنية كبرى في العاصمة بغداد دعمتها القوات الامريكية شهدت قدرا من النجاح في خفض عدد جرائم القتل التي ترتكبها فرق الموت والتي يلقى باللوم فيها على ميليشيات شيعية.
لكن التفجيرات لم تتوقف واستهدف الكثير منها تجمعات الشيعة الذين يقولون انهم في حاجة الى الميليشيات لحمايتهم من المسلحين السنة.
وجاء هجوما الاربعاء وهجوم اخر بالرصاص أسفر عن اصابة ستة من الشيعة على جسر في بغداد بعد مقتل نحو 140 شيعيا في تفجيرات وحوادث اطلاق رصاص يوم الثلاثاء.
وسار محمد نصرة (31 عاما) أربعة أيام ليصل الى كربلاء التي تقع على بعد 110 كيلومترات الى الجنوب من بغداد.
وقال "على رجال الدين اصدار فتوى تدعو الناس للبقاء في منازلهم والاكتفاء بتلاوة القران بسبب هذا الوضع...الشيعة مستهدفون...وهذه فرصة لقتل عدد كبير منهم."
لكنه قال انه مضطر للذهاب الى هناك لانه نذر أن يفعل ذلك.
وفي العام الماضي أدى تفجير مرقد الامامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء الى تصاعد أعمال العنف الطائفية في العراق والتي هددت بدفع البلاد الى حرب أهلية شاملة.
وحثت واشنطن التي أرسلت قوات اضافية الى بغداد المالكي على التعامل مع الميليشيات الشيعية بنفس الحسم الذي يتعامل به مع المسلحين السنة ولكن أحدث الهجمات على الشيعة ربما تزيد من ضغوط حلفائه الشيعة ليبذل المزيد من الجهود لحمايتهم.
وخرجت جموع الشيعة الى شوارع بغداد يوم الاربعاء مما أدى لحدوث أزمات مرورية في الوقت الذي تدفقوا فيه على الطرق الرئيسية.
وتتجه جموع الشيعة الى مدينة كربلاء سيرا على الاقدام وفي حافلات لاحياء أربعينية الحسين حفيد النبي محمد الذي قتل عام 680.
وقال اللواء محمد أبو الوليد ان نحو 1.5 مليون شيعي موجودون في المدينة الاربعاء.
وفي مدينة الحلة المجاورة فجر مهاجمان انتحاريان كان كل منهما يضع حزاما ناسفا نفسيهما يوم الثلاثاء في وقت متزامن تقريبا في شارع مزدحم مليء بالخيام التي أقيمت لتقديم الطعام والشراب وأماكن الراحة للزوار المسافرين الى كربلاء.
وقال محمد عبد الرضا الخفاجي مدير عام دائرة صحة بابل ان عدد القتلى بلغ 105 ولم يتم التعرف بعد على هوية 35 منهم. وهذا يعني خفض العدد الذي كان قد أعلنه الاطباء في وقت سابق والذي بلغ 115 قتيلا.
وتدفق مئات الالاف على شوارع كربلاء. وأحكمت الاجراءات الامنية تحسبا لتكرار الهجمات التي تستهدف الشيعة على غرار الهجوم الذي أسفر عن مقتل 171 شيعيا في بغداد وكربلاء في مارس اذار عام 2004.
وقال محافظ كربلاء عقيل الخزعلي ان عشرة الاف فرد من الشرطة والجيش انتشروا داخل المدينة وحولها الى جانب اقامة 60 نقطة تفتيش عند المداخل الاربعة للمدينة حيث يحظر دخول السيارات الى وسط المدينة.
وقال علي محمد الحيدري (43 عاما) من النجف انه ما زال قلقا بشأن الوضع الامني مضيفا "لا يمكنهم منع بعض المتسللين من الدخول مع الزوار كما رأيتم في الحلة."
وأردف قائلا "هناك بعض الخوف والقلق ولكن عندما أرى الناس يسيرون وأرى ايمانهم أحاول التغلب على خوفي."