Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

جندي باسل

 

لا تزال حرارة نقاشنا حول الاوضاع في الفلوجة تثير لدينا أسئلة تبحث عن اجابات واضحة، منها: متى تحط المعارك هناك رحالها؟  وهل من نهاية ايجابية تحسم الامر وتثبت ركائز ألاستقرار  كما استحضرنا، نحن زملاء واصدقاء الشهيد خريج كلية العلوم السياسية فرع النظم، النقيب علي خميس، حرارة دفاعه عن عسكريته وانحيازه في هذه المعركة الى العراق المسالم الامن المستقر، وذلك قبل ثلاثة اسابيع من يوم 23 اذار، يوم  استشهاده في احدى جبهات القتال في الفلوجة، عندما شرفنا بزيارته لنا. كان يدافع عن العراق من عبث قوى الإرهاب وقد قال: لم يعد مشروعها يستهدف المدنيين في الاسواق والشوارع والمؤسسات الرسمية بهدف التخريب وإشاعة الذعر والخوف الى جانب اعاقة البناء، وخلق الفوضى. فإستراتيجية قوى الارهاب الجديدة تعدت ذلك الى هدف اكثر خطورة، حيث تذهب الى اسقاط النظام برمته، وإقامة حكم على وفق نموذج طالبان!  

كان نقاشنا مكثفا ومحزنا ومؤلما في ذلك اليوم، وقد تبادلنا ما تيسر لدينا من معطيات استقيناها من متابعات لما يتم تداوله في وسائل الاعلام حول الاوضاع السياسية والعسكرية والمعيشية في الانبار، والمعارك التي اريد لها ان تحسم في ايام قلائل وها هي تتعدى الثلاثة أشهر وتستمر بحيث لا يمكن التكهن بنهايتها، هذه الحرب التي لم تنحصر ساحاتها في بعض مدن الانبار ، بل امتدت الى مساحات واسعة من محافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك والموصل، ما ينذر بمخاطر غير قليلة. سيما وان فصائل الارهاب اعلنت قبل ايام عن تشكيل مجلس سياسي لها، بعد ان استكملت تشكيل مجلسها العسكري، في مقابل تفكك اواصر العلاقات بين القوى الماسكة بالسلطة، بل وصل الامر حد القطيعة ان لم اقل الاحتراب في ما بينها. كذا الامر داخل الكتلة السياسية الواحدة.

لم يشعر المتنفذون بمسؤولياتهم تجاه امن وسلامة ومستقبل البلاد، ويبدو ان صراع المصالح الفئوية والشخصية اهم عندهم من كل المخاطر التي تخيم على العراق وحوله، فلا يصل الاحساس بالمسؤولية الى مستوى ما عند صديقنا الجندي الباسل علي خميس. حيث قال لا يعنيني زيد او عبيد من القادة المتنفذين، كونهم جميعا غير معنيين بمستقبل العراق الأمن فالعراق هو العنوان الاساسي لي في مكافحة الارهاب الذي يتطاول على هذا الوطن العزيز.

هكذا، في الوقت الذي يخوض فيه المتنفذون صراعهم غير المبرر مع بعضهم، غير عابئين بالنتائج الكارثية على سلامة العراق، في هذا الوقت يخوض الجندي العراقي وزملاؤه المعركة من اجل درء المخاطر المحدقة بامن العراق.

كان صديقنا الباسل يدرك ان عودته هذه المرة الى الفلوجة، لن تكون رحلة نزهة، بل انها مواجهة مع الموت.  قال ساذهب رغم معرفتي اني ذاهب الى حتفي، لكن لا بديل لي عن هذه الرحلة ما دامت تحمل قدراً معيناً في الوقوف مع العراق، هذا العراق المثخن بالجراح على ايدي قوى الارهاب التي استزفت قواه البشرية، والقوى السياسية الحاكمة التي استنزفت وحدته الوطنية وهددت تماسك نسيجه الاجتماعي، وقوى الفساد التي استنزفت موارده المالية.

 

 

Opinions
المقالات اقرأ المزيد
التصعيد ضد اقليم كوردستان عودة الى سياسة القمع التعيسة د. حبيب تومي / بلاد ما بين النهرين ( ميسوبوتاميا : Mesopotamia ) وما اطلق عليه في العصر الحديث "العراق " بين المسلمين والمسيحيين ... خناق أم عناق؟ ربما شاءت الإرادة الإلهية أنْ نُطرَد من بيوتنا وتُسرق أموالنا وتُحرق منازلنا ونلجأ إلى الغربة من أجل بقاء الحياة. وأمام هذه المأساة بل الإبادة والضياع لم يُسمَع صوت بكائنا ولا أنين آهاتنا ولا ألم معاناتنا إلا من قليل من كبار الزمن ورؤساء الدنيا والجالسين على كراسي الحكم والنظام، فكان مَن مَدّ لنا يد الرحمة والعون وكلٌّ حسب قدرته وإمكانياته، ولذلك نحن لهم شاكرون. نجوم الباب الشرجي هادي جلو مرعي/ في العراق يدلعون الكلمات والحروف، مثلما يدلعون أنفسهم ،أو كما يدلع أحدهم طفله أو حبيبته ويغدقون على توصيفاتهم للمدن والشوارع والرجال والنساء بتغيير من هي المرأة التي حكمت العراق 40 عاماً؟ من هي المرأة التي حكمت العراق 40 عاماً؟ اسطورة لملكة عراقية منذ 2800عام ألهمت عقول الأدباء والفنانين والمؤرخين الأوروبيين طوال عدة قرون ماضية، وفرضت حضورها في الأدب، والتاريخ، والرسم، والموسيقى، والسينما، والمسرح.. تمثل الجمال والحكمة من ناحية، والقدرة على إدارة الدولة وخوض الحروب من ناحية أخرى
Side Adv2 Side Adv1