Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

جهد واعي لهدف واعد استنهاض قوى وشخصيات التيار الديمقراطي

تابعت لجنة تنسيق قوى وشخصيات التيار الديمقراطي، لغاية منتصف الشهر الماضي أعمال (17) مؤتمرا محليا للتيار الديمقراطي في كل من محافظات البصرة وميسان وذي قار والسماوة وواسط والديوانية والنجف وكربلاء وبابل و ديالى وكركوك، فيما تم عقد 6 مؤتمرات في بغداد شملت اغلب مناطق الكرخ والرصافة. وتسهر لجنة التنسيق على التحضير لاستكمال عقد باقي المؤتمرات في كل من الموصل وصلاح الدين والرمادي فيما عقد الديمقراطيون مؤتمر ناجح لهم في ألمانيا. وبهذه الجهود يسجل الديمقراطيون مبادرة رائعة نأمل انها تشجع وتحفز الديمقراطيين في بلدان اخرى على التحرك والتعاون لعقد مؤتمرات مماثلة. ويمكن للمتابع لأعمال المؤتمرات ان يستنتج التالي:-

تقييم أولي للنتائج
• يمكن تقييم حصيلة المؤتمرات بالايجابية، وذلك لحسن الاستعدادات والتحضيرات التي سبقت كل مؤتمر محلي، حيث تم إيصال المعلومات والوثائق الى المندوبين بوقت مناسب وبطريقة الصلة المباشرة في الغالب.
• تراوح عدد الحضور في كل مؤتمر من 200 الى 350 مشارك، من ممثلي القوى والأحزاب الديمقراطية وكذلك شخصيات اجتماعية وأكاديمية وإعلامية وفنية مستقلة، وبلغ العدد الكلي للمشاركين في جميع المؤتمرات بحدود 5000 شخصية.
• النجاح في انتخاب لجان تنسيق محلية، ضمت كل منها ممثلي عن الأحزاب الديمقراطية، وشخصيات مستقلة وتراوح أعداد كل لجنة من 15-25 شخصية، تم فيها مراعاة تنوع التخصص والجندر والأعمار، والاهتمامات. وعقدت اللجان المنتخبة اجتماعات عمل ووضعت أهداف عمل ملموسة. ويمكن القول ان عدد المنتخبين لقيادة العمل الميداني للتيار الديمقراطي من خلال المؤتمرات التي تم عقدها لغاية هذه اللحظة هو بحدود (400) شخصية.
• السمة العامة للنقاش انه كان ينصب على القضايا البرنامجية والتنظيمية والعملية وبهدوء بعيدا عن التعالي والتهميش واثارة الحساسيات.

• موقف الإعلام السلبي عموما، بما فيه إعلام الدولة من تغطية هذه المؤتمرات، ما يتطلب القيام بحملة إعلامية مستمرة للتعريف بهذا الجهد من اجل إعطاءه زخم يسهم في رفع التفاؤل بخطوات استنهاض التيار الديمقراطي.

ابرز القضايا التي تم بحثها

• بحثت المؤتمرات دور التيار الديمقراطي ونضاله والصعوبات والمخاطر التي تعرض لها خلال الفترات المختلفة من تاريخ العراق المعاصر، ومن بينها الهجمات الشرسة والتصفيات المختلفة والمتعاقبة للنظام البائد على هذه التيار، والحروب والحصار، التي أسهمت في تحطيم بنيته التحتية، وإضعاف قاعدته الاجتماعية، بالإضافة الى السياسات التي جاء بها المحتل بعد 2003 حيث جعل من العملية السياسية خاضعة للمحاصصات الطائفية والقومية. ما اثر سلبيا على تمثيل قوى وشخصيات التيار الديمقراطي في العملية السياسية في العراق.
• أكد المؤتمرون على أهمية عقد هذه المؤتمرات في هذا الظرف الحساس الذي يمر به البلد، سيما وأزمة الحكم تتفاقم ولا يبدو لها حلا في الأفق القريب. ولا يبدو ان تشكيل الحكومة بالشكل الذي تم يستطيع ان يتجاوز الأزمة، ويجيب على التحديات التي تواجه العراق، في ظل تدخل دولي وإقليمي مفضوح في الشأن العراقي، فيما يتدهور الوضع الأمني، وتتصاعد عمليات الاغتيال، واستهداف المسيحيين، وتراجع الخدمات والتضخم وارتفاع الأسعار، وتصاعد البطالة خاصة بين الخريجين. هذه القضايا التي يئن تحت وطئتها المواطن لا تستطيع حكومة ترضية ومحاصصات من التصدي لها بفعالية ومعالجتها.
• توقفت تلك المؤتمرات عند التجاوزات على الحقوق السياسية والمدنية للمواطنين، والتضييق على النشاطات السياسية السلمية العامة، والتجاوز على الدستور، والمماطلة في منح التراخيص لتسيير المظاهرات، وإقامة الاعتصامات ... الخ، والتي شكلت بمجموعها تجاوزات على حرية التعبير والرأي. ان هذه الممارسات كان هدفها التضييق على مساهمات قوى وشخصيات التيار الديمقراطي ونشاطاتها التي تنوعت خلال الفترة الأخيرة، والتي استثمرت خير استثمار في تعبئة الرأي العام.
• درست المؤتمرات تبني قضايا الناس وحاجاتهم الملموسة خاصة تلك التي تمس الحاجات المعيشية والحياتية، وكسب الجماهير وتعبئتها والعمل الميداني. فالقضايا التي يتبناها التيار الديمقراطي هي كل مما يحقق حقوق المواطن ويؤمن كرامته، ما يتطلب تفعيل العمل الجماهيري لنشاط هذا التيار من خلال الإقدام على تنشيط الحركة المطلبية.
• نوقشت القضايا ذات البعد الوطني (على مستوى البلاد) الى جانب القضايا ذات الطابع المحلي، تلك التي تتعلق بقضايا الخدمات والتعليم والصحة... الخ.

بعض الاستنتاجات السريعة
• ان عقد المؤتمرات ليس هدفا بحد ذاته بل هو محطة للتحضير والتنظيم، فيما لن يكون المؤتمر العام المزمع عقده في الأشهر القريبة القادمة هو نقطة الشروع بالعمل، ولا هو تتويج للجهود، بل حلقة أساسية من حلقات الجهد الطامح نحو تشكيل إطار له سماته المميزة، إطار مرن ولكن واضح التوجه والمواقف.
• يتشكل التيار الديمقراطي من الأحزاب والقوى الديمقراطية والنخب لما لها من تأثير في قضايا التنوير والترويج للثقافة الديمقراطية والحضور السياسي والإعلامي، وكذلك من الوجوه الاجتماعية حيث اتضح رغبتها للعمل ضمن إطار التيار الديمقراطي خاصة في المحافظات، ويمكن تلمس ذلك من خلال الوجوه الجماهيرية التي اشتركت في المؤتمرات، فالتيار الديمقراطي في نهاية المطاف هو تيار ليس نخبوي رغم الدور المتميز الذي تعلبه النخبية في بناء هذا التيار، وانما هو تيار مجتمعي، حيث ان حاضنته الاجتماعية هي الطبقة الوسطى وحيث تحتل موقعا هاما في البني الاجتماعية والسياسية والثقافية.
• أهمية مواصلة الجهد الهادف الى استنهاض هذا التيار الديمقراطي، لما له من وجود موضوعي، ودور منتظر في الحياة السياسية، سيما وان مكوناته تشمل أحزاب وشخصيات ديمقراطية وحركات اجتماعية للشباب والطلاب والنساء والنقابات ومنظمات المجتمع المدني في داخل الوطن وخارجه.
• بذلت جهود فكرية غير قليلة لتوضيح الفهم الكامل للديمقراطية التي يتبناها التيار الديمقراطي ( الديمقراطية السياسية والديمقراطية الاجتماعية) وتم التركيز على فك ألالتباس بين المفاهيم.
• تغيير الفهم لعملية تنسيق جهود التيار الديمقراطي وتوسيع المشاركة فيه، وأصبحت لم تقتصر فقط على لقاءات تنسيقية بين ممثلي الأحزاب والقوى السياسية، بل تم إشراك الشخصيات المستقلة فيها، ومن جهة أخرى لم تبق الاجتماعات محصورة في العاصمة بغداد بل شملت جميع المحافظات، والعمل يجري باتجاه عدم حصر النشاط في مراكز المحافظات بل ان من الأهمية بمكان الاهتمام بحاجات ومشاكل الاقضية والنواحي والأرياف.
• التعاطي مع نشاطات منظمات المجتمع المدني، والاهتمام بالاتصال بالشخصيات الأكاديمية – العلمية، والأطر الثقافية، والاجتماعية وغيرها.
• يعد التحرك في عقد هذه المؤتمرات اسهامة جادة ومسؤولة في حشد الجهود الخيرة وتنسيقها من اجل مشروع الدولة المدنية في العراق. هذا المشروع الذي يعمل الديمقراطيون جاهدين من اجل تحقيقه، في ظل ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد، لكنها ومهما بلغت خطورتها لن تعيق الجهود التي استطاعت حشد قوى وشخصيات مستقلة، ما يبشر بتحويل هذا التحرك الى تيار مجتمعي وفق الديمقراطية على قاعدة العدالة الاجتماعية.

Opinions