Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

حالة عشق مسربلة بالانتـعاش* أنشودة الحياة ـ الجزء السَّادس

حالة عشق مسربلة بالانتـعاش*
أنشودة الحياة ـ الجزء السَّادس
[نصّ مفتوح]

إهداء: إليكِ أيّتها المتعرّشة بين شغافِ الرُّوح،
أهدي حالة عشق مسربلة بالانتعاش!

... ... .... ..... .... .....
غربةٌ تشطحُ فوقَ موجاتِ ليلي
فوقَ ينابيعِ شوقي
فوقَ نداوةِ حرفي
أمواجٌ هائجة
تعبرُ بيادرَ عطشي
تذكِّرني بهفهفاتِ السَّنابل!

تشمخُ قامَتُكِ
في بساتينِ الحلمِ
فوقَ نوافيرِ الهدى
تمنحني لذائذَ الوفاءِ
تغدقُ فوقَ لجينِ العمرِ
رغدَ النَّومِ
سُطُوعَ البهاءِ!
هطلَّ الدُّفءُ علينا
مثلَ غيماتِ المساءِ
حبورُ القلبِ يتماهى
معَ ينابيعِ الصفَّاءِ
أديمُ الشِّعرِ يتمايلُ
حولَ أجراسِ السَّماءِ

قيثارةُ الرُّوحِ تهفو
إلى حناجرٍ منبعثة
من خيوطِ الضِّياءِ!

يا أنشودةَ اللَّيل
يا صديقةَ البحارِ الهائجة
تعالي بين جوانحي
كي أزرعَ قبلةً
على تواشيحِ الرُّوحِ
وأخرى على عذوبةِ الشَّوقِ

نكهةُ التفّاحِ معبَّقة في شفتيكِ
ينبعُ النّعناعُ
من طراوةِ خدّيكِ
نبتةٌ متألِّقة في أعماقِ القلبِ
زنبقةٌ هائمة في بُرَكِ البطِّ
بسمةُ عشقٍ تمايلت
فوقَ شموخِ نهديكِ

صديقةٌ مندلقة
من حفيفِ الجنّةِ
من سماواتِ البهاءِ!

يا سليلةَ الشَّمسِ
يا صديقةَ البحرِ
يا شهقةَ اللَّيلِ الطَّويلِ!

تنيرُ من ضفائركِ تجلِّياتُ الخيالِ ..
زهرةُ اللّوتس تغفو
فوقَ عذوبةِ خدّيكِ
فوقَ ليونةِ ساعديكِ
تحنُّ ختميةُ الحقولِ
إلى نبضِ معصميكِ
إلى نبيذِ عينيكِ
إلى مرابعِ ليلِكِ البليل!
ما هذا الألقُ المبرعمُ
فوقَ كحلِ حاجبيكِ؟
نجيمتان مضيئتان
فوقَ وجنةِ الصَّبرِ
فوقَ رذاذاتِ التَّبرِ

تشبهينَ حديقةً مظلَّلةً
بثمارِ الجنَّة
تكحِّلينَ خيوطَ اللَّيلِ
بانتعاشِ لجينِ العمرِ

بهجةٌ تنمو
فوقَ تخومِ الهلالِ
ثغرٌ أعذب من نكهةِ التِّينِ
يتماهى مع بشائرِ الرُّوحِ
معَ منحدراتِ زنابقِ التِّلالِ

عُنُقٌ يهدِّئُ اهتياجَ القلبِ
حنينَ الصَّباحِ
بخورٌ تتصاعدُ
من نقاوةِ الموجِ
تعويذةٌ معلّقة
حولَ حافّاتِ الحلمِ

طلاسمُ العشقِ تزدانُ
فوقَ مخابئِ الدُّفءِ
كهوفٌ غرقى
بينَ ينابيعِ الانتعاشِ!

تشبهينَ بداياتِ التَّكوينِ
نهاياتِ البرِّ
خواصرَ البحرِ

صلصالٌ متعرّشٌ
في مرابعِ الرّوحِ
مهتاجةٌ أكثر من جموحِ نسرٍ
يحطُّ فوقَ شموخِ الجبينِ

وردةٌ يانعة مثلَ نضارةِ الثَّلجِ
تسطعينَ مثلَ وميضِ العينِ
لوحة منبعثة من شهيقِ القمرِ
من أنغامِ الأغاني!
شوقٌ يتماهى
مع هبوبِ النَّسيمِ
مع تواشيحِ السَّديمِ

أريدُ أنْ أرسُمَكِ هدهداً جامحاً
يحلِّقُ فوقَ روابي غربتي
يحطُّ فوقَ لواعجَ قلبي
يمحو أنينَ السِّنينِ!

تعالي يا خميلةَ روحي
كم أشتهي
أن تغدقي فوقَ بيادري
أشهى مذاقاتِ الحنينِ!

تعالي يا دفءَ الشَّرقِ
يا موجةً مجبولةً بالنّعناعِ
يا منارةً راقصة
حولَ تخومِ الشَّفقِ

أنتِ اِشراقةُ حلمٍ
هائمة فوقَ تيجانِ البحرِ
فوقَ غمائمِ الأفُقِ!

ليلتي من أبهى اللَّيالي
أبهى من وردةِ الصَّباحِ
من عذوبةِ الألقِ

ليلتي متناغمة
مع نضارةِ الموجِ
ترقصُ انتعاشاً
كلّما يهبطُ حفيفُ اللَّيلِ
فوقَ إندلاعِ الشَّبقِ!

تعالي أضمُّكِ
إلى مساماتِ غفوتي
إلى معابرِ الأنهارِ

تعالي أرسُمُكِ
ضوءاً على إيقاعِ المزاميرِ
حديقةً وارفةً بإخضرارِ الرُّوحِ
بأبهى الأزاهيرِ

تعالي أرسُمُكِ قصيدةً هائجة
من لونِ الانبهارِ ..
تعالي أتوِّجُكِ أميرةً
مضمَّخةً ببخورِ الأبرارِ
تعالي يا صديقةَ الرُّوحِ
أخبِّئُكِ بينَ بيادرِ أسراري!

قبلتُكِ تخفِّفُ
من زمهريرِ المسافاتِ
من مللِ المساءاتِ

تعالي يا عبقي الأزليّ
سربليني بين نبيذِ نهديكِ
يا أروعَ شهقةٍ
بدَّدَتْ ترسُّبات ضجري

يا سفينةً محمّلةً بعناقيدِ العنبِ
مزدانةً بالفوانيسِ
بأبهى أنواعِ الشُّموعِ!

نهداكِ يحومان حولَ روحي
فيرقصُ قلبي رقصةً متماهية
معَ طقوسِ الغجرِ
رقصةً منبعثةً من بهجةِ الانبهارِ!

تضمِّينني إلى كينونتكِ
تهمسينَ لروحي بعذوبةٍ ناعمة:
تشبهُ عاشقاً متطايراً
من فحيحِ الجنِّ!

تنقشعُ أحزاني كلَّما أراكِ
كلّما أعبرُ بحارَ الدُّفءِ
خصوبةَ دنياكِ
لماذا خدّاكِ هائمانِ
وعيناكِ لا تفارقانِ
رذاذاتِ الدُّموعِ؟!

أقبِّلُكِ عندَما يغازلُ الفجرُ
نقاوةَ الماءِ الُّزلال
عندَما أعبرُ لواعجَ الحلمِ
فوقَ شموخِ الجبال
عندَما يسطعُ النهارُ
من بهجةِ الاشتعالِ
عندما يرقصُ الليل
على حنينِ التِّلالِ
عندما تفورُ البحار
من دهشةِ الانذهالِ
عندما تغرزُ النَّحلُ إبرها
في بهجةِ الجمالِ
أقبِّلكِ كلّما تلوحُ في الأفقِ
بسماتُ الهلالِ!

كم عمراً
سيعبرُ عمرنا يا عمري؟
لماذا لا نقتنصُ
أبهى ما في خمائلِ العمرِ ..
شموخَ التجلِّي؟!

ترقصُ خاصرتكِ جذلى
فوقَ خرائطِ الحنينِ
فتزدهي أمواجُ اللَّيلِ
من حفاوةِ الاشتعالِ!

أريدُ أن أرسُمَكِ بُرْعُمَاً شهيَّاً
فوقَ خمائلِ لوني
فوقَ بهجةِ الرُّوحِ
فوقَ أريجِ القصائد!

تتمايلُ أغصانُ الزَّيتون
فوقَ أهدابِ عينيكِ
فوقَ أطيافِ الشَّفقِ ..

تظلِّلُ محيّاكِ
مخفِّفةً
من تعبِ المسافاتِ
ينابيعُ روحِكِ تسقي
صحارى روحي
تخفِّفُ من ضجرِ الصَّباحِ
من تفاقماتِ الأرقِ

ألتقطُ ذرَّاتِ روحِكِ
من أعماقِ السَّماءِ
استحضرُها أمام خصوبةِ الشَّوقِ
أنثرُهَا فوقَ روضةِ الرَّوحِ
مثلَ نكهةِ الحبقِ!

تتبرعمُ آهاتُكِ
في همهماتِ غربتي
تحنُّ ينابيعكِ
إلى ارتعاشاتِ سوسني
أنوثةٌ مسترخية
فوقَ غمائمِ شبقي

أسبحُ في سماواتِ التجلّي
أزدادُ تألُّقاً
اندهاشاً
أشعرُ وكأنّي ألامسُ
طراوةَ الشَّفقِ!

يا أبهجَ عاشقة هطلَت
فوقَ رحابِ وجنتي
يا بوّابةَ النُّورِ
يا لحناً مفروشاً
فوقَ بسمةِ البحرِ
فوقَ بركاتِ التنُّورِ
أحبٌّكِ منذُ آلافِ الدُّهورِ
منذُ أن أشرقتِ الشَّمسُ
على إخضرارِ البذورِ

أنتِ ضياءٌ ساطعٌ
مقمّطة بأبهى أنواعِ البخورِ
تستظلُّ أحلامي
بينَ بهاءاتِ الشُّعورِ

تنامَتْ غربتي
عندَ بوّاباتِ العبورِ
فتمايَلَتْ قامتُكِ شامخةً
مثلَ أشجارِ القصورِ

كم من الدُّفءِ
حتّى اهتاجت
أمواجُ البحورِ!

نجمتانِ هائمتانِ
من توهُّجاتِ السُّرورِ
هل في بقاعِ الدُّنيا
أبهى من المحبّة
لقمعِ خبايا الشُّرورِ؟!

يا توأمَ الرّوح
تعالي نسقي بحبّنا أشجارَ النَّخيلِ
حقولَ الكرومِ
لعلّنا نسمو
فوقَ نداوةِ الهواءِ العليلِ

تزدادينَ اخضراراً
مثلَ حدائقِ التجلّي
تضيء مقلتاكِ
مثلَ حقولِ القطنِ

تتوارى خيوطُ الألمِ
أشعرُ بغبطةٍ كلّما أنظرُ
إلى قرصِ الشَّمسِ

تشبهينَ براعمَ
من لونِ الاشتهاءِ
تنضحينَ نعومةً
كأنّكِ منبعثة من زغبِ البحرِ
من نقاوةِ العسلِ

دفءُ الكون يتنامى
فوقَ أزاهيرِ عينيكِ
أنتِ نوري المتهاطل
من شموخِ الجبالِ
أشتهي أن أبلسمَ طراوةَ خدّيكِ
بالنِّعناعِ البرّي

تنبتُ حولَ بهائكِ
دهشةُ الوردِ
هلالاتُ البدرِ
أنتِ خمرةُ عشقنا الآتي
شبقٌ مفتوحٌ مثل ألسنةِ الجمرِ

يا حديقةً مزدانةً
بأبهى الفراشاتِ
يا صديقةَ العوسجِ
خدودُكِ أنقى
من نضارةِ السَّوسنِ
أنقى من العنبِ
من أغاني الشَّجنِ!

كلّما أقبِّلُكِ
تتلألأُ في سماءِ ليلي
وردةُ الأملِ
تنقشعُ أحزاني
تنمو بينَ تلالِ العشقِ
بتلاتُ النَّفلِ!

تنسابين في معابرِ قصائدي
كأنَّكِ من فصيلةِ النَّسائمِ

أنتعشُ كلّما أصحو من سباتي
كلّما أهفو إليكِ
أراني مقمّطاً بهديلِ الحمائمِ

تنقشعُ
من فوق أجنحتي
كلّ الأحزانِ
كم من البهجاتِ
حتّى ترعرعَتْ فوقَ وجنتيكِ
نبتةً من لونِ الوئامِ!

تخلخلينَ بمهارةٍ رادعة
تجوُّفاتِ السِّنين
تندلعُ من قبّةِ الرُّوحِ شحنةُ عشقٍ
فتبلسمُ صحارى العمرِ
بأغصانِ الحنينِ!

رذاذاتُ الينابيعِ أنتِ
وردةٌ راعشة فوقَ زبدِ البحرِ
عاصفةٌ جامحة
نحو توهُّجاتِ البدرِ

يتدلّى حَبَقُكِ
فوقَ أغصانِ الدَّوالي
فوقَ ذاكرةٍ مخضّبةٍ بالاخضرارِ

واحةٌ عذبة
متلألئة بأغصانٍ عابقة
مثلَ أريجِ النَّارنجِ ..

قبلتان تائهتانِ أزرعُهما
فوقَ أوجاعِ الأنينِ
كي تخفِّفَ
من جراحِ السّنينِ!

عاشقٌ من لونِ النَّسيمِ
من لونِ الشَّفقِ
يعبرُ هدوءَ اللَّيلِ
يداعبُ خُصُلات عاشقة غافية
بين رعشةِ المسافاتِ

هطلَ الحبُّ في حيّنا
أنشودةً منبعثة
من زرقةِ البحرِ

كم من الحنينِ
حتّى رفرفَتِ الرُّوحُ
فوقَ أمواجِ اللَّيلِ
ترتيلةَ العشقِ الآتي!

أيّتها الغافية بينَ ينابيعِ شوقي
هل ترغبينَ أن تعبري
تفاصيلَ شعلة حرفي
وهو يعلو فوقَ ربوعِ الفيافي؟

هل تحنُّ طراوةُ النّهدِ
إلى زوارقِ ليلي
إلى لهفةِ أغصانِ الأحضانِ
إلى زغاريدِ الأقاحي
إلى أصيصِ الأزاهيرِ
إلى بلسمٍ يشفي كلَّ الجراحِ؟!

ينمو عشقُكِ
فوقَ غلاصِمِ روحي
يبدِّدُ من اشتعالاتِ غربتي
من ضجرِ الانتظارِ
يزرعُ فوقَ قبّةِ القلبِ
نضارةَ المطرِ
بريقَ النَّهارِ

تهطلينَ فوقَ تواشيحِ عمري
مثلَ شلالاتِ الفرحِ
تطهِّرين روحي
من دياجيرِ الغربةِ
من الغبارِ العالقِ
في وجنةِ الزَّمنِ!

هل أنتِ عاشقة من لحمٍ ودم
أم أنَّكِ
بتلاتُ وردٍ هاطلة
من خاصرةِ السَّماءِ؟!

أحبُّ أن أهيمَ
فوقَ بسمةِ عينيكِ
فوقَ جيدِكِ المعبّقِ
بنكهةِ نبيذٍ مسكَّر!

يا صديقةَ اللَّيلِ
يا موجةَ عشقٍ هائجة
يا غيمةً نديّة غارقة
في ولعِ العبورِ
في أعماقِ البحارِ
يا سديماً هائماً
في لذّةِ الغفوةِ
فوقَ خيوطِ المساءِ!

أنتِ مسائي المبرعم بالوفاءِ ..
كلّما أنظرُ إلى وميضِ عينيكِ
أطيرُ فرحاً من بهجةِ الانتعاشِ
من سكرةِ التجلّي
أسمو عالياً
أسبحُ بينَ ينابيعِ شهقةِ النُّجومِ

أنتِ نجمتي المتلالئة
باخضرارِ السَّنابلِ
تعالي يا تغريدةَ عمري
يا وشماً مفهرساً
فوقَ قبّةِ الرّوحِ
فوقَ ليلنا المزنَّرِ
بتأوُّهاتِ الاشتعالِ

تعالي نزرعُ جموحَ الغاباتِ
فوقَ رذاذاتِ الثَّلجِ
فوقَ شهيقِ القمرِ!

تشبهينَ موجاتِ البحرِ
أشواقَ أغصانِ النَّخيلِ!

هل كنتِ يوماً قطرات ندى
فوقَ خمائلِ الصَّباحِ؟

أنتِ غيمةُ حبّي الهاطلة
فوقَ سفينةِ القلبِ
هل تحنِّينَ إلى غفوةٍ
بينَ سهولِ القلبِ
وأرجوحةِ الرُّوحِ
أم أنّكِ تحلمينَ باسترخاءٍ لذيذٍ
بينَ جموحِ العناقِ؟!

أنا وأنتِ روحان
من لونِ التَّماهي
في زرقةِ السَّماءِ!

أنتِ خميلتي الوارفة
أستظلُّ تحتَ سديِمِكِ الطريِّ
كلّما يسترخي موجُكِ
بين خيوطِ اللَّيلِ!

أحبُّكِ أكثرَ من مرجانِ البحرِ
من خمرةِ العشقِ
نحن جمرتا عشقٍ مندلقين
من ينابيعِ الدُّفءِ ..
لماذا لا تزورينَ مناسكَ عشقي
بعيداً عن قطّاعِ الطُّرقِ
لعلَّنا نقطفُ عناقيدَ فرحٍ
أبهى ألف مرّةٍ
من بخورِ الشَّوقِ
من خصوبةِ المروجِ؟!

أنتِ قصيدةٌ مشتعلة
بحفاوةِ العشبِ
نسيمٌ مخضَّبٌ برذاذاتِ الثَّلجِ!

تعالي لقد خبَّأتُ لكِ عشقاً
بين جوانحِ الشَّمسِ
بينَ جموحِ الموجِ ..

لو لم تخطِّطي للإرتماءِ
بينَ عوالمي
تكوني قد جنيتِ
على فراشاتِ الكرومِ!

تعالي عندما يغنّي القمرُ
أنشودةً
على إيقاعِ شهقةِ البحرِ
تعالي عندما تسطعُ الرّوحُ
مثلَ نجمةِ الشَّرقِ

أحبُّكِ مثلما يحبُّ النَّسيمُ
بتلاتِ الوردِ
أحبُّكِ رغمَ أنفِ الرّيحِ
رغمَ عواصف هذا الزَّمَان

تعالي يا دمعةً طازجة
تنسابُ فوقَ بيادرِ الألمِ
يا جرحاً مفتوحاً
فوقَ أرخبيلاتِ البدنِ

كم من الآهاتِ حتّى تشقَّقتْ
خاصراتُ الجبالِ
كم من الدُّفءِ
حتّى تلظّتِ الرّوحُ
من لظى الاشتعالِ!

أنتِ عاصفة متأرجحة
فوقَ اندلاعاتِ شهوةِ الحرفِ
ألا يراودُكِ أن تكحِّلي عينيَّ
بتجلّياتِ طقوسِ العناقِ؟!

أقتنصُ من أريجِ اشتعالنا
ألواناً شعريّة
مفتوحة على بوّاباتِ الرُّوحِ

أحنُّ إلى نجيماتِ الشَّرقِ
إلى اللَّيالي القمراء
إلى هدهداتِ الأراجيحِ

لا تقلقي يا وردتي
من ضجيجِ النَّهارِ
ولا من زبدِ البحارِ!

قبلةً هائجة
من لونِ الكرزِ
أنقشُها فوقَ انبهارِ عينيكِ

كلّما أعبرُ
تلالكِ المعشوشبة
بالانشراحِ
أفرشُ فوقَهَا تماوجات قوس وقزحي
على مداراتِ العناقِ

عشقٌ يتمايلُ معَ خبايا اللَّيلِ
مع بهجةِ الينابيعِ
مع أرجوحةِ الفجرِ الوليدِ!

تتبدَّدُ أوجاعي متوغِّلةً
في مغائرِ الحنينِ
تغفو بينَ دروبِ الهلالِ
أعبرُ مروجاً متطايرة
من تواشيحِ السَّماءِ
أطيرُ فرحاً فوقَ عذوبةِ الموجِ
فوقَ ينابيعِ الهناءِ!

تضحكُ الدُّنيا
شواطئُ يومي
تسترخي على أنغامِ قبّتي
أجراسي تتماهى
معَ بسمةِ الشَّمسِ
معَ بخورِ الوفاءِ!

تسمو خمائلُ روحي
نحوَ بيارقٍ مزنّرة بالزَّنبقِ
غرّدَتْ عصافيرُ المحبّة
طيورُ الجنّةِ
ابتهالاتٌ تغمرُ
وجنةَ البحرِ
بهجةٌ لا تُضاهى
متعانقة
معَ بذورِ الصَّفاءِ
غنّتِ الطبيعةُ أغنيةَ الفرحِ الآتي
فانتعشَ القلبُ
من وهجِ الانتشاءِ!

تطهَّرت ذاكرتي
من أوجاعِ الأنينِ
من تفاقمِ عذاباتِ السِّنينِ

براعمُ القلبِ تنمو
مثلَ اخضرارِ الكرومِ
مثلَ انبعاثِ نكهةِ التّينِ!

هل تطايَرْتِ من شهقةِ البرقِ
أم أنََّكِ نِتاجُ عناقِ اللَّيلِ
معَ حبقِ المروجِ؟!

كيف تشكّلَ كلّ هذا الدُّفءُ
كلّ هذا النَّدى؟!

تطهَّرَتْ روحي من غبارِ الحياةِ
عندما تشرّبتُ مذاقاتِ العناقِ!
عناقُكِ أبهى
من تغريدةِ الرُّوحِ
أصفى من عذوبةِ الماءِ
عناقُكِ حلمٌ مفهرسٌ بلآلئٍ
متوارية في قلبِ الاوقيانوسِ!

أيّتها القبلةُ المنسابة
من جفونِ الكونِ
يا موجةَ عشقٍ باذخة
يا وشماً مدموغاً
فوقَ جبينِ عروسِ البحرِ
يا عروسَ البرِّ
يا صديقةَ الثَّلجِ
يا نبتةً تتمايلُ جذلى
فوقَ شموخِ الجبالِ!

هل كنتِ يوماً عاشقة هائمة
بين لهيبِ الجمرِ
أم أنَّكِ كنتِ عاشقة هائجة
هاطلة من مداراتِ الجنِّ؟!

ألهذا تندلعينَ مثلَ خيوطِ الشُّهبِ
مثلَ اهتياجِ البراكينِ؟!

تعالي يا صديقةَ البرِّ والبحرِ
يا صديقةَ الشَّمسِ
وكلَّ الكائناتِ!

تعالي أضمُّكِ إلى خصوبةِ الرّوحِ
أخبئكِ بينَ خشخشاتِ الرِّيحِ
بينَ قطراتِ النَّدى
بينَ أغصانِ السَّماءِ!

كيفَ فاتَكِ أن تعبري اللَّيلَ
رغمَ أنفِ اللَّيلِ
يا ليلي المنبعث
من ينابيعِ الجنِّ

ها هوذا شاعركِ يكتبُ قصائده
على بياضِ الثَّلجِ
على خصوباتِ الحنينِ!

أسمعُ فيروزَ فتزدهي جمرةُ الشَّوقِ
أشتاقُ إليكِ
كما يشتاقُ القرنفلُ
إلى نداوةِ الصَّباحِ!

أنتِ صباحي المسربل
بعشقِ الأغاني
أيّتها الأغنية اللَّذيذة
الغافية
فوقَ خدودِ القصائد!

يا أنشودةَ ليلي الطَّويل
تعبرينَ نسائمَ شوقي
ثم نتوهُ بين رحابِ البيادرِ
أشتاقُ إلى لونِ عينيكِ
إلى بخورِ الحنانِ الوارفِ
فوقَ بسمةِ الحلمِ

تبدِّدينَ روتين يومي
من خلالِ رهافةِ القُبَلِ
لا تهابينَ قيظَ الصَّيفِ
ولا صقيعَ الشِّمالِ
أنتِ أطيبُ بلسمٍ في خلخلةِ
سماكاتِ ضجري!

أينَ المفرُّ من عذوبةِ النَّهدِ
من اشتعالِ حبقِ العناقِ!

غفوةٌ رهيفة تنمو
فوقَ لواعجِ الحلمِ

أنتِ عاشقة من نكهةِ البيلسان
تعالي أوشِّحُ خدّيكِ بالعسّلِ البرّي
كي أرتشفَ بعدئذٍ ثغركِ المتوّج
برحيقِ اللّيلِ!

نحن غربةٌ تسمو
فوقَ أجنحةِ البحارِ
نزرعُ دنانَ الخمرِ
في صحارى العمرِ
تطلُّ علينا شموعُ المحبَّةِ
من أرخبيلاتِ الكونِ
عانقيني يا فراشتي الراعشة
قبلَ هديرِ البحرِ
وبعد هديرِ البحرِ
عانقيني كلَّما ينامُ الليلُ
كلما تغنّي النُّجومُ
عانقيني يا موجةَ روحي
قبلَ هطولِ الثَّلجِ
قبلَ هبوبِ الرِّيحِ

تعبرين مخدعي بعيداً
عن أفواهِ الطُّرقِ
يرتعشُ قلبكِ
من شدّةِ الانتعاشِ
تلملميني من متاهاتِ غربتي
يرقصُ جفنُكِ
من خصوبةِ التجلّي
تسطعُ نجمةٌ
في سماءِ الرُّوحِ

أنقشُ قبلتان!
فوقَ معابرِ العشقِ قبلة
وأخرى فوقَ تلالِ الألقِ!

تضيءُ عيناكِ
مثلَ قوس وقزحٍ
فأدلقُ فوقَ معابرِ الدُّفءِ
رغوةَ الشَّبقِ!

كم من العشقِ عشقنا
كم من اللذّاتِ عبرنا
وعن براعمِ النَّهدين ما تهنا
ولا عن أعشابِ الوادي ابتعدنا
نزرعُ بهجةَ الرّوحِ
حتّى اشتعلنا!

خيوطُ الضّياءِ تسطعُ
فوقَ سكرةِ الحرفِ
أريدُ أن أزرعَ فوقَ خمائلكِ
مهاميزَ لوني

أقبِّلُ كينونتَكِ ألفَ قبلةٍ وقبلة
أعانقُ جموحَكِ
من فروةِ الرأسِ
حتّى ليونةِ الشَّفقِ!

تفّاحةُ الرُّوحِ تغفو
فوقَ بحيرةِ الحبقِ
أنتِ أبهى غيمٍ
هطلَ فوقَ أرَقي!

شلالاتُ الدُّفءِ تتناثرُ
فوقَ زنابقِ ليلتي
أحنُّ إليكِ أكثرَ
من حنينِ النَّسيمِ
إلى نداوةِ الوردةِ ..
أكثر من عطشِ الأرضِ
إلى مخاضِ الغيمةِ!

قبلاتُكِ الخجولة تصلني
على ثغرِ الهلالِ
تخفِّفُ من خشونةِ غربتي
من لظى شهقتي!

تفتحُ ورودُكِ شاهيتي على الغوصِ
في أعماقِ المناسِكِ
مناسُكُ عشقكِ مفتوحةٌ
على رحابها
فأعبرُ خصوبةَ الرَّوضِ
أقطفُ من ثمارِ الجنّةِ
أبهى ما في لذائذِ الحياةِ!

اقتحمي فضاءاتِ الحنينِ
يا تفّاحةَ الرُّوحِ
لاتهابي موجةَ الاهتياجِ
اعبري ليلتي على أنغامِ البحرِ
على ضياءِ البدرِ

تناثرَ لظى الاشتعال
فوقَ أغصانِ السرّةِ
فوقَ انتعاشِ الخمرةِ
روحُكِ ظمأى
إلى مهاميزِ الهناءِ

تعالي قبلَ أن تغفو عصافيرُ الخميلة
قبلَ أن ينامَ اللَّيلُ

تعالي كلما ترتعشُ شوقاً وجنتاكِ
كلّما تصدحُ نقاوةُ الرّوحِ
كلّما تضحكُ نسائمُ الوادي

كم من الغربةِ
حتّى اندلعت من وجنتي
خضابَ القصائد

كم من الانتعاشِ
فوقَ همسِ الوسائد!

أنتِ جمرةُ عشقٍ منبعثة
من خاصرةِ نيزكٍ
من نواقيسِ المدائن!

تسطعينَ في عتمِ اللَّيلِ
فوقَ حفيفِ الصَّحارى
أحبُّكِ بطريقةٍ صارخة
بطريقةٍ وارفة ..
تنعشُ خمائلَ الزَّمنِ

تعالي يا مطري
يا أنشودةَ ليلي
يا بلسمَ البدنِ !

أقبِّلُكِ رغمَ غيرةِ الهلالِ
رغمَ أنفِ اللَّيلِ
رغمَ أنفِ الشَّرقِ
وعنجهياتِ الغربِ ..
رغمَ شرخِ البكاءِ

تعالي أزرعُ في جيدِكِ
تهاليلَ بوحِ المساءِ
تشبهينَ دُرّةً مغرورقة
بأشهى ألوانِ الوفاء!

كلّما تكحِّلي عينيّ
بطراوةِ وجنتيكِ
أطيرُ فرحاً
ثمَّ أحطُّ بكلِّ انتعاشٍ
فوق معابرِ البهاءِ

تحنّينَ إلى مناسكي
مثلما تحنُّ الفراشات
إلى أضواءِ العناقِ
يا صديقةَ اللَّيلِ
يا أسمى من سموِّ السَّماءِ!

أيَّتها الغارقة في لواعجي
لماذا خدَّاكِ معفّرانِ
بنكهةِ العسلِ
ببخورِ الشِّفاءِ؟

كم من اللّذات ..
كم من الأغاني سربلتنا
كم من البهجات عبرنا
كم من كؤوسِ العشقِ ارتشفنا
كم من العناقِ حتّى ارتوينا!

يا أميرتي التائهة
بينَ أغصانِ الكرومِ
بينَ ينابيعِ قلبي الحنونِ!

اشتعالاتٌ وارفة تنمو
فوقَ هلالات حلمي
تحبو فوقَ معابرِ الحنينِ ..

تلتئمُ جراحُكِ حالما
يعبرُ وهجُ اشتعالي
عوالمَ دنياكِ
أهديكِ شموخَ حلمٍ متناثرٍ
فوقَ غيمةِ محيَّاكِ!

غداً سيخضرُّ
في ظلالِ القلبِ برعماً
من حبورِ الوفاءِ

أحتاجُ زمناً فسيحاً
كي أترجمَ لكِ بعضاً
من زُهوِّ أشواقي

متى سأرخي حنيني
فوق أرخبيلاتِكِ الظمآى
إلى وميضِ أحداقي؟!

شوقٌ عميق إلى رحابِ العشقِ
إلى هداهدِ الرُّوحِ
إلى تلالِ شهديكِ
نشوةُ إنتعاشٍ تهفو
إلى عذوبةِ خدِّيكِ
إلى بحارِ عينيكِ!

تعبرينَ سهولَ الرُّوحِ
ثمَّ تتوهينَ بين خمائلِ القمحِ
أركضُ خلفكِ
أرتطمُ في بهجةِ المروجِ
حبقُ الطَّبيعةِ يبلسمُ لهفي
أسمعُ قهقهاتَكِ
أفتحُ يديّ مشارِكاً الحقولَ
طقوسَ الاحتضانِ
وإذْ بعاشقينِ مسربليَنِ
بينَ عبقِ الحنطة!

عصافيرُ فرحي تغنّي
أينَ أنتِ أيّتها التائهة
بين نسائمِ المروجِ؟

أعودُ مركّزاً
على طراوةِ القهقهاتِ
أبحثُ عنكِ بينَ نداوةِ النَّفلِ
بينَ خصوبةِ العشبِ
أحدِّدُ جهةَ الدُّفءِ
ترتعشينَ في زهوةِ المكانِ
ترينني من خلالِ السَّنابلِ
وأنا تائهٌ خلفَ عبيرِكِ المتناغمِ
مع عبيرِ الكونِ

فجأةً أعثرُ عليكِ
من الجهةِ المتاخمة
لبخورِ الرُّوحِ!

أتقدَّمُ منتعشَ القلبِ
طائراً من الفرحِ
أغمضُ عينيكِ يا جنّةَ الجنّاتِ
أشعرُ وكأنّي أحضنُ
خاصرةَ الكونِ!

تعالي يا كوني الأبديّ
نحلِّقُ في سماواتِ العناقِ
ما هذهِ النَّكهة المنبعثة
من رحيقِِ الرِّضابِِ
نكهةٌ لذيذةٌ
من أشهى المذاقِ!

يزدادُ القلبُ جموحاً
على إيقاعِ هفهفاتِ اللَّيلِ
أحلامٌ وارفة تنمو ألقاً
دفئاً
اخضراراً
أبهى من خصوبةِ العشبِ

عشقٌ من بخورِ الوفاءِ
من ينابيعِ الحلمِ الآتي
يسبحُ في بحيراتِ المساء!

تفتَّحَتْ براعمُ المروجِ
من لواعجِ الشَّبقِ
جامحةٌ حتّى الفراشاتِ
ضحكَ النَّسيمُ
مرتمياً بانتعاشٍ
بين أزاهيرِ الخميلة
زقزقَتْ عصافيرٌ من لونِ الجنّةِ
عندما تناهى
إلى رحابِ أعشاشِها
رذاذاتُ بخورِ العشقِ!
حتّى خفافيشُ اللَّيلِ
رقصَت جذلى
بين أمواجِ اللَّيلِ!

عتبةُ العاشقة أنبتَتْ زهوراً برّية
تفتَّحَتْ مساماتُ الحنين
لذّةٌ في قمّةِ الانتعاشِ
تبرعمَتْ في تكويرةِ النَّهدِ
اشتعالٌ إلى حدِّ الانتشالِ
انتشالُ غربتي
من زمهريرِ البكاءِ
ثمّةَ تساؤلات تزدادُ اشتعالاً
تفتحُ جراحَ الذَّاكرة المعفّرة بالبكاء
تغلي كلّما يهبطُ اللَّيلُ
فلا مفرَّ من تبديدِ حدّةِ الاشتعال
إلا بنداوةِ خدّيكِ
بعناقِ راحتيكِ

تعالي أيّتها المكتنزة
بأرخبيلاتِ الدُّفءِ
تعالي يا حنونتي
انثري بخورَ المحبّة
فوق رجرجاتِ غربتي
اغدقي عليّ جموحَ اشتعالاتِ الحرفِ

تعالي وازرعي في يومي
بهجةَ الارتقاءِ!

تعالي نمتطي البحارَ
فوقَ صهوةِ اللَّيلِ
تعالي قبلَ أن يعبرَ هذا الزّمان
في سكونِ اللَّيل
تعالي يا أنثاي
نرقصُ على أنغامِ البهاءِ
على أنغامِ الحنين
بهجةَ الطُّفولة!

عندما أغفو بين بحيراتِ
خميلتي العطشى
تنبتُ براعمُ العشقِ
فوقَ شواطئِ الرُّوحِ
وتنقشعُ غماماتُ حزني
وتنمو في وجنةِ القلبِ وردةً
أبهى من كلِّ الخمائل!

تعالي يا أميرةَ البحرِ
يا أنشودةَ قلبي
تعالي نرقصُ
فوقَ نداوةِ الغيمِ
فوقَ طراوةِ العشبِ
نغنّي أغنيةً مندلعةً
من زرقةِ السّماءِ

ما هذه العذوبة المعبّقة فوقَ خدِّيكِ؟!
هل زارتكِ أزهارُ التُّفّاحِ
أم أنّكِ حلمتِ طوالَ اللَّيلِ بالياسمين؟!

تعالي أحضنُ كينونتكِ
أنثرُ فوقَ نهديكِ حبيباتِ التُّوتِ
أنقشُ وشماً من بهاءِ الفراشاتِ
فوقَ حفيفِ الصَّوتِ
انّي أشعرُ بانتعاشِ خدودِ الكونِ
باقترابِ شهوةِ الغيمِ

تشبهينَ شجرةً مبلَّلة
ببهجةِ الخلاصِ
غصنٌ مندّى بنكهة الرمّانِ
تتألَّقينَ شوقاً إلى بساتينِ المدائن
غداً سأفترشُكِ عسلاً
فوقَ رحابِ القصائد!

أنتِ قصيدتي التي لم أكتبْها بعدُ
تعالي نطيرُ مثلَ فراشاتٍ حالمات
نحلّقُ عالياً
نغفو فوقَ تواشيحِ الغمام!
نتوهُ تحتَ عباءةِ اللَّيل
نتواصلُ عبرَ هفهفاتِ النَّسيم

تعالي نلملمُ جموحَ البحرِ
ثمّ ننثرُ حبقهُ
فوقَ خميلةِ العشقِ
عشقكِ أبهى
وأحلى من نكهةِ الشَّهدِ
يا عسلي البرّيِّ
تشبهينَ زنبقةً مهتاجة
في رحابِ الحقولِ
كأنَّكِ منبعثة
من لهيبِ الجمرِ

هل كنتِ يوماً
جمرةَ عشقٍ ولا أدري؟!

أتلاطمُ مثلَ خصوبةِ الموجِ
مثل تمايلاتِ النَّفلِ
أحنُّ إليكِ
كلّما تتصاعدُ بخورُ الضّياءِ
أرنو إلى محيّاكِ
كما ترنو أزهارُ عبّادِ الشَّمسِ
إلى وهجِ السَّماءِ

أهفو إليكِ
كما يهفو جموحَ الشَّبابِ
إلى أحضانِ الرَّبيعِ
أنتِ زهرةُ قرنفل
مبرعمة في معابرِ القلبِ

هل زاركِ يوماً عاشقاً
مكحّلاً خدّيهِ بأريجِ الوردِ؟!

كم من العمرِ طحنّا
كم من السّنين خَلْخَلَتْ
أبهى ما في مرافئِ الرُّوحِ
كم من التوجّع حتّى هاجتِ البراكين
فوقَ خدودِ الكونِ
ها قد حانَ الأوان
أن أفرشَ شهقة عشقي
فوقَ نداوةِ الرُّوحِ

روحُكِ ظمأى
إلى خصوبةِ روحي
تتعانقُ الرُّوحان على إيقاعِ
توهّجاتِ الحنانِ

لم أرَ عبر تعاريجِ العمرِ
قامةً منبعثةً بنكهةِ الزَّنابقِ
مثلما ينبعثُ أريجُ التِّينِ
حتّى أسوارِ نهديكِ!

عندما ألمسُ خدّيكِ يا نجمةَ الرُّوح
تنمو فوقَ قبّةِ العشقِ شهقةً
أعذبَ من الماءِ الزُّلالِ!

أعبرُ الأثيرَ
كأنّي غمامةُ فرحٍ
كأنّي نسمةُ دفءٍ
رذاذاتُ انتشاءٍ
تحطُّ فوقَ ربوعِ الحنين
أنتِ حنيني المفتوح
على مروجِ الجنّةِ
يا جنّةَ الجنّاتِ!

يشتعلُ عمرنُا
بينَ سيوفِ الضَّجرِ
يجذبنا بريقُ الحلمِ
نتوهُ بين وهادِ الطُّموحِ
وتوهُّجات خصوبةِ البدنِ
هل في ربوعِ الكونِ حبقاً
أنعشَ من رعشةِ أرخبيلاتِ البدنِ؟

تعالي يا أنثاي
أدلقُ فوقَ خدَّيكِ
بهجةَ حبقي
تعالي نعانقُ رذاذات الحنان
قبلَ أن تغفو خصوبةُ الرًُّوحِ
بين صمتِ اللَّيلِ!

أحنُّ إلى رضابِ العشقِ
إلى إندلاعاتِ مويجاتِ الفرحِ
عانقيني على إيقاعِ جموحِ الإشتعال
ضمّيني إلى يومِكِ المعبّق بالزيزفونِ
هل شاهدْتِ ليلة أمس نجمةً تخرُّ
على شواطئِ الرُّوحِ؟

توارى فجأةً ضجرَ السّنين
حالما ارتميتُ بين عذوبةِ التِّلالِ
زرعنا شهقةَ العشقِ بكلِّ شموخٍ
فوقَ قميصِ اللَّيلِ
قبلَ أن يسطعَ ضياءُ القمرِ

قبلتان!
على تخومِ العشقِ قبلة
وأخرى على مساحاتِ الحلمِ

تعبرين فجأةً شواطئَ حرفي
مرشرشةً حبقَ المناسكِ
فوقَ دكنةِ ليلي
أتوهّجُ مثل بهجةِ النُّجومِ
أتناثرُ مثل رذاذاتِ العشقِ
فوقَ طيوبِ العبقِ
فوقَ نداوةِ العنقِ
أتوهُ بينَ لجينِ النَّسيمِ
مرتمياً بين عذوبة خدّيكِ
بين أهدابِكِ المشبّعة
بدفءِ الحنان!

كم من النَّبيذِ ارتشفنا
من أعماقِ الدِِّنانِ
دنانُ عشقٍ طافية
برعشاتِ الوئامِ!

كم من الشُّموعِ شعلنا
كم من دموعِ الحبِّ هطلنا
كم من تلألؤاتِ الحنينِ زرعنا
فوقَ مرافئِ الأحضانِ

تعبرينَ لواعجَ شوقي
أغوارَ الحرفِ حرفي
تخفّفينَ من شدّةِ إشتعالي
من غوصِ الخناجرِ
في واحاتِ ترحالي

تلملمينَ تيهي بشوقٍ لذيذٍ
مُبَدِّدَةً أوجاعي بكلِّ رشاقةٍ
ثمّ تغدقينَ عليَّ رعشةً
من لونِ السَّماءِ

تهطلينَ عليّ بتلات وردِكِ
فيرقصُ قلبي رقصةَ الإرتعاش
نطيرُ مثلَ فراشتين
مثلَ نسائمِ الصَّيفِ العليلِ

نعبرُ شهقةَ الغسقِ ..
مويجاتُ زرقةِ السَّماءِ
تنتظرُ شهقةَ العشقِ
ثم نغفو بانتعاشٍ
بين خيوطِ الصَّباحِ!

تشهقين شهقةً من نكهةِ اللَّيلِ
من لونِ العذوبةِ
من طراوةِ سديمِ الرُّوحِ

أنتِ ليلي المزنَّرِ بالأقحوانِ
أبهى من ضياءِ الهلالِ
عشقٌ يتناثرُ عبقاً
فوقَ موشورِ الحلمِ

كم من الأحلامِ
كم من الأنغامِ
كم من الحنانِ رشرشته
فوقَ طراوةِ نهديكِِ
فوق أهدابِكِ المرتعشة
من وهجِ الانذهالِ

أيّتها الغارقة في لواعجي
لماذا خدّاكِ يترجرجانِ
فوق خمائلي
يسبحان فوقَ بشائرِ الحلمِ؟

عطشٌ مفتوح على خصوبةِ البدنِ
ادلقي نهديكِ فوق بخورِ الرّوحِ
فوق غمائمِ القلبِ
فوق خدّي المعبّقينِ بطيبِ المذاقِ
لا تبخلي عليّ بمهاميزِ عشقكِ
انثري فوقي انتعاشاً مفتوحاً
على مدى اللَّيلِ
حتّى انبلاجِ الشَّفقِ!

اتركي معابر العشق مسترخية
تبتسمُ للنجومِ
لنسيماتِ الصَّباحِ
سآتيكِ منبعثاً
من أعماقِ الحلمِ
فارشاً فوقَ تلالكِ خمائلَ عشقي
زارعاً في بوّاباتِ الاشتعالِ
جذوةَ الشَّبقِ!

تهمسين لروحي همسةَ دفءٍ
تنتشلين آهاتٍ
من بيادرِ الوجعِ
تعبرين دكنةَ اللَّيل
مسترخيةً بكلِّ انتعاشٍ
بين تصالباتِ شهقةِ الألقِ!

توشوشين جموحي باهتياجٍ لذيذ
هل أنتَ عاشقٌ
من نكهةِ الجمرِ؟

ازرعني نشوةً
على إيقاعِ اللَّيلِ
على حفيفِ الشُّموعِ

نزدادُ بهجةً
نناغي خصوبةَ الكونِ
متسائلين
هل اندلقنا في ليلةٍ قمراء
من ذيلِ نيزكٍ
ثم التحمنا في شهقةِ السَّماء؟!

نحنُ حديقةُ عشقٍ منبعثة
من تجاويفِ الوفاءِ
عشقٌ مفتوح أغدقْتُه
فوقَ إرتعاشاتِ التِّلالِ

أنّتِ يا جنّةَ الجنّاتِ
هل زارَكِ يوماً عاشقاً
مسربلاً بحروفِ الغارِ
متوَّجاً برحيقِ الفرحِ
بأبهى ما في الدِّيارِ

أنتِ أنثى من لونِ الرَّبيعِ
أكثرَ عبقاً من أريجِ الدّردارِ
هل للدردارِ أريجٌ
أم نكهةٌ تائهة
في مآقي الأزهارِ

تعالي يا أنشودةَ عشقي
نزرعُ وجهَ الدُّنيا
أشرعةَ سفنٍ هائمة
في جموحِ الإبحارِ
لا تهابُ الغوصَ
في أعماقِ البحارِ
تغامرُ بلذّةٍ راعشة
أقوى من إهتياجاتِ التّيارِ
تتغلغلُ بين موجاتِ العشقِ
بكلِّ إخضرارٍ
كأنّها من سلالاتِ الأشجارِ

منذهلٌ أنا من إندلاعاتِ
قناديل عشقنا
تتبرعمُ شامخةً
فوق شهقةِ أسراري
فلا أرى هدية عشقٍ
أهديها إليكِ
أبهى من شظايا انبهاري!

شهقتُكِ يا ترتيلةَ شوقي
منبعثةٌ من زبدِ البحرِ
من عبقِ الكرومِ
من أفواهِ الغيومِ

خرَّ نيزكٌ من وهجِ السَّماءِ
مرتطماً في خمائلِ المكانِ
جفلَتْ غزالة برّية ثم تاهَتْ
في أعماقِ البراري

تتجدَّدُ نكهةُ العشقِ
في كلِّ لقاءٍ
تنمو فوقَ خدودِ المحبّة
مثلَ أزاهيرِ الرّمانِ

تعالي يا أنثاي
نمتطي رعونةَ هذا الزَّمان
ننسجُ من لهفتِنا رعشةً هانئة
فوقَ ينابيعِ الحنانِ

نرسمُ على ضوءِ شموعِ الشَّوقِ
معابرَ الصِّبا
ينمو وهجُ الشِّعرِ
بين نسائمِ الحُلُمِ
خميلةُ القصائدِ تزدانُ
عندَ الضُّحى
عندَ بسمةِ الأفُقِ!

وهجُ عاشقٍ يفوحُ عبقاً
من نسغِ شموخِ الأغصانِ
شوقٌ عميق إلى مناسِكِ الإرتعاشِ
إلى خصوبةِ بيادرِ الإنتعاشِ
تتلألئين عبقاً شهيّاً
مثلَ زهرةٍ برّية
تائهة في أعماقِ اللَّيلِ
تغفو بكلِّ عذوبةٍ
بين أزاهيرِ نيسانِ
كم من العشقِ عشقنا
تهنا بين ينابيعِ الأحضانِ

أيّتها الرغبة المفتوحة
على وجنةِ الرُّوحِ
كم من بحيراتِ الحنينِ عبرنا
كم من الأسرارِ همسنا
كم من الآهاتِ نثرنا
كم من الرَّعشاتِ
فوقَ قميصِ اللَّيلِ زرعنا!

تعالي يا شهقةَ الرُّوحِ
أزرعُ بينَ أجنحتكِ
ينابيعَ المحبّة
لعلّها تثمرُ عشقاً
من لونِ إهتياجاتِ البحارِ

تعالي نخلخلُ أوجاعَ المسافاتِ
نفرشُ زبدَ العشقِ
فوقَ شواطئِ أنهاري
شوقاً إلى معابرِ العشقِ
إلى الإرتماءِ
تحتَ ظلالِ الخميلة
فوقَ بحيراتٍ ملوّنةٍ
بدفءِ الحياةِ

أن يفرحَ الإنسانُ
رغمَ كثافةِ الحزنِ المتاخمِ
لغاباتِ الحلمِ
أن يفرشَ الإنسانُ أحزانَهُ
فوقَ أجنحةِ الرِّيحِ
ويرميها في وجهِ
ضجرِ هذا الزَّمان
أن يتلألأَ الإنسانُ
رغمَ خشونةِ جراحِ الرُّوحِ
رغمَ إنزلاقاتِ القلبِ
في كآبةِ الصَّباحاتِ
أن يمسحَ الإنسانُ وشائجَ الأنينِ
المتراكمة فوقَ جبينِ السَّنينِ
فاتحاً صدرهُ لأرخبيلِ المحبّة
جموحٌ في غايةِ الارتقاءِ
انعتاقٌ من ترّهاتِ الشَّقاءِ
انبعاثٌ نحوَ ربوعِ البهاءِ!

روحي متجلّية هذا المساء
قلبي يرقصُ رقصةَ الابحارِ!

أتوقُ إلى هضابِ العشقِ
إلى اخضرارِ النَّدى المبعثر
فوقَ عذوبةِ نهديكِ
فوقَ بسمةِ عينيكِ

أنتِ أعبقُ ندى تناثرَ بإنتعاشٍ
فوقَ أوجاعِ غربتي
تبدِّدينَ خشونةَ الشَّوقِ
المتفاقمِ فوقَ سديمِ الصَّباحِ

تتجاذبُ روحُكِ بطراوةٍ لذيذة
نحوَ وميضِ شعري
نحو هلالاتِ بيادرِ الشَّبقِ
فأرغبُ بكلِّ انتعاشٍ
أن أُهطلَ عليكِ بواكيرَ مطري
أن أنثرَ فوقَ خمائلِكِ
رذاذات بهجتي

آهٍ .. لماذا لا تعانقُ الرُّوحُ
كلَّ ليلةٍ
معارجَ العشقِ
وتسترخي بين براعمِ الشَّبقِ؟!

أيّةُ حماقة هذه التي ارتكبتها
أن أبقى سنيناً طوالاً
بعيداً عن رضابِ العشقِ
بعيداً عن طراوةِ النَّهدِ
عن عذوبةِ القُبَلِ؟!

أيةُ حماقةٍ هذه
أن أسبحَ بعيداً
عن شهقةِ الحبِّ
عن تفاصيلِ نكهةِ الجسدِ؟!

أيةُ حماقةٍ هذهِ
أن أسترخي
بين أحضانِ اللَّيلِ
بعيداً عن انتعاشِ خضابِ الأفقِ؟!

أذهلني صبري أن أكونَ بعيداً
عن ينابيعِ العشقِ
عن مناسكِ الإحتضان
عن قُشَعريرةِ الإشتعال
بين بحيراتِ دفءِ الحياة!

كيف عشتُ
كل هذه السَّنوات العجاف
بعيداً عن أرخبيلاتِ عينيكِ
بعيداً عن نقاوةِ دموعِكِ
المنسابة فوقَ بسمةِ خدّيكِ

تعالي يا صديقةَ حرفي
يا عشيقةَ وجدي
تعالي قبل أن يرحلَ هذا الزَّمان
قبل أن تموتَ أغصانُ الرُّوح
أريدُ أن أزرعَ فوقَ مقلتيكِ
عناقات خيوطِ الغسقِ
أريدُ أنْ أزرعَ
فوقَ سهولِ القلبِ
رعشةً من نكهةِ بكاءٍ
منبعثة من هفهفاتِ العناقِ

كم من جنونِ العشقِ عشقنا
كم من أرخبيلاتِ الإرتعاشِ عبرنا
كم من التأوُّهاتِ
حتى تلألأت براعمُ الزُّهورِ!

كم مرة كحّلتُ عينيكِ
بأريجِ الياسمينِ
كم مرةٍ رشَرشْتُ فوقَ نهديكِ
رحيقَ بتلاتِ البيلسان

تتواصلينَ معي جموحيّاً
تزرعينَ في شهقتي قبلةً
أبهى نكهةً
من شقائقِ النُّعمانِ

تبدِّدينَ بمهارةٍ منعشة
سماكاتِ الشَّوقِ المتفاقمة
فوقَ تعاريجِ ضجري

أيّتها الملوّنة بأريجِ الحلمِ
لهفتي إليكِ أنقى
من لونِ البكاءِ
من لونِ البهاءِ
أنتِ أبهى تائهة عبرتْ تيهي

تعالي أغنّي لكِ
على إيقاعِ اللَّيل
أغنيةَ الحلمِ الآتي
أغنيةً نديّةً من لونِ عينيكِ

تعالي نرسمُ معاً شهقتنا
فوقَ صدرِ الهلالِ
لا تؤجّلي العشقَ يوماً
بهجةُ الأراجيحِ تصبُّ
في ينابيعِ العناقِ

تعالي نركضُ بكلِّ مرحٍ
فوقَ تعاريجِ التِّلالِ
نقطفُ زهوراً برّية
نغفو بين عبقِ النَّسيمِ
نرسمُ قلبين مبرعَمَين بالزُّهورِ
زهورُ الحلمِ
زهورٌ معبّقة بأريجِ النّعناعِ

تعبرينَ جهةَ الدفءِ
جهةَ الماءِ الزُّلالِ

أنقشُ قبلتين
على وجنةِ الرُّوحِ قبلةً
وعلى شواطئِ القلبِ أخرى!

أنتِ رفرفاتُ نسيمٍ نديٍّ
أنثى منبعثة من رحيقِ الوجدِ
من رحمِ الحياةِ
من دفءِ النَّومِ العميقِ
تعالي فقد حانَ الأوان
أن نعبرَ لجينَ المحبّةِ
أن نزرعَ بذورَ العناقِ
بين هلاهلِ العشقِ

أتمايلُ بعذوبةٍ هانئة
حولَ هالةِ الحنينِ المتلألئة
حولَ وجنتيكِ
أرقصُ من وهج الإرتعاشِ

حالما أصلُ إلى بريقِ عينيكِ
سأكِّحلُها برحيقِ عشبي

هل ارتميتِ يوماً ما
بين أحضانِ العشبِ
أم أنّكِ ما تزالينَ تائهةً
بين أعماقِ البراري؟

لا أطلبُ منكِ أن تجارَي موجتي
يكفيني يا ومضتي الدَّافئة
أن تحضني شهقتي
أن تعبري بكلِّ فرحٍ
تعاريجَ لهفتي
حنيني المشتعل إلى دنياكِ
ينعشُ ليلي
يمنحُ حلمي ألقَ البقاءِ

تعالي يا زنبقتي
ازرعي رضابَكِ
في تجاويفِ روحي
افرشيني فوقَ تلالِ الهناءِ
فوقَ خيوطِ النُّورِ
فوقَ هالاتِ المساءِ!

يا بهجةَ الرُّوحِ
تحلّقينَ بين خمائلي بكلِّ انتعاشٍ
كأنّكِ هاطلة
من بحيراتِ السَّماءِ

تعبرينَ مثلَ نسيمٍ نديٍّ
أعماقَ مساءاتي المسربلة
برذاذاتِ نكهةِ العشقِ
فأتوهُ بين هضابِ الرُّوحِ
معانقاً وجنةً
أكثر ألقاً من خيوطِ الضّياءِ

عجباً تعبرينَ حفيفَ موسيقاي
فارشةً وهجَ الفرحِ
فوقَ قميصِ اللَّيلِ
تتوغّلين بإنسيابيّة مبهرة
بين خميلةِ القصائدِ

هادئٌ محيّاكِ أثناءَ العبورِ
صاخبةٌ أعماقكِ
من بهجةِ الشَّوقِ

هل تغفينَ بينَ الغاباتِ
عندما يهطلُ عليكِ ليلي؟
أشتاقُ إليكِ
كلّما يقتربُ بزوغُ الفجرِ
كلّما تحنُّ خيوطُ الشَّفقِ
إلى جبينِ الهلالِ
أحبُّكِ حتى لو جنَّ جنونُكِ
حتّى لو اشتكيتِ للقمرِ
لبساتينِ الرُّوحِ
لنجومٍ تبهرُ رحابَ الحلمِ

تطايرَ وهجٌ من شهقتِكِ
عابراً شهيقي
فالتحمتِ الشَّهقتان
عند تخومِ الوجعِ
فتبدّدَ موشور وجعي ..

تاهت رعشة القلب
ولم تعُدْ تميّزُ جموحكَ إليّ عن جموحي
يتداخلُ الجموحان
بينَ بساتينِ الرُّوحِ
فنتوهُ مثلَ الفراشاتِ
بينَ غاباتٍ متلألئةٍ بالفرحِ

وهجي مزنّرٌ
بأقراصِ العشقِ
بديمومةِ الألقِ
يا عسلي البرّي
تعالي عندما تنامُ هداهدُ ليلي
تعالي كي أفرشَ
فوقَ وجنتيكِ خفقةَ الرُّوحِ

هل تنعشكِ حروفي عشقيّاً؟
اتركي نصوصي تغفو
بين خمائلِ الحلمِ
تعالي يا جمرةَ وجدي نعبرُ معاً
وهاداً يتنامى فيها بريقُ الألقِ

وجهُكِ يسطعُ
في جبينِ الشَّوقِ
فلا أرى سوى رعشةَ الرُّوحِ
أهديها إليكِ

تعالي قبلَ أنْ يرحلَ هذا الزَّمان
تعالي يا قرنفلتي
هدهديني بكلِّ حنانٍ

يا إلهي ..
فرحٌ يتلألأ من وجنتيكِ
تعالي نتوهُ اشتعالاً
بينَ وهجِ الجمرِ
بينَ وهجِ الوئامِ
بينَ أمواجِ البحارِ
هل عبرْتِ غاباتِ أحلامكِ
هل أحصيتِ كم قبلةً زرعْتُ
فوقَ خدّيكِ؟

تعالي فحلمُ البارحة
كان زلالاً مثلَ عذوبةِ البحرِ

لماذا لا تترجمي أحلامَكِ المتشظّية
من خاصرةِ الكونِ؟

كم أشتهي
أنْ أحلّقَ معكِ عالياً
نعانقُ معاً وجنةَ الهلالِ!

تعالي نفرشُ رذاذاتِ شوقنا
فوقَ بيادرِ المحبّة
روحُكِ يا حبيبة الرُّوح
تطايرَت من برزخِ الضِّلعِ
منذُ الأزلِ
فحنَّتْ إلى ذاتِها
إلى لهيبِ روحي
جنِّي، قولي ما تشائي
أنتِ الآنَ في مناسِكِ عشقي هل تظنّينَ أنَّكِ تسبحينَ
في عوالمِ الحلمِ بعيداً عنّي؟!

أنا واحتكِ الحلميّة
يا زهرتي المعبّقة بالارجوان
ترتعشين فرحاً
كلّما تعبرين خمائل عشقي

لا أقوى أن أخفِّفَ
من حنانِ الاحتضانِ
تعانقينني كما يعانقُ النَّسيمُ
زرقةَ البحرِ!

أتوهُ عشقاً بينَ تعاريجِ الوئامِ
تهاطلَ الطلُّ فوقَ خدّيكِ ..
دفءُ الدُّنيا تلملمَ فوقَ نهديكِ
عبرْتُ تلالاً
أعبقَ من البيلسانِ
نكهةٌ منعشة تفوحُ
من عبيرِ الرّمّانِ
ذُهِلْتُ ..
يا إلهي ما ألذَّ بهجةَ الارتعاشِ
كيف فاتني أن أحرقَ عمري
بين وهادِ الحرفِ
تاركاً حبق الدُّنيا
يتلألأُ فوقَ خميلةِ ألواني؟!

أيُّ ألقٍ يسطعُ من وجنتيكِ
يا رعشةَ قلبي
تتوهّجُ أجنحتي لهيباً شوقيّاً
أكثرَ من اشتعالاتِ الجمرِ!

يا نجمتي المتلألئة
بين ثنايا العمرِ
أقبِّلُ روحَكِ منذُ الأزلِ
إلى أن ينتهي هذا الزَّمان
متى سينتهي هذا الزَّمان؟!

روحُكِ تسطعُ اخضراراً
أكثرَ ألقاً
من سكرةِ الخمرِ

تعالي يا خمرتي المعتّقة
أرتشفُ من حنانِكِ
حبقاً منعشاً
لعلّي أخفِّفُ
من اِندلاعِ لظى الجمرِ!

كم أشتهي أن أفترشَكِ
بكلِّ تلاوينِ عشقكِ
فوقَ غلاصمِ قلبي!

يا مهجةَ المهجات
هل تشتاقين أن تغفي
بينَ أزاهيرِ حلمي
أمْ أنَّكِ تخشينَ
أن تشتعلَ روضةُ الشَّوقِ
فوقَ طراوةِِ البدنِ؟!

لا تهابي جمري
فهو دافئٌ
ينسابُ مثلَ عذوبةِ النَّدى!

أهديكِ أغصانَ القلبِ
كي تناغي ظلالَ شوقكِ
إلى أغوارِ يَمّي!

تاهَ النَّسيمُ مداعباً خفقةَ العشقِ
وهي تتمايلُ
بين أرجوحةِ الرَّيحِ
معلنةً بهجةَ الانتعاشِ
فوقَ سديمِ البحرِ!

أهديكِ حبَّاً منبعثاً
من هديلِ اللَّيلِ
لعلًّهُ يبلسمُ اخضرارَ خدِّكِ النَّضيرِ

البارحة سمعتكِ توشوشينَ
تلألؤاتِ خيوطِ الهلالِ

أيّتها المنعشة لأرخبيلاتِ الشَّوقِ
لرحابِ الخيالِ
كم من العمرِ سيعبرُ عمري
كي أعانقَ حدائقَ تلكَ التِّلالِ

تحترقُ السُّنونُ
تحتَ خيمةٍ من سراب
يعبرُ الحلمُ لذائذَ الشَّواطئِ البعيدة
يتوهُ بينَ وُعُورَةِ الوهادِ

ثمّةَ معادلة مستعصية عن الفهمِ
ما هذا الألقُ المتلألئ
في شغافِ الإبداعِ؟

ما هذا السِّحر اللَّذيذُ
المتناغمُ بينَ بساتينِ القلاعِ

إنسيابيّةُ رعشةِ الحرفِ
أبهى من رعشةِ اليراعِ!

شيء ما يجذبني بفرحٍ
إلى معابرِ الأعماقِ
إلى إندلاقاتِ وهجِ الشُّهبِ
إلى إنتعاشِ إلتواءاتِ الحروفِ
إلى فضاءاتِ جموحِ الخيال

الحياةُ يا وجعي البعيد
أقصر ممّا تظنّي
رحلةُ العمرِ أشبهُ ما تكونُ
قصيدةً مفتوحةً
على شفاهِ الجنّ Opinions