حتى «العودة القسرية» لا تشملهم: نازحو جرف الصخر خارج المخططات رسمياً.. هجرة إلى الأبد!
المصدر: باس نيوز
بوضوح وبصراحة، أعلنتها وزيرة الهجرة الاتحادية إيفان فائق، أن نازحي جرف الصخر جنوبي محافظة بابل، غير مشمولين بالعودة، وهي تقصد هنا برنامج «العودة القسرية» الذي تعمل عليه الوزارة منذ أشهر عدة، وأخلت بموجبه عدداً من المخيمات في محافظة السليمانية.
وفي تصريح أثار غضب نازحي جرف الصخر، قالت فائق، إنه «سيتم التباحث مع الأسر المتبقية حول عودتها، أو استقرارها في محافظة السليمانية باستثناء أُسر جرف الصخر».
واعتبر نشطاء حقوقيون، أن الاستثناء الرسمي لنازحي جرف الصخر من برامج العودة الطوعية، سيكون إقراراً من قبل الحكومة العراقية بشأن تهجيرهم قسراً، وإبقائهم في المخيمات، دون تقديم المساعدة اللازمة لهم، وتوفير المستلزمات الأساسية كالمياه والكهرباء والمدارس وغير ذلك.
ونزح الآلاف من سكان منطقة جرف الصخر جنوبي محافظة بابل، عام 2014، وتحولت المنطقة إلى استثمارات زراعية وصناعية، وبحيرات لتربية الأسماك والدواجن.
ومنذ أشهر، كانت وزارة الهجرة والمهجرين، التي تسيطر عليها ميليشيات ‹بابليون› بقيادة ريان الكلداني، أطلقت برنامجاً لإعادة النازحين «قسراً» إلى منازلهم، بهدف تحقيق نصر وهمي، بداعي إنهاء ملف النزوح في العراق، وهو ما حذرت منه منظمات دولية مثل ‹هيومين رايتس ووتش› التي أصدرت تقريراً شاملاً عن «العودة القسرية» في مايو/ أيار الماضي، إذ أكدت أن «خطط إغلاق مخيّمات النازحين في إقليم كوردستان العراق بحلول 30 يوليو/تموز ستهدد حقوق الكثير من سكان المخيمات».
وبرغم الأوضاع المأساوية التي يعيشها النازحون، في ظل غياب الخدمات وعدم توفير المياه الصالحة للشرب من قبل وزارة الهجرة، فإن طواقم الوزارة تلاحق النازحين إلى خيمهم المهترئة، بداعي تسجيلهم ضمن برنامج العودة، وأخذ التعهدات عليهم، مع وعدهم بمنحهم 4 ملايين دينار، وهو مبلغ لا يكاد يسد شيئاً في مناطق مدمرة لغاية الآن.
قرار كارثي
بدوره، قال الناشط في مجال حقوق الإنسان وسام العبدالله، إن «استثناء نازحي جرف الصخر من العودة وإن كانت صورية، هو قرار كارثي، وسيجر الويلات على البلاد، ويعطي صورة سلبية عن ما يحصل في الداخل، وتحديداً ملف منطقة جرف الصخر، فبدل تهيئتها لعودتهم، وتعويضهم عن 10 سنوات من النزوح والغربة، نستمع إلى خطاب رسمي يستثنيهم من العودة، التي في حقيقتها غش وخداع، لكن التصريح باستثنائهم، جعل الأمر أكيداً بأن هذه المنطقة خارج حسابات الحكومة».
وأضاف العبدالله لـ (باسنيوز)، أن «سلطات بابل لغاية الآن لم تلتفت إلى هذه المنطقة، وعندما تُسأل فإنها تتذرع بوجود ألغام ومخلفات أو الحاجة إلى التدقيق الأمني وغيرها من الأعذار الواهية، إذ أن محافظة نينوى، التي احتلها تنظيم داعش عاد الكثير من نازحيها وتمت إعادة إعمار بعض مناطقها».
يلاحقوننا.. حتى مدارسنا
الشيخ عياد الجنابي، أحد النازحين في محافظة السليمانية، أكد أن «الجهات الرسمية لم تتواصل معنا بشأن العودة، بل لاحقتنا وتريد إغلاق مدارس أطفالنا، وكأنها عدوة لنا، وهذا ما يتعارض مع القيم الدينية والإنسانية».
وأضاف الجنابي لـ (باسنيوز)، أن «القوى السياسية تركت حتى المطالبة بإعادتنا إلى مناطقنا، لكنهم في أوقات الانتخابات يبدؤون بالمتاجرة في هذه القضية»، مشيراً إلى أنه «يجب إيجاد حل واضح وصريح بشأن العودة، وفق جدول زمني، وترتيبات أمنية».