Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

حج مبرور

لا أظن ان احدا من المسلمين -المطلعين والمتابعين، بل حتى البسطاء منهم والذين يحضرون خطب الجمعة ومجالس العزاء العاشورية- لا أظنهم لم يسمعوا بمأثرة الامام الحسن حفيد رسول الله الكريم "ص" حين حل احرامه وهو على وشك ان يتم مناسك الحج وقطع الطواف حول بيت الله الحرام استجابة لطلب رجل صاحب حاجة فخرج معه قائلا للمستغربين: قضاء حاجة انسان افضل عند الله من سبع حجج!.
ولا أظن ان احد اًمن المسلمين -والعراقيين خاصة- يجهل حكاية علي بن يقطين الذي حج حجا مبرورا وهو جالس في بيته.
فمن الذي لم يسمع بحكاية: ما حج الا انا وناقتي وعلي بن يقطين!.
واحسب ان الجميع يعرفون: ما أعظم الضجيج وأقل الحجيج!.
ذكرني بهذه الروايات -والتي سمعتها من على المنابر وانا في العاشرة ثم قرأتها حين ابتليت بداء الكتابة- ذكرني بها التكرار السنوي المعيب لمشهد البرلمانين للمرة الرابعة على التوالي وبسبق اصرار وتربص وترصد وهم يزاحمون شيوخا وعجائز حرموا اداء فريضة الحج لسنوات عديدة بسبب كثرة اعداد المتقدمين والتي تفوق الحصة المقررة من قبل الحكومة السعودية لاضعاف مضاعفة، هذه الكثرة زادتها بلاءا مزاحمة البرلمانين "صوت الشعب المقهور"!. واقاربهم والاحزاب والحركات اعضاءً وانصاراً واصدقاءً. ولم تجد كل نداء المرجعيات الدينية وتشكيكها بصحة اداء الحج على هذه الطريقة وبهذا الاستثئار"فالجماعة" مصرون على موقفهم للاستفادة من امتيازات منحوها لانفسهم واستغلال فرصة قد لا تعوض!.
فما داموا هم المشرعون كل الاحتجاجات والنداءات تهون.
المصيبة ان بعضهم باع الاستمارات "المخصصة له امتيازا" كما يتردد على ألسن الناس العامة!. ترى ما الحكم الشرعي الذي يترتب على البائع؟!.
وهل يصح حج المشتري اضطرارا؟.
فالحج فريضة مشروطة بالاستطاعة والمرة الواحدة تجزي وتكفي ثم ان الفرائض بأجمعها تنخدش صحتها بأبسط التجاوزات والاشكالات وتتحول الى مجرد اسقاط فرض. مجرد جوع وعطش بالنسبة لفريضة الصوم، وسهر وتعب فيما يخص فريضة الصلاة، ورياء وتفاخر وضياع مال في حالة فريضة التصدق والزكاة، وعصبية وعدوان وتجاوز على حرمات الله بالنسبة للجهاد الباطل، واما بالنسبة لفريضة الحج فسفر وسياحة وتجارة.
وعدا عن مزاحمة الشيوخ والعجائز وحرمان المئات وقد مات بعضهم وسيموت اخرون دون ان يحجوا.. عدا عن ذلك هل سيمحُ الله ذنوب من عطل وأخر قوانينا وقرارات تقرر مصير "28 مليون عراقي مظلوم" وهم في أمس الحاجة اليها؟!,
أيعلم بعض الحجاج.." انما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب." نعم بجهالة وليس بمنطق "أتوب للرحمن من بعد سنتين"!.
يحج لكيما يغفر الله ذنبه
ويرجع قد حطت عليه ذنوب
يالخيبة العراقيين ... يالخسارتهم الفادحة يالتعاسة حظهم العاثر!.
حسبتك ياعبد المطيع تطعمني لقيتك يا عبد المطيع طماع!. Opinions