Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

حدّث العاقلَ بما لا يُعقَل, إن صدّق فلا عقل لــــــه/ حلقة رقم واحد

في عصر تكنولوجي متطور, لم يعد صعبا على أحد معرفة أغلب ما يدور في اصقاع المعمورة بغضون دقائق لا بل ثوان , بحيث أصبح كل ما يحدث في متناول اليد بشهادة الصورة والصوت وتعليق شاهد العيان لدرجة يصعب إنكار صحة تلك المعلومة إلا الذي يمتلك التكنولوجية التي يتمكن بها من فبركة لقطة مغايرة لدحض صورة الحقيقة وتزييف صوت شهودها.

من هنا, أسمحوا لي أن أستهل مدخل هذه الحلقة بإقتباس فقرة من مقال سابق للسيد أنطون صنا نشر على موقع عينكاوة تحت عنوان :(( السيد نيجرفان: نعم نحن نملك دبابات)). إليكم المقتبس: يقول السيد صنا :

(( إن تخوف الأكراد المستمر من إستتباب وإستقرار الأمن والقدرة العسكرية والإقتصادية للحكومة العراقية له ما يبرره على ضوء تجاربهم السابقة مع أنظمة الحكم المتعاقبة الظالمة والمتعفنه ألتي توالت على بغداد ومنذ قيام الدولة العراقية ....... إلى آخر الفقره)) إنتهى الإقتباس.

تعليقا على ما جاء في المقتبس أعلاه نقول إنّ ما يستشفه القاريئ من مضمون المقتبس , هو وبكل بساطة , تأكيد السيد صنا على أنّ تطلعات الساسة الأكراد ومصلحة شعبهم في العراق لا تكمن في عراق مستقر وهادئ, بل في تصعيد فوضى التفجيرات وتدهور أمن وإقتصاد البلد , ليس فقط اليوم حسب قول الكاتب, ولكن على مدى عقود نضالهم المسلح ,و مع علمنا المسبق بأن الكاتب لم يكن يقصد ذلك في كلامه لكنه نتيجة تهوّره وعدم دقته في ملئ أسطر الصفحة كما إعتاده القراء في إستخدامه المفردة دون أي تحسّب ولا اي إحترام لعقلية القاريئ , وهنا لنا أن نتصور كم نحن تعيسي الحظ, مع قلم يريد صاحبه النطق بإسمنا رغم أنوفنا !!!؟ نعم إنها السذاجة وذلة الشهوة التي توصل بصاحبها إلى هذا الخلط والتخبط , الأخ معروف عنه دعمه المستميت لمجمل فعاليات المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري الذي يرأسه السيد سركيس أغا جان, لكنه في مقاله قد تورط من حيث لايدري في توجيه أصبع الإتهام إلى الاكراد دون أن يعي او يفهم ما يكتبه , فهو يعتبرهم أول المستفيدين من الفوضى الحاصلة في بغداد وعموم البلد ( بإستثناء المدن التي تحت نفوذهم) لأنهم يتخوفون كما يقول من حالة إستقرار البلد , وهذا واضح في كلامه عندما يشير إلى أن مصلحة الأكراد وضمان مستقبلهم على ضوء ما عانوه في السابق , تكمن في تصعيد فوضى التفجيرات والقتل والخطف في بغداد وكركوك والموصل ومدن أخرى أي بما معناه حتى لاتكون في بغداد حكومة قوية تصنع للبلد وضعا أمنيا يمنع المتصيدين من تمرير مخططاتهم , هذا ما تعنيه كلمات السيد صنا في مقاله وهو أحد مفكرّي أو مروّجي المجلس الشعبي السرياني الاشوري الذي يرعاه السيد سركيس أغا جان .

يُعرَف عن الدجاجة أنها عقب كل رشفة ماء ترفع رقبتها نحو السماء كمن يريد رد العرفان لأصحابه , و بالسريانية يقال (كثيثه كشَتيا وكخيرا باريلي) , مثل يضرب حيال الجاحد المتكبّر, حين توهمه جهالته بأنه ممسك برأس الخيط الذي سيدلّه إلى طريق تحقيق حلمه الأهوج ,حيث تتعطل عند ذلك كوابح الرعونة والحماقة لتهيج وتتحكم بتصرفاته , عندها تبلغ لا أباليته وعناده أعلى درجاتها تلازمه حيثما صال وجال لتعيده إلى سابقه عاريا مكشوفا ,معروف أن هذه الحالة تحصل في الغالب مع المراهقين في السن مما يسبب قلق الأب على ولده المراهق خوفا من مشاكل إنحرافه وتبعاتها , فيشدد الرقابة في متابعته , ثم تأتيه النصائح من معلمّي ولده و من الاصدقاء والمقربين بوجوب التأكد من أصحاب الولد وعشرته ليتسنى منع وقوع المشكلة أو تسهيل معالجتها إن وقعت , خاصة حين يحول التنكر والعناد دون إمكانية كشف الحقيقة ومعرفة مسبباتها.
ليكن الرب في عون الاباء وعوننا يا إخــــــــوان !
نعم إن حقيقة مشكلتنا هي, أن الذين نخشاهم أو نخشى عليهم في حارتنا (الكلدواشوريالسريانية) لا هم بعمر المراهقة ولا يشربون الماء إلا بالگصبةِ نيّاماً على بطونهم و باصابع أقدامهم يمسكون باليراع ليشخبطوا عنا وعن همومنا مستريحين مسترخين في بلدان الغربة كما هو حال صاحب المقتبس أعلاه .

الغرض من كلامنا ليس التجريح والتشهير بالأشخاص إطلاقا , بل ما يعنينا وقد بلغ السيل الزبى, هو محاورة بؤس أفكار وأساليب لم يعد أيّ بدّ لنا , جراء ما نشهده , سوى نعتها بالضاله ألتي تسعى الى تضليل المساكين عبر ممارسة ظاهرة الخداع المزدوج, خداع الذات أولا, وهو شأن خاص بالمخادع ,أما تضليل المساكين ,فهي تعد في كل أعراف الدنيا جريمة حضارية بحق الثقافة والمثقفين و هكذا المساكين ,و برغم تنوّع إغراءات السلاطين وإتساع رقعة تفرعنهم , نحمد الرب أن تعداد هؤلاء المراوغين لم يتعدى عدد أصابع اليد الواحدة, و لكن ورغم قلتهم و هزالة طالعهم , فقد عيل صبرنا منهم ومن أساليب طروحاتهم المفتقره لأدنى مستويات النضج الفكري والضابط الأخلاقي .

لقد غدا تزميرالبعض بعصمة شهاداتهم وكبر سنّهم و إدعّاءهم الزائف بحبهم لشعبهم ,غدا ملاذهم كلما حاججهم مارد او حصرهم في زاوية تربك حركتهم وتلعثم اقلامهم مما يظطرهم الى الخرمشة والشتائم وتصفيط الاكاذيب , لهذا سأسميهم بعد الإعتذارعن إستخدامي للمفردة مظطرا , بإخوان القفا وليس الصفا سواء إدعوا الأشورية او الكلدانية و بالواوات او بدونها , أولئك الذين لم يهدأوا لحظة من الرقص على جراح الناس بتنصيب ذواتهم كعلماء خبروا فقه الدين و قرأوا التاريخ وختموا السياسة حتى يمنحوا أنفسهم لقب الاسطوات والمناضلين القوميين من الطرازالذي يجب أن يصغى إليهم الجميع ويطيعهم لمجرد أنهم أجادوا مهنة التملّق ووجدوا لها الطريق السالك ,و من مهازل الظاهرة أنك تراهم تارة مندفعين يتملّقون بحشر مفردة التقدميّة و مصطلح الفكرالقومي الوحدوي زورا كلما كلفهم سيّد ما بتسويق الكاسد من بضاعته , وتراه تارة أخرى يتقهقر متراجعا للخلف ليبدو قريبا جدا من خصال وعاظ السلاطين , وتحت وطأة الإحتلام بالكعكة يرى في مهنة الشحذ والتسكع ضالته ليستنجد بالمارة كي يحافظ على واواته أو يتكرّم علينا بإزالتها , كل ذلك من أجل إشباع شهوته و هو غارق يهتك بأهله المعذبين , نعم هكذا هي المحطات التي تنقلّ عبرها مناضلونا الجدد المأسوف على نسبهم إلينا , حتى بدأنا نستشعر حجم خذلانهم( وهو خيبة لنا جميعا) في تصاعد وتيرة نوطة إزدرائهم التسفيهي لحقيقة ما يدورمن تهميش و تسويف لوجودنا وحقنا في ارضنا , إنها الكعكة التي سيلّت لعاب الجهابذ وإستقوتهم على أهلهم ثم انستهم أين موقع الجبين من أخمص القدمين ,لقد جعلتهم يبتهجوا بيد الغريب تدفع بقفاهم للتسلق پايه على أكتاف أهلهم, بينما الكعكة المسكينة تسحل بحالها من شدة خجلها .

الأخ وهو في لحظة نشوته يتوهم بأن له الحق أن يدعي ويحكي ويحكم حسبما يروق له , و ما على الباقين سوى تصديق أكاذيبه وإدعاءاته لمجرد أن السيد قد تفضلّ عليه وحاكاه بغمزة , وما نكتة الاستاذ ياقو بللو,( يا يمه السيّد حاچاني) في أحدى مقالاته, إلا تعليقي الأنسب في وصف حال هؤلاء , ثم سرعان ما يبلغ جهل وتخبط أسلوب صاحبنا( أو اصحابنا) حد إتهام السيد كما بدا معظمهم ومنهم صاحب مقتبس مقدمة الحلقة .

الأمر المضحك الأخر في المشهد, هو أن من بين هذه العصبة القليلة, من إختار في نضاله القومي المزعوم , تنصّيب نفسه ناطقا باسمنا ثم بنفس الوقت محاميا للدفاع عن تجاوزات أطراف سياسية وحكومية بحق شعبنا منها الأحزاب الكردية , وهو يصرّ على وجوب بتر ألسنتنا وقطع رؤوسنا وفقأ عيوننا وتكسير أقلامنا تحت طائلة نظريته المهترئة التي يقول فيها بأن الكلدواشوري الذي يختلف في رؤاه السياسية مع السياسي الكردي او حتى العربي او التركماني , هو متهم بعدائه المبيّت للأكراد او التركمان او العرب كشعب ومتهما إياه بزرع الفرقه والشغب بين الشعوب , إن تفسيرظاهرة سخيفة مثل هذه و لشدة خسّتها , لا تحتاج إلى أي جهد ,فمنطق علم السياسة يثبت كم ساذج هو هذا الداعية عندما يختار إسطوانة بائسة ومهترئة متغافلا بأن الكردي الواعي وهكذا التركماني أو العربي , سيكون أول الماقتين لهذه الإسطوانة ولصاحبها ,و ما قاله السيد صنا في الذي إقتبسناه من مقاله هو دليل دامغ على قلة إدراكه وقصورأسلوبه الناتج عن إنغماسه في تحقيق منافعه , متناسيا بأن نصف الحكومة العراقية هم أكراد و القوم أليوم كلّهم يحكون ويتغنون بالديمقراطية و فرض إلإلتزام بضوابطها, و الساسة الأكراد هم ايضاعراقيون ومطلوب منهم المشاركة بصدق في بناء وطن آمن وديمقراطي لكل العراقيين يعيش فيه الجميع بأمن وسلام ومحبة في زمن تمنح الديمقراطية شرعية كاملة لكل من له حق ان يطالب به دون منيّه احد .

إن كان كل من يختلف معي بالرؤية محكوم عليه بمعاداته لي ولعشيرتي وجنس قومي حسب نظرية الصنا وجماعته ,فما بالنا بجلدات أسواطهم هم أنفسهم وهم المحسوبين علينا , و كيف وبماذا سأصف مثلا (الكاتب) انطون الصنا كونه واحدا من هذه العصبة الجديدة وصاحب الفقرة المقتبسة أعلاه؟ وهو والذين على شاكلته لا همّ ولا شاغل لهم سوى فبركة رسائل مشفرة يخادعون في فحوى أسطرها ناسنا البسطاء من جهة ويكيلوا لرموزنا بكل ما قدرهم الله من تنكيل وقذف فقط كي يثبت أنه المدافع الغيور عن مجلسه او حزب عائلته او طشت الهريسة الذي أوقعه في فخ إتهام الأكراد بأنهم وراء الفوضى الحاصلة , ومن جانب أخر وصل الامر بهم إلى الإصرار والتأكيد على أن فضح الاختراقات كالتي حصلت في انتخابات مجالس المحافظات وهكذا إنتخابات الإقليم و نقد سياسة المتجاوزين على حقوق أهله الكلدواشوريين , يعتبرون ذلك خطا أحمر و الإقتراب منه يعني معادة شعب بكامله , لهذا السبب نراهم يصمتون بشكل معيب حيال اي تجاوز يطال أهلنا , إعتقال الناشط السيد نمرود شيبا على سبيل المثال , أليسوا أمثال هؤلاء هم أعداء حقيقيون لشعبهم ؟؟

مثل هذا التخبط هو الذي فعلا يزكم الأنوف حد القرف, فهم بهذه الهيئة لا يمثلوننا ولن نسمح لهم ان ينطقوا بإسمنا ,و من يقرأ لهم وهم يتكلمون عنا, سيندب حظنا التعيس في نسابتهم و صحبتهم المفروضة قسرا علينا لأنهم فريق أثبت تخبطه و لم يحقق لنا من سفسطائيته سوى جدارة الترويج والثرثرة لمشروع سياسي مرفوض , فهو لا قومي ولا وطني ولا هم يحزنون , مجرد مشروع يراد له أن يتغذى ويسمن على ما تحويه رضاعات جعبهم من سموم يضخونها خصيصة لحرق أحشاء بني جلدتهم .

التكلم حول الديمقرطية يا سادتي , يبعث في الإنسان إشراقة أمل , والمثقف هو أول المطالبين بإلتزام وتبني قواعدها طوعا من أجل الإرتقاءالمنظم بالاخرين, لأن مدى إلتزامه هو بمثابة المرآة العاكسة لنقاء ثقافته وصدق إنتمائه لشعبه و لقضيته وقيمة تفاصيل فعالياته ,و لكن لا ننسى , فباع الطبيعة هو الأطوَل يمهل لكنه لا يهمل كشف الحقيقة مهما ستر عليها, فأمر الأنتهازي حججه الواهية وخبطاته هي التي تفضحه , اي أنها مسالة وقت لا أكثر ,ففي القوش وقرانا الاخرى غالبا ما يردد أهالينا المقولة التي تعني ( دع الشريريترنح لا تبلي حالك به سيجد لنفسه العثرة التي ستوقعه) كما يقول أهلنا في جنوبنا الحبيب(لا تدفع الجاهل هو يوگع من كيفه) كلام أثبتت الايام صحته .
ففي إستغلال المنتفع لفضاء الحرية المتوفر وإستخدامه غطاء للتسللّ نحو النيل والتشهير بأهله وأشدد هنا على كلمة أهله فهي أشارة تغنينا عن قول الكثير ,مؤسف حقا أن هذا الأسلوب هو بالضبط ما إختاره هؤلاء القلة في حين لم ينفكوا في مشوار نضالهم القومي المزعوم من التزمير بالحكم الذاتي و بالسيادة السياسية و حلمهم القومي الذي سيتحقق بتكبير حجم الواوات أو بإزاحتها , لدرجة أن توأما ( من مدرستين مختلفتين ) ينفشان ريشهما تباهيا بأفكارهما و بعدّاد الموقع الذي أحصى لهما الالاف من القراء بينما يدعون بأن لا أحد ا يقرأ لأنصار الحركة الديمقراطية الأشورية على سبيل المثال , ولكن ليت هذا التوأم أدرك ما سر ذلك و حقيقة أمره من الشارع وليس من مخيلتهما المغوشة , ألتوأم هذا يذكرني عندما كنا صبية في المدارس, كنا يومها نترك حصص الدروس جريا وراء القرقوز(المزمار السحري) الذي كانت تضحكنا ضوضاءه المصطنعه أثناء تأديته الفعاليات البهلوانية والهزلية, وما أشبه الليلة بالبارحة مع تقديري العالي للقاريئ المحترم .

يتبع ................الحلقة الثانية
Opinions