حزب الحمير و سياسة التغيير
يبدو أن خيبات الأمل التي انتابت الشارع العراقي أجبرت البعض على اللجوء إلى فئة جديدة من السياسيين ممن بعملون بجد و يتحملون الأعباء الشاقة. و ذلك على العكس تماما ً من سياسيي هذه الأيام ممن يعملون قليلا ً و يقبضون كثيرا ً. و تنتسب هذه الطبقة الجديدة من السياسيين إلى (حزب الحمير) الذي يتوقع له انتشارا ً واسعا ً على الساحة السياسية في العراق و يعتبر منافسا ً قويا ً في أية انتخابات مقبلة.و قد يغير الحمير مجرى السياسة في العراق بشكل جذري يتناسب مع متغيرات المنطقة و يخرج البلاد من عنق الزجاجة و مشكلات الصراع على السلطة. كما يأمل حزب الحمير الذي أعلن عن تأسيسه في كردستان العراق في أن يؤسس لعصر جديد من الديموقراطية على غرار تلك الموجودة في الولايات المتحدة الأمريكية ، متفائلين بشعار الحزب الديموقراطي الحاكم فيها و هو (الحمار).
و على عكس بقية الأحزاب التي (تترافس) فيما بينها للحصول على أكبر قدر من المكاسب فإن رفسة من أحد الحمير تؤهل الشخص المنتسب للحصول على عضوية هذا الحزب. لذا يرجح أحد المراقبين السياسيين أن يكون هناك قاعدة شعبية واسعة لحزب الحمير في العراق فالكل مرفوس أو يرغب في رفسة توصله إلى وظيفة ما أو منصب معين.
و الملفت للنظر أن حزب الحمير حزب مستقل لا يتبع لجهة ما و لا ينتهج سياسية تميز بين عضو و آخر . فالكل بحسب اللائحة الداخلية للحمير متساوون و يجمعهم العمل الجاد لخدمة الوطن و المواطن. كما أن الرفسة التي يتلقاها العضو المنتسب تسري على جميع الطبقات فلا تمييز بين حمار و حمار أو أتان و أتان و لا حتى بين جحش و آخر.
و يخشى البعض في العراق أن يتم استعانة عدد من المسؤولين العراقيين بحزب الحمير للوصول إلى مراكز أعلى أو للهروب من تلال الأزمات إلى أخرى أكثر بساطة. و هو ما يذكر بالحقوق الضائعة للحمير في أي مكان في العالم طالما بقي الأعضاء في صمت يخرقه نهيق هنا و هناك بين فترة و أخرى.
و للتغلب على هذه المعضلة يسعى حزب الحمير إلى تأسيس إذاعة النهيق. فالإعلام الحر و المسموع لا يمكن أن يكون حكرا ً على الأحزاب الأخرى في حين يبقى حزب الحمير غائبا ً عن الساحة. و سوف تنقل هذه الإذاعة في حال تم تأسيسها أخبار الأعضاء من الحمير و غيرهم بشفافية و موضوعية. كما يتوقع لهذه الإذاعة أن تكون منبرا ً حرا ً لتحاور الحمير مع غيره من الأحزاب عسى أن يكون هناك قاعدة مشتركة يبنى عليها حوار وطني شامل. و في حال حدوث انتخابات مقبلة فإن حزب الحمير سوف يكون بالتأكيد من المشاركين فيها. و يعتقد البعض أن هذا الحزب سوف يحقق نتائج مفاجئة قد تسفر عن فوز أحد أعضائه بمنصب رئاسة الوزراء.
Sadekalrikaby@gmail.com