حسم الاتفاق على إحالة الدفاع والداخلية إلى مستقلين
30/04/2006الجيران - بغداد - تزداد الترجيحات بإحالة وزارتي الدفاع والداخلية الى مستقلين مع ازدياد قناعة الكتل النيابية بضرورة أن تكونا خارج هيمنة الأحزاب أو القوائم التي توصف بالانحياز الطائفي . ويدفع هذا الى ترشيح العراقية لتولي الداخلية على أن يتولى مسؤول مستقل من الائتلاف حقيبة الدفاع فيما يترك للتوافق والتحالف الكردسـتاني التفاوض على الخارجية . وتفيد المعلومات أن اتفاقاً شبه نهائي على هذه الخارطة قد أوشك المفاوضون اقراره وسط توقعات باعلان الحكومة في عشرة أيام كما قال عضو مجلس النواب حسن السنيد ، بالرغم من المطالب ذات السقف العـالي التي قدمتها القوائم . ويبدو أن وزارتي الدفاع والداخلية تستأثران باهتمام المفاوضين على خلفية عزم رئيس الوزراء نوري كامل المالكي باحالتهما الى مستقلين ، وعقب التأييد الذي لقيه من المراجع الكبار في النجف الاشرف ودعم وزيري خارجية ودفاع الولايات المتحدة الاميركية ، وقال عزة الشابندر لـ ( الصباح): إن هاتين الوزارتين ( حصة الاميركان) بحسب تعبيره ، وانهم يريدون أن تؤولا الى قائمة غير طائفية ، ويعتقد أن العراقية وفقاً لذلك أكثر ترجيحاً بسبب وجودها في ( المنطقة الوسط) وقال : هو رأي أميركي على كل حال .. لكن الشابندر يلمح الى تغييرات في النسق الامني ، أو ايجاد نوع من التناغم بين الجهات التي تتصدى لقضايا الأمن بدفع العراقية الى الصدارة ، وكشف أن مفاوضات تجرى لاحداث تعديلات في المجلس السياسي للأمن الوطني تتيح للدكتور اياد علاوي زعيم القائمة العراقية ان يكون رئيساً له ، أو بمعنى آخر أن يكون مسؤولاً عن الملف الأمني في العراق . لكن عضو الائتلاف خضير الخزاعي قال لـ (الصباح): أن هناك رأيين في هذا الموضوع الاول هو أن تعطى الوزارتان الى مستقلين من خارج القوائم (مع مراعاة التقسيم الطائفي)، والثاني أن تعطى لاعضاء في القوائم معروفين باستقلاليتهم وعدم اصطفافهم الطائفي، وايد أن المفاوضات تجري بشكل سلس وروح ايجابية بالرغم من المطالب (العالية) للقوائم التي يعكف المفاوضون على دفعها بسقوف نهائية. واوضح لـ(الصباح): ان اتفاقاً (يبدو انه شبه محسوم) يقضي باعطاء الدفاع لمستقل في الائتلاف، والداخلية للعراقية، والخارجية بين التوافق والتحالف. وكانت الائتلاف حتى وقت قريب تتمسك بالداخلية الا أنها، بحسب الخزاعي، ستضع يدها على المالية والنفط والدفاع، اي على ثلاث من خمس وزارات سيادية. ولم تبد قائمة التوافق معارضة في ذلك، حتى ولو لم تحصل على الخارجية، لتكون بالنتيجة دون وزارة سيادية، الا أن النائب سلمان الجميلي عضو التوافق قال لـ(الصباح): ان قائمته تنازلت عن الدفاع لتذهب الى مستقل، لكنها ستعود للمطالبة بها حين ترى أنها اعطيت الى حزب. المفاوضات برغم كل هذه التعقيدات تجد قبولاً لدى المفاوضين على بناء حكومة وطنية تتخلص من مزايا الاستحواذ وهيمنة الاحزاب والطوائف، ولم يكن هناك نشاط تفاوضي امس بانتظار عودة الوفد الكردي الذي ذهب الى كردستان للتشاور مع القيادة الكردية في جملة امور. ويدعم هذا المناخ مساعي رئيس الوزراء نوري كامل المالكي الذي تعهد بايجاد حكومة تكنوقراط قوية، وكشفت وسائل اعلام أن رامسفيلد ورايس أجريا سلسلة لقاءات مغلقة مع مسؤولين عراقيين ناقشت قضية الحقائب الامنية واسنادها لشخصيات مستقلة، في أثناء زيارتهما الى بغداد قبل ايام. واعربت رايس بحسب الواشنطن تايمز امس عن ثقتها بأن الخلافات بين العراقيين لا يمكن أن تحل عبر العنف بل عبر الحوار والتسوية، واضافت ان العراق سيكون نموذجاً ديمقراطياً يحتذى به في الشرق.