حسين التكريتي: قاضي التحقيق في الأنفال ساومني لأكون شاهدا مقابل تبرئتي
21/12/2006أصوات العراق/
قال القيادي في رئاسة أركان الجيش العراقي السابق حسين رشيد التكريتي أمام محكمة الأنفال اليوم الخميس إن قاضي التحقيق ساومه ليكون شاهدا في القضية مقابل تبرئته من التهم الموجهة إليه ،موضحا أنه رفض تلك المساومة .
وعقدت المحكمة الجنائية العليا المختصة بنظر (قضية الأنفال) جلستها رقم ( 33) اليوم برئاسة القاضي محمد العريبي الخليفة وبحضور جميع المتهمين السبعة ،وواصل الإدعاء العام عرض الوثائق التي قال إنها تؤكد استخدام النظام السابق برئاسة صدام حسين الأسلحة الكيماوية في قصف قرى كردية عامي 1987و1988.
وأضاف التكريتي ،خلال إفادته حول وثائق الإتهام الخاصة به والتي عرضها المدعي العام ،
أن قاضي التحقيق (لم يذكر اسمه) قال له "لماذا تقحم نفسك بدم المجاتيل (القتلى)..؟."
وتابع ".. قال لي (قاضي التحقيق) ذلك بهذه العبارة تحديدا ، ثم قال لي: سأطرح عليك أسئلة وأجبني عليها.. فقلت له: أتريدني أن أكذب..؟ ,لكنه رد عليّ: سترى إذن."
ويحاكم الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين مع ستة من معاونيه بتهم إرتكابهم جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية خلال (عمليات الأنفال) التي جرت ضد قرى كردية في عام 1988 ،وراح ضحيتها عدة آلاف من الأكراد العراقيين .
وشغل حسين التكريتي منصب معاون علمليات رئاسة أركان الجيش إبان حملة الأنفال .
ومضى التكريتي قائلا "وبعد فترة.. جاءني القاضي رائد جوحي ( الناطق باسم المحكمة الجنائية العليا) وطرح علي نفس الأسئلة وطلب مني الإجابة عليها ،إلا أنه لم يساومني."
وكان المدعي العام في القضية منقذ الفرعون عرض اليوم على المحكمة وثائق تدين المتهم التكريتي ،عبارة عن مخاطبات صادرة من رئيس أركان الجيش العراقي ونسخا منها إلى معاون رئيس أركان الجيش ( التكريتي) تتضمن أوامر بتنفيذ عمليات الأنفال .
وقال المتهم التكريتي "ما علاقتي أنا بتنفيذ العمليات العسكرية بالعتاد الخاص ( الأسلحة الكيماوية)... ولماذا لا ترجعون إلى وزير التصنيع العسكري عامر السعدي الذي كان مسؤولا وأطلقتم سراحه ،رغم أنه كان (يشغل منصبه) في عام 1988..؟."
وزاد "لماذا تحاكموني على أمر صدر من رئيس أركان الجيش والذي هو أعلى سلطة مني في قيادة الحرب مع إيران ,هل تريدونني أن احاسب رئيس أركان الجيش لإصداره هذه الأوامر أثناء الحرب..؟.. وهل يستطع أحد أن يخالف الأوامر ( العسكرية) التي تصدر له..؟."
وحول البروتوكول الموقع مع تركيا بشأن دخول الجيش التركي إلى الأراضي العراقية ،وهي الوثيقة التي عرضها المدعي العام اليوم ،علق التكريتي قائلا "هذه المعاهدة على الرغم من أنها خاصة بوزارة الخارجية العراقية... إلا أننا لدينا بعض المعلومات عنها ،وهي معاهدة مشتركة... حيث تسمح أيضا بدخول القطعات العسكرية العراقية للأراضي التركية."
وتساءل القيادي في رئاسة أركان الجيش السابق "لماذا يعترضون على دخول الأتراك إلى الأراضي العراقية.. ويقولون إنه تعد على السيادة ، بينما هم يسمحون في الوقت نفسه بدخول الإيرانيين إلى الأراضي العراقية... بل ويقدمون تسهيلات لهم ,أليس في ذلك تعد على السيادة...؟."
ووجه التكريتي كلامه للقاضي قائلا " نحن أقوى نفسياً من نظامكم كله.. ونحن لا ننكر مسؤوليتنا عن قتال إيران ،ولسنا خائفين" ،وأضاف " نحن نفخر أننا حاربنا العدو" في إشارة إلى الحرب العراقية - الإيرانية التي استمرت ثماني سنوات ( 1980- 1988) بين البلدين .