حضارة اللاحضارة
علاقة الضد.. أو علاقة العكس كيف تكون يا ترى؟، كثيراً ما نرى ونسمع من يسأل هل أن هناك علاقة بين الماء والنار مثلاً؟ أو ما هي العلاقة بين الموت والحياة؟، أسئلة تدور اليوم في بالنا فلو نظرنا الى ما هو حولنا من أحداث سنجد أن هناك علاقة خفية بين الأحداث لكنها علاقة ضد وليست علاقة متجانسة وتزاوجاً بالأحداث الطبيعية، فبلدنا ومنذ ثلاث سنوات يسعى الى أن يعيش الأجواء الديمقراطية والسياسية النزيهة والبعيدة عن الضغوطات على الفرد العراقي وبالتالي نحن نمثل قمة الحضارة والرقي التي توصل اليها الإنسان بعد قرون طويلة من التجارب والثورات والأزمات والحروب.. لكن في ذات الوقت نجد في بلدنا علاقة خفية بين الحضارة الجديدة التي سعى الساعون الى ايجادها بيننا فهناك ما هو غير مفهوم في تلك الحضارة فلو لاحظنا في الثلاث سنوات الأخيرة ولو إستطعنا معرفة إحصائية بسيطة لعدد المفكرين والكتّاب والعلماء والباحثين.. الخ، العراقيين ومن هم مبدعون في أي مجال من مجالات الحياة والذين في أغلب الأحيان أُغتيلوا بلا سبب، سنجد أن هناك "ردة عكسية" للحضارة البدائية التي كانت تحارب الفكر والفن والعلم وأي إبداع وتفوق إنساني، فما هي يا ترى تلك العلاقة بين الحضارة واللاحضارة، وهل هي ضريبة يجب أن ندفعها في أرض الرافدين؟!، أم هو ضعف في الناحية الأمنية فقط؟، وهذا ما لا يصدق، أم أن هناك ربط خفي يسعى لتصحير العراق من المفكرين والعلماء وكل المبدعين ليغدو أرضاً يابسة رغم جريان أعظم نهرين فيه؟.واقعنا اليوم إن دل على شيء فهو يدل على كارثة إنسانية تحدث هنا ولا أحد يسعى لإنقاذ ما تبقى من المبدعين في العراق وكأن المسؤولين يتقصدون من الخارج إظهار الحضارة وبالداخل يحاولون تمييع الحضارة وجعلها مجرد قشور وأغلفة والعودة بنا الى الإنسان الأول الذي افتقر الى المعرفة وكانت الأشياء تسود عليه، والحضارة تعني أن الإنسان هو سيد الأشياء لأنه صانعها.. فهل يا ترى سندرك يوماً ما هو المغزى من اللاحضارة التي نعيشها في عراق اليوم؟!.