Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

حُطام

إنّهُ صفرةُ تلكَ الورقةِ التي تتقصّفُ تحتَ الأرجل , إنّهُ التقصّفُ ذاتُهُ الذي يملُّهُ مَنْ داسَهُ خطأً ,
إنهُ غيمةٌ ينتظرُها عَطِشٌ , وتظلُّ غيمةً : لا تُمطرُ و لا تزول .
إنّهُ الوجهُ الذي لا يغادرُهُ الشّحوبُ , الوجهُ الذي فرّ مِنَ المعركةِ , وراياتُ الهزيمةِ مغروسة في قلبهِ دونَ أنْ يُحسَّ .
إنّهُ الخائِنُ أوقفَهُ الضابطُ أمامَ الجنود ليضحكوا عليْهِ ,
إنّهُ انتظارُ المرأةِ الأبديُّ أمامَ البابِ . إنّهُ البابُ يصبحُ رَمَاداً لو مرّتْ بجانبهِ لمسة مريض .
إنّهُ العجوزُ يحملُ زوّادَتَهُ على كتفِهِ بطرفِ عصاهُ مُغادِرِاً حارتَهُ , ولعناتُ أحفادِهِ تُلاحِقُهُ .
إنّهُ السُّعالُ الحادُّ حتّى الصباح , السّعالُ حِينَ يُوقظُ جارا مريضا ,
إنّهُ الذاهبُ إلى المقبرةِ فلا يجدُ مكاناً ليدفنَ فيهِ ما لمْ يبقَ فيهِ مِنْ حياة .
إنّهُ كلُّ القبور حينَ تُداسُ أيامَ الأعياد .
إنّهُ العيدُ الذي ماتَ فيه كلُّ الأحبّة .
إنّهُ......
-------------------------------------
(المقطعُ مُستلٌّ مِنْ نصّ طويل بنفس العنوان )
alanabda9@gmail.com

Opinions