Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

حفيد الخميني:إذا حكمت إيران سأقيم ديمقراطية بعيدة عن "ولاية الفقيه"

02/06/2006

جيران/دبي- حيان نيوف
قال آية الله حسين الخميني،حفيد زعيم الثورة الإيرانية موسوي الخميني، إن بلاده "تعيش الآن تحت حكم استبدادي لرجال الدين الملالي الذين سيطروا على جميع مناحي الحياة"، مشيرا إلى أنه إذا حكم إيران "سوف يجعل ارتداء الحجاب مسألة حرية شخصية للنساء ويقيم ديمقراطية حقيقية بعيدة عن ولاية الفقيه".

ودعا الخميني الحفيد، في حديث خصّ به "العربية.نت"، لتحرير بلاده من الحكم الديني ونظام ولاية الفقيه، مشيرا إلى أن الثورة، التي قام بها جده عام 1979 على نظام الشاه محمد رضا بهلوي، أكلت أبناءها لأنها اضطهدت أبرز قادتها.

يأتي هذا الحديث النادر لـ"آية الله حسين الخميني" بعد ابتعاده عن وسائل الاعلام لفترة طويلة بسبب ظروف أمنية أحاطت بوضعه في إيران بعد جولة خارجية منذ 3 سنوات أدلى فيها بتصريحات اعتبرتها السلطات الإيرانية مزعجة جدا. وقد أشار حسين الخميني إلى أن اتصالاته وتنقلاته خاضعة للمراقبة.

الحرية والحجاب

في ظل المواجهة الحامية والمستمرة بين بلاده والمجتمع الدولي على خلفية المفاعلات النووية، يرى حسين الخميني أن إيران "تمتلك القوة إذا كانت هناك حرية وديمقراطية تتبلور في المجتمع وليس عبر القنبلة و السلاح".

وقال الخميني إنه يعارض ولاية الفقيه ولا يرضى أبدا أن يأتي للحكم وليا للفقيه، مشيرا إلى أنه إذا حكم إيران أول ما سيقوم به إصدار قانون يجعل ارتداء الحجاب مسألة حرية شخصية للنساء.

وأضاف " الحكم الديني في إيران يقيد المرأة بعد أن فرض الحجاب بأبشع أنواعه وهو اللباس الأسود مع أنه يمكن أن يكون بألوان مختلفة، وتخرج الطالبات من المدارس والجامعات بسواد يثقل على القلب، وأنا بصورة عامة مع الحجاب ولكن ليس بهذه الصورة والحجاب أمر شخصي إذا أرادته المرأة فلها ذلك وإذا رفضت فلها ذلك و قريبات كثيرات لجدي الخميني كن غير محجبات".

الثورة أكلت أبناءها

ويشن الخميني الحفيد،48 عاما، حملة على نظام ولاية الفقيه الذي أتى به جده الموسوي الخميني إلى إيران، وهذا ما أثار أسئلة عديدة من قبل المتابعين للملف الإيراني إذ كان بإمكانه أن يكون الولي الفقيه لبلاده يوما ما. إلا أن حسين الخميني يرفض أن يكون كذلك، لا بل يتهم الثورة أنها أكلت أبناءها.

ويوضح لـ"العربية.نت":" عندما حصلت الثورة لم يكن من ثوابتها إقامة نظام ولاية الفقيه بل كانت - وأنا الذي عشتها – تدعو لإقامة الحرية والديمقراطية ولكن هذا تغير على يد الفكر الديني السائد في المجتمعات الدينية وفي الحوزات العلمية".

ويتابع " كان هذا الفكر الديني على شكلين: شكل لا يعتقد بولاية الفقيه ويمثله مثلا أبو القاسم الخوئي المرجع الأعلى في وقته، ولكن كان هناك قسما آخر من العلماء يعتقدون بهذا الشئ وأكثريتهم لم يكن منطلقهم علميا بل تاريخيا نابعا من الاضطهادات التي وقعت على الحوزات العلمية منذ قديم الزمان وخصوصا في إيران في أيام رضا خان البهلوي الذي آذى علماء الدين وبالتالي حصل رد فعل لأن الفقهاء يتربصون بأخذ السلطة وهذه الفكرة كانت مغروسة في أذهان الكثيرين من المعممين ولا اقول العلماء، وذلك بحماية الخميني".

ويرى حسين الخميني أن "ثورة جده أكلت أبناءها وانحرفت عن طريقها". وقال :" لقد عشت الثورة، و كانت تنادي بالحرية والديمقراطية إلا أنها اضطهدت قادتها مثل السيد الطالقاني الذي سجن كثيرا أيام الشاه، وبعد الثورة تأذى كثيرا وتصدى لخرق القوانين، ولهذا ذهب إلى منطقة مخفية حزينا منددا بهذه الأمور ، واحتج على تشكيل اللجان الثورية التي تمارس بشكل عشوائي وغيرمنظم وعلى الاهواء الاضطهاد والضرب الذي طال عائلته".


ومعلوم أن أبرز قادة الثورة الإيرانية إما تحولوا إلى معارضين لها فيما بعد مثل مسعود رجوي الذي حكم عليه بالاعدام ، أو ابتعدوا عن البلاد مثل بني صدر ، أو اختفوا عن الساحة في ظروف غامضة مثل :منتظري ورجائي وبهشتي.

ومع ذلك ، يشير الخميني إلى أن الثورة أثّرت كثيرا في اسس المجتمع التي كانت محافظة والتي لاتقبل الحرية ، وأهّلت المجتمع لكي يقبل بالديمقراطية والحرية ، والمجتمع الآن مؤهل لقبول الحرية وفي كل الشرائح من المثقفين حتى الفلاحين والنساء وكل الإيرانيين صاروا سياسيين بفضل الثورة ".

الحرية من النافذة الأمريكية

وحول لقائه مع نجل شاه إيران المخلوع رضا بهلوي، يقول الخميني إنه لقاء عادي مع شخص يشاركني المعاناة من مشكلة واحدة وهي الاستبداد، ولو كان كل منا من اتجاه مختلف".

وعن دعوته الرئيس الأمريكي جورج بوش لاحتلال إيران، يوضح حسين الخميني: "الحرية يجب أن تقوم في إيران من أي طريق كانت، و لا فرق أن تكون هذه الحرية نتيجة التطورات الداخلية أو الخارجية . إذا كنت مسجونا ماذا تفعل ؟ من مصلحتي أن يأتي شخص ويكسر السجن .
تسميم والده

وكانت وفاة مصطفى الخميني، والد حسين، السبب الرئيسي لاندلاع الثورة الإيرانية الخمينية عام 1979 . ويوضح نجله حسين ذلك بالقول :" وفاة والدي الإبن الأكبر للخميني كانت سبب الثورة ويقال أنه تم دس السم في طعامه و قتل والأمر لايزال مجهولا ، وعندما توفي عقدت المجالس وتبدلت إلى مجالس سياسية تندد بالشاه. وحتى الطبيب الذي رأى الجثة في النجف قال إنه سمم لكن لم تتم إجازة تشريح جثته. ولكن لم نعرف حتى اليوم ما هي الجهة التي دست السم له".
ولد حسين الخميني في طهران 1958 قبل أن يهاجر وعائلته إلى العراق عام 1965 إبان حكم عبد السلام عارف، ولما حصل انقلاب البعثيين عام 1968 وأطاحوا بنظام عبر الرحمن العارف(شقيق عبد السلام) عاد إلى إيران ودرس في الحوزة وحضر دروس العلماء عند محمد باقر الصادر وابو القاسم الخوئي والخميني لمدة سنتين. ويلقبه الناس بـ"آية الله" ، إلا أنه يشير إلى نفسه كـ"شخصية دينية ليبرالية".
Opinions