Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

حلبجة.. جريمة العصر وجرح عميق في ضمير الإنسانية لا يندمل

إن ثورات الشعوب العربية وهي تطالب بحقها في الحرية والحياة الحرة الكريمة وتواجها أنظمة دكتاتورية مجرمة لتذكرنا بانتفاضة شعبنا في مواجهة نظام القتل والدمار الشامل الذي واجه تلك الانتفاضة الشاملة بكل قسوة وهمجية لدرجة إننا لا نجد لها مثيلاً ليومنا هذا بعد ان ارتكب قبل ذلك جريمة بشعة قل نظيرها في تاريخ الإنسانية جمعاء ويمكن ان توصف بكل دقة بأنها جريمة العصر عندما لم يتورع عن قصف المدنيين الآمنين من أبناء شعبنا في مدينة حلبجة بالأسلحة الكيميائية، جريمة لم تفرق بين النساء والرجال وبين الشيوخ والأطفال تلك الأرواح الطاهرة التي تساقطت في أبواب بيوتها وأزقة وحارات تلك المدينة الشامخة فشكلوا لوحة إنسانية لا تمحى من الذاكرة تعبر عن مأساة الشعوب عندما يصادر حقها الطبيعي في الحياة الآمنة الحرة الكريمة .
وان لأشد ما يحز في النفس ان المجتمع العربي والإسلامي والدولي في ذلك الحين وقف صامتاً ومتفرجاً على جريمة الإبادة الجماعية تلك ولم يبادر الى إدانتها إلا بعد حين من تغير الظروف والمصالح فبقيت جرحاً في ضمير الإنسانية لا يندمل.
ان تاريخ ضرب أخوتنا في الدين والوطن في 16 /3/1988 بالأسلحة الكيميائية يجب ان يبقى تاريخاً فارقاً في حياة العراقيين جميعاً ليكون درساً مانعاً من عودة الدكتاتورية الى وطننا، فهذا الجرح الكبير والعميق يجب ان يبقى في الذاكرة وان يدرس في المدارس لتعرف الأجيال اللاحقة معنى الدكتاتورية ولتتعرف على جرائمها بحق أبناء جلدتها ولتقف بوجهها بكل قوة عندما تحاول ان تطل بوجهها القبيح على الشعوب.
المجد والخلود لشهداء حلبجة ولكل شهيد حر وقف بوجه الظلم والطغيان في كل مكان.


Opinions