Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

حوار صريح مع الشاعرة والصحفية نجوى عبد الله:




الشعر أخذني لعليائه الدري

بوابة عشتار / هل لك ان تعرف قراء بوابة عشتار بشخصك الكريم؟
نجوى عبدالله ياسين سنجاري نسبة الى ولادتي الشتائية في قضاء سنجار, انهيت دراستي الجامعية من جامعة الموصل لاحصل على بكالريوس تربية تاريخ 1994-1995, مقيمة حاليا في دمشق لاسجل لنفسي تاريخا جديدا عبقا بخلاصة الالم والغربة. احب الصدق والصراحة واكره الكذب وقلة الوفاء وعدم احترام حرية الاخر.



بوابة عشتار / كيف كانت مسيرتك مع الشعر وعالم الصحافة؟

يبدو أن القدر هو الذي خطط لي موعدا مع الشعر فأخذني لعليائه الدري دون سابق انذار و دون إذن مني كل مافعلته اني دونت يومياتي الشامية كفتاة وحيدة لاحول لها ولا قوة سوى حلم بات ضوؤه يبهت ما ان أشعلت شمعتي الحالمة لذا كان الشعر ملاذا وهذا ما لاحظه من حولي الاصدقاء الطيبون فانتبهوا الى الومضات الخفية في ثنايا الكلمات فقالوا ان طريقك واضح في الشعر فاسلكيه وبالفعل مضيت بالكتابة لفترة طويلة دون انقطاع على أصوات الموسيقى الراقية (موريقا) فنقلت أنين التسكع البريء وما تخبرني الاشياء به من حولي، نقلته الى الكلمات كما تنقل أم طفلها فكانت قصائد عاشت معي وعشت معها اولا ثم باتت لكل الناس.

ان روح الشاعر تصرخ دوما في داخله لذلك يسعى الى قول شيء ما وبأي طريقة كانت، وليس الشعر وحده حصيلة صراخ روح الشاعر وإنما أعمال أخرى منها الصحافة كما حدث معي فلي تجربة في تقديم برنامج فني على احدى الفضائيات وكتابة بعض التحقيقات في مجلة التربية. وبعد أن نشرت قصائدي في موقع كتابات اتصل بي الصحفي الكبير الاستاذ محمد عبد الجبار الشبوط لياخذني الى عالم الصحافة الحقيقية على صفحات مجلته الاسبوعية العراقية .



بوابة عشتار / كيف توفقين بين عالم الصحافة وبين كتابة الشعر معا؟

الشعر ليس له وقت او مكان معين عندما ياتي نكون عاجزين عن الصمود امامه احيانا اكتب وانا في الحافلة او المنام او مع جمع من الناس فبمجرد أن تستفز الروح بداخلي اقوم بالكتابة فهي مسالة ذاتية وحسية تفجرها الموهبة وليست القراءات المكثفة هي السبيل الوحيد لتنمية الخيال وصقل الموهبة ربما كانت القراءة هي الاساس فيما مضى لذا لا يمكننا الآن أن نميز شاعرا عن آخر نظرا لتشابه البصمات كنتيجة حتمية لتشابه القراءات، والقصيدة ذاتها تخرج بالنهاية جامدة من كل العواطف ولايستطيع ان يصدقها المتلقي لأنها جاءت من تجربة قرائية وليست من تجربة حياتية. اما الصحافة فهي عالم اخر يختلف عن الشعر كليا هو بحث مستمر عن الاخر بمختلف اشكاله والوانه انها متعبة بعض الشيء لكنها مفتاح يسهل عليك دخول كل الابواب. الصحافة منحتني حق المشاركة ودخول مهرجانات ومحاورة المشاهير والجلوس بينهم بدون خجل ومشاركتهم الرأي في الامور المتعلقة بهم سياسيا واجتماعيا وثقافيا من خلال المتابعة. صحيح ان الصحافة اخرت بعض القراءات وكتابة محاولات جديدة في الشعر والقصة فما العمل وهي مصدر الرزق في غربتي فانا لا أملك غيرها وقد تعودت عليها وتعودت علي الا ان قلة النشر بل الحركة البطيئة في النشر اضافة الى سوء الوضع المعاشي وعدم احتضان اي جهة اعلامية لنا للعمل الدائم وليس على اساس المكافأة على القطعة بعد نشرها مع ندرة النشر وهذا ما جعلني مستاءة في الفترة الاخيرة لقلة النشر رغم كوني مراسلة لثلاث مجلات عربية اكثر انتشارا اضافة الى شهرتي لكني متعبة جدا حالي كحال اي لاجيء عراقي. الصحفي اكثر شخص يحتاج الى مصدر مادي كي يستمر بتقديم الافضل ومتابعة الانشطة والاحداث. مع الاسف الشديد لم احصل بعد على فرصة تريحني. بعض الشاعرات حصلن على فرص اعلامية لكن نجوى عبد الله ظلت تعيش على مساعدات والدها المتقاعد ومن ادباء وفنانيين عراقيين شرفاء وفروا لي مناخا ثقافيا يساعد على التواصل. يبدو ان الحسرات ستلازمنا نحن العراقيين هذا موضوع ثرثرنا به كثيرا ربما كتب علينا الشقاء كي نبدع اكثر في حين ترى الاميين من جهلة الصحافة والاعلام تغدق عليهم الاموال الضخمة من قبل شخصيات كبيرة ومن جهات اعلامية تقوم بمكافأتهم على سخفهم وسوقيتهم وعدم إلمامهم بالثقافة العراقية لكن في النهاية ياعزيزي لايصح الا الصحيح وللزمن بقية، وعزيمتنا هي سلاحنا بالمواصلة.



بوابة عشتار / اين موقع الرجل في كتاباتك؟

ان الرجل والمرأة شريكان أساسيان في هذا العالم بالاضافة الى مكونات العالم الاساسية. ووجود الرجل في قصائدي لا يعتمد على طبيعة وجوده الحياتي فالحياة مواقف والقصيدة حالة لذلك ربما لايكون للرجل وجودا في القصيدة وربما يكون وجوده من خلال نظرة سلبية او ايجابية. الرجال لا يشبهون بعضهم بعضا. إني اتجول مع المتشرد على الارصفة واكل الآيس كريم الرخيص وافتش عن ملامح الجمال الطبيعية الراقية , بالتالي كل ما كتبته هو امتعاض لما يحدث في مجتمعنا من تجاهل الاخر ونسيانه باسرع وقت ممكن نحن في زمن قتل وعنف بطرق جسدية ونفسية نحن في مجتمع غابة, الحب والغزل ومناداة الحبيب اي الرجل ربما تكون موجودة ولكنها غير مقصودة بالحب او ماشاكله بل هي وحدة قاتلة تعصر فتاة ما لتخاطب الحب الحقيقي وتعاتبه على اهمال انسايتها ومشاعرها لتقول له اين انت؟ ليس الا وبالنهاية تهرب الى اعلى قمة الجبل ربما تعشقني غيمة هذا ما قلته في نص (امراة الرشيد تحتضر).



بوابة عشتار / جديد نجوى عبدلله؟

بفضل الله تعالى انهيت كتابين احدهما للطفل (سيصدر قريبا عن دار ثقافة الاطفال في وزارة الثقافة في بغداد بعنوان "حكايات ماما نونو") والاخر مجموعتي الشعرية الاولى مرفق معها ثلاث دراسات نقدية للاساتذة الافاضل كل من الدكتور محمد العبيدي والقاص الناقد وجدان عبد العزيز والقاص الناقد حمدي مخلف الحديثي كما انهيت الرسومات التخطيطية لمجموعتي وقد نالت رضا الرسامين لتظهر موهبة اخرى وربما اتعلم الرسم التجريدي فهو قريب مني جدا واحبه, كذلك يقوم الفنان سنان محسن العزاوي باعداد مسرحية عن نصوصي وسيقوم باخراجها ونحن في مرحلة البحث عن جهة منتجة وداعمة للعمل. وشهدت الايام المنصرمة اجراء عدد من اللقاءات معي سينشر الاول على صفحات مجلة الاسبوعية واللقاء الثاني كان مع مقهى عكاظ الثقافي السعودي بالاضافة الى هذا الحوار الجميل مع موقعكم الرائع.



بوابة عشتار / بصراحة، هل انت راضية عن كل ما قدمته نجوى عبدلله؟ من ابداع مع الشعر وابداعات صحفية لحد هذا اليوم؟

الحمدلله حققت نجاحا كبيرا منقطع خلال سنتين من التواصل الادبي والاعلامي، كل هذا جاء من اصراري على تقديم شيء جديد لاسمي ولاثبت للكل باني قادرة على فعل المستحيل، التحدي مطلوب ومشروع، رفعت اسم والدي عاليا لأقول له وهو مقيم في العراق أنه نعم الوالد لابنته الوحيدة, الحمد لله نشرت قصائدي في كثير من المجلات والصحف العربية ومقالاتي مطلوبة بل ان المواقع تتسارع بنشرها على صفحاتهم مثلما حدث مع مقال حوار مؤجل مع الفنان العراقي عبد خالق المختار رحمه الله فما ان نشر في المجلة الاسبوعية حتى تناقلته الكثير الكثير من المواقع ولاقى اعجابا وصدى كبيرا من الادباء والفنانين والمتابعين على عملي وتلقيت تهاني كثيرة جدا وانا اعتز بهذا الحوار المؤجل بل اعتبره بادرة حسنة في الحوار الصحفي. حاولت تقديم كل ما هو جديد من افكار ثقافية للقارىء العراقي كي يتسنى له ان يعرف ماذا يوجد في الشام من مناخات ثقافية كمقالي عن بيت جبري وبيت القصيد او ان يتعرف على كتاب مبدعين مهاجرين او حجبت عنهم الاضواء مثل ما حدث مع القاص علي عبد العال المغترب في السويد. بالنسبة للرضى الكلي طبعا انا بحاجة الى تعلم لان العلم والتعلم ليس له حد عند نقطة معينة وما اجمل التعلم بعد الخطأ.



بوابة عشتار / أي الكتابات التي تستهويك في الكتابة؟

كتابة المقالة الاجتماعية التي تسلط الضؤء على الخطا في المجتمع مثل مقالتي لغة مسلحة ومقالة الوردة والنار وغيرها من المقالات. الحوار مع شخصية كبيرة ومثقفة لها تاريخ فأستمتع جدا بالمحاورة. قصة الطفل والقصيدة فلهما وضعهما الخاص من نفسي. بالتالي ان كتاباتي مشاهدات حية اقوم بنقلها بطريقتي الخاصة بالكتابة خصوصا المآسي التي تواجه ابن الرافدين في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها البلد.



بوابة عشتار / كونك شاعرة وصحفية، ماهو رايك في ما يحدث في العراق اليوم ومن كل النواحي ؟

العراق يمر بأسوأ مرحلة في تاريخه المعاصر ولا يمكننا وضع اللوم جميعه على الاحتلال بعد ان وصل العنف الى مرحلة سفك الدماء بين الاخوة وهذا يعني أن العقلية العراقية مستباحة لأي فكر مهما كان نوعه لذلك فنحن بحاجة الى مدة زمنية طويلة لاعادة الانسان العراقي الى صفاته التي عرف بها من طيبة وكرم اخلاق وشهامة. كما أن طريقة تفكير البعض وهي طريقة التفكير ما قبل عقود في الاستحواذ جلبت الويلات على شعبنا وكانت احدى أهم أسباب التفكك الاجتماعي الحاصل الآن وهو ذاته كان مسؤولا عن تهشيم دور المثقف لكي يتسنى له السيطرة على العقول والتحكم بها، إذن فنحن بحاجة الى وقت طويل لتحقيق التنمية البشرية وأرى من خلال عملية بناء العراق الجديد الى أننا سنشهد أحداثا كبيرة متوقعة وغير متوقعة.



بوابة عشتار / ماهو رايك وبدون مجاملة بموقع مجلة بوابة عشتار وخاصة باب ((شعر وادب))؟

لا أخفي سرا حين أعرب عن اعجابي بالموقع وذلك لاهتمام القائمين عليه من ناحية ومن ناحية أخرى المتابعة والمواكبة، وهذه تحتاج الى الحس الصحفي أولا ومعرفة متخصصة في المجالات الثقافية ثانيا بالاضافة الى اعتماد البساطة التي تنضوي تحت اسلوب السهل الممتنع، كما أن الموقع ينقل أولا بأول ويعرف بطيف كبير من أطياف شعبنا العراقي ويجعلنا نعيش في محافظة مهمة مثل محافظة دهوك البوابة السياحية لاقليم كردستان.



بوابة عشتار / اين العراق من قلمك و اشعارك اليوم؟

العراق دائما معي اينما اكون فما زلت اتكلم بلهجتي الموصلية كتبت وكتب غيري عن العراق الجريح وحاولنا ايصال رسالة لكن يبدو ان رسائلنا لاتصل. في دمشق تتوفر وسائل الامان ومباهج الحياة الثقافية لكني دوما اتساءل لماذا وجوهنا شاحبة نظراتنا ذابلة مع الاسف لانحمل معنا سوى ذكريات ومساحيق وطن . وبالتالي كل ما قدمته هو هدية مني للعراق ورسالة شفوية لأقول ان المراة العراقية مبدعة ومتألقة ومثقفة حتى وان كانت مغتربة ومحجوبة عنها كل متع ومباهج النساء. المراة العراقية ليست امراة عادية تحب الذهب والفساتين بل امراة لها رأي واصرار على مجابهة كل معوقات الزمن هذا ماأردت ان أقوله بعكس ما قيل عن العراقيات بالغربة من سلبيات. وما أكثرهن من نساء يعشن وحيدات لكنهن يتمتعن بطاقة الوجود والعطاء ويتحلين برداء الكرامة الا المراة التي تسلك طريق الخطا فهي ليست محسوبة نهائيا على المجتمع العراقي الصارم المتكيف مع الاعصار في كل زمان ومكان. لكن الذي يحزنني بحق هو عدم مشاركتي بالايام الثقافية العراقية في دمشق بل لم يطلبوا مني ذلك تجاهلوني تماما كشاعرة او كاتبة قصة طفل في حين أن المملكة العربية السعودية أجرت معي حوارا مباشرا على الهواء وتقوم بنشر قصائدي بالصحف الرسمية مع الاسف مطرب الحي لايطرب لكن نبقى على عهدنا بالوفاء للوطن مهما واجهنا من غبن او تجاهل لايهم طالما المبدأ لايتغير تحت دوافع معينة .



بوابة عشتار / ماذا ستقدمين لقراء بوابة عشتار بمناسبة اللقاء؟

اهديهم هذا النص الجديد عسى ان يتقبلوه بمحبة ورضا هو عن حي الزهور الحي الذي انتقلنا اليه بعد ترحلينا من قضاء سنجار من قبل النظام السابق ومازلت اتذكر تلك المركبة الكبيرة التي اقلتنا ورمتنا باكوام حزن لاتنطفيء ابدا:

حي الزهور



أحيانا الشك فيك

أحيانا الطرقات

قصيدة مالحة ..



كل شيء

الى لاشيء

الا انت ..



حتى تلك العين اليائسة

نبضت

في ذلك الصباح الهارب

من خيبة التبني ..



بعيدا عنك

يا حي الزهور

أخشى عليهم

السقوط كحبات الارز

من تلة الذكريات



نافذة الكبير

ترمق العنيدة الزرقاء

تسأل؟

متى الرجوع ..



كلنا كنا عليها

نرمي افلاسنا

الان الكل هنا

في وداع الدموع ..



صديقة الشكوى

افيقي

الساعات لاتكفي

ما نفع الطرقات الناعمة

بعد الان ..



بوابة عشتار / كلمة اخيرة لقراء بوابة عشتار؟

شكرا لبوابة عشتار وقراء بوابة عشتار التي سمحت لي بتقريب المسافات واطلاق عناني ليعرف الكل من هي نجوى عبد الله عن كثب . وشكرا لك ماجد على هذا الحوار الممتع لايصال صوتي ورسالتي الى الافق المسافر وراء سنجار .
Opinions