حوار مع الأخ الفاضل الدكتور جواد الديوان
ابتداءً بودي أن أؤكد بعض الملاحظات المفيدة في ضوء ملاحظات الأخ الفاضل الدكتور جواد الديوان عل مقالي الأخير الموجه إلى قوى التيار الديمقراطي العراقي لعلها تقرينا من فهم متبادل للعوامل الدافعة إلى توجيه النقد:1. في ملاحظاتي النقدية الموجهة إلى قوى التيار الديمقراطي لا استهدف إحباط هذه القوى, التي انتمي إليها, ولا أرغب بأي حال في الإساءة إليها, بل استهدف استنهاض الهمم والدعوة إلى تجاوز الخلافات التي تعرقل الوصول إلى صيغة للتعاون والتنسيق.
2. حين سجلت ملاحظاتي النقدية, انطلقت من حقيقة جوهرية هي مرور وقت طويل الحوارات في ما بين القوى الديمقراطية أو داخل لجنة التنسيق بدون أن تسجل تلك الحوارات والاجتماعات نتائج ملموسة في مسالة التعاون والتنسيق في ما بين قوى التيار الديمقراطي في الداخل. والسؤال المشروع هو: إلى متى ستستمر هذه الحوارات من دون الوصول إلى تعاون مشترك في حين أن الانتخابات على الأبواب؟
3. كان في مقدوري أن أترك الأمور تجري كما جرت عليه حتى الآن ولا أوجه النقد لغرض التحريك, ولكن ستكون قوى التيار الديمقراطي هي الخاسرة دون أدنى ريب في المحصلة النهائية. لقد طرحت ملاحظاتي حين كنت معكم, ولم أك قاسياً على أحد, وليست القسوة هي أسلوبي في النقد, ولكن لا بد من وضع النقاط على الحروف تكون هناك ضرورة حقاً وحين يشعر الكاتب بضرورة ذلك.
4. لست عاشقاً للنقد ولا متطرفاً فيه وحين أسجل ملاحظاتي النقدية إزاء نشاط قوى التيار الديمقراطي أو تصريحات بعض قواها, فليست بالضرورة أن تكون ملاحظاتي صحيحة, إذ ربما تكون خاطئة وعليكم تصحيحها وإبداء الملاحظات بشأنها لأعيد النظر بها وأصحح الموقف إن كان ذلك مبرراً وضرورياً .
5. من الممكن أن تكون المعلومات التي وصلتني خاطئة أو تعبر عن رؤية شخصية, ومن الممكن تدقيقها, ولكن السؤال المشروع, ما هي النتائج التي خرج بها الاجتماع لتجاوز الصعاب التي تعاني منها القوى الديمقراطية؟ أوليس مفيداً أن يصدر بيان عن هذه الاجتماعات ليبين مجرى عملية التعاون والتنسيق بين القوى الديمقراطية.
6. إن كان هناك من أحس بأني قد أسأت إليه شخصياً, فأنا أعتذر له, ولكن ألا ترون بأن الوقت يمضي والكل يتحالف والقوى الديمقراطية لا تزال تراوح مكانها وكأنها في بداية الطريق.
7. دعوني أشير أيضاً بأني لا امتلك الحقيقة ولا أدعيها لنفسي وما أسجله هو اجتهادي الشخصي الذي يمكن أن أخطأ أو أصيب فيه. ورغم قناعتي بصوابه فرأيي يحتمل الخطأ.
ليس النقد الذي يوجه للقوى الديمقراطية هو الذي يعيق حركتها وتعزيز الثقة في ما بينها, بل ضعف النتائج التي تحققها في العملية الانتخابية أو في عملية التحرك صوب الفئات الاجتماعية التي يفترض تنظيمها وتوجيه نضالها صوب انتزاع حقوقها المشروعة والمعطلة بسبب طبيعة وبنية الحكومة وسياساتها. حين أوجه النقد للحزب الشيوعي العراقي, فلا أنطلق من كوني غريباً عنه بل أشعر بأني أطرق باب دار هي داري وأني أحد ساكني هذه الدار, وكذا الحال بالنسبة للحزب الوطني الديمقراطي, فليس هناك من يسعى رجم بيته بالحجارة. ولكن أشعر بضرورة النقد حين أختلف بهذا التصريح أو ذاك, أو اشعر بضرورة تبيان الرأي بهذه المسألة أو تلك, وأجد ضرورياً أن يجري الاستماع إلى النقد حتى لو تضمن بعض القسوة, فهي ليست قسوة إيذاء, بل قسوة محبة تهدف إلى التصحيح وفق ما يراه الناقد.
من الممكن أن تكون المعلومات التي وصلتني خاطئة وأتمنى ذلك أيضاً, وارجو أن تصلني معلومات أكثر دقة لكي أستطيع أن أتابع مسيرة التعاون والتنسيق بشكل أفضل. ولا شك في أن من زودني بالمعلومات سيقرأ هذه الملاحظة وعليه تصحيحها لي وإلا لتزعزعت الثقة التي يفترض توفيرها في نقل المعلومات.
أرجو أن يطمئن الأخ الدكتور جواد الديوان وكذلك بقية الأخوات والأخوة العاملين في لجنة التنسيق وفي غيرها من لجان العمل الديمقراطي بأن هدفي هو استنهاض الهمم وتنشيط الحركة لتحقيق نتائج أفضل من تلك التي حصل في انتخابات مجالس المحافظات.
13/9/2009 كاظم حبيب