حوارات (سما كرد ) الأدبية و الفنية / الحلقة الأولى : الشاعرة (نارين عمر)
حوارات ( سما كرد : الفنية والأدبية ) . الحلقة الأولى : الشاعرة (نارين عمر) في ضيافة سما كرد للحديث عن : الفنانات الكرديات شموعٌ احترقتْ لتنيرَ دروب الفنّ الكردي .
تحية لكلّ قرّاء ( سما كرد للثقافة و الفنون ) لقد تعهدُ الموقعُ سابقا بنشر ما هو مفيدٌ وهامٌّ للثقافة الكردية من خلال نشر الإعلان :( حوارات سما كرد : الفنية و الأدبية ) , يقدّمُ الموقعُ لكلّ القراء الحلقة الأولى من الحوارات التي تخصّ الشأن الغنائيّ الكردي .
منذ أشهر تبحثُ الشاعرة ( نارين عمر) في التوثيق و العمل الدوؤب والأرشفة عن الفنانات الكرديات . وقد لاقى مشروعها هذا ترحيبا كبيراً من قبل كلّ القراء عموما . وكلّ الفنانين خصوصا . على هامش كتابتها التقى معها مراسلُ (سما كرد ) للاستفسار و التوضيح عن مشروعها , فأجابت الشاعرة (نارين عمر) عن هذه الأسئلة مشكورة . و للتذكير أنّ الشاعرة (نارين عمر) نشرتْ كلَّ حلقات ( الفنانات الكرديات .. ) في موقع سما كرد .
نصُّ الحوار :
1-- ما الأسبابُ الجوهرية للعمل التوثيقي للفنانات الكرديات , خاصة إذا علمنا أنكِ تحرثين في أرض بكر. ربما لم يكتب أحدٌ بهذا الاسهاب من قبل ؟
أغزلُ لموقع (سما كرد للثقافة و الفنون ) باقاتِ شكرٍ وامتنانٍ على اهتمامه بحلقاتِ الفنّانات الكرديات, وأتمنّى أن أكون موفقة في تقديم المزيد منها.
منذ ولوجي الأوّل إلى عالم الكتابةِ والنّشر قبل أعوامٍ طويلةٍ خلت, قرّرتُ أن أولي القضايا الاجتماعية عموماً وخاصة منها المتعلّقة بالمرأة والطّفولة اهتمامي الأكبر, وأخصّص لها المزيد من صفحاتِ كتابتي, لذلك بدأتُ أبحثُ عن المرأة في مختلف المجتمعات والبيئاتِ التي تخفيها في ثناياها, وفي مختلف البحار والمحيطاتِ التي تدفنها في أعماقها, ومنذ عشرين عاماً تقريباً وأنا أحاولُ أن أجمع معلوماتٍ وافيةً لتأليفِ كتابٍ عن المرأة عبر العصور وخاصة المرأة الكردية, وعلى الرّغم من المصادر والمراجع التي حصلتُ عليها وقرأتها, إلا أنّني أراها لا تروي ظمأي إلى الحصول على المزيد, لأنّها ونادرة أوّلاً, ولأنّها ومن ناحية أخرى لا تعدّ أن تكون رواياتٍ شفوية تناقها الأفراد عبر أجيالهم المختلفة. لذلك خطرت لي فكرة الكتابة عن المرأة ضمن مجالاتِ عملها وفكرها المختلفة (اجتماعية, أدبية, ثقافية, سياسية, وفنيّة, و...), وأن أختارَ من كلّ شريحة نماذج ساهمت بشكلٍ فعّال في النّهوض بالمرأة وقضاياها, وبعد بحثي المتواصل, لاحظتُ أنّ المرأة الفنّانة لم تنل نصيبها من الكتابةِ والاهتمام على الرّغم من الصّعوباتِ التي لاقتها وما زالت تلاقيها من محيطها وبيئتها ومجتمعها, وكلّما تعمّقتُ في البحثِ عنهنّ كلّما كنتُ أكتشفُ الظلم الذي وقع عليهنّ, على الرّغم من أنّهنّ ساهمن بشكل كبير في النّهوض بالمجتمع الكرديّ, والمرأة الكردية بالإضافة إلى تفاعلهنّ الرّوحي والنّفسيّ مع الآخرين في أفراحهم وأتراحهم, في لحظاتِ شقائهم وسعادتهم, خلال. وكان هدفي في البداية جمع المعلوماتِ عنهنّ ثمّ نشرها في كتابٍ خاصّ بهنّ, ولكنّ ندرة المعلومات عنهنّ وتضارب المصادرِ وتباينها جعلني أؤجّلُ مشروع النّشر, وآثرتُ أن أنشرها على حلقاتٍ في المواقع الألكترونية, ومن خلالها سأحصلُ على مدى تقبّل الأخوات والأخوة القارئات والقرّاءِ للفكرة, ومن ثمّ ليرفدوني بمعلوماتٍ إضافية عنهنّ.
وأرجو تسجيل المعلومة التالية : أنا لستُ بعيدة عن مجال الفنّ, أكتبُ القصيدة الغنائية والأغنية الشّعبية كذلك, ومعظمُ فنّاني ومطربي منطقتنا غنّوا من كلماتي منذ عام 1995م تقريباً وحتى يومنا هذا.
2- درستِ الفنانات الكرديات فقط . أين الفنانون الكرد؟ وهل سيبقى مشروعكِ التوثيقي عن الفنانات دون غيرهنّ
اقتصرَ مشروعي على الفنّاناتِ الكرديات دون الفنّانين, لأنّني أعتبرُ هذا المشروعَ جزءاً لا يتجزّأ من مشروعي الشّامل عن المرأة, ولأنّني لاحظتُ من خلال بحثي الإهمال المتعمّد أو غير المتعمّد للمرأة الفنّانة, بعكس الرّجل الفنّان الذي يلقى اهتماماً أكبر, فمثلاً المعلومات التي جمعتها عن الفنّانة (كولا كشه) اقتبستها من المصادر التي تناولت حياة الفنّان المبدع (عفدالى زينكى). أمّا بالنّسبة للشّق الثاني من السّؤال, فقد أوضحتُ في البداية أنّ عملي لن يقتصرَ على المرأة الفنّانة فقط, بل سأتناولُ المرأة الأديبة والمثقفة والنّاشطة الاجتماعية والسّياسية وغيرها أيضاً فيما بعد.
3- ثمة معاناة في التوثيق , كيف سهلتِ المعلومة للقارىء ؟
نعم, هناك معاناة كبيرة في التّوثيق, وكما أشرتُ قبل قليل أنّ هذه المعاناة تكمنُ في ندرةِ المصادر والمراجع المتعلّقة بهنّ, وتضارب الآراء والأفكار عنهنّ, وبعد أن أجمع المعلومات, أقرأ كلّ معلومةٍ على حدة لعدّة مرّات, ثمّ أقارنها بأخرى, وفي النّهاية أختار منها ما أراها الأقرب إلى الصّحّة والصّواب, وعملية التّسهيل بحدّ ذاتها تسبّب لي معاناة كبيرة ولكنّها معاناة من النّوع الّلذيذِ والممتع, فمثلاً ما أزالُ أبحثُ عن معلوماتٍ كافيةٍ عن الفنّانة نسرين شيروان ولكنّني حتى الآن لم أتمكّن من الحصول عليها.
4-ألا تجدين أنّ الكتابة عن الفنانات الكرديات الكلاسيكيات تحتاج إلى دراسة عن المعاصرات أيضا : ( مزكين طاهر ) مثالا ؟
لن يقتصر عملي على الفنّاناتِ الرّائدات فقط, بل سأخصّصُ حلقاتٍ عن الفنّاناتِ الحديثاتِ المعاصراتِ أيضاً, ومنذ فترةٍ أجمعُ عنهنّ معلومات, وأحاول الاتصال بهنّ شخصيّاً إمّا عن طريق الرّسائل الانترنيتية أو التّلفونية.
5- كيف تلقّى مشروعك التوثيقي القارئُ الكرديُّ أو العربي ؟
في الحقيقة حين نشرتُ الحلقاتِ الأولى, كنتُ أترقبُ بقلقٍ وحذرٍ ردود أفعال الأخوة القرّاء والقارئات, ولكنّ تقبّلهم لفكرة الحلقات فاق كلّ التّصوّرات لديّ, فحتى الآن أتلقى عشرات الرّسائل والاتصالات التّلفونية من مختلف أنحاء العالم من جالياتنا في أمريكا وبريطانيا ودول أوروبية وبعض دول الخليج وكردستان وحتى من مناطق مختلفة من سوريا أيضاً التي تشجّعني على الاستمرارِ في نشرِ المزيدِ من الحلقاتِ, والكثير منهم يطلبُ إليّ أن أجمعها في كتابٍ خاصّ, بل أنّ البعضَ منهم يرفدني بمعلوماتٍ قيّمة عن هذه الفنّانات, وأعتبرُ تشجيعهم لي وكلمات الإطراءِ والثّناءِ التي أتلقاها منهم زادي في البحثِ عن الأفضل, والشّيء الجميل في الأمر أنّ بعضَ القرّاء من الأخوة العرب يتابعون هذه الحلقاتِ ويرسلون إليّ رسائل يعبّرون فيها عن دهشتهم من قراءتهم لهذه الفنّانات الكرديات, ويشجّعونني على المثابرةِ والاستمرار.
6- ما مغزى عنوان دراستكِ هذا (ا لفنّانات الكرديات شموعٌ احترقتْ لتنيرَ دروب الفنّ الكردي الشّمعة ... كذا ) ألا ترين العنوان كلاسيكيا ؟
ربّما يكونُ العنوان كلاسيكيّاً من النّاحيةِ الّلغويةِ, ولكن صدّقني صرتُ أبحثُ قرابة شهرٍ عن عنوانٍ بديلٍ لم أجد أفضل من هذا العنوان.
مرّة أخرى أشكر موقع (سما كرد ), كما أودّ أن أقدّم باقات الشّكر والامتنان لكّل المواقع الكردية والعربية التي تنشرُ هذه الحلقات, والشّكر الخالص لكلّ الأخوة والأخوات القرّاء على رسائلهم الحميمة.
خاصّ بموقع ( سما كرد)