Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

حينما تلتهم الأم صغارها؟

حقيقة الأمر إن الكبار في هذا العالم لم يعد يهتمون كثيرا بصغار الدول إن صح التعبير، إلا فيما يتعلق بمصالحهم العليا ومدى خدمة الآخرين من غير مواطنيهم لتلك المصالح، ولعلنا نتذكر تلك المشاهد المثيرة للأحداث التي وقعت في ايران مقتبل شباط 1979م فقد اصبنا جميعا بالذهول ليس لتلك الملايين التي انتفضت بل حينما هرب شاه ايران ومدلل الولايات المتحدة وابنها البار مغادرا عرشه الذي اعتلاه واسرته طيلة اكثر من الفي عام امام زحف تلك الآلاف المؤلفة من البشر الذين تذكرناهم ايضا في بانوراما الثورات الجميلة على اديم الفراعنة في ميدان التحرير بالقاهرة، ذلك اليوم الذي ادلهمت فيه الدنيا امام ناظري ملك الملوك آريامهر حينما توجه الى الأم الحنون في الجانب الآخر من الكرة الأرضية، وكانت فعلا ساعة مقتله حيث رفضت الحنونة استقباله او حتى هبوط طائرته في مطارات البلاد!؟



لم يك هذا المشهد الدرامي الأخير من شاكلته في تراجيديا التهام الصغار، بل اعقبه ما اشد منه تأثيرا وايقاعا حينما انقلبت الأمور برمتها ضد مدلل آخر أقلته القطارات الأمريكية الى دفة الحكم ذات سنة من سنين الستينات من القرن الماضي، انه صدام حسين الابن البار الذي اصبح الابن العاق بعد ان كان صديقا بل وسدا منيعا هو والآخرين ممن باركتهم الأم الحنون ضد انتشار الشيوعية او الماركسية أو الديمقراطية؟



وخلال عدة اشهر من مطلع العقد الثاني من الألفية الثالثة يتساقط الصغار واحدا تلو الآخر، في ايقاع متقارب يحمل تسميات كثيرة ربما اكثرها اثارة هي الفوضى الخلاقة واقلها قربا من المعنى هي الثورة او الانتفاضة، وخلال ايام ليست مملة وكأن الواحد منا يشاهد فلما هنديا على الطريقة العربية، يخطب رئيس تونس ليكسب الوقت في هروبه ثم يحلق قبل ان يحمل ملايينه ومجوهراته، فيتبعه رئيس مصر ولكن هروبه كان الى الداخل وليس الى الخارج، بينما يصر عقيد ليبيا ان لا يبقي طابوقتين فوق بعضهما في البلاد، وهو يتآكل تدريجيا وتتحول بلاده الى حطام، والعقيد الآخر في عنق البحر الأحمر يتحول بنظر الحنونة من سد مأربي امام الإرهاب الى دكتاتور طاغي يجب إنهائه، في الوقت الذي ما يزال الأسد يصدق نفسه غضنفرا وهو يتباهى بسحق دبابات الحرس الجمهوري لعشرات الآلاف من عملاء الدول الأجنبية في المدن السورية!؟



وأخيرا The game is over كما تعودنا على سماعها منذ سنوات في لعبة جر الحبل بين الحكم واللاعبين، يتم قتل عميل آخر نجح لسنوات في أن يخرج من ساحة الملعب ومحيط الدائرة المرسومة ويمتطي صهوة الدين ولبوسه، ويقيم محطات الموت ونافورات الدماء في كثير من بلاد الفقراء، ويبقى الآخرون يشككون في شخصه المقتول هو أم غيره؟ وغدا سيقولون انهم رأوا صوره على القمر او المريخ رغم ان موجات البحر وأعماق القرش قد ابتلعت جثته كما ابتلعت البابهم وأبصارهم، وهم ما زالوا حائرون من يكون هذا الذي على وجه القمر صدام أم بن لادن أم ..... ربما سنحتاج الى البوم صور للقادة الأولياء!؟



كنت أراقب التلفزيون وهو يقدم تقريرا عن أكل بعض القطط والطيور والأسماك لصغارها ولم أدرك بالضبط ماذا كان يقول صاحب التقرير عن رأي العلماء في تبرير او تفسير ظاهرة التهام بعض الامهات أو ربما الآباء ايضا من الحيوانات طبعا لصغارهم، ولكنني اجزم انها حالة خارجة عن المألوف حتى لدى المخلوقات التي لا تمتلك منظومات للتفكير او العاطفة، وهي في اقل التعليلات والتعريفات نوعا من الشذوذ والوحشية ما دون الحيوانية؟



ولا ادري تماما ما علاقة هذه الظاهرة بما يجري بين الدول العظمى و( أصدقائهم ) ونهاياتها التراجيدية منذ اريامهر وحتى مدير القاعدة مرورا بجوقة الأبناء العاقين الذين التهموا او في طريقهم للالتهام؟

فهل هي مجرد صدفة او تناغم أن يكون كل هؤلاء من اصدقاء امريكا المخلصين وانشقوا عنها او انتهت لعبتهم، ام اكتشفوا شيئا عظيما ما كان يفترض ان يعرفوه فقررت الحنونة إنهائهم؟

أسئلة كثيرة ولكنها لا تخلوا من البراءة؟
kmkinfo@gmail.com

Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
هل اهداف احزاب شعبنا الكلداني السرياني الاشوري موحدة ؟ ولكي نجيب على هذا السؤال لا بد من الإشارة الى أن بلادنا تواجه اليوم تحولاً من نوع معقد وصعب , حيث ان مسار تطور الأحداث خلال مقدمة كتاب ما قبل وبعد العاصفة لم يعانِ شعب من الشعوب من حكامه كما عانى الشعب العراقي من حكم البعث الدكتاتوري الفاشي، وبوجه خاص منذ أن انقلب صدام حسين على إقتحام مدرسة وإعدام مديرها بالزبير ــ انهيارات أمنية جديدة في البصرة شبكة الديوان العراقي بغداد ـ مثني عيدان - البصرة ـ د. ب. أ : ذكر مصدر في الشرطة العراقية امس أن مسلحين ينتمون الي فرق الموت الناشطة بالبصرة اقتحموا مدرسة "عبدالله بن ام كلثوم" في ناحية الزبير شمالي البصرة اثناء توزيع نتائج الامتحانات النهائية علي الطلبة ثلاث قصص قصيرة جداً منكَ وإليكَ ====== نظرت اإلى حفنة التراب التي احتوتها قبضتها وكأنها تـُمسك برقبة قاتل زوجها ، لتهمس في أذنه بتصميم : ـ ها قد أرجعته اليكَ.
Side Adv2 Side Adv1