خـطاب مار سـرهـد جـمّـو في الإحـتفال مع مار باوي سـورو
بقـلم : مايكل سـيـﭘـي / سـدنيالمطران مار سـرهـد جـمّو مطران كـنيسة مار ﭘـطرس الكاثوليكـية الكـلـدانية / غـرب كاليفـورنيا ، والمطران مار باوي سورو زعـيم الحـركة التوحـيـدية الكـنسية الآثورية يتوحّـدان . فـقـد جـرَتْ إحـتفالات مَهـيبة بإعلان الإندماج الكـنائسي بـين الكـلـدانيّـين والآثوريّـين ، كاثوليك ورسوليّـين ، ضمن أبرشية مار ﭘـطرس الكاثوليكـية الكـلـدانية في غـرب أميركا في كل مِن ترلوك ، سيريس ، وَ مودِسـتو في يومَي السبت وأحـد الـﭘـانتيقـوسـطِه 10 – 11 /5/2008 في كاليفـورنيا . اليوم يليق بنا جـميعاً أن نردّد مع المرنم ونقـول : ما أحـلى أن يسكن الإخـوة معاً ( مزمور 133 : 1 ) . وخـلال ذلك الإحـتفال خـطب المطران مار سـرهـد جـمّو ، فـقال :
أخي وصديق الـ 25 سنة حـينما كان إسمكَ القـس آشور وإسمي القـس سـرهـد ( الجـمهـور ينـتعـش بإبتسامة واضحة ) . إن إسمَ سيادتكَ اليوم كـمطران ، يدخـل التاريخ كما هـو إسم الجـبّـار يوحـنان سولاقا ( تصفـيق حار ) ، أيها الإخـوة الكـهـنة والشمامسة والراهـبات والشعـب المبارك ، سيكـون كـلامي ذا جـزءين أولهـما في الأمور الرسمية كي نـنـتهي منها ، ثم نـتكـلم كأقارب فـيما بـينـنا في البـيت الواحـد . إنّ طلــَبات الرعـيّـات هـنا وإرسالياتها ، قــُـدّمَـتْ لي بموافـقـتكم بكـهـنـتها وشمامستها والمدبّرين - أخي الحـبيب والموقـر المطران مار باوي والذي تفـضـّـلتَ بفـخـر كمطران الكـنيسة الكاثوليكية للآثوريين والكـلـدان في رعـيتـنا ( تصفـيق حار ) ، هـذه الطلبات قــُـدّمَـتْ لي كمطران في الكـنيسة الكاثوليكـية الكـلـدانية ، في أبرشية مار ﭘـطرس الرسول للكـلـدان والآثوريّـين التي أنا في خـدمتها قـرابة الست سنـوات الأخـيرة ، والتي جـرتْ وفـق الأنظمة الكـنسية وخاصة إكـمال القـوانين في الكـنيسة الكاثوليكـية ، وبالأخـص وقـبل كـل شيء صورة الإيمان التي قــُدّمَـتْ لي والمتضمّـنة وكالة مار ﭘـطرس رئيس الرسل لقـداسة سـيـدنا ﭘـاﭘـا الـ روما ، وتعاليم آبائـنا والكـنيسة الكاثوليكـية . هـذا هـو الشيء الذي نقـبله بيننا اليوم ، والذي هـو جـزء من النظام المتبع ، منتظرين الموافـقة الرسمية الكاملة والتي لابـد أن تأتي . إن هـذا الإنـدماج قـد حـدث مـنـذ يوم مجـيء كـهـنـتـنا بعـد عـيـد القـيامة و في يوم جـمعة المعـترفـين وأما م مذبح الرب ، وأمام القـربان المقـدس وأمام صـليـب سـيـدنا المسيح ، وتــُـلِـيَتْ صورة الإيمان الكاثوليكي متــّحِـدين كـلنا سوية ، ثم ومن بعـد ذلك تعانقـنا معاً مطارنة وكـهـنة ، ومنـذ ذلك اليوم فإن رعـيّـتـنا الكاثوليكـية هي واحـدة ، واليوم إتخـذتْ شكـلاً رسمياً أمام أنظار الشعـب وخاتمة لفـصل التحـرك والبداية من أجـل الوصول . والآن عـزيـزي أسقـفي المحـترم الطاهـر والكـهـنة المباركـون والشمامسة ومؤمني جـميع رعـيّـاتـنا ، الآن وأمام مذبح الرب نحـن واحـد ، نحـن رعاة كـلنا وَ رعـية كاثوليكـية واحـدة . المجـد للرب ( تصفـيق حار ) . لم يعُـد هـناك أنـتم ونحـن ، بل كـلـنا ( نحـن ) ، كـهـنة جـميعـنا وشمامسة جـميعـنا ، وكـنائس جـميعـنا ، وحـيثما توجـد كـنيسة فـهي لجـميعـنا ، القـديمة والحـديثة ، التي هي اليوم والتي ستـتولـد حـديثة في المساء ، والتي ستأتي مستقـبلاً ، فـجـميعـها لجـميعـنا ، ومَن ليستْ لـديه كـنيسة فإن الكـنائس الموجـودة هي كـنائسه أينما يـتواجـد ، إنْ كان في أستراليا ، في شيكاغـو وأينما يكـون ، وعـلى الأقـل أستطيع أن أعـطي هـذا التـوجـيه إستـناداً إلى مسؤولياتي وصلاحـياتي ، وأعـتقـد أنّ الأساقـفة الآخـرون سيعـمل كل واحـد منهـم ويعـرف واجـبه وفـقاً للقـوانين . وأينما نتواجـد سواءاً في فـينكس ، تكامنتو ، أو قـريباً سيكـون لنا كـنيسة جـديـدة في لاس فـيـﮔاس ، فـكنائسنا لجـميعـنا ولم يعـد نقـول ، أنا أنـتَ ، أو نحـن وأنتم ، بل إنّ كل ما نملكه هـو لجـميعـنا ، هـل هـذا واضح ( تصفـيق حار ) وأساقـفـتـنا جـميعـنا هـم أساقـفة لجـميعـنا وكل واحـد بموجـب حـدود مسؤولياتـنا وبموجـب الأنظمة الكـنسية ستسير كـل الأمور بإنـتظام بعـون الله . لقـد إنـتهـينا من التكـلم عـن الأمور الرسمية ، فـدعـونا الآن نتكلم مع بعـضنا بسهـولة وبحـرية . إخـواني وأخـواتي : في أحـد الأيام جاء صوت لنبي إسمه يونان قائلاً له أن يـذهـب إلى نينوى ويقـول لها ـ لقـد أنـتهى أمركِ وسوف تـنقـلبين فـوق رؤوس شعـبكِ ، إنكِ هالكة إلى الأبـد ـ إن عُـمْر هـذه القـصة هـو حـوالي 800 سنة قـبل المسيح وتناسب ذلك الزمان ، وليس الأنبياءُ أنبـياءَ الشر وأنبياءَ الضياع لـذلك الزمان فـقـط ، بل في كل الأزمنة يوجـد مثل هـكـذا أنبياء ، أنا أقـول لكـم إنّ ذلك صحـيح ، نحـن نشاهـد ما الذي يحـصل ، فـوطننا الأم صار خـراباً ، كـنائسنا محـترقة ، أساقـفـتـنا شـهـداء قـتلى ، كـهـنـتنا مضطهـدون ومشردون ، شعـبنا وشمامستـنا جـميعـهـم بقـساوة مظلومون ومُهانون . يمكـن أن يقـول أحـدهـم أنّ هـذا هـو قــَدَر وطنـنا وإنه إنـتهى ! ذلك هـو الذي قـيل لنا اليوم . ولكـن في الحـقـيقة يوجـد شيء في دواخـلنا وفي دواخـل هـذا الشعـب وكأنه يقـول : طيب أنا سأتحـدى المصير ، سأتحـدى الأمر الواقع ، ولو لم يكـن الرب معـنا لـَما كان بإستطاعـتـنا أن نقـول ذلك ! ولكن الرب وضع فـينا وفي دواخـلنا ، خـميرة الجـبروت وخـميرة اللاموت وإن آباءنا كانوا هُـم الأوائل الذين عـرفـوا ما الذي يعـني ذلك ! فأهـل نينوى تحَـدّوا ذلك وتحـدّوا الله ! كـيف ؟؟ لأنهـم عـلِـموا أن عـليهـم أن يؤدّوا واجـبهـم ودَورهـم وهـو سيكـمل دَوره وهـكـذا عـملوا ، بالصوم والصلاة تحـدّوا بقـوة الروح القـدس ، فالذي بـداخـلنا هـو تسليم الأمر لله بتواضع وبالإستماع إليه ، وهـذه هي الأداة وهـكذا عـمل أجـدادنا أهـل نينوى ونجـحـوا وأعـتقـد أننا يمكـننا أن نعـملها ثانية ، سيكـون لنا قـدر مشؤوم إنْ لم نـتــّحـد ، إنْ لم نكـن مع حـقـيقة الرب ، إنْ لم نــُكـْمِل إرادته ، إنْ لم نحـب بعـضنا البعـض ونحـب الحـقـيقة . متى يمكـنـنا أنْ نصل إلى مآربنا ؟ هـل نحـن في أمان ؟ لا أعـتقـد ذلك ، ولكـني أعـتقـد أنـنا يمكـنـنا أن نعـمل أفـضل . والبابليّون أرادوا أن يـبنوا برجاً ( تباهـياً وتكـبّراً ) فـشتـتهـم الله ، طـيب ، نحـن سنبني برجاً روحـياً ، ويمكـنـنا أن نعـمله وسنعـمله ، و نبني برجاً روحـياً لمجـد الرب ولمجـد كـنيسته المقـدسة ، وذلك البرج اليوم هـو الكـنيسة الكاثوليكـية كـنيسة آبائنا لكـليهـما ـ بابل و نينوى ـ وأنا أتيتُ لكـم بمثالـَين من بابل ومن نينوى ، من نينوى ومن بابل ، كي تعـرفـوا أن كـل نينوى هي لجـميعـنا وكـل بابل هي لجـميعـنا ( تصفـيق حار ) وكل إسم كـلـداني هـو لجـميعـنا وكـل إسم آثوري هـو لجـميعـنا ، تلك هي المعادلة من أجـل الخـير ومن أجـل إكـمال رضى الرب ، ونحـن وضـعْـناها ونبني عـليها ونسير بها ، وفي الحـقـيقة الآن هي إفـتـتاحـية للثورة ، لكـل الشعـب ولخـيره الروحي . إذا أمكـنـنا أن نبني برجاً للرب ، عـنـدئـذ فالرب سيبني برجاً لسعادتـنا ، ولكـنـنا يجـب عـلينا أن نبني برجاً للرب أولاً ، فـهـو سيـبني لنا بـيتاً جـميلاً . إن لم يـبنِ الربُ البـيتَ ، فـباطلاً يتعـب البناؤون ، وإنْ لم يحـرس الرب القـرية ، فـباطلاً يسهـر الحـراس . فـنحـن عـنـدما نـذهـب ونبني كـنيسة الرب كـما يريـد هـو وصَـلـّى ، عـنـدئـذ نعـرف أن البـيت مبنيّ عـلى الصخـر وهـو يباركه ونـنـتفـع ونـتقـدم إلى الأمام . إخـواني وأخـواتي هـذه هي البـداية فـقـط . أيتها العـذراء نرجـوك أن تطلبي من إبنكِ كي يجـمعـنا سوية ويربطنا بالمحـبة والإتحاد ويأخـذنا إلى الأمام ويأتي بإخـوانـنا وأخـواتـنا الآخـرين كي نكـون جـميعـنا في سفـينة الخـلاص هـذه كي نصِل إليه . يا أيها الشهـيـد مار شمعـون برصباعي الذي مُـتّ من أجـل إيمانـنا ، يا مار يوحـنان سولاقا شهـيـد الإتحاد والحـق ، يا روح القـدس الذي حلـلـْتَ أخـيراً عـلى التلاميـذ ، حـل عـلينا نحـن التلاميـذ الجـدد ، تلاميـذك في هـذا الزمان ، وإملأ قـلوبنا من حـكـمتـكَ ومن قـوتكَ وخاصة من حـبّـكَ ، آمين .