ختاما لآرائي مع الأخوة القوميين الكلدان
بدايـة ، إنني أرى بأني استوفيت الغرض من مواضيعي في هـذا الشأن ، في قول رأيي سـواء في التسمية الموحدة لشعبنا أو تسـمية ( القومية الكلدانية ) التي أعتبرها بداية للتقسيم والتجزئة والضعف والتي يسعى اليها البعض من شعبنا خصوصا الذين قطعوا علاقاتهم التواجدية والمصيرية مع أشقائهم في العراق ، ولـهذا أنا مع التسـمية الموحدة المتفق عليها بين كل أطراف شـعبنا مهما كان نوعها بما فيـه ( القومية الكلدانية ) على رغم قناعتي أن الكلدان القدامى تاريخيا هـم جزء من الشـعب الآرامي وأن التسمية الكلدانية الراهنة هي مذهبية مسيحية وحديثة العهد ، لأن المهم في رأيي هـو ترسيخ وحدة شـعبنا التاريخية واللغوية والثقافية والاجتماعية والمصيرية ، وضمن هـذا الإطار فتحت نقاشا مع الأخوة وتناولت أدلة موثوقة بخصوص آرائهم وأهملت الرد على محاولات البعض لإثارتي باتجاه سجال عقيم وما ورد منهم ضدي من خلال توجيه العبارات غير اللائـقة والاتهامات وادعات من نسج الخيال التي لاعلاقة لها بالاراء والأدلة التي تناولتها . . وعبارات مثـل : تخرصات ، جهلاء ، هذيان ، اتزان ، زمن الدولار ، بعثي عمل في جريدة الثورة ـ وعلى هذا الاتهام الذي يحاول البعض بين وقت وآخر إثارته والقرع على طبله قلت سابقا وأقول الآن أنني خلال عملي في الثورة لم أكن لا بعثيا ولا شيوعيا ولكن كانت علاقاتي على رغم عملي في الثورة وثيقة مع الشيوعيين ويشهد على ذلك أعضاء حاليون في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي وآخرون بارزون في هذا الحزب وقادة حاليون في أحزاب وجمعيات شعبنا ومعارفي في النوادي والجمعيات التي كانت لي علاقة معها في ذلك الوقت ، وأيضا أؤكد بأنني لم تكن لي أي علاقة وفي أي يوم من الأيام مع تنظيم البعث في تللسقف وأهل تللسقف يعلمون جيدا هذا ، مع احترامي لغالبية الذين اضطروا لأسباب مختلفة الانضمام لتنظيم البعث رغما عن ارادتهم سواء في أنحاء العراق أو تللسقف ـ . . راجيا اللـه عـزّ وجـل أن يسـامح الذين اعتادوا توجيه انواع الاتهامات الباطلة لي ومشيرا الى أن ما ذكره بعضهم عن الأعمار والذاكرة ، وأوضح لهم بأنها بيـد اللـه وقـوة الذاكرة هي من نعمه التي لايفـرق بها بين كبيـر السـن وصغيـره .ومع ثقـتي أن التسمية المركبة ( كلداني سرياني آشوري ) ليست مثالية وأنها حلا وقتيـا مؤقتـا من أجل ترضية أطراف التسميات المتداولة حاليا والمؤيدة لوحدة شـعبنا وتأكيد الوحدة الرسمية لشعبنا ريثما يتـم التوصل الى تسمية غير مركبة دائمية . . ويبدو لي ، أن دعاة الوحدة ، من حيث المبـدأ ، ليست لهم أي اشكالية مع أي اسم موحد ، ما يعني أن المشكلة هي مع الأخوة دعاة تجزئة شعبنا الى ثلاث قوميات . . ولـذا فإنـني اقتـرح مقـدما كل من مؤيدي الوحدة ودعاة التجزئة الاعلان عن تعهـدهم بقبول تسمية موحدة لشـعبنا بكاملـه من دون أي شروط قبل بـدء أي محادثات بين أطراف شـعبنا ( لا يشـارك فيها أهلنا في الخارج لأن وجودهم القومي واللغوي والثقافي والاجتماعي وحتى المذهبي . . مع شعبنا المتوارث هو مؤقت ويبدأ بالزوال مع جيلهم الثاني حتى يزول نهائيـا . . إذن لماذا تـدخلهم في أمور شعبنا في داخل العراق التي لن يواصلوا الارتباط الدائم بهـا ؟ ) في هـذا الشـأن .
وأؤكـد بأنـني مع آراء سيادة المطرانين لويس ساكو وربان القس ، وأيضا مع آراء الأب الباحث ألبيـر أبونا والسيد عبداللـه النوفلي . . في قضايا وحدة شـعبنا وضرورة التوصل الى تسمية غير مركبة دائمية وثابتة لشـعبنا . . ومع قناعتي بأن الأب أبونا لايذكر مسـألة تاريخية إن لم يكن متأكدا منـها ، ولكن ما ذكره عن تعاون الآراميين مع البابليين بالاستيلاء على نينوى وتدميرهـا سنة 612 ق.م. ، وأيضا مساعدة الآراميين للفرس الاخمينيين من بلاد ايران للإستيلاء على بلاد الرافدين سنة 539، بقيادة كورش الفارسي ، واحتلال بابل وتهديم مبانيها الجميلة والعبث بمعالمها . . يحتاج الى مصادر تاريخية قـديمة توثـق ما ورد في هـذا الكلام خصوصا أنه بالنسبة لبابل أن آخر ملوك العهد البابلي الأخير ( الكلداني ) نبونهيـد لم يكن من عائلة نبوبولاسر الكلدانية ولا من أفراد القبيلة الكلدانية وإنما كان آراميا يعود أصله الى منطقة حران وانه قام بابراز الآراميين في أجهزة الدولة على حساب الكلدانيين ، فكيف يمكن أن يتعاون الآراميين مع مع الفرس الايرانيين ضد ملك منهم واسقاطه هو ودولته على رغم انه عمل خلال حكمه على منحهم سلطات واسعة في ادارة الدولة ؟ وثـم أن المعروف تاريخيا بأن الميديـين هم الذين تعاونوا مع البابليين في الاستيلاء على نينوى وتقاسموا مع نبوخذنصر أملاك الدولة الآشورية ، وأن اليهود تعاونوا مع الفرس في اسـقاط العهد البابلي الأخير . . فنرجو من الأب الفاضل أبونا توضيح هذه الأمور استنادا الى وثائق تاريخية قديمة للفائدة العامة . .
وأقول للأخ الذي رد بموضوع عنوانه ( نقاش أم هذيان ) على ما ذكرته بعدم دقة بعض ما ذكره من اقتباس من الكتاب المقدس في موضوعه ( تغيير التسمية القومية الكلدانية تجني على الكتاب المقدس ) فإن الكتاب المقدس الذي بحوزتي يضم في مجلد واحد كل العهد القديم وكل العهد الجديد ، وهو من اصدار المطبعة الكاثوليكية ـ بيروت عام 1960 ، ولأنني من أتباع الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية فأرى واجبا عليّ أن أعتمد على طبعة كاثوليكية من الكتاب المقدس . . وتـقول طبعة الكتاب المقدس التي أشرت اليها في سـفر الملوك الثاني ، الفصل الرابع والعشرون ، فقـرة 2 : ( فقـال الملك ليوآب رئيس الجيش الذي معه طُـفْ في جميع اسباط اسرائيل مِـنْ دان الى بئـر سبع واحصوا الشعب لكي اعلم عـدد الشعب . )
وكان السيد الكاتب قد ردّ عليّ ، بما يلي : ثم يستمر الكاتب المحترم ـ يقصد أنا ـ في مغالطاته ليقول: ويقول السيد الكاتب ـ يقصد أنا ـ أيضا ( و يذكرالكتاب المقدس في ( 2مل2:24) " فارسل الرب عليه غزاة الكلدانيين وغزاة الاراميين وغزاة الموآبيين وغزاة بني عمون وارسلهم على يهوذا ليبيدها .....الخ") نقول: ان هذا الكلام غير موجود في سفر الملوك الثاني ( مل 2 24 : 2) الفصل الرابع و العشرون، الفقرة الثانية ، ولهذا لا نتناوله، و على السيد سعد أن يذكر موقعه بالضبط ، إذا كان موجوداً لكي نوضح رأينا فيه." انتهى الاقتباس . . ويضيف السيد الكاتب : اقول للسيد جميل بأن يجهد نفسه قليلاً و ليستعمل نظاراته كما استعملها انا في القراءة و ليبحث و ليدقق في المكان المطلوب والمحدد و المبين و سوف يجد الكلام حتماً قبل ان يستعجل في احكامه المزاجية. و ارجو منه ان يتأكد من المعلومة قبل ان ينتقد الآخرين بها وبعكسه فالعتب و النقد مردودان عليه. . . وأقول أنا للسيد الكاتب : ليس لي رد عليك سوى أن أنقل القرار الى القراء الافاضل وأطلب منهم فتح الكتاب المقدس حيث الملوك الثاني ، الفصل الرابع والعشرون ، فقرة 2 ليحكموا فيما اذا كان ما طلبته أنـا منك أن تذكر موقعه بالضبط هل هو نقاش أم هذيان ؟
أمـا بالنسبة لآيـة النبي ارميا ، فقد نشر الاخ الكاتب عنها في المواقع كما يلي : ( و نقرأ في الآية ( ار32:28) " لذلك هكذا قال الرب هانذا ادفع هذه المدينة ليد الكلدانيين و ليد نبوخذنصر ملك بابل فيأخذها." . فقلت في موضوعي ( مناقشات أخرى مع الأخوة القوميين الكلدان ) مايلي : وجوابنا : أن نبوءة ارميا ، الفصل الثامن والعشرون ( ار 28 ) ينتهي بالفقرة 17 ، ولا توجد فيه الفقرة 32 . . ثـم عاد في موضوعه ( نقاش أم هذيان ) ليقول : ( أما الآية: (" لذلك هكذا قال الرب هانذا ادفع المدينة ليد الكلدانيين و ليد نبوخذنصر ملك بابل فيأخذها." ) فهي موجودة في (ار 28:32 ) للعلم . . علما أن نسخة الكتاب المقدس التي بيدنا تذكر أيضا الآية المذكورة في (ار 28:32 ـ بحسب ما صحح السيد الكاتب موقعها ـ وليس كما كان ذكر سابقا في ار 32:28 ) وهي بالنص نفسه مع اختلاف بسيط في بعض الكلمات ، إذ ذكرتها نسخة الكتاب المقدس التي بيدنا ، كما يلي ( فلذلك هكذا قال الرب هـآءَ نذا أجعلُ هذه المدينة في أيدي الكلدانيين وفي يـد نبوكدرَصّـر ملك بابل فيأخذُهـا ) . . ورجائي من القراء الأعزاء العودة الى موضوع الأخ الكاتب ( تغيير التسمية القومية الكلدانية تجني على الكتاب المقدس ) في المواقع ليجدوا الرقم الذي ذكره السيد الكاتب فيه ، ثم ليحكموا هـل أن جوابي له : أن نبوءة ارميا ، الفصل الثامن والعشرون ( ار 28 ) ينتهي بالفقرة 17 ، ولا توجد فيه الفقرة 32 ، كان نقاشا سـليما أم أم هـذيان ، كما وصفه الأخ الكاتب ؟ .
وأخيـرا ، اعتـاد البعض أن يثير بين وقت وآخر مسألة كوني مشرفا اعلاميا على موقع تللسقف ، وأؤكد في هذا المجال أن اشرافي الاعلامي ليس تنفيذيا ابدا في موقع تللسقف ، وأنا لا أحذف موضوعا أو أصحح موضوعا أبدا الاّ بعد موافقة الأخوة الاداريين في داخل العراق وخارجه وغالبا ما أترك لهم حرية الحذف أو التصحيح بعدما أوضح لهم رأيي ، والمواضيع التي يتم حذفها أو يجري فيها التصحيح هي التي تتضمن كلمات غير لائقة وغير جديرة بالنشر واطلاع القراء الكرام عليها . . أما المواضيع التي لها علاقة بالامور القومية فإن موقع تللسقف ينشرها بنصها الكامل الذي يصله ، وأنا اقترحت ذلـك على الاخوة الاداريين انطلاقا من قناعتي بحرية الرأي والاعتـقاد وتبادل النقاشات بصورة موضوعية بما يخدم الكلمة الاعلامية المفيـدة . . وأنا أطلب من الأخوة مؤيدي القومية الكلدانية أن يكتبوا في موقع تللسقف وغيره من المواقع اذا كان موقع تللسقف قد رفض نشر موضوع لهم أو حذف من نص موضوعهم كلمة واحـدة . . وبهـذا أختـم نقاشاتي مع الأخوة القوميين الكلدان ولـن يكون لي أي رد عليهم مستقبلا ، إذ بالنسبة لي أوضحت آرائي ومواقفي ولست في حاجة لمواصلة المزيـد . . وتحياتي لهـم جميعـا .