خطط أمنية كثيرة وتداعيات أمنية كبيرة
14/07/2006سانتا ميخائيل شهدت بغداد وعددا من مناطق العراق تداعيات أمنية خطيرة على الرغم من مرور قرابة الشهر من أعلان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لخطة أمن بغداد , تلاها خطة أمنية في البصرة (ثاني أكبر المحافظات العراقية ) أضافة الى خطط أخرى في ديالى وبعقوبة وغيرها من المناطق . الا أن الواقع اليومي في بغداد وبقية المناطق يشير الى أرتفاع وتيرة العنف الطائفي في الايام الماضية , وسلسلة تفجيرات أستهدفت مساجد للسنة على أثر تفجيرات لعدد من حسينيات (جوامع ) للشيعة , تبعها عمليات قتل على الهوية وأرتفاع وتيرة التهجير القسري لعوائل في مناطق ذات غالبية مغايرة لتلك العوائل . عدد من أعضاء مجلس النواب أعترفو بالتداعيات الامنية الاخيرة مؤشرين مواقع الخلل في الخطط الامنية وأسبابها . ففي الوقت الذي حمل خلف العيسى من التوافق لعراقية "الاحتلال والقوى الاقليمية " مسؤولية التداعيات الامنية , أشار حميد مجيد موسى من العراقية الوطنية الى خلل في الخطة الامنية والنشاط المعادي لبعض الكتل , في حين اعرب عباس البياتي من الائتلاف العراقي عن أعتقاده بأن الوقت مبكرا للحكم على الخطط الامنية . وأكد العيسى ممثل البصرة عن التوافق العراقية (ثالث أكبر كتلة برلمانية-سنة ) على أن الوضع العراقي عامة معقد للغاية لوجود العديد من المسببات أهمها " الاحتلال , ووجود قوى رافضة له وتعبر عن رفضها أما بالمقاومة المسلحة أو المقاومة السلمية , ثم التدخلات الاجنبية الاقليمية والحدود المفتوحة لكل من هب ودب ليعمل دون رقيب ووجود مخابرات أجنبية , وضعف السلطة وعدم قرتها على القيام بواجباتها " , موضحا السبب الاخير يكمن في تشكيل الجيش والشرطة في ظروف أستثنائية مما" جعل من السهل أختراقها من قبل فئات غير مهلة وجاهلة وذات أهداف وولاءات خاصة لطائفة أو حزب معين ". وزاد في أتصال هاتفي " هناك عدم أتفاق بين القوى السياسية على الرغم من وجود برنامج حكومي لكن التطبيق العملي في الواقع غير موجود ,لوجود خلافات كثيرة بين الكتل على شكل صراعات واضحة وتنعكس على الشارع , والمسألة الطائفية المتفاقمة بشكل و ألاحتقان الطائفي ..., والتهجير القسري والضغوط التي تمارس لاشعال حرب أهلية وما يسببه التهجير من أيذاء لشريحة معينة من المجتمع وأنعكاس ذلك على مناطق أخرى ومقابلته بالمثل , مما أدى الى زيادة القتل والوعيد ". ولم يستبعد العيسى وجود منظمات لها علاقة بالمحتل أو الموساد أو القوى بدول أقليمية , تمارس ضغوطا من أجل التهجير لاشعال الحرب الاهلية . كما وأعتبر عضو مجلس النواب وممثل البصرة الوضع الاقتصادي والبطالة المنتشرة وأنعكاس ذلك على سلوك الافراد , سببا أخر للتداعيات الامنية . داعيا الى تحليل الوضع تحليلا دقيقا لتأشير المسببات وأيجاد الحلول . في حين أشار حميد مجيد موسى من العراقية الوطنية (رابع أكبر كتلة برلمانية ) الى وجود خلل في الخطة الامنية أضافة الى النشاطات السرية المعادية لبعض الكتل , وقال "الخلل موجود في أكثر من مكان , الخلل في الخطة نفسها ومدى استيعابها لتعقيدات الوضع , وفي قدرة القوة المكلفة بأنجاز المهمة ". وأضاف موضحا " الخلل من حيث المعلومات ,و التدريب , وأهلية من يقومون بالمهمة , ونظافة القوى من وجود متسللين يخترقون القوات ويسربون المعلومات الى من تتوجه اليهم مهمة الملاحقة ". وطالب موسى بتعاون الاحزاب والقوى السياسية من خلال توجيهات ملموسة ووصريحة الى أعضائها بدعم النشاط الموجه لاعادة الاستقرار والاوضاع الطبيعية الى البلد , وقال " أذا لم يتوقف نشاط المليشيات أو النشاطات السرية لهذه الكتلة أو تلك فأن الكثير من العمل العسكري سيفقد معناه وسيضعف الانضباط, وسيضعف معه تحقيق نتائج أيجابية , وهذا ما سيكون له مردودات معنوية سيئة ". كما طالب عضو القائمة العراقية بتفعيل أدوات ووسائل أخرى للعمل الى جانب التحرك العسكري , منها " تأمين الاجواء السياسية المناسبة ومناخ شعبي مناسب ينتج عنه تعاون فعال بين القوات المسلحة والمواطنيين المتضررين من الاوضاع الغير طبيعية ", معتبرا ذلك من شأنه "أعانة العمل العسكري وتحقيق نتائج أيجابية ", لكن هذا ليس المطلوب فقط على حد رأي موسى بل "الحاجة الى جهاز معلوماتي أدق وأوثق , وتطهير القوات من العناصر المندسة , والحاجة الى أعداد أكبر من قوات الامن ", وأضاف "بغداد كبيرة , والبصرة كبيرة , والمشاكل كثيرة , وأذا كان هذا الواقع , فأذن نحتاج الى قدرات أكبر مما عليه قواتنا الان ". لكن عباس البياتي من الائتلاف العراقي (أكبر كتلة برلمانية –شيعة ) أعرب عن أعتقاده بانه من المبكر الحكم على الخطة الامنية "هل نجحت أو فشلت ؟". معترفا بوجود تداعي أمني بسبب محاولة "القوى الارهابية " أمتصاص زخم الخطة الامنية . وقال " هناك تقييم يومي للخطة في غرفة العمليات ومعالجة الثغرات فيها , وأعتقد من المبكر الحكم على الخطة ". وأضاف "القوى الارهابية تحاول أجهاض هذه الخطة من خلال أستهداف الاماكن العامة والاهداف الرخوة والتي لايمكن السيطرة عليها ". مؤكدا تلمسهم للتداعي الامني سواء كان "تفجيرات أو قتل يومي الخ ", مؤكدا أن هذا جزء منه "محاولة القوى الارهابية على امتصاص زخم الخطة الامنية ". وكما يقال تعددت الاسباب والموت واحد , وهو حال المواطن العراقي الذي لاجول له ولا قوة , والذي وحده يقع ضحية سوء الاوضاع الامنية .