خلافات بشأن القائد تؤجل تسليم قلب بغداد للقوات العراقية
05/01/2006بغداد/ المدى
برغم الاعتراضات القوية للقادة الاميركيين في بغداد، رشحت الحكومة العراقية قائداً جديداً للواء الذي من المفترض ان يتولى السيطرة على اكثر المناطق حساسية في بغداد. ويبدو ان هذا الخلاف سيؤجل تسليم القوات الاميركية تلك المناطق الى القوات العراقية لمدة شهر آخر. وكان من المقرر ان يتولى اللواء الخامس من الفرقة السادسة في الجيش العراقي مسؤولية السيطرة على قلب بغداد في السابع والعشرين من الشهر الماضي، ويشتمل ذلك على المنطقة الخضراء التي تضم السفارة الاميركية والعديد من دوائر الحكومة العراقية بالاضافة الى القيام بدوريات على طريق مطار بغداد الدولي، لكن مراسيم التسليم والتسلم التي كان سيحضرها كبار الجنرالات تم الغاؤها قبل ثلاثة ايام من الموعد بعد ان قالت وزارة الدفاع العراقية انها لم توافق على الضابط الذي اعدته القوات الاميركية منذ آب الماضي لقيادة اللواء، وهو العميد محمد وصيف طه.
وذكرت صحيفة الواشنطن بوست ان القادة الاميركيين يخشون من ان رفض الحكومة العراقية لمرشح عربي سني كفء سيغذي الانطباعات من ان القوات المسلحة العراقية هي مؤسسة طائفية. وقالت الصحيفة ان الضباط الاميركيين قد اعادوا تقييم اللواء من دون العميد طه، وخفضوا جاهزيته من المستوى الاول، والذي يعني بانه يستطيع القيام بمهامه من دون المساعدة الاميركية، الى المستوى الثالث ، الذي يعني انه بحاجة الى مساعدة مهمة عند الحاجة. وهذا التقييم يجعل اللواء غير مؤهل من الناحية الرسمية على تحمل مسؤولياته الجديدة.
وقال الكولونيل أيد كاردون قائد اللواء الرابع من فرقة المشاة الثالثة الاميركية : "عندما تأتي بقائد جديد، نحن غير متأكدين من دراسته ومن خبرته على الارض، فانه من الصعب علينا تقييمه"، واضاف:" نحن مرتاحون جداً مع العميد طه، وغير مرتاحين من قائد لم نعمل معه من قبل ، ان التسليم كان متوقفا على قيادة اللواء حيث هي".
وقالت الصحيفة ان هذا التحفظ يأتي في وقت يشهد تغيرات سياسية وعسكرية في بغداد. ففرقة المشاة الثالثة الاميركية سوف تغادر العاصمة هذا الشهر. وتقول الصحيفة ان هذا الخلاف لم يظهر للسطح ولم يثر ملاحظة العامة حيث التصريحات الرسمية الصادرة من المسؤولين العراقيين والاميركيين تصور عمليات انتقال جارية من دون مشاكل في جميع انحاء البلاد من اجل تمكين القوات الاميركية من الانسحاب.
وتذكر الصحيفة انه بعد عدة اتصالات مع المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية صالح سرحان قال ان الوزارة في بالها مرشح آخر غير العميد طه. لكن صالح سرحان لم يذكر اسم المرشح لكنه وصفه بانه: "ذو خبرة واهلية، ورتبته اعلى من رتبة العميد طه، وقال ان الوزارة تريد تعيين ضابط رفيع ليكون قائدا تنفيذياً برتبة ملائمة".
وطبقا للضباط الاميركيين فإن العميد طه خريج خيرة برامج التدريب العسكرية العراقية ومن اعلى اكاديمية عسكرية باكستانية وهو من افضل القادة في الجيش العراقي.
وقال العميد طه في محادثة هاتفية مع الصحيفة ان الجيش العراقي يجب ان يكون متوازناً بين جميع الفرقاء العراقيين وليس هنالك من حاجة ليفرض فريق سيطرته على كل شيء.
مصدر آخر في وزارة الدفاع قال ان العميد طه كان عضواً في الحرس الجمهوري الخاص وعضواً رفيع المستوى في حزب البعث المنحل. لكن طه نفى هذين الادعاءيين.
وقال الكولونيل كاردون ان المرشح هو برتبة فريق من مدينة الكوت جنوبي العراق وقال الكابتن إد بلانكو قائد فريق التدريب العسكري: (قد يكون الرجل الذي تريده الحكومة العراقية افضل ضابط في العراق، او قد يكون اسوأ ضابط في العراق، نحن لا نعرف شيئا عنه: "لكنني اعرف ان العميد محمد طه هو من اكفأ الضباط المحترفين الذين عملت معهم في العراق".