خلال مؤتمر في العاصمة الأردنية عمان عقده مركز القدس للدراسات السياسية
خلال مؤتمر في العاصمة الأردنية عمان عقده مركز القدس للدراسات السياسية
·الأب حنا كلداني إهمال الدور المسيحي الحضاري في البلاد العربية أوهم بوجود الإسلام فقط
·الباحث يشير إلى عينات في الثقافة و التاريخ العربي هدفها تغييب الوجود المسيحي في المنطقة العربية
أثارت مداخلة ألقاها الأب حنا كلداني الكثير من الاهتمام نظرا لأنها شخصت ظاهرة تغييب الوجود المسيحي الأصيل في البلاد العربية
وجاءت المداخلة خلال مؤتمر عقده مركز القدس للدراسات السياسية في العاصمة الأردنية عمان تحت يافطة نحو ستراتيجية شاملة لمحاربة التطرف فقد أشار الأب كلداني إلى إن هناك الكثير من المعالم المسيحية الفكرية و الثقافية و الاجتماعية قد أهملت في البلاد العربية مما أدى إلى التعتيم على الدور الحضاري العريق للمسيحيين العرب في المناهج التربوية الدراسية و على سبيل المثال لا الحصر الحكمة العظيمة التي تفوه بها السيد المسيح له المجد عندما قال( ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان) فهذه الحكمة تتردد في الكثير من الكتب الدراسية دون أن يشار أنها من أقوال السيد المسيح و من الأمثلة الأخرى على ذلك إن هناك 10 كنائس في البتراء قديمة جدا و هي جزء أساسي من تراث الأردن و لكن لم تذكر في المعالم التراثية و السياحية و كذلك الحال في كنائس جرش
و من الأمثلة التراثية المسيحية التي أهملت من الاستذكار ما جرى للنبطيين في اعتناقهم للديانة المسيحية و كذلك إهمال معالم تاريخية مسيحية في العراق و منها أديرة بنيت في القرن الأول من التاريخ الميلادي
كما أشار الباحث إلى إن الكتب المدرسية الدينية تشير إلى الصلاة و أوقاتها بالنسبة للمسلمين دون أية إشارة إلى إن المسيحيين أيضا يؤدون الصلاة إلى الله و لديهم أوقات لها أسوة بالمسلمين
و من الظواهر الأخرى في الكتب المدرسية إنها تحتوي على معلومات عن الاستعمار الذي سيطر على البلاد العربية و كأنه جاء في الرداء المسيحي بينما الحقيقة إن الاستعمار جاء على وفق مصالح سياسية و اقتصادية و لا دخل للديانة المسيحية لا من قريب و لا من بعيد
و خلص الباحث حنا كلداني إلى إن هذا النوع من الإهمال كان احد العوامل التي أدت إلى الإيهام بان البلاد العربية لم يسكنها سوى المسلمين بينما الحقيقة التاريخية تثبت إن المسيحية أقدم منهم في هذه البلاد
من جهته قال وزير التربية الأردني في المؤتمر إن تغيير المناهج الدراسية في المملكة الأردنية لم يحصل نتيجة الحالة التي تعيشها البلاد و إنما جاء على قياس معايير الدستور الأردني و اللوائح و القوانين التعليمية و يقصد منه إيجاد فهم حقيقي للإسلام قائم على التسامح و التعايش و الاعتدال و احترام الآخر و لهذا حذفت منه المواد التي تؤدي إلى التطرف