خمسة عشر إلف عائلة المسيحية نزحت وهُجرت من بغداد والمحافظات منذ عام 2003
10/06/2007نركال كيت/بولس تخوما/
أكدت مصادر مطلعة بشؤون الإحصاء ان عشرات الآلاف من العوائل المسيحية نزحت من بغداد والموصل والبصرة والمحافظات الأخرى منذ الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003 وتداعياته الذي سبب العنف الطائفي المتنامي والتهجير ألقسري وما تعرض له المسيحيون في البصرة والموصل وأخيرا في بغداد من تهجير قسري وتهديد الجماعات المسلحة لهم وفرض الجزية عليهم او دخول الإسلام. حيث وصل عدد العوائل المهجرة من بغداد والموصل والبصرة والتي تسكن حاليا كردستان العراق وسهل نينوى قرابة خمسة عشر إلف عائلة نازحة..
وقالت تلك المصادر أن قرابة اثنا عشرة إلف عائلة تسكن محافظات دهوك واربيل في كردستان العراق، ثمانية آلاف منهم يسكنون حاليا البيوت التي تم إنشائها من قبل حكومة إقليم كردستان للعوائل النازحة من بغداد والموصل والبصرة في قرى دهوك (منطقة صبنا، برواري بالا، زاخو، العمادية.. وغيرها من المناطق)، عادوا إليها مؤخرا مضطرين بعد أن هجروها منذ عشرات السنين بسبب سياسات النظام السابق.
وان أربعة ألاف عائلة نزحت إلى محافظة (مركز المحافظة) دهوك واربيل وفي بعض قرى اربيل المسيحية اصلا كعنكاوا مثلا التي نزح إليها 1300 عائلة نازحة، ويقدر عديد العوائل النازحة بمركز محافظة اربيل 350 عائلة .. تلك العوائل تعاني غلاء المعيشة والبطالة وارتفاع بدلات الإيجار (تقدر ب 300 دولا إلى 1000 دولا للمنزل الواحد وحسب حجم الوحدة السكنية).
أما سهل نينوى فيقدر عدد العوائل المسيحية النازحة اليها قرابة ثلاثة الاف وخمسمائة عائلة تسكن قرى واقضيه ونواحي سهل نينوى (بخديدا، تسقوبا، القوش، الشرفية وغيرها) وبدلات إيجار بين 200 دولار الى 500 دولا شهريا للمنزل الواحد حيث لم يتم بناء مساكن هناك الا في بعض المناطق القليلة التي تخضع لإقليم كردستان وينتشر فيها قوات البشمركة الكردية.
وإشارة المصادر إلى أن معظم النازحين لمناطق كردستان وسهل نينوى عاطلين عن العمل، ويعتمد الغالبية العظمى منهم على المساعدات التي تقدم من قبل الهيئات والجمعيات الخيرية وأيضا المساعدات التي تقدم من قبل الكنائس والمنظمات الإنسانية لسد رمقهم اليومي.
ومن جهة أخرى هنالك ما بين عشرة آلاف إلى خمسة عشر إلف عائلة مسيحية من العوائل الأخرى قد فضلت السفر خارج العراق والاستقرار في سوريا والأردن او إيجاد سبيل للوصول الى البلدان الأوروبية عن طريق طلب اللجوء الإنساني لضمان عدم العودة للعراق بسبب سوء الأوضاع الأمنية والعنف الطائفي الذي يعصف بالعراق وسوء الإدارة وعدم مقدرة الدولة حماية المسيحيين وخصوصا ما تعرض له اخيرا من تهجير قسري بمنطقة الدورة، واستهداف الكنائس والأديرة المسيحية ولم يسلم أيضا رجال الدين من هذه الإعمال الإجرامية وأخرها وليس أخيرها اغتيال الأب رغيد وثلاثة من الشمامسة بحي النور في الموصل دون ان تحرك الدولة ساكنة مما زاد إصرار العوائل المسيحية على ترك كل شي وعدم العودة إلى مناطق سكناهم وخصوصا ببغداد التي هي مركز التجمع المسيحي الرئيس ويليها إقليم كردستان العراق.بل ستزداد حدة الهجرة اذا ما بقي الوضع الحالي على ما هو عليه.