درع الجزيرة.. التاريخ يتكلم !!!!

لطالما كانت الساحة العربية مسرحا لكثير من الصراعات الاقليمية والدولية والاطماع من شتى الاتجاهات والفئات . وكانت في كل الفترات الشعوب العربية هي ضحية لهذه التناحرات بدون فائدة حتى وان كانت تملك المفتاح السحري للاقتصاد العالمي الا وهو البترول. ومن هذه المناطق هي منطقة الخليج التي ماشهدت استقرارا ابدا في اي فترة من الفترات في التاريخ الحديث.. لذا انشئت حكومات لها الطاعة والولاء لامريكا واسرائيل وحتى النزاع يصل احيانا بين العائلة المالكة لتقديم الطاعة الاكثر قبولا لدى اسيادهم في تل ابيب وامريكا وخير الامثلة هم ال سعود وال حمد والابن العاق الذي كان عاق مع ابيه والذي يسمى حاليا بامير دولة قطر.. ولان هذه الانظمة مرتبطة مع بعضها البعض فقد انشئت مجموعة من وعاظ السلاطين الذين يصرخون جهرا باصواتهم النشاز بضرورة اطاعة ولي الامر حتى وان كان ولي الامر هذا غير جدير بالطاعة.. وكذلك هذه الانظمة التي تدير الدول الخليجية هي عبارة عن سلسلة ذات حلقات ان سقط احدها سقطت البقية كما عبر عنها الملك السعودي الراحل حين غزى صدام حسين الكويت حين قال عن امير دولة الكويت " انه اما نبقى معا او نرحل معا" وهي مقولة شهيرة وفي حقيقة الامر انها كانت تعبر عن سياسية هذه الشعوب.. اليوم كلامنا هو عن مايسمى درع الجزيرة الذي استخدم لقمع ثورة شعب عاني من ظلم طغمة ال خليفة والذي يفوق حدا للتصورات من كل النواحي في التعليم وفي التعينات وفي الرواتب ... تاسس ما يسمى درع الجزيرة حسب قرار المجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي في دورته الثالثة (المنامة ، نوفمبر 1982م) . وفي بداية تم تشكيل قوة اطلق عليها اسم "قوات درع الجزيرة" وفي المجلس الاعلي لمجلس التعاون في دورته السادسة والعشرين (أبوظبي ، ديسمبر 2005) تم الموافقة علي اقتراح الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود لتطوير قوة درع الجزيرة إلى قوات درع الجزيرة المشتركة. ومن اهم ماجاء هو " قوات درع الجزيرة المشتركة هي قوات عسكرية مشتركة لدول مجلس التعاون الخليجي ومن اهدافها ردع اى عدوان عسكري على اى دولة من الدول الاعضاء وحماية أمن دول مجلس التعاون الخليجي " جيد جدا لحد هنا الكلام والكلام منطقي ايضا ولكن كثير من علامات الاستفهام تراود حول استخدام هذا الدرع لقمع ثورة الشعب البحريني فهل البحرين تعرضت لاعتداء خارجي ؟؟ طبعا لا ولم تلقي هذه القوات على اي شخص يحمل جنسية غير بحرينية فلماذا التدخل ؟؟ لنعود بالتاريخ قليلا ونستدرك بعض الاجوبة ومنها غزو صدام لدولة الكويت والتي لم نسمع اي اسم او وجود لهذا الدرع وانما ذهب العاهل السعودي الى احضان امريكا ليستجدي منهم الانقاذ ولم يستعين بابناءه الابطال البواسل ومع العلم ان الكويت هي احد اعضاء مجلس التعاون الخليجي. اما الحدث التاريخي المهم فهو ولحد الان حسب ماتصرح به الامارات هو ان هناك ثلاث جزر تحتلها ايران وفي حقيقة الامر ان جد زايد باعها في حينها للشاه الايراني وايران لديها مستمسكات بهذا الخصوص ولهذا لم تتجرا دولة ال نهيان بالمطالبة فيها بمجلس الامن لان الامر فيه ستار قانوني وخصوصا ان امريكا تعرف هذا . ليس الموضوع بصدد شرعية الجزر وعائدتيها ولكن لماذا لايتدخل درع الجزيرة لتحرير الاراضي المغتصبة من ايران ؟؟ اليس الساكت عن احتلال اراضيه هو جبان وليس له دين حسب الاعراف والتقاليد العربية والاسلامية؟؟؟ والجواب ان ايران قادرة على احتلال الخليج كله بعشرة الاف جدي من اقصاه الى اقصاه حسب ماصرح به قائد الحرس الثوري الايراني وهو قريب للواقع لان قدرة دول الخليج في الحروب هي بائسة وضئيلة جدا .. هذه موقعة اخرى من واقعات درع الجزيرة. لماذا في الحرب الايرانية العراقية لم نسمع شيئا عن هذا الدرع العظيم مع ان العراق هو احد الدول الخليجية واكتفوا بمده بالاموال فقط.. ولماذا لم يتدخل هذا الدرع المفدى والبطل بالعراق ابان احتلاله وابان دخول العراق منزلق خطير حسب ماارادته الدول الخليجية ان يدخل وهو الفتنة الطائفية عندما نعق الكثيرين من السياسين العراقين بطلب العون من السعودية والامارات والكويت وشاهدناهم كثيرا ولم ياتي هذا الدرع لينقذ العراق؟؟؟ الجواب لانه لايوجد اي عراقي يثق بهذه الدول الخليجية وان اي دخول لاي جندي منها سيكون مصيره الموت وكالعادة جبن حكام الخليج كما جبن واندثر اسم هذا الدرع... لكن الدرع يبرز شجاعته على المواطنين العزل في البحرين وعلى النساء والاطباء وبدعم امريكي وسعودي خالص والحقيقة تذكر ان دخول اول قوات هو كان فقط للسعودية ومع بعض الضباط القطرين ومن ثم بعد فترة دخلت الشرطة العسكرية الاماراتية ومن ثم اليوم الكويتية.. مما يعني ان السعودية هي من اطقلت المبادرة واحتلت الاراضي البحرينة ثم جاء الدور الامراتي والكويتي فيما بعد لاعطاء صبغة شرعية للامر.. فهل سنشهد يوما يتلاشى اسم هذا الدرع كما تلاشى في كثير من الاوقات عنما تتعرض احدى هذه الدول المشكلة له ؟؟؟ التاريخ هو من يتكلم عن هذه المسالة..

افتتاحية جريدة الانصار

لبنان - بيروت

رسول علي