Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

دورقوى اليسار والديمقراطية في بناء دولة مدنية ديمقراطية علمانية

دورقوى اليسار والديمقراطية في بناء دولة مدنية ديمقراطية علمانية تضمن الحرية والعدالة الاجتماعية للجميع
جوزيف شلال
josefshalal@hotmail.de
يتبع للموضوعين السابقين لنفس الملف /
-------------------------
البند السادس -
--------- * اليات تحقيق دولة مدنية - ديمقراطية - علمانية حديثة - وهل الطريق السلمي الديمقراطي والتعددية الفكرية والسياسية يقود الى ذلك ! .
للوصول الى الدولة الديمقراطية المدنية العلمانية لا بد من الفصل اولا وقبل كل شيئ ما بين الدين والدولة والمزج او الخلط بين السياسة والدين . هذا العامل والمفهوم يخلصنا من ان يكون هناك صراع سياسي وثقافي واقتصادي والى غير ذلك .
ان تحقيق الغاية المطلوبة تمر عبر طريق التعددية الفكرية والسياسية بالطرق السلمية الديمقراطية . العديد من الانظمة والدول تدعي بانها علمانية ولكن بالمقابل لها صبغة دكتاتورية وغير ديمقراطية . نحن نعرف بان هناك رابط مهم ما بين الديمقراطية والعلمانية - اي بمعنى لا علمانية بدون ديمقراطية - والعكس صحيح ايضا .

اليمقراطية - هو حكم الشعب كما يقال . والشعب مصدر السلطات الثلاث المعروفة . بعكس الانظمة الاخرى كالاسلامية مثلا التي تجعل / السيد وصاحب السلطات / هو الشرع او التشريع . لان هناك تنافر وتناقض ما بين النظام الاسلامي مع الديمقراطية . فما بالك بالعلمانية ! .
في النظام الديمقراطي الاغلبية لها القدرة والسيطرة والالتزام . اما في النظم الاسلامية فان راي الاكثرية لا يؤخذ به بحجة المخالفة للتشريع والشرائع الالهية . هذا الاشكال هو بسبب الخلط ما بين الحكومة والدولة والسلطة على انها وجميعها واحد .

يعتبر النظام الديمقراطي بانه مؤسساتي وليس كيان واحد . ويتمتع بالحرية العقائدية والشخصية والراي ووضع القوانين المدنية للامور الحياتية بدلا من الشرائع الالهية الصارمة والمكبلة للانسان في اغلب الحالات والاحيان .
من هنا نجد لا ديمقراطية بلا علمانية واضحة المعالم للوصول الى حكم الشعب بنفسه والذي هو في نفس الوقت مصدر السلطات والحرية السياسية .

الفصل السابع -
---------- * مكانة المراة في مثل هذه الدولة المدنية الديمقراطية العلمانية . واهمية مساواتها التامة بالرجل ورفض التمييز بحقها في تعميق مضامين المساوات والتقدم في هذه المجتمعات .
المراة تعاني من واقع استغلالي قهري في ظل الانظمة الدكتاتورية والدينية والغير ديمقراطية . ان واقع المراة وخاصة في الشرق الاوسط والدول العربية والاسلامية هو واقع مرير اشبه بالعبودية والتمييز الجنسي وحرمانها من الحقوق والمساواة .
مع الاسف نقول ان قضية المراة لم تطرح كمشكلة اساسية في منطقتنا ونرى تجاهلها عمدا خاصة في الانظمة الراديكالية الدينية . على المجتمعات الحرة طرح معاناة المراة وقضيتها باعتبارها من الاولويات والقضايا الملحة والمهمة .

ما قامت به وعملته بعض الجهات والمنظمات حتى اليوم لا يرتقي الى المستوى المطلوب عمله . تلك اكتفت فقط ببضع شعارات وتصريحات التي تهم حقوق المراة في المساواة والتحرر دون المطالبة بقوانين جديدة وتثبيتها في دساتير الانظمة لكي تبقى وتكون وتصبح واجب - التطبيق والتنفيذ .
تلك الجهات لا يرون المراة الا وحسب ملاءمتها ومكانتها لتعزيز مكانتهم وبعض الحملات الاخرى ان وجدت كالانتخابات . معانات النساء العربيات خاصة من العنصرية والتمييز والاستغلال والضرب والتصفية الجسدية احيانا بحجة / قضايا الشرف / . يتوجب على الجميع التحرك السريع وعلى كافة المستويات . هل من العدل استغلال وتهميش نصف المجتمع واذلالهم على اساس الجنس !! .

ليس بالصدفة من ان عدد المتعلمات والمثقفات من النساء وفي كافة المجالات يقل عن عدد الرجال بنسبة 3-4 مرات . حسب الاحصائية .
قبل ان نصرخ ونستنكر ونشجب لهذه العنصرية الحقيقية ضد المراة وهي حقيقة غير منفية وتعاني منها النساء . يجب تصليح وكما قلنا القوانين الاجتماعية والواقع المر الى ان نرى ونلمس استقلالية المراة ومساواتها السياسية والاسرية الاجتماعية وكافة الحقوق الاخرى ومساواتها بالرجل 50 % .

يجب ان تاخذ المراة حقها ومكانها الطبيعي سياسيا واجتماعيا الى جانب الرجل والتخلص من ظاهرة المجتمعات الذكورية . اعطاء المراة المكان الاول في المجتمع والسلطة والانتخابات والبرلمانات وكل مرافق الحياة . مرة اخرى ناسف لوجود الكثير من الاحزاب التي تدعي بانها ديمقراطية ولا تدرك الابعاد السياسية والاجتماعية والثقافية - السلبية - لمشكلة وظاهرة استغلال وقهر المراة .
اضافة ان الاعلام العربي مشارك بقوة بهذه الجريمة . موضوع المراة هو اهم في راينا من انظمة الفساد والقمع وعلينا المطالبة اولا بالمساواة ووضعه على راس سلم اولوياتنا لبناء مجتمع ديمقراطي علماني مدني يضمن الحرية والعدالة للجميع وهذا لن يتحقق دون انصاف المراة واعطاء حقوقها الكاملة الغير منقوصة .

الفصل الثامن -
----------* هل من الممكن بناء دولة ومجتمع مدني ديمقراطي علماني في ظل سلطات الاحتلال وسيادة اجواء العنف والارهاب وشيوع المحاصصة وسيادة الافكار الدينية والاتجاهات الدينية والقومية والطائفية المتعصبة ! .
لكي نكون دقيقين في جوابنا وحتى في طرح اسئلتنا حول نقطة / هل ومن الممكن بناء الدولة والمجتمع الديمقراطي العلماني في ظل الاحتلال / هذا من جهة ومن ناحية ثانية في ظل اجواء الارهاب والنظام الديني والقومي والطائفي ! .
الرد على الفقرة الاولى من السؤال - نقول لا اعتقد ان هناك اختلاف اولا ما بين كلمة الاحتلال والاستعمار في العهد والعصر القديم والجديد والحاضر . لندع على ان هناك استعمار وانواعه من المباشر وغير المباشر واحتلال بالقوة واحتلال طوعي وووو .

الدول العربية والعالم الثالث عانا الكثير من الاستعمار والاحتلال سواء كان هذا اجنبي - غربي او شرقي - اسلامي كالعثماني نموذجا ..
مرة اخرى لكي لا يفهم كلامنا خطا اقول في هذا الصدد - الدول العربية وانظمتها الدكتاتورية لكافة اشكال حكمها الملكي والجمهوري والمشائخي والاماراتي والجماهيري الفوضوي المنظم ونحن في القرن 21 هي اي هذه الانظمة هي اشد قساوة وانتهاكا وظلما وبطشا بمواطنيها من اي نوع وشكل من اشكال الاستعمار والاحتلال الذي عرفته شعوب تلك الانظمة والدول - - هذا لا يعني اننا نقبل بالاحتلال والاستعمار !!! .

في ظل هذه الانظمة جميع الحريات مفقودة - حرية الدين والاعتقاد والحرية الشخصية والسياسية والثقافية وكافة انواع الحريات والممارسات . بينما كنا نراها سابقا وفي ظل الاحتلال والوصايا والاستعمار . لناخذ العراق كنموذج --
العراق مثلا قبل حوالي 70 عاما كان الشعب العراقي بمجرد ان يخرج بمظاهرة ومسيرة بسيطة كان يسقط حكومة ووزارة واجراء انتخابات جديدة والعراق كان تحت الوصايا والاستعمار البريطاني !
بينما لم يشهد الشعب العراقي تلك الحالة مرة اخرى منذ مجيئ حكم وطني وجمهوري لغاية عام 2003 . اي الحياة توقفت والحريات انتهت لاكثر من 60 سنة !! .
وهناك امثلة عديدة اخرى في دول ومنها على سبيل المثال لا الحصر - مصر كذلك قبل حكم عبد الناصر .

في العراق مثلا تم ترسيخ مبدا الحزب الواحد والقائد الاوحد واحتكار السلطة بيد مجموعة من قبيلة وعشيرة وعائلة من قرية وقضاء ومدينة في العراق ! .
لم يكن مسموح للغير ممارسة ما ذكرناه قبل قليل وكان النظام يعتقد بان الحزب الواحد هو فقط القادر على توحيد - الامة وعمل المعجزات الكونية - كما في حزب البعث الذي انفرد في قيادة الشعب العراقي للانطلاق الى قيادة الامة العربية مستقبلا .

عراق اليوم اي ما بعد 9 / 4 / 2003 تكاملت فيه احزاب على الساحة العراقية . لكن اغلبها رايناها قد فشلت في عملية بلورة الحالة العراقية الجديدة الذي يتمناها كل مواطن عراقي . يبدو ان بعض الاحزاب لم تتعلم من الماضي العراقي وتريد اعادة التاريخ بماسيه .
انا اعتقد مرة اخرى السبب ليس هو في الاوضاع العراقية القائمة حاليا والموجودة من الارهاب والاحتلال - انما فقدان الرؤية الواضحة والايديولوجية والمنهاج والبرنامج لكل حزب من هذه الاحزاب .
النظرة الدينية والتعصب والطائفية والمحاصصة اصبحت خبزها اليومي والمرتبطة بهذه الاحزاب منذ تسلمها السلطة في العراق الجديد . لنطرح هذا التساؤل البسيط الى هذه الاحزاب - نحن كنا نتمنى لكم النجاح لنقف معكم ولكن كيف نقف ونؤيد ونساند الفشل !! .
ماذا قدمتم للعراقيين والعراق لفترة زادت عن الخمس سنوات - نرجوا اعطاءنا ولو منجز صغير وموجز عن تلك الخدمات الضرورية للعراقيين .
اذا لم يكن هناك تغيير جذري في الوضع العراقي لا مستقبل للعراق ولاجيالنا .
القسم الاكبر من هذه الاحزاب الفاشلة ملئت الدنيا بالاقوال والتصريحات من خلال وسائلها الاعلامية المسيطرة عليها مثل الصحف والتلفزيون ودور العبادة التي اصبحت مقرات الاحزاب ومؤيدوها ومن خلال الخطب الرنانة في مناسبة وغير مناسبة دينية دون تقديم شيئ ملموس للمواطن .

لم نشهد ونرى سوى الفساد الاداري والمالي وحرق البنوك والهروب والسرقات الخ .
اخيرا وفي الختام حان الوقت للعمل الدؤوب والبناء الحقيقي لعراق ديمقراطي وعلماني وفصل الدين عن السياسة والدولة وتغير الدستور واجراء انتخابات جديدة وحرة والتخلص من عقدة السلطة والسيطرة والحزبية والتفرد بالراي . على الجميع ان يكونوا شركاء في الوطن والعملية السياسية العراقية وبناء عراق حضاري بعيدا عن القبلية والعشائرية والطائفية والمحاصصة والتزمت الديني لكي ينعم العراق وانتم ونحن بالامن والامان والاستقرار والحرية والمساواة و- المواطنة ثم المواطنة ثم المواطنة ... . Opinions