Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

دوري النخبة العراقي؟!

مع انبلاجة صباح كل يوم من مفردات السلسلة الزمنية المكونة لحياة الفرد العراقي إلا وتراه يصعق بمنغص يلقي بظلاله على اشراقة الشمس في بلادناه.
حيث بدأت المنكدات تتبادل ادوارها في المسافات الزمنية المكونة لشارع الحياة العراقية وكأنها أقسمت على الانتظام في (دوري النخبة) مشكلة سوراً شاهقاً يقف حائلاً ليحجب نور الشمس عن مقل ذلك الفرد التائه بين طيات الزمن.

فما زال (فريق الخدمات) سكين الخاصرة التي ما برحت تفارق الجسد العراقي متواصلة في تقطيعها لأحشائه وكأنها آلت على نفسها أن تسمر حياته في مكانه ولم تكتف بذلك بل طمعت في اعادة عقارب ساعته الى الوراء معلنة لجميع زملائها بأنها باقية في ذلك الدوري حتى اللعبة النهائية.

ومع بدء كل عام دراسي يطل علينا شبح (البطالة) كانساً ارصفته وكأنه يقول انا بانتظار الخريجين الجدد، ليعيد كلمات الخليفة العباسي هارون الرشيد بلغة عصرية حديثة هاتفاً بالجامعات والمعاهد: (مهما طال الزمن فإن خراجكم لي) ليفرق نفسه خصماً عنيداً في ذلك الدوري.

وعلى حين غرقة تقلص محيط السور كابتاً على نفس ذلك السجين المسكين بفعل انضمام مؤثر آخر الى ذلك الدوري نازلاً بتشكيلته الاساسية ألا وهو نادي المياه.

تلك الأزمة التي شكلت ضاغطاً نفسياً وبدنياً على اعصابنا واجسامنا (وجعلنا من الماء كل شيء حي) وما زاد من اليأس هو ان تلك الازمة (النادي الجديد) لم تجد حلولاً ناجعة من قبل قيادة الدولة بل ظلت تمد اذرعها الى مفردات اخرى من الحياة اليومية كالكهرباء والزراعة والصناعة وغيرها.

ولا يتسع المجال للحديث عن ابطال (دوري النخبة) الآخرون.

وطبق القاعدة الفيزيائية: (الضغط يولد الانفجار) فلا يمكن ان تبقى الامور على ما هي عليه ولا يمكن للسور ان يبقى الى ما لا نهاية متحكماً بمصير سجينه وسوف يتمرد الاخير على ذلك الواقع في أول فرصة تتاح له.

وباعتقادل فإن اقرب فرصة لهروب ذلك السجين هي الانتخابات البرلمانية القادمة، الا أن ما يثير القلق هو ان يترك صاحبنا ساحة الملعب دون ان يضع بصماته عليها .. واكبر خسارة تلحق البلد اذا رفض المواطنون الذهاب الى صناديق الاقتراع فنكون قد عدنا والبلد الى المربع الاول الا وهو (باحة السجن).

المهندس رغدان الامارة

مدير تحرير صحيفة بنت الرافدين



Opinions