Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

دولة الانسان و دولة الحيوان

 

سعى الاسلام و كل الأديان الالهية السالفة و رجالاتها من أنبياء و رسل و أئمة و دعاة و مؤمنين الى ترسيخ مباديء الانسانية و مشاعر الرحمة و الاخاء و سمو أهداف الانسان في الوصول الى اليوم الموعود الذي يكون السلام فيه يعم الانسانية جمعاء و لهذا أشتق الاسلام أسمه من السلام و كانت تحيته بين افراده هو ( السلام عليكم ) و سيرة نبي الاسلام حاشدة و زاخرة بنماذج السلوك الانساني المشبع بالرحمة و الرأفة و المتسق مع الفطرة الانسانية فلم يفرق بين أنسان و أخر تحت عنوان او لون او جنس أو عقيدة حتى عندما تمكن من أعدائه الذين حاربوه و قاتلوه قال لهم أذهبوا أنتم طلقاء و لم يجد أعدائه مبرراً ليكرهوه مهما بحثوا الا الحسد حتى إنه أستحكم على القلوب بالحب فقد كان رحمة تمشي على قدمين , حتى وصفه ربه بأنه رحمة للعالمين أي أن رحمته لا تختص بأصحابه أو أتباعه و أنما هي شاملة لكل الناس و لكل العوالم و هذه هي أطروحته بين أيدينا تختصرها كلمتين السلام و الرحمة , و هي عناصر قوة كافية لتقنع البشرية جمعاء بأن الاسلام الذي يرتكز على هذه المعاني السامية هو الاطروحة العادلة و هو يسع الأنسان لأن مبدأه ( لا إكراه في الدين ) كما جاء في دستوره السماوي و هو يصنف الناس ( إما أخٍ لك في الدين أو نظير لك في الخلق ) على لسان أحد قادته ، فهو يؤسس لدولة الانسان و لديه من الخزين الايدلوجي ما يمكن أعتباره معين لا ينضب لأفكار التأسيس و التنظير و التأطير لهذه الدولة و لكن هناك أطروحة أخرى برزت على الارض و هي منتج قبيح و مشوه للاسلام يراد تسويقه ليكون بديلاً عن الطرح الاسلامي له سمات مغايرة و منطلقاته الايدلوجية لاتنسجم مع التراث و المباديء التي يتبناها المجتمع المسلم فقطع الرؤوس و أكل الاكباد و بيع النساء و جهاد النكاح و ختان النساء و أجبار الناس على تبني أيدلوجيات لا يؤمنون بها و فرض سلوكيات غريبة عليهم و تجنيد الاطفال و غيرها من صفات أبعد ما تكون عن الانسانية بل تقترب الى السلوك الحيواني في الغابات لا بل ربما بعض السلوكيات يربأ عنها عالم الحيوان فبعض الحيوانات تموت جوعاً و لا تأكل أو تقتل حيواناً من صنفها ، و كأن هؤلاء لا حدود و لا ضوابط و لا التزام في أجرامهم فالباب مفتوح على مصراعيه و خاضع للإبداع الشيطاني في سفك دماء الأبرياء و التفنن في فنون النحر و الذبح و الاغتصاب و التعذيب و كم هائل من المفردات التي تشمئز منها النفس الانسانية الطبيعية , وهذا ما يجعلنا نتفائل في سرعة زوال هذه الدولة الحيوانية لأنها دولة وحوش لا يمكن ان يعيش فيها من ينتمي الى الانسانية أو يتأقلم معها سوى من أنسلخ عن النفس البشرية السوية و أستساغ طعم لحوم البشر و لون الدم و رائحة الموت ، فستلفضها الناس لأنها كالنباتات الطفيلية الضارة التي تعتاش على باقي النباتات فلا جذور لها في الارض ، ربما تجد لها نبتة تأويها لفترة و لكنها سرعان ما تأكل هذه النبتة و تقتلها و تنكشف حقيقتها , فشتان بين دولة الانسان و دولة الحيوان و كلٌ يعمل على شاكلته . 

Opinions
المقالات اقرأ المزيد
فواطم: قصة عن الهندسة وتمكين المرأة في العراق فواطم: قصة عن الهندسة وتمكين المرأة في العراق بينما تقود سيارتك جنوب العراق نحو مناطق الميناء في البصرة، لن يخطر على بالك بأن المنطقة تعاني من أزمة خطيرة في توافر المياه. تجعل هذه الأزمة شبكة محطات المياه الخاصة بأقضية خور الزبير وسفوان وأم قصر رمزاً للتخفيف من وطأة التغير المناخي ومثالاً للصمود التفاهم الإيراني – الأمريكي انتصار للسلام والحكمة عبدالخالق حسين/ منذ فوز الدكتور حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، وإعلانه سياساته الوسطية المعتدلة برزت علامات تشير لأول مرة إلى ما بعد اتّفاق جدّة نزار حيدر/ لعلّها المرّة الاولى التي ينخرط فيها نظام القبيلة الحاكم في دول الخليج، وخاصة في الجزيرة العربية وقطر، في حلفٍ دولي هدفه ميلاد الحقيقة مع نداء غبطة البطريرك سمير اسطيفو شبلا/ لا تفصلنا عن اعياد الميلاد ورأس السنة المجيدة سوى سويعات ليس لها أي تأثير على الواقع الفعلي للزمن الذي يقطعنا ولا نحس به الا
Side Adv1 Side Adv2