دون ميلشيات التفخيخ ليس لنا عظمة من لحمة الطبيخ
تكاثرت إنشطارياً المصطلحات الحلوه ألتي إبتكرتها قافلة الأميركان أثناء تحضيرها لإنقاذ العراقيين من صدام ونظامه , وتنوعت الشعارات البرّاقة بعد ولوج مسير مشوار حامليها مجالها العملي مرحلة سحر مزمارها الذي جذب وراءه بكل سهولة صاحب كل عقلٍ معطّل و كلّ جسدٍ معتل اراد من الحدث ما يريده الواوي من ترِكة فريسة الوحش الكاسر , وما كان للوحش المفترس أيّ طلب صعب منهم سوى التعويل على هؤلاء وتوكيلهم مهام الإعتراك على الفوز بالعظمة المهترئه من باب نظرية خلق الفوضى في تفتيت وتشتيت ما تبّقى من جسد الفريسة لتسهيل رسم وهندسة صنع الغد المجهول لنا نحن العراقييين (الضحيه) ثمّ فتح أبواب الأمل أمام صنّاع غد المحتل المنشود على ارضنا.يساورنا أحيانا شعورٌ بالذنب حين نتهم علنا ً كتلنا السياسية بتقصيرها المتعمّد وتبعات ذلك فيما يحصل ,ولكن سرعان ما يحل محلّ هذا الشعور بأخر أكثر ترّحما ً فيهم حين يراودنا شكوك بعدم قدرتهم على تجسيد إرادتهم الوطنيه على الأرض التي أبدع فكر المحتل في تلغيمها بفخاخه المتعددة الأصناف.
لكن !!!لكن الذي نستشفه من الوقائع ومن من طبيعة تداولاتهم البرلمانيه المخزيه وحواراتهم السياسية الكتلويه الإنعزاليه لم يعد يسمح لنا ولا لهم كي ُتمنح ايّة فسحة يمكن من خلالها تبرير غرقهم في أوحال معصية حل أزمة شعبهم اليوميه , لقد ثبت بما لايقبل الشك بأنّ كل ما يقتدرون عليه الأن وقبل الأن هو حماية أسوار مصالح أحزابهم وكراسيها و نطران قدسيّة مصلحتهم المتبادله مع رؤوس طوائفهم و في تثبيت ترسيم حدود مرجعياتهم ذات الخط الأحمر بعد أن أدّوا قسم يمينهم بشرف العراق وكتب السماء المقدسّة في حفظ العهد والوعد أمام صون مشاريع و لكن اية مشاريع ؟ مشاريع جغرافية العراق الجديد والكعكات التي حازت على قدسية الاقداس في برنامج وجوب رد الإعتبارات المنتهكة كما يزعمون , والتي أوجبت إستصدار توكيل لميليشياتها المدعومة نفطيا مهمّة تأجيج الشارع لتحقيق موازنة سياسية في إنجاز ما يعجز (السياسي) عن فرضه في برلمان ال 275 ممثل شعبي.
أين يصبح المگرود الذي ينقصه دليل وشرط نضال الجبابرة المتمثل في الميلشيا المسلّحة كي يصبح بمقدوره حجز رقمه في كعكات اللوتري العراقيه؟ أين سيغدو مصير هذا الشعب المسكين الذي ورث من تاريخ ارضه وتعلّم من فلسفة معتقده حبّ إخضرار غصن الزيتون في زمن بات جرم تصحير الأرض و تقطيعها نهجا يلوذ إليه الساسة (الوطنيون والقوميون والمتدينون) تحت مظلّة الإحتلال وقبضته الشرسة , أي مصير ينتظر ذلك الشعب الذي إتخذ من بياض حمامة السلام ملبسا له في كرنفال نهش جسد الحمامه ألتي ما إنفكّت تغنّي بهديلها ترتيلة حب العراق , و تراها كالمؤمنة المنكوبة كلّما زاد نزيف دمها كلما علا هديلها أمام سيل السهام الموجهّة إلى صدرها.
المسيحيون( الكلدواشوريون السريان والأرمن) و هكذاالصابئة والأيزديون والشبك , كلّهم أليوم قد إشتركوا لا إراديا محصورون في زاوية مواجهة مصير مجهول لا يستطيع التكهن به إلا من خبٍرَ معنى سياسة مصادقة المحتل والتحالف معه , يتم تخويله في رسم مصير صاحب الأرض وبعد فرض إقراره عليهم يتم تنفيذه بأذرع الميليشيات المسلّحة في طول العراق وعرضه.
السؤال المهم الذي حانت لحظة إثارته إلى قيادات وممثليّ هؤلاء الناس المظلومين( الكلدواشوريون السريان والارمن والإيزديين والشبك والصابئة) من الغير المرغوبة أصواتهم و المرفوضة تشكيّاتهم , لقد بلغ السيل الزبى, وطفح الكيل , إلى متى ستبقون وانتم مشرذمين قابعين قابلين على أنفسكم هيئة ظهوركم مثل مضحكةً راضية مرضيّه بأيدي الميليشيات الإلهية يقتلونكم ويهجروكم ويستولوا على أملاككم ويغصبوا حقوقكم و أيدي البعض الأخر من الداعين والمزمرّين بأسم حرية الإنسان وحقوقه على ارضه و في بناء الديمقراطيه المعلّبة ألتي ألقت ببقاياكم المساكين في أقاصي الدنيا!!!!