دير مار فثيون
المقدمةكانت الديارات قائمة ومأهولة بالرهبان في منطقة بغداد قبل أن يشرع ابو جعفر المنصور ببناء المدينة المدورة، لان البلدانيين والمؤرخين، من مسيحيين ومسلمين ، ذكروا وجود عدد منها في تلك البقعة، وكانت هذه الديارات منتشرة على جانبي نهر دجلة، وفي مختلف الجهات، وفي مواقع جميلة وقريبة من ضفاف نهر دجلة، أو ضفاف الانهر العديدة التي كانت تخترق ارض بغداد. وكانت هذه الاديرة محاطة بالرياض والبساتين والكروم، فالموقع الجميل ومحيطه الهادي كان يجذبان الناس لزيارة الديارات، وهي بطبيعتها كمؤسسة دينية مفتوحة لجميع المستطرقين، فالضيافة مقدسة في تراثنا العراقي، وهي واجب على الرهبان يمليها عليهم قانونهم، فلا يسأل المرء عند طرقه باب الدير عن دينه أو مذهبه، يؤمها الناس على اختلاف مللهم ونحلهم للصلاة والتبرك وطلب الشفاعة عند رب العالمين، يقصدها آخرون طلباً للعلم، أو بحثاً عن كتاب نادر، أو مخطوط نفيس. ويأتي آخرون للاشتراك بالمراسيم الدينية. وكانت الديارت خاصة في العصر العباسي، ملاذاً لكثير من اعلام الأدب والشعر الذين كانوا يهربون إليها طلباً لراحة القلب وصفاء الفكر، بعيداً عن المدينة واجوائها الخانقة وحياتها اليومية الرتيبة. ومن هذه الاديرة المنتشرة في بغداد دير مار فثيون.
دير مار فثيون
بنى المسيحيون بعد منتصف القرن الخامس الميلادي دير مار فثيون على مصب الصراة في اطراف قرية سونايا التي ادمجت في بناء بغداد مدينة السلام، وأصبحت على مرور الزمن محلة عرفت بالعتيقة. وكان الدير في أول أمره كنيسة لاهل العتيقة وهي سونايا، ثم تجمع حول الكنيسة رهبان وبنوا لهم صوامع فصار هناك الدير، وكان يعتبر دير مار فثيون من أهم ديارات المشارقة أي النساطرة في بغداد، وكان في الجانب الغربي يجاوره دير آخر يعرف باسم عمر صليبا (عومرا دؤليبا)، كان موقع دير مار فثيون في جنوب قصر الخلد ومن المحتمل ان الخليفة المنصور ألحق قسماً من بساتين الدير بقصره هذا.
لقد صحب دير مار فثيون الزمن دهراً طويلاً وتقلب على الظروف أمداً مديداً حتى عد من أكبر أديرة بغداد الغربية، ودعاه مؤرخو العرب ( الدير العتيق ) تمييزاً بينه وبين الدير الجديد.
ذكر احمد بن ابي يعقوب بن واضح اليعقوبي سنة 284 هجرية = 897م : انه لم يكن ببغداد الا دير على موضع مصب الصراة الى دجلة الذي يقال له قرن الصراة وهو الدير الذي يسمى الدير العتيق قائم بحاله الى هذا الوقت نزله الجاثليق رئيس النصارى النسطورية.
وقوله قرن الصراة يشير الى مصب نهر الصراة في دجلة في الجانب الغربي هناك حيث اختار الخليفة المنصور الموقع الذي شيد عليه مدينته وقد ذكرت طائفة من المؤرخين ان الخليفة المذكور نزل في هذا الدير حين جاء باحثاً عن الموقع الافضل لتشيد مدينته الجديدة. فلقد نقل الطبري خبراً عن بشر بن ميمون الشروي وسليمان بن مجالد : ( ان المنصور نزل الدير الذي حذاء قصره المعروف بالخلد فدعا بصاحب الدير ) .
وقبل بناء بغداد مدينة السلام كان بعض الناس قد استولوا على الاراضي الواقعة في اطراف دير مار فثيون فشادوا أبنية وسكنوا فيها. غير انهم قد نقلوا منها كرهاً بأمر من الخليفة ابو جعفر المنصور. وتؤيد الاخبار ان الخليفة المنصور قد حل ضيفاً في دير مار فثيون يوم خرج يطلب موضعاً يبني فيه بغداد عاصمته الجديدة، ولا شك ان رهبانه قد اكرموه كل الاكرام واحتفوا به كل الاحتفاء.
قال الطبري : ( وجاء المنصور فنزل الدير الذي في موضع الخلد على الصراة فوجده قليل البق. فقال هذا الموضع أرضاه تأتيها الميرة من الفرات ودجلة ويصلح ان تبتني فيه مدينة ) . وروى ابن الاثير : وسار ( أي الخليفة المنصور حين نزل الدير حذاء قصره المعروف بالخلد ) ، وجاء في معجم البلدان ما يأتي : ( وعن علي بن يقطين قال : كنت في عسكر ابي جعفر المنصور حين سار إلى الصراة يلتمس موضعاً لبناء مدينة. قال فنزل الدير الذي على الصراة في العتيقة ).
كان دير مار فثيون واسع الاطراف كبير الساحات وقد التأم فيه مراراً عديدة الاساقفة والاباء والرهبان لامور خطيرة. فاجتمع فيه الاساقفة لانتخاب الجاثليق حنانيشوع الثاني المتوفي سنة 778م، وهذه أول مرة جرى انتخاب الجاثليق في بغداد بعد بنائها . قال ماري بن سليمان : ( وكاتب يوماً أسقف كشكر الاباء بالحضور وحضروا. فاختارو مروي الاركيذياقون ، وأهل الحيرة حنانيشوع والجرامقة، وخالفهم يعقوب بن يزدين الكشكري واختار جيورجيس الراهب من عمر باحال وكان فهيماً بالسريانية والعربية والفارسية وصاروا إلى بغداد واجتمعوا في دير مار فثيون ) . لكن الجاثليق الجديد بقي ساكناً في المركز القديم أي ساليق ( المدائن ) على عادة اسلافه، وهناك دفن أيضاً، لربما في بيعة مار ماري.
وفي سنة 779م، توفي الجاثليق حنانيشوع الثاني مسموماً، وحسب العادة الجارية، دعا توما أسقف كشكر إلى عقد مجمع انتخابي، فاجتمع الآباء في دير مار فثيون في بغداد، وكان طيمثاوس الأول بين المرشحين. أما المرشحون الآخرون فكانوا : كيوركيس الراهب من بيت حالي، وايشوعياب اسقف نينوى، وافرام مطرافوليط عيلام، وتوما أسقف كشكر. فشرع طيمثاوس يشق طريقه بين هؤلاء المنافسين الاقوياء، فأقنع أولاً ايشوعياب بتقدم سنه، ووعده بمطرافوليطية حدياب ( اربيل الحالية ). أما كيوركيس الراهب الذي كان مرشح الاساقفة والمؤمنين في كشكر ونصيبين، فقد وافاه الاجل قبل بلوغ الخبر إليه. وأما افرام العيلامي، فامتنع هو واساقفته من الحضور لاسباب البعد، أو الرفض، أو الاستقلالية التي كانت كنيسة عيلام تميل إليها دوماً. وكان توما أسقف كشكر أيضاً يحظي بتأييد مناصرين اقوياء. إلا ان طيمثاوس افلح اقناع الاركذياقون بيروي مع التلاميذ الكثيرين، وأعداً اياهم بمبلغ دسم اذا انتخبوه، واراهم أكياساً أوهَمَهُم بأنها مليئة بالدراهم التي ستكون من نصيبهم إذا هم أيدوه، في حين انها كانت مليئة بالحصى. وقد نجح في حيلته هذه، وتم انتخابه بطريركاً في نهاية سنة 779، سيم مطلع سنة 780، بعد شغور الكرسي طوال ثمانية أشهر، وفي 7 أيار سيم بطريركاً في المدائن بوضع ايدي مطرافويطي دمشق وحلوان وبيث كرماي . لكن المعارضة لم تنتهي بعد الانتخاب، فقد اقبل افرام مطرافوليط عيلام ( جنديسابور ) إلى بغداد، وعقد مجمعاً ضمّ 13 أسقفاً في دير مار فثيون في بغداد، في الاحد من الصوم سنة 781م، وعزلوا البطريرك طيمثاوس، وعقد مار طيمثاوس بدوره مجمعاً ضمّ 15 أسقفاً حرم فيه افرام ومناصريه . وهكذا طال الخلاف نحو سنتين وعمّ الاستياء بين المؤمنين، فلجأوا إلى بعض الاشراف المتنفذين، امثال عيسى ابي قريش طبيب الخليفة المهدي، وابي نوح الانباري، فتدخلوا لحسم النزاع الذي طال امده، وتوصلوا إلى تحقيق المصالحة بين البطريرك والمطرافوليط افرام وانصارهما، ورضي البطريرك بان يتمّ تنصيبه ثانية بين يدي افرام، وجرت الحفلة في كنيسة العباد، أي في بيعة اصبغ العباد في دار الروم في بغداد، ويقول ماري : ان افرام تأثر جداً بتواضع البطريرك، فركع امامه، إذ ذاك أنهضه طيمثاوس وعانقه، وهكذا تمت المصالحة وتلاشى التمزّق الذي كان يهدد كنيسة المشرق .
جدد الجاثليق سبريشوع الثاني دير مار بثيون في العتيقة، واراد أن يجعله كرسي الجثالقة في بغداد. وكان الجاثليق سبريشوع الثاني من منطقة بيث نوهذرا ( دهوك الحالية )، وترهب في دير ايزلا الكبير، وأقامه يوحنا مطرافوليط نصيبين أسقفاً لحران، ثم نقله الجاثليق طيمثاوس الكبير إلى مطرانية دمشق، لم يكن سبريشوع عالماً، بل زاهداً وحافظاً للاخبار الكنسية، ولدى وفاة الجاثليق كيوركيس الثاني، فأقيم بطريركاً لكنيسة المشرق عام 831م، ونزل في الدير الكبير المعروف بدير كليليشوع أو دير الجاثليق.
ويذكر ماري : عندما توفي الجاثليق سركيس الأول سنة 872م، بقي كرسي كنيسة المشرق شاغراً نحو خمس سنين بسبب الخلافات الدائرة حول الشخص الذي ينبغي انتخابه، وكان كل من المرشحين يجد له اصدقاء متنفذين يساعدونه، ويبدو ان اسرائيل اسقف كشكر اختير لهذا المنصب، وانه كان مستحقاً لعلمه وفضله. الا ان منافساً ظهر له بشخص آنوش مطران الموصل، وانقسم الناس بين الشخصين، وسادت الفوضى بين المسيحين، وكانت البلاد آنذاك مضطربة بالعلوي البصري. فانفذ امير بغداد واستقدم اسرائيل من سامراء إلى بغداد، ومنعه من الادعاء بالجثلقة، وبينما كان اسرائيل يوماً يهم بالنزول من البيم ( بيم ) إلى المذبح، لدى انشودة الرازين ( عونيتا درازي ) ( عونيةًا دأرًزا )، وفي وسط الازدحام، مدّ شخص معادٍ يده وعصر على مذاكيره عصراً شديداً، فحُمل مغشياً عليه، وبقي ذلك اربعين يوماً، ثم مات ودفن في دير مار فثيون في بيت الشهداء بالعتيقة .
ويقول ابن العبري في كتاب التاريخ الكنسي : بعد انتخاب الجاثليق عمانوئيل الأول عام 938م. وصل مطران الموصل يوحنا بن بختيشوع متأخراً، أي بعد تمام الاسياميذ نزل في دير مار فثيون مخالفاً عليه، أي رافضاً الانتخاب، وكالعادة في مناسابات كهذه التف معه قوم من الرافضين للانتخاب، لكن الجاثليق عمانوئيل الأول تصرف بحكمة وتواضع فذهب إليه شخصياً في دير مار فثيون فأقنعه وارضاه، فصالحا، ويظهر من هذا النص ان دير مار فثيون كان بصورة ما معقلاً للمعارضة !
ويذكر ماري : ونزل في دير مار فثيون الجاثليق الجديد يوحنا بن نازوك سنة 1012م، وركب إلى دار السلطان وعاد إلى قلاية دير مار فثيون، وكتب له العهد من دار الخلافة على الرسم وجرى له بعئذ الاستقبال الرسمي في كنيسة اصبع ثم في دير مار فثيون .
وجرى للجاثليق يوحنا ابن الطرغال عام 1049 استقبال في دير مار فثيون بعد ستة أشهر من انتخابه ، والجاثليق يوحنا هو من بغداد، وأصبح في حداثته كاتباً على النهروانات، وكانت له معرفة تامة بصناعة الكتابة وجودة القريحة والحذق، ولكنه تخلى عن وظيفته وترهب . الا ان البطريرك ايليا الطيرهاني رسمه اسقفاً على القصر والنهروانات، وظل كذلك مدة احدى وعشرين سنة، وحينما توفي البطريرك ايليا، توجهت الانظار إلى يوحنا لكونه رجلاً خبيراً بالشؤون الادارية. فأختير ورسم بطريركاً في الاحد الثالث من صوم الميلاد المصادف 17 كانون الاول سنة 1049م، بعد ان شغر الكرسي طوال سبعة اشهر. وقام بالزيارات المألوفة إلى دير قني وإلى عمر الكرسي، ثم عاد إلى دار الروم في بغداد. ولكنه لم يستطيع زيارة دير مار فثيون في بغداد الا بعد ستة اشهر من انتخابه.
وفي دير مار فثيون تم انتخاب الجاثليق عبد يشوع ابن العارض سنة 1075م، وتمت رسامته في كانون الثاني 1075 في المدائن، ومنها صعد باكرام كبير إلى بغداد برفقة الامير صاعد الله جوهر ابن حاكم بغداد. وكذلك الجاثليق ايليا ابن المقلي سنة 1111م، وكان ايليا من الموصل وأقيم مطراناً على الموصل وحزة ( اربيل ) ، ويصفه ماري بالقداسة والطهر، وصليبا بالفضل والعلم والمهارة، وكلاهما يذكران لنا باختصار خبر ترقيته إلى السدة البطريركية، وقد جرى ذلك في 16 نيسان سنة 1111م.
مدرسة دير مار فثيون
كان لدير مار فثيون مدرسة عدت من المعاهد العلمية الراقية وقد خرج منها اطباء ومدرسون عديدون غير ان ظروف الاحوال وتقلبات الزمن حالت دون بلوغ اسمائها الينا. اذ كانت تتقدم تارة وتتاخر تارة مراعاة للانقلابات السياسية وصروف الحدثان حتى جدد بنائها الجاثليق سبريشوع الثاني المتوفي سنة 839م فقد رمم ابنيتها ووسع دائرتها ووقف لها الارزاق واقام لها مديرين واساتذة افاضل لادارة شؤونها . قال ماري بن سليمان : ولما بنى المنصور مدينته في الكرخ ونزلها الناس هدم سبريشوع تلك الابنية( ابنية دير مار فثيون ) لاجل من تغلب عليها ولم ينقض الهيكل والمذبح. وجدد بناء بيت الاشهاد والاورقة ونصب اسكولا وجمع المتعلمين. وكان علي وعيسى ابنا داود يقومان بامرهم. واقام الجاثليق فيه ورسم ان يدفع من دخله إلى رهبان عمر صرصر وهو المعروف بعمر صليبا. وهم النقلة من هذا الدير اربعة دنانير في كل شهر وزاد عمرو بن متى على ما اورده ماري سليمان قائلاً : والباقي ( أي الباقي من دخله ) له وللكهنة المقميين فيه وانفق على عمارة الضياع التي كانت قد خربت وعمرها مالاً كثيراً، وكان يضيق على نفسه ويوفر النفقة على الاسكول وعمارة البيع وافتقاد الضعفاء ) .
لقد جدد الجاثليق سبريشوع مدرسة مار فثيون واذاع منشورين سنة 220 هجرية = 835 ميلادية. حث بهما ابناء طائفته ولا سيما الرهبان على الجد والاجتهاد في الدرس ومطالعة كتب الاباء واناط كما رأينا مهنة التدريس فيها إلى رهبان دير صليبا. وكان لتلاميذ هذه المدرسة حق ونفوذ في انتخاب البطريرك . وفي سنة 343 هجرية = 953 ميلادية انفق الطبيب ابو الحسن بن غسان المبالغ الكافية على انجاز بناء دير مار فثيون ، وهو من أهل البصرة وكان يعلم الطب ويشارك في علم الاوائل وخدم بصناعته ملوك بني بويه ولا سيما عضد الدولة فناخسرو ، وقد كناه ماري بن سليمان بابي علي بن غسان : ( قال البطريرك عمانوئيل المتوفي سنة 960م فبنيت بيعة دار الروم على اختيار اهلها ودير مار فثيون على اختياري، والمتنجز للتوقيع بتجديد عمارتها المسيحي رحمه الله، ومادة النفقة من ابي علي بن غسان كاتب ركن الدولة ) .
الخاتمة :
كان دير مار فثيون ومدرسته ذكر جليل في التاريخ، وقد درس في صفوفها علم الطب كما زرع في رياضها النباتات الطبية اذ ذكر المؤرخون اسماء واطباء قد درسوا فنون المعالجة على مسيحي الكرخ منهم المختار ابو الحسن الطبيب البغدادي المعروف بابن بطلان المتوفي سنة 444هجرية = 1052 ميلادية. قال ابن القفطي : المختار بن الحسن بن عبدون الحكيم ابو الحسن الطبيب البغدادي المعروف بابن بطلان طبيب منطقي مسيحي من أهل بغداد قرأ على علماء زمانه من مسيحية الكرخ .
وعرف ان الطبيب البغدادي يحيى بن عيسى بن جزلة المتوفي سنة 473 هجرية = 1080 ميلادية قد درس الطب لدى مسيحي الكرخ الذين في ايامه قال ابن العبري : ( يحيى بن جزلة الطبيب البغدادي وكان رجلاً مسيحياً قد قرأ الطب على مسيحي الكرخ الذين كانوا في زمانه ) .
هذا ويبدو لنا ان دير مار فثيون ومدرسته قد انطوى اثرها بعد الحصار المغولي لانهما كانا قائمين حتى سنة 533 هجرية = 1138 ميلادية اذ ذكر ماري بن سليمان عن مار عبديشوع الجاثليق المعروف بابن المقلي المتوفي سنة 1147 ميلادية ما يأتي : وفي يوم الجمعة خامس الشهر المذكور ( شهر ربيع الاول من سنة 523 هجرية حضر الجاثليق مار عبديشوع والجماعة في بيعة مار فثيون على الصراة بالجانب الغربي وهي البيعة المعروفة بالعتيقة.