ذكـريات الـصِـبا - في ألقـوش
يحـتاج المرء إلى إستراحة بـين ساعات العـمل لتجـديـد نشاطه ، وإلى مقـبّـلات وفـواكه بـين وجـبات طعامه لتسهـيل عـملية هـضم وتمثيل غـذائه ، وإلاّ فإن إرتخاءاً ومللاً يطرأ عـلى بـدنه . وللسبـب ذاته سأعـطي لنفـسي بعـض الفـرصة للراحة والإستجـمام وأترك مواضيع الساعة والآخـرين دون إهـتمام ، لأكـتب شيئاً عـن فـترة صباي في ألقـوش . فـقـد وُلِـدتُ في كـركـوك وبـدأتُ مرحـلة الصِـبا هـناك حـتى الصف الرابع الإبتـدائي ، تلك السنين الخاملة عـنـدي والتي لا أتـذكّـر فـيها نشاطاً إضطلعـتُ به أو هـواية مارسـتــُها سـوى تــَـعَـلـّمْ طي ورقة لأحـصل منها عـلى ما يشبه طيات الـ ( أوكورديون ) والتي كـنـتُ أفـتخـر بها في ألقـوش أمام زملائي في المدرسة والذين كانوا يُعـجـبون بي خاصة وأنا قادم من المدينة عام 1958 ، بالإضافة إلى خـطي الجـميل الذي كان يُـدهـش أصدقائي الصغار . وفي الصف الخامس الإبتـدائي إكـتشف معـلمنا الموسيقار حـكـمت زيـباري صوتيَ الصبـياني الرخـيم فـكان يـدعـوني لأقـف عـنـد السبورة في كـثير من دروس التربـية الفـنية وأنشـد لرئيس الجـمهـورية العـراقـية الأول الزعـيم عـبد الكـريم قاسم بمرافـقة موسيقاه وهـو يعـزف عـلى الأوكـورديون : [ عـبـد الكـريم كـل القـلوب تهـواك - عـبـد الكـريم ربّ العـباد يرعاك ] ، [ زعـيمنا الغالي - حـقـق لي آمالي ] ، [ لاحـت رؤوسُ الحـراب - تـلمع بـين الروابي ] ، ورغـم شـجاعـتي وإسـتعـدادي للإنشاد أمام الطلاب وما يتطـلـّبه من جـرأة لرفـع الصوت والتفـنــّن باللحـن ، إلاّ أنها لم تكـن كافـية لتخـلق لديّ الرغـبة للتقـدم وإلقاء قـصيـدة أمام إصطفاف الطلاب في ساحة المدرسة صباح كـل يوم قـبل بـدء الدوام ، لأسباب نفـسية إستطعـتُُ معالجـتـُها في كِـبَري ثم عالجـتُ حالات مثلها عـنـد غـيري . وإستـناداً إلى قـدراتي البسيطة هـذه فـقـد إخـتارني الأب المرحـوم هـرمز صنا في أحـد أيام الجـمعة التي تسبق عـيد القـيامة في عام 1959 للإشتراك في موكـب درب الصـليب بطقـوسه التراثـية الأصـيلة وكان دَوْري فـيه قـراءة صلاة السلام الملائـكي باللغة الكـلدانية الفـصحى ( ﮔـوشـْما ) بأسلوب فـرديّ مألوف في حـينها لم يكـن ترديداً جافاً بل ترنيماً مطلقاً ، وقـد أبدعـتُ فـيه بفـضل صَوتي في المرحـلة تلك ونلتُ المدح من سامعـيه وأتذكـّر تشجـيع معـلمي المرحـوم الأستاذ جـرجـيس زرا لي فـكانت بمثابة دفـعة زوّدتــْـني بزخـم لأنطلق إلى مرحـلة جـديدة من حـياتي الروحـية لتكـون نواة لمستقـبلي الفـكري . وفي المدرسة لم أكـن من هـواة الألعاب ، فـفي درس الرياضة كان المعـلم يقـسّم التلاميـذ إلى مجاميع ليمارسـوا أنواعاً مخـتلفة من اللعـب آخـذاً بنظر الإعـتبار رغـباتهـم ، فـكـنـتُ أخـتار الركـض ، لا لمنافـسة زملائي بل لسهـولته وعـدم حاجـتي إلى مهارة أو خـبرة للتفـنــّن به . وأتـذكـّر التغـذية المدرسية الحـكـومية المجانية منـذ العـهـد الملكي في كـركـوك ( والإستعـمار الغاشم جـداً جـداً يمتص ثرواتـنا ) وكـذلك في السنوات الأولى من العـهـد الجـمهـوري وأنا في ألقـوش فـكـنتُ ألاحـظ الفـراش ( داويـذ أو عـيسى ) يسـكـب حاويات الحـليب عـلى الأرض بعـد إكـتفاء التلاميـذ منه ، فـسألتــُه إنْ كان يقـبل أن آخـذه لي ، فـلما وافـق كـنـتُ أملأ سطلاً وآوصله بسرعة إلى والـدتي خـلال فـترة التغـذية لتــُخـثــّره لبناً ، فـلم نكـن نملك بقـرة ، إلاّ أن ذلك لم يـدمْ طويلاً فـقـد صار الحـليـب عـزيـزاً عـلى الكـثيرين حـين شاهـدوني وأنا آخـذه إلى بـيتـنا ، بعـد أن كان يُـسكـب في الشارع ولا يطـلبه أحـد ! .
مظاهـرة للصبـيان :
وأتـذكّر جـيداً المظاهـرة التي نظـمناها نحـن طلاب مدرسة العـزة الإبتـدائية عام 1959 وتبــِعََـنا طلاب بقـية المدارس في ألقـوش للإحـتجاج عـلى قـرار يُـلزمنا عـلى الـدوام في يوم الأحـد ( ومن دون شـك وأكـيـد إنها كانـت من تـدبـير الأكـبر منا ) حـيث تجـوّلنا في شوارع القـصبة كـلها ونحـن نهـتف [ لا دوام يوم الأحـد - من الآن إلى الأبـد ] ، وبـين مشوار وآخـر نـتوقـف لأطلاق صيحات أقـوى فـكانـت الألقـوشيّات تهـلـّـلـْـنَ تشجـيعاً منهـنّ لنا وإبتهاجاً بنا . هـذا عـدا المهـرجانات المستمرة التي كانت تقام تأيـيـداً وإسناداً للثورة الفـتية والتي كـسبتْ مؤازرة الغالبـية العـظمى من العـراقـيـين فـكـنتُ أرافـق أصدقائي في السير مع السائرين ونـتفـرّج عـلى الخـطباء والهاتفـين . وكان من بـين المتحـمّسين والنشيطين في هـذه المسيرات طالب في دراسته الثانوية يُرفـع عـلى الأكـتاف ليخـطب بـين الجـماهـير الألقـوشية وبـدون كـلل أو مـلل ، ولم أرَهُ إلاّ بعـد 38 سنة وأنا برفـقة صـديق في نادي نينوى عام 1997 الذي أراد أن يُـعـرفـني به حـين سألني : هـل تعـرف هـذا الرجُـل ؟ قـلتُ : كـيف لا أعـرفه ، أتـذكّـره حـين كان يُرفـع عـلى الأكـتاف ويخـطب بحـماس ويهـتـف بشعارات لم أكـن أدركـها في حـينها .
الأعـمال الفـنية :
كانـت أعـمالنا الفـنية في غاية البساطة ومن بـيئـتـنا المتواضعة كل حـسب مقـدرته وتـفـنــّـنه . ومن بـين تلك الأعـمال التي طـلبها منا المعـلم مرة صُـنع - نفاضة - ولكـن ما هي المادة التي سنستخـدمها لـذلك ؟ إنها الحـجـر الرملي Sandstone وإسمه المحـلي عـنـدنا هـو ( خِـلانا ) نقـطعه من طبقاته الموجـودة في مرتفـع بسيط خارج القـصبة وبإتجاه الدير التحـتاني يسمى - رَمْـتا دْ مُـشِـلمانِه – فـنأخـذ أية قـطعة كانت ثم نجـعـلها مربعة الشكـل وبالأبعاد التي نريـدها وعادة بحـدود 20 X 20 X 4 سم بإستخـدام السكـين أو أية وسيلة معـدنية شـبـيهة بها ونحـفـر فـيها حـفـرة دائـرية فـتصبح نفاضة نقـدّمها كـواجـب بـيتي مُـنجـز للمعـلم .
لــُـعَـبُـنا الصـبـيانـية
في نهاية الخـمسينات وفي بـلـدة كألقـوش لم تكـن لـدينا نحـن الصبـيان لـُعَـبٌ ﭘـلاسـتيكـية ولا ميكانيكـية ، فـكيف تكـون لـدينا الإلكـترونية ! ولكـن كانت لـدينا لـُعَـبنا الخاصة وعـلى قـدر مستوى الزمان والمكان ، لابل كانت كـلها من النوع المجاني المصنوعة بأيـدينا أو متوفـرة محـلياً دون أن تكـلـفـنا شيئاً ، نستمتع بها في فـترة العـطلة الصيفـية . وسأذكـر ما يأتيني بـبالي ومن المؤكـد أن هـناك لعَـباً أخـرى لستُ أتـذكّـرها فـحـبـذا لو كـتب غـيري عـنها ليُـذكّـرنا ويُـتحـفــُـنا بها .
[ قـمار الصبـيان ]
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
المشروب الغازي ( سـيفـون ) :
أتـذكّـره في كـركـوك قـبل 1958 وسعـر القـنينة (عانة = 4 فـلوس) ، كان بمثابة شَـرْبتْ أو مياه غازية للصبـيان مطعّـمة بقـليل من السكر والحامض وعـندما نـَهـزّها فإن الغاز المـذاب في السائل يخـرج وينحـصر مضغـوطاً في فـراغ ألقـنينة ، وعـنـدها يأتي دَور الصبـيان للعـب القـمار! كـيف ؟ كان يتفـق إثـنان عـلى اللعـب فـيمسكان بالقـنينة وهي عـلى الأرض عـلى أمل أن تــُـفـتح بعـد هـزّها ( بإزالة السيفـون من فـوهـتها فـجأة بواسطة المفـتاح الخاص ) لكي يخـرج الغازالمضغـوط ومعه كـمية من السائل الذي سينسكـب عـلى الأرض فـيجـري لمسافة ، وهـنا اللغـز ؟ قـبل الفـتح يتـنافـس الصبـيّان عـلى تخـمين المسافة التي سيصـلها السائل المنسكـب والجاري وذلك بأن يضع كـل واحـد منهـما خـطاً عـلى الأرض ، وبعـد أخـذ وَ ردّ يصِـلان إلى حـد نهائي ( خـط واحـد ) لكـل منهـما ، ثم تــُـفـتح القـنينة فـجأة وينـتظران حـتى يتوقـف جـريان السائل ، والرابح هـو صاحـب الخـط الأبعـد الذي يصـله السائل أو الأقـرب إليه فـيشرب السيفـون ، ويـدفـع الخـسران ثـمنه .
المصراعة :
هي عـبارة عـن قـطـعة خـشبـية مخـروطـية الشـكل تـنـتهي برأس معـدني مـدبّـب مغـروس فـيها بحـيث تظـهـر فـيه حافة يمكـن تحـسّسها ، فـيُؤتى بخـيط قـطـني قـطره حـوالي ( 1.5 - 2 ملم ) ويُشـدّ طـرفه عـلى السطح الخارجي للقـطعة الخـشبـية المخـروطية مبتـدئين من الرأس المعـدني المدبّـب وبصورة متـناسقة متراصفة وحـلزونية صعـوداً حـتى يصل إلى مقـربة من القاعـدة الخـشبـية للمخـروط ، وعـندئـذ يُمسك الطرف الآخـر من الخـيط مع المصراعة بكـف اليـد بثبات ، وعـند سحـبه بقـوة نحـو الأعـلى ينحـل عـن محـيط المصراعة فـيتركـها تسقـط وتـدور بسرعة حـول محـورها لتضرب الأرض وهـي في حالة دوران مرتكـزة عـلى الرأس المعـدني المدبّـب ، وهـذا المنظـر كان متعة للصبي ، وكان يتفـنــّـن أكـثر وذلك بتـلقـفه المصراعة عـلى راحة كـفه من بـين الوسطى والسبابة ويهـزها به فـيطول زمن دورانها بعـض الشيء حـتى تـتوقـف . وكان اللاعـبون يستهـدفـون بهـذه الرمْية ، المصراعة المرمية عـلى الأرض ( الخاسرة ) ومَن لم يُـصِـبْها مباشرة أو بعـد تلقــّـفـها عـلى الكـف وهي تـدور ليلامسها بها ، يُـعـتبر خاسراً وسـيضع مصراعه عـلى الأرض بـدلاً من الأول .
( تــَـبَـلــْياثا ) :
كانـت في السابق تــُصنع صنعاً يدوياً من الحـجـر بعـد بَـرْدِهِ بالحـجارة نفـسها لتـتكـوّر وتصبح بحـجـم ثـمرة الخـوخ ، ولكـن في زمنـنا كانـت ولا تزال عـبارة عـن كُـرات زجاجـية صـقـيلة جـداً قـطرها بحـدود 1.5 ــــ 2 سم ، وعـنـد اللعـب تــُحـصَر بـين الإبهامَين والوسطى وكُـنا نسمي هـذا النوع من مَسْـك الـ تــَبَـلـْـتا ( سـوري ) ، أو توضع عـلى الأرض ( وأظن أن هـذا النوع من المَـسْـك يسمى عـربي ) فـتــُدفـع بقـوة الـ - الوسطى في الحالتين - بـدفـعة قـوية نحـو تــَـبَـلــْـتا الخـصم من أجـل الإصـطـدام بها وعـنـدئـذ يربح الرامي . ومِن حُسن حـظي كـنـتُ هـدّافاً ماهـراً بالـ سـوري فأربح الكـثير منها ، ولم يكـن يلعـب معي إلاّ مَن يشعـر بمقـدرة عـلى التحـدي . وفي إحـدى المرات إتـفـق إثـنان من أصدقاء الصف من محـلة سـينا ( حـميـد – خـضـر ) عـلى شراكة سرية بـينهـما لِـلــّعـب ضـدّي بطـريقة مفـضوحة كـشفـتــُها دون عِـلــْمِـهــِما ، وفي نهاية المطاف ربحـتُ ما يملكـونه من تــَـبَـلــْياثا وفـشلــَتْ خـطــّـتهـما . وفي حالات كانـت أرباحـنا عـبارة عـن أغـطية فـتحات قـناني الكوكاكولا أو غـيرها ونسميها ( سيفـونات ) وبهـذا فـقـد جـمعـتُ منها نصف كـيس ( من فـئة 50 كـيلو غـرام ) ، ولما أراد والـدي أن يُـتلفـها بكـيتُ بكاءاً مراً إلى ان تـدخـلتْ والـدتي فـحـفـظـتها لي . ومع موضوع الـ تبلياثا فإن مباريات عـديـدة كان يتـفـنـّن الصبـيان في إبتكارها ووضع أسُسِـها وقـد نسيتُ أسماء أكـثرها ، ومِن بـينها ( ﭽـقــّا ، ﭽـقــّا وْ شـبر ، مات مِـنــّوخ ، مات مِنــّوخ وْمن عِـنــّوخ ) .
ﭽارگِه :
حـقاً إن الطـفـولة أو الصبا وحـتى المراهـقة أحـياناً تكـون مُـضحِـكة ، لأنـنا كـنا أذكـياء ونخـدع أنفـسنا بأنفـسنا وإقـناعـها بـ لاشيء . فـكانت الأوراق النظيفة والمُفــَرَقة من دفاترنا نطويها ثـلاث طـيّات فـتصبح صغـيرة الحـجـم ونسميها (ﭽـارِگِه) ونـتراهـن عـليها بإعـتبارها نقـوداً .
كَـعْـبــِه :
( الواحـد منها يُسمى : كَـعْـبا ) وهي الروابط العـظمية بـين مفاصل الأرجـل الأمامية للخـروف ، وعـند حـكّ سـطحـين منه ، يظهـر عـلى أحـدهـما أخـدود يشبه الحـفـرة - خِـرّا - أما السطح الآخـر فـيكـون مستوياً - تــَـفــّا - لكـن السطحـين الجانبـيّـين متميّـزان ويسمّيان : ﭽـِكـّا وَ بــِكـّا . وعـند اللعـب نرمي الكـعـبَين عـلى الأرض ! فالسطحَـان العـلويان الظاهـران أمامنا يحـددان الربح أو الخـسارة وفـق قـوانين متفـق عـليها بـين اللاعـبـين قـبلنا وكـما يلي :
( بــِكـّا مع تــَـفــّا )....الربح X 1 أما بــِكـّا مع خِـرّا ....الخـسارة X 1 تــَـفــّا مع تــَـفــّا ...الربح X 2
( ﭽـِكـّا مع خِـرّا )....الربح X 1 و ﭽـِكـّا مع تــَـفــّا...الخـسارة X 1 ﭽـِكـّا مع ﭽـِكـّا ....الربح X 2
وأخـيراً : ( تــَـفــّا مع ﭽـِكـّا ) ... فالخـسارة X 2 ، وكان يُستخـدم مُصطلح ( وْ زوت ) دلالة عـلى اللعـب بالمضاعـف في الربح أو الخـسارة ، أما ( دْ لا زوت ) فـتعـني مفـرد حـيث الربح أو الخـسارة لا تــُضاعـف . ويـبقى السؤال : ما الذي نربحه أو نخـسره ونحـن أطفالٌ ؟ في الحـقـيقة إن كل عـملية غـير إنـتاجـية ، ولا تعـتمـد عـلى التفـكـير والقـوة العـضلية بل عـلى الحـظ والصـدفة ( أو الخـدعة ) من أجـل الربح و الخـسارة وتـتعامل بالنقـود ، إنما هي قـمار ، وعـليه فإن هـذا النوع من اللعـب هـو القـمار بعـينه نربح أو نخـسر ثروتـنا الصبـيانية المتمثــّـلة في : سيفـونات أو كـَـعْـبـِه نفـسها أو ﭽـارِگِه أو تــَـبَـلــْياثا ، وربما فـلوس عـنـد البعـض . وفي أحـد أيام الشتاء من عام 1959 وأنا أتـفـرج عـلى مجـموعة من الصبـيان يلعـبون بالكـعـبــِه في مدخـل الـ بيكار التابع لبـيت ﭽـكـّو ﭽـولاغ ، جاء شاب ضخـم الجـسم والـجَـمّـدانِـه عـلى رأسه ( إنـتقـل إلى الديار الأبـدية ) وجـلس مع أولـئك الصبـيان ليلعـب معـهـم ولم يكـن بإمكانهـم أن يمنعـوه ، فـصار يلعـب ويستخـدم عـبارة ( بْـزوت * لاحـظ الباء !! بْـ .. زوت ) ولم يستخـدم العـبارتــَين المألوفـتين = وْ زوت ، دلا زوت ، ثم ماذا ؟؟ حـينما يخـسر ويطلبون منه الضعـف يقـول لهـم : أنا لم أقـل ـ وْ زوت ... وحـينما كان يربح يطالبهـم بالضعـف ويقـول : أنا لم أقـل ـ دلا زوت ؟؟ حـقاً إن النفـس للأمّارة بالسـوء ، لم ولن يشـبع صاحـبها إلاّ بحـفـنة من التراب لأنه تراب .
جَـمْـليـجــِه :
حـقاً إن ملكـوت السماوات هـي في القـلوب ، وحـقاً إن لم نصبح كالأطفال لن نـدخـل ملكـوت السماوات ، وحـقاٌ أن براءة الأطفال تستحـق الإكـرام . فـما هي الـ جَـمْـليـجــِه ؟ هي قـطع متعـدّدة الألوان من مشط أو قـنينة أي شيء ﭘـلاسـتيكي مكـسور متـناثرة هـنا وهـناك ، حـجـومها تـتراوح بـين ( 3 ـــ 10 ملليمتر ) كـنا نعـتز بها أيّما إعـتزاز معـتبرين إياها ثروتـنا وأية ثروة . نلعـب بها وذلك بأن نحـفـر حـفـرة ( قـطرها 8 ـــ 12 سم ) ونرسم خـطاً أفـقـياً يـبعـد عـنها مسافة ( 70 سم أكـثر أو أقـل ) ثم نضع قـطعة واحـدة من لآلـئـنا ( جَـمْـليجا ) عـلى الخـط ، وبإستخـدام إبهامنا نـدفـع بالقـطعة هـذه بإتجاه الحـفـرة ، بـدفـعات وبالتـناوب بـين اللاعـبـين ، وعادة يكونان إثـنين ، والرابح هـو اللاعـب الأخـير الذي يُـدخِـل هـذه الماسة ( جَـمْـليجا ) داخـل الحـفـرة . أما البنات فـكـنّ يلعـبنَ اللعـبة نفـسها ولكـن بالخـرز أو الـماشات ( فـركـيتات ، ماسكات الشـعـر ) .
نـْـقارا دْ بـيئـِه :
إنها لعـبة طريفة تراثية ترافـق عـيـد القـيامة يتبارى فـيها المتسابقـون بأن ينـتـقي كـل واحـد بـيضة من بـين بـيضات كـثيرة في البـيت ، وبواسطة طرقِـها عـدة طرقات خـفـيفة عـلى أسنانه الأمامية يمكـنه تحـسّس قـوة تحَـمّـل قـشرتها للصدمات عـند رأسها الأكـثر تحـدّباً وعـندها يقـرر خـوض مسابقة النقـر عـلى بـيضة أخـرى لصاحـب له ، ومَن تـنكـسر بـيضته يخـسرها للآخـر . ويُـقال أن البعـض كان يغـش البـيضة وذلك بأن يفـرغ محـتوياتها كـلياً من خـلال ثـقـب صغـير ، ثم يملؤها بالشمع المنصهـر فـينجـمد ويتصلــّب ( أو بمادة صلبة أخـرى ) وتسمى هـذه العـملية ـ دَرْمـونِه ـ ونقـول للشخـص عـن بـيضـته ـــ وولِه مْـدُرِمْـنــَه حْ ـــ ، وفي هـذه الحالة تزداد مقاومة القـشرة للصدمات ، واللاعـب الخـصم الذي يكـتشفها لا يقـبل بها ولا يلعـب مع صاحـبها .
فاتـولي :
الـ فاتـولي هي وسيلة قـمار صبـيانية ، تـتألف من صفـيحة خـشبـية أو معـدنية دائرية الشكـل أو مربعة ( وقـد تكـون صينية البـيت ) يُقـسّم سـطـحـها إلى قـواطع مثـلـثة قـواعـدها عـنـد الحافة ورؤوسها ملـتقـية عـنـد مركـز هـذه الصفـيحة والذي ينـتصب فـوقه عـمود خـشبي إرتفاعه حـوالي 10 – 15 سـم ينـتهي من الأعـلى بمسمارعـموديّ أيضاً يـخـترق عـتـلة خـفـيفة الوزن خـشبـية أو ﭘـلاستيكـية أو معـدنية من وسطها لتـدور في مستوى أفـقـي بتوازن ، يتـدلى من إحـدى نهايتيها ثـقـل صغـير أو خـرزة معـلـّـقة بواسطة خـيط طوله أقـصر من طول العـمود الخـشبي الوسطي بحـيث أن الخـرزة لا تـلامس سطح الصفـيحة . تــُدار العـتـلة يـدوياً وتــُـترك حـتى تقـف فـتــُشير الخـرزة المتـدلية إلى أحـد القـواطع المـثـلـثة المرسومة عـلى سطح الصفـيحة . أين القـمار فـيها ؟ إن صاحـب الـ فاتولي يضع من عـنـده في كـل قاطع واحـدة من أشياء ثمينة ومُـغـرية في نظر الصبـيان وحـتى في نظر الشباب مثـل : لـُعـبة ما ، عُـلبة سيـگاير ، أو يتركـها فارغة . ثم يأتي اللاعـب الـ ( قـمارﭽـي ) ويضع مقـداراً من النقـود يريـد أن يُـقامِر به عـلى أي قاطع يخـتاره وينـتهي دَوره مؤقـتاً ، وعـنـدئـذ يأتي دَور المالك الذي سـيُـدير العـتـلة في مسـتوى أفـقي وينـتظر الإثـنان حـتى تـتوقـف لتستقـر الخـرزة ! فإذا إسـتـقـرّتْ فـوق القاطع المُقامَر به فإن اللاعـب يأخـذ نقـوده واللعـبة الموجـودة عـنـدها ( أو مقـداراً من النقـود من المالك يعادل نقـوده إذا كان القاطع فارغاً ) ، أما إذا وقـفـتْ العـتـلة والخـرزة فـوق أي قاطع آخـر - غـير مُقامَر به - فإن اللاعـب يخـسَر نقـوده للمالك .
[ لـُعَـب الصبـيان ]
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
سيارة من الأسـلاك :
كـنا نحـصل عـلى سلك غـليظ نوعاً ما ، ونعـمل منه إطاراً دائرياً ( حـلقة قـطـرها حـوالي 50 سم ) ثم عـتلة مستقـيمة ( طولها حـوالي 50 سم ) نستخـدمها كـمِـقــْوَد بأيدينا نـدفـع به الحـلقة الدائرية فـنكـون قـد حـصلنا عـلى دراجة أو سـمّـها ما شـئتَ فـنفـرح بها فـرحاً لا يوصف . وكان بعـض الصبـيان المَهَـرة يصنعـون من السلك هـذا تركـيـباً ذي أربع عـجـلات ، الإثـنـتين الأماميّـتين منها قابلة للإسـتـدارة بواسطة مقـوَد سـلكي طوله أكـثر من 100 سم فـتكـون بمثابة سيارة تعـمل بقـوة دفـع أيـدينا ، وصانعها كان يتباهى بها .
مـبـدأ الـ ( كـيـكانـدوس ) :
هـو مـبـدأ هـدفه تحـديـد الأولوية للبادىء في اللعـب . فـفي الوقـت الحاضر تــُستـخـدَم قـطعة النقـود المعـدنـية وإخـتيار الـ ( صورة أو الكـتابة ) ، أما نحـن الصبـيان فـقـد تعـلــّـمْـنا طريقة أكـثر حـيوية ، تـتمـثــّـل في تلاحـم ايادي اللاعـبـين مُـكَـونـين حـلقة دائرية فـيما بـينـنا ، وَ بــِهَـز الأيادي المترابطة سـوية صعـوداً ونزولاً مرتين أو ثلاث مُـرَدّدين عـبارة ( كـيـكانـدوس ) تــُـفـصل الأيادي فـجأة ثم يطــْبــِـق كل واحـد كـفــّيه عـلى بعـضهـما ( إما تكـون كِـلا الراحـَـتين نحـو الأعـلى أو نحـو الأسفـل ) وكـل إثـنان من الصوَر المتشابهة يخـرجان رابحَـين ، وتعاد الكـرة للباقـين وهـكـذا ، وإذا صادف إثـنان في الأخـير عـنـدئـذ يـدخـل ثالث بـينهـما لتحـديـد الفائز فـقـط دون أن يُـعـتـبَر .
كـْــيَـلاّ ثا :
يلعـبُـها فـريقــَين ( كل فـريق 2 أو 3 لاعـبين ) لكـل منهـما ثـلاثة حـجارة كأهـداف تــُـنصَب واقـفة في جـهـتين متقابلتين وعـلى إستقامة واحـدة عـلى الأرض والمسافة بـينهـما تقـريـباً من ( 10 أمتار إلى 15 متراً ) ولكل لاعـب حـق رمي قـذيفـتين ( حـجـرين صغـيرين ) عـلى أهـداف الخـصم وبالتـناوب بـين الفـريقـين ، والفـريق الذي يستطيع إصابة جـميع أهـداف الخـصم وإسقاطها يكـون هـو الفائـز .
ﭽـَهايــِه :
هي لعـبة مجـموعة من الصبـيان ، يُغـمض أحـدهـم ( الباحـث ) عـينيه بصورة تامة أما الآخـرين فـيخـتـفـون في زوايا أو منعـطفات الدور القـريـبة أو أيّ مكان مُـمَـوّه ، ثم يصيح أحـدهـم - أو أيّ واحـد واقـف هـناك - بكـلمة ( حـلال أو قـبول ) لإعـطاء إشارة إلى الباحـث كي يفـتح عـينيه ويبحـث عـن المخـتـفـين ، فإذا إستطاع كـشف أحـدهـم فإنه يُعـتبر رابحاً ويجـلس عـلى مكان مجاور ، أما الآخـر الذي كـُشِـف مكانه نقـول عـنه ( يــِمّـِحـيلا – أي خـسران ) ويصبح هـو الباحـث ، أما الآخـرون المخـتفـون يـبقـون في أماكـنهـم أو يغـيّرونها حـسب رغـبتهـم . وإذا صادف أنّ الباحـث عـجـز عـن كـشف أماكـن رفاقه جـميعاً ، عـندئـذ يستسلم ويكـون هـو الخـسران ، فـتـتكـرّر اللعـبة مع الباقـين .
قــَـتــّا و ﭘـيـتْ :
( قــَـتــّا ) هي عـصا طولها حـوالي 70 سم ، و( ﭘـيتْ ) هي قـطعة أخـرى صغـيرة طولها حـوالي 15 – 20 سم ، ويلعـبها إثـنان . يـبـدأ أحـدهـما بأن يضع الـ ﭘـيتْ في مكان متموّج كي يتسنى لإحـدى نهايتيها أن تكـون سائبة ، ثم يستخـدم الـ قــَـتــّا فـيضرب بها عـلى الطرف السائب المشار إليه لـترتـفـع إلى الأعـلى في حالة دوران ( العـزوم والطاقة الكامنة في الفـزياء ) وفي هـذه اللحـظات يستغـل الفـرصة ليضربها ثانية بالـ قــَـتــّا بما يؤتى من قـوة ويدفـعـها إلى ما إستطاع إليها مسافة بـين فـروع المحـلة ، وتـتكـرر العـملية ثـلاث مرات متـتالية للاعـب نفـسه ، مردّداً ثـلاث كـلمات كل واحـدة تصاحـب إحـدى الضربات وهي عـلى التوالي ( ﭘاص ، دَرْگـي مالاص ، كـَـنــَﭘا ﭽـوك ) التي أجـهـل أصلها ومعانيها ، وعـندها يتوقـف اللاعـب ! ولكن أين دَور الخـصم ؟ هـنا يأتي دَوره ليَـفيَ حـقه للاعـب الأول ، وذلك بأن يهـرول قاطعاً هـذه المسافة كـلها حابساً أنفاسه بـدون تـنفـس ليتعادل [ وإلاّ فـسيخـسر ] ، ومن بعـد ذلك هـو الذي يُـعـيـد الكـرّة بالمقابل فـيصبح هـو اللاعـب الضارب . وقـد يسأل سائل : ألا يمكـن للخـصم أن يخـدع اللاعـب الأول فـيتـنفـس أثـناء الهـرولة ؟ الجـواب : إن الصبـيان لهـم ذكاءهـم و دهاءهـم ، إن اللاعـب الضارب يطلب من الخـصم المهـرول أن يطلق صوتاً متواصلاً ومسموعاً من حـنجـرته أثـناء الركـض للتأكـد من عـدم التـنفـس ( وهـو يرافـقه عـنـد الركـض ) ، فإذا إنقـطع الصوت ، يخـسر اللعـبة .
ﭘـُرْصَـنـْـگِه :
هـو إخـتبار قـوة الـدفـع لعـضلة اليـد ، يلعـبها الأفـراد وليس مجاميع ، وهي إتفاق عـلى قـطعة حـجـر معـيّـنة ، يتـناوب الأفـراد وقـوفاً في رمْيــِها إلى أبعـد مسافة أفـقـية ممكـنة وعـلى ضوئـها يتـقـرّر الفائـز .
إخـتبار القـوة :
هـو إخـتبار قـوة الرفـع لعـضلة اليـد ، يلعـبُـها الأفـراد وليس مجاميع ، وهي رفـع قـطعة حـجـر بـيـد واحـدة من الأرض وَ وقـوفاً بعـد إيجاد مَـمْـسَـكٍ فـيها ، ثم مـدّها بطولها إلى الأعـلى ، وكـنا نـتـباهى إذا إستطعـنا رفـع إحـداها والبعـض لا يمكـنهـم ذلك .
ما هـو الـ ( ﭽـيـﭽـي مَـراقا ) ؟ :
رغـم كـونـنا صبـيان إلا أنّ إخـوانـنا الأطفال الأقـل منا عـمراً يغـيرون من مبارياتـنا من جـهة ومن جـهة أخـرى يستـقـوَوْن بنا فـيطلبون مشاركـتـنا ألعابنا ونحـن لا نـقـبلهـم بـينـنا بسبـب صِغــَرهـم ! فـما العـمل ؟ كـنا نحـن الكـبار !! نهـمس بعـضنا في أذن البعـض الآخـر ونـتـفـق عـلى أن نرافـق هـؤلاء معـنا ، نعـم ولكـنهـم لا يـدخـلون في الحـسابات الإعـتبارية . إنّ كـل واحـد من أولـئـك الذين لا يـدخـلون في قائمة الحسابات والنـتائج كـنا نــُطـلق عـليه إسم ( ﭽـيـﭽـي مَـراقا ) .
ﭽـولا :
( مارستــُها في كـركوك وألقـوش ) وهي سبعة مربعات مرسومة عـلى الأرض ، الخـمسة الأولى منها تـبـدأ برقـم 1 من مكان وقـوف الشخـص وإلى أمام لتـنـتهي عـنـد المربع رقـم 5 ، أما المربّـعَـين 6 ،7 فـيكـونان عـلى جانبَي المربع 5 مشَـكــّـلة حـرف T ، ثم نأتي بأية قـطعة مسطــّحة فـخارية أو غـيرها لنرميها عـلى المربع الأول بشرط أن لا تمس حـدوده ، وبرفـع إحـدى الرجْـلـَـين ليرتكـز الجـسم عـلى الأخـرى التي تـُستخـدم قـفـزاً لـدفـع القـطعة الفـخارية متـنقـلة من مربع إلى الآخـر تسلسلياً دون أن تمسّ ( ولا القـدم القافـزة ) حـدود أي مربع حـتى الخامس حـيث تـتاح له الإسـتراحة ، عـنـدئـذ وبقـفـزة دورانيه 180 درجة ( أو بـدون قـفـز ) يتغـير إتجاه اللاعـب ليرجـع بنفـس الطريقة التي جاء بها فـيربح ، وإذا أخـل بشروط اللعـبة المـذكـورة يخـسر . إن كـل جـولة رابحة تــُعـطي حـق حـجـز مربع واحـد للرابح ، ولا يحـق للخـصم إستخـدامه فـيصعـب عـليه التـنقـل حـين يأتي دَوره .
بَـقــّوشِـه :
تــُـلعَـب جُـلوساً ، وهي خـمسة قـطع من الحـصو تــُرمى عـلى الأرض ثم يخـتار اللاعـب إحـداها ليرميها إلى الأعـلى وفي هـذه الأثـناء وقـبل أن تسقـط ! يلتقـط وبسرعة قـطعة أخـرى من الأرض كي يستطيع تلقــّـف تلك التي في الهـواء معـها وبالكـف نفـسه ( أو بالكـفــّين – حـسب الإتفاق ) . وهـكـذا حـتى إنـتهاء القـطع من عـلى الأرض وتـنـتهي المرحـلة الأولى ، ثم تـتكـرر العـملية بإلتقاط قـطعـتين من الأرض بـدلاً من واحـدة وهـكـذا ثـلاثة في الثالثة وأربعة في الرابعة فـيفـوز ، وإلاً يخـسر ويعـطي اللعـب للآخـر ، وهـناك فـنون أخـرى في هـذه اللعـبة .
كـرسي دّ يـوا :
هي لعـبة بسيطة للترفـيه عـن طـفـل صغـير وذلك بأن يعـقـد إثـنين سـواعـدهـما بحـيث يشـكـلان ما يشبه مربع ، ثم يجـلس الطفـل عـلى هـذا المربع ( سـواعـد الإثـنين ) مثـبتاً يـديه بكـتـفــَـيهـما فـيمشيان به مسافة فـيفـرح الطـلفـل .
گــَيــِگـْرا :
كـنا نـتهافـت عـلى السماح لنا بركـوب گــَيــِگـْرا ( الـجـرجـر ) مجاناً رغـم أن البعـض منهـم كان يعـمل بالإجـرة فـنستمتع بـدورانه لـدرس سنابل الحـنطة والشعـير في البـيـدر حـين يجـرّه البغـل أو الحـصان ونحـن فـوقه في حَـر الصيف .
القـفـز فـوق أكـداس الحـنطة والشعـير :
كانـت بـيادر ألقـوش ( وخاصة تلك الموجـودة في الجـهة الشرقـية منها ) في مواقـع مخـتلفة الإرتفاعات وبالتالي مخـتلفة المستويات ، فـنستغـل موقـع البـيـدر المرتفـع ونقـفـز منه لنهـوى فـوق أكـداس الحـنطة الموجـودة فـوق البـيـدر ذي المستوى المنخـفـض ، والمتعة هي تلك اللحـظات التي نكـون في الهـواء حـيث لا وجـود لرد فـعـل الأرض عـلى أقـدامنا قـبل سـقـوطـنا عـلى الأكـداس بفـعـل الجاذبـية الأرضية . إنّ مالكي الـحـنطة هـذه كانوا يمنعـونـنا من القـفـز .
اللعـب بالـثـلج :
في أيام الشتاء يتساقـط الثـلج بغـزارة ويتجـمع عـلى سطوح المنازل والبـيادر فـنستغـله في عـمل كـُـتل كـروية منه نرمي بها عـلى المارة من الناس أو عـلى البـيوت لتسقـط عـلى المتواجـدين هـنا أو هـناك في ساحة الـدار . هـذا بالإضافة إلى خـلطه مع السـيلان المصنوع في البـيت فـنشربه شـربتاً . وكان البعـض يـذهـب إلى البـيادر ويُـقـيم تمثالاً من الثـلج عـلى هـيئة إنسان .
خـَـشـْـخاشـِه :
كـنا نـنـتظر الـ ( خـَـنــْوِه ) حـتى تـجـفّ وتـتصَـلــّب وتصبح ( خـَشـْخاشِه ) عـنـدئـذ نفـرغ محـتواها ونعـمل فـيها ثـقـباً جانبـياً لـنــُـدخِـل فـيه قـصبة رفـيعة من ساق الحـنطة فـتغـدو كالـ ( Pipe ) وباللهـجة المحـلية نسميها ( قــَـلــْوُنْ ) ، ثم نملؤها بالتبن أو بالتبغ ونــُشعـلها فـنـدخــّـنها ، إنه تـدخـين الصبـيان .
طــَـقــّو طــَـقــّيقْ - گــُرْ گـيـمـِه - خِـلـْـيا دْ مَرْيَـمْ عَـذرا :
ان موسم الربـيع بـديـعٌ مُـنعـشٌ في ألقـوش والله قـد مَـنّ عـلى البشرية بخـيرات غـير معـروفة . في هـذا الفـصل كـنا نـذهـب إلى الحـقـول ( عَـقارا ) لنأكـل أو نجـمع بعـضاً من نبات طبـيعي عـنقـودي الشـكـل أثماره صغـيرة مسطــّحة حـلوة المـذاق تسمى گــُرْگـيـمـِه ، وبنفـس الوقـت هـناك نباتات زهـورها مُخـضرّة مكـوّرة منفـوخة مغـلقة والهـواء بـداخـلها ، فـنجـمعـها ونأتي بها إلى البـيت ونضعـها عـلى الأرض لنـدوسها بأرجـلنا بضربات فـجائية فـتـنفـجـر وينبعـث منها صوت الإنفـجار ، فـنصل إلى قـمة النشوة والفـرح فـهـذا هـو عـقـل الصبـيان . أما سفـح الجـبل فـكـنا نـتسلــّقه وعـلى مقـربة من القـصبة وفي المنطقة المحـصورة بـين ( گــُﭘـّا دْ مايا - گــُﭘـّا سْـموقا ) هـناك تـنـمو نباتات عُـشـبـية ذات أزهار صغـيرة مجـوفة متـنوّعة الألوان ( 3- 4 سم ) شـكـلها أشـبه بـبـيضوي مـذاقـها حـلو تسمى محـلياً خِـلـْـيا دْ مَرْيَـمْ عَـذرا نأكـل منها .
مِـسَـرْدِ :
إن اللفـظة الصحـيحة هي ( نوسَـرْديل ) وتصادف في عـيـد مار توما 3 / تـموز ، وتوجـد عادة قـديمة وهي رش الناس بالماء بصورة مفاجـئة ، فـكـنا نراوغ ونخـدع المارة بحـيث نرشـّهـم بالماء وهُـم لا يتوقـعـون منا ذلك . وقـد تكـون هـذه العادة موروثة عـن فـكـرة غـسل الخـطايا بالماء عـنـد العـماذ ، أو تقـليـداً خاطئاً.
سـولاقا :
ومعـناه ( صـعـود ) وهـو عـيـد صعـود الرب يسوع المسيح إلى السماء في اليوم الأربعـين بعـد عـيـد القـيامة . وبهـذه المناسبة يأتي الصبـيان بحـبل ويُـعـلـَّـقـونه في فـتحة السقـف في غـرفة الأبنية القـديمة ( شِـﭘـوخــْـتا ) أو عـلى غـصن متين في شجـرة ليعـمـلوا منها مرجـوحة فـيتمرجـحـون ويستمتعـون بها .
شـورخ شـورخ زيـزا :
إنها عادة الصبـيان في ليالي الشتاء أو أماسيها ، يطرقـون الأبواب ويغـنـّون أهازيجَ فـيها طلبات الخـير لصاحـب الدار أملينً في الحـصول عـلى هـدايا كالأثمار أو الخـبز الرشوش بالراشي ( طاحِـن ) أو النقـود ، فـيقـولون :
شورخْ شورخِْ زيـزا ــ آلاها ياولــّخـون خا بْـرونا عَـزيـزا ــ فـينـگي فانو ــ فانو فانو ــ ما بـياوُتـونيلان ؟ وإنْ لم يحـصلوا شيئاً ، يردّون عـلى أهـل الدار بدعاء يطلبون فـيه أن لا يرزق الله شبابهـم أيّ خـير .
القـفـز عـلى الظهـر :
هي لعـبة بسيطة جـداً ، فـبعـد مقـدمات أولية لتحـديـد البادىء باللعـب أو كـبش الفـداء الأول بطــُرقـنا الصبـيانية المذكـورة ، يتقـدم هـذا لينحـني وجـسمه ثابت بساقــَين وذراعَـين متوازيتين شاقـوليتين وظهـر أفـقـي ليصبح كـعارضة للقـفـز ، فـيأتي اللاعـبـين بالتعاقـب من مسافة حـوالي 6 ــ 8 متر مهـرولين بإتجاهه ، وحـين يصـل كـل لاعـب إليه يقـفـز بحـيث يمسّ ظهـر اللاعـب المحـني بكـفــّيه فـقـط ، فإذا أخـفـق في القـفـز يخـسر ويحـل محـل الأول ويصبح هـو عارضة القـفـز ، وهـكـذا .
شِـيّـوخــْـتا :
معـنى الكـلمة : التزحـلق ، مشتـقــّة من ( شــْياخا - باللهـجة الألقـوشية ) وهي مكان منحـدر صقـيل نوعاً ما طوله حـوالي 8 متر ، عـند سفـح الجـبل القـريـب من مركـز الشرطة القـديم ( قـشـلا ) وخـلفـه ، عـمـلتْ عـلى صقـله مياه الأمطار من جـهة ، ومن جـهة أخـرى تزحـلق الصبـيان عـليه وهُـم جـلوسٌ . فـكـنا نـتخـذه وسيلة للتزحـلق والترفـيه المجاني .