ذكرى اليوم المشؤوم ...؟؟!!
تمر بعد ايام ذكرى 8 شباط 1963 الذكرى المشؤومه لانقلاب البعث الدموي على ثورة تموز وزعيمها البطل عبد الكريم قاسم ،فاجهضوا بانقلابهم هذا على مكتسبات جماهيرشعبنا واغتالوا ثورة تموز، وقتلوا الالاف من ابناء شعبنا بتهم واهية وفق بيانهم المرقم 13 سيئ الصيت ...كان لقيام ثورة تموز معطيات ومتطلبات شعبية اساسية تحتم ضرورة التغيرللواقع السياسي المتهرى الرجعي الاستعماري والعشائري الذي كان يتسلط على رقاب شعبنا ، وفعلا اسقطت الملكية بثورة 14 تموز1958 وقيام اول جمهورية عراقية ....
يذهب البعض الى القول ان استعمال كلمة الثورة على المتغير السياسي في العراق هو خلاف الواقع ،لان قادة التغييركانوا عسكريين فيكون ما حدث انقلاب عسكري وليس ثورة ....صحيح كانواهولاء مجموعة من ضباط الاحرار كما كانوا يسمون انفسهم ، ولكن كان لهم امتداد جماهيري بحكم ارتباط البعض منهم بجبهة الاتحاد الوطني التي كانت تضم مجموعة من الاحزاب السياسية ، تلك الاحزاب التي كان لها دورعلى الساحة السياسية العراقية ، من هنا كان للجبهة دور في اول حكومة وطنية شكلها الزعيم عبد الكريم قاسم ، وكانت اول امراة في التاريخ السياسي العربي والاسلامي الحديث ان تقلد امراة منصب وزيرة وهي ( الدكتورة نزيهة الدليمي ) وهذا كان مكسب وطني تقدمي بحد ذاته ، كما كانت مشاركة الشعب وجماهيره الغفيرة مع العسكريين بالاطاحة بالحكم الملكي الفاسد دور اساسي في تغيير مسارالحدث العسكري الى ثورة جماهيرية وليست انقلاب عسكري كما يحلو لبعض ان يسميها للاسف ..
استهدفت الثورة منذ ايامها الاولى من قبل اعداء الحرية والديمقراطية وخاصة بعد منجزاتها الثورية العظيمه ، فنذكر من تلك المنجزات على سبيل المثال وليس الحصر:
1- خروج العراق من حلف بغداد .. كان ضربه لطموحات الاستعمارالبريطاني ومخططات المخابرات الامريكية في المنطقة ،بخروج العراق من الحلف افرط عقد الحلف وافشل المخطط البريطاني والامريكي في المنطقة ...
2- تحريرالنقد ( الدينار ) العراقي من دائرة منطقة الجنية الاسترليني كان لها تاثيرعلى الموازنه الاقتصادية والمالية وسعر الصرف وقيمة الجنيه البريطاني في سوق المال والاقتصاد ..
3- تشريع وتطبيق قانون الاصلاح الزراعي ، فوضع حد لاستغلال جهود الفلاحيين والمزاعيين من قبل الاقطاع واصحاب الاراضي .. من الطبيعي ان يقفوا هولاء بوجهة الثورة لتاثير مصالحهم والحد ممن امتيازاتهم ..
4- اصدار قانون استثمار النفط رقم 80 الذي وضع بموجبه حدا للاستغلال شركات النفط الاجنبية لنفط العراق .... وللاسف عندما نقرا ذلك القانون الذي شرع انذاك ونقارنه مع ما صدر حديثا بما يسمى قانون النفط لنجد كم هو الفرق بين ذلك القانون الذي ضمن حقوق الشعب وبين هذا القانون الذي يمنح للمنتفعين والشركات الاجنبية أمتيازات وحقوق على حساب الشعب ، فقارنوا الفرق بالهدف والتوجه ، فكان لابد ان تقف شركات النفط والراسماليين ضد ثورة تموز وتوجهاتها لتاثرمصالحهم بقراراتها .....
5- تشريع قانون الاحوال الشخصية التي اعطى المراة حقوقها ومساوتها بالرجل وفق اسس قانونية حديثة لم ترتقى لحد الان الى ذلك المستوى من التقدم قوانين الدول العربية والاسلامية التي لازالت متخلفه عن ذلك القانون بعشرات السنين ، فاثار هذا القانون حفيظة رجال الدين المعممين والرجعية معهم بحجة ان القانون يتنافى ومبادى الشريعة الاسلامية ، وللاسف بعد 2003 ارادة الاحزاب الاسلامية وخاصة المجلس الاعلى الاسلامي الى الغاء هذا القانون وتبديلة بقانون رجعي تخلفي يحارب المراة ويرجعها الى زمن الحريم بسلب مكتسباتها وحقوقها التي حصلت عليها قبل 50 عام ..( فقبل 50 عام كان للمراة حقوق وبعد 50 عام ترتد حقوق المراة 500 عام الى الوراء وتتعرض للقمع والهوان والحرمان..!! )
6- حملة الاعمار والبناء التي تبنتها الثورة لتامين السكن للفقراء والمساكين ومنها بناء مدينة ( الثورة ) التي تسمى مدينة ( الصدر ) الان ومنطقة الف دار في بغداد الجديد ودور الضباط في الكرخ والرصافة وغيرها كثيرة .. فكان لابد ان يثير هذا الانجاز حفيظة المنتفعين والراسماليين والمقاولين لتلك الانجازات ..
امام هذا الواقع التقدمي الحضاري من الانجازات الثورية كان لابد ان تكون مستهدفه من قبل من تاثرت مصالحهم وامتيازاتهم باجراءاتها ، وهكذا كانوا لها بالمرصاد فحركوا اعوانهم وعملائهم بحجة وحدة المصالح المتضررة ، فوجد الاستعمار البريطاني والمخابرات الامريكية ضالتهم بالحزب البعثي العربي بان يقود الانقلاب على تلك الانجازات فكان انقلاب 8 شباط 1963 فاغتالوا ثورة تموز ومنجزاتها وقتل الزعيم عبد الكريم الى جانب قتل الالاف من ابناء شعبنا العراقي بحجة مقاومتهم للانقلاب اوبتهمة الانتماء للشيوعيين والتقدميين وغيرهم ، فكان انقلابا دمويا بكل معنى الكلمة، فهوبصمت عار بجبين كل من قام به اوساهم به ونفذه بناءا لتعليمات ومخططات المخابرات الاجنبية للقضاء على ثورة تموز ومنجزاتها .. هكذا كان البعث الاداة الطيعه بيد المخابرات الامريكية لتنفيذ هذه المهمة القذرة بحق شعبنا ، وهذا ما اعترف به على صالح السعدي الامين العام لحزب البعث انذاك عندما قال لقد جئنا بقطارامريكي الى الحكم ....ومنذ ذلك الحين استمر القطار الامريكي يحمل الكثير من هولاء الى يومنا هذا ، فاطفئوا وهج الثورة واخمدوا شعلتها واعادوا حركة التاريخ الى الوراء بعد ان كانت الثورة قد تبنت المسار التقدمي في تحقيق الامن والاستقرار والعدالة والمساوات وبناء العراق التقدمي الحرالديمقراطي ...اما هم فزرعوا البذرة التي نقطف ثمارها الان .. فشتان بين المساريين ....
المجد والخلود لشهدائنا الابرا ر .......
والخزي والعار للقتلة المجرمين ....
يعكوب ابونا.......................................6 / 2 / 2010