ذكريات الطفولة عن / نادي ألأثوري الرياضي في بغداد
مقدمة لابد منها :في الستينيات من القرن الماضي لم يكن هنالك دعم يذكر للأندية العراقيه .. وحتى لوكان الدعم موجود فكان محدود ولايفي بالغرض.. لذلك كانت ألأندية تعتمد على الوجوه ألأجتماعية وأشراف المدن المتمكنين للدعم من شراء التجهيزات والتنقل وغيرها !!.
للتأريخ وكشهادة من ـ محب للعبة كرة القدم ـ مع تلك الظروف الصعبة إلا أن الشباب كانوا يؤدون أدوارا أشبهها بالمستحيلة من حيث اللياقة البدنية والمهارات والنتائج !!.
ــــــــــــــــــــــــــــ
لايمكن أن أنسى مكان / نادي ألأثوري الرياضي.. بالضبط على الشارع العام في منطقة / كَراج ألأمانة ، حيث يافطة أنيقة باللغتين العربية والسريانية ـ نادي ألأثوري الرياضيي ـ وشعار النادي .
كنا صبية نذهب الى المدرسة بواسطة ـ درجات هوائية ـ ، كنا نقف عند بوابة النادي وننظر الى الداخل ولكن ولايوم تجرئنا الدخول..!! كيف ندخل وعمالقة الكرة العراقية هناك !! ، نعم بالرغم من أن أغلبية أصدقائي كانو ـ كلدأشور سريان ـ ولكنهم كانوا ـ زي حلاتي ـ حدنا الى باب النادي فقط!!!.
ظلت تلك الذكريات تراودني.. قبل أيام أتصل بي / شيخ المدربين العزيز الغالي ـ عموبابا ـ من فرنسا ( أتصالاتنا مستمرة أسبوعيا وبعض ألأحيان أكثر من مرة ) حيث يخضع لمجموعة من الفحوصات من رأسه الى القدمين .. في الواقع تألمت جداَ حيث كان متعباَ وينطق بصعوبة.. مع ذلك دخلنا في ذكريات وذكريات والرجل ـ أطال الباري في عمره ـ بالرغم من كل آلآم والمصاعب إلا أنه لمست وباليقين أنه لايزال نفس ذلك الرجل الشجاع الذي يتحدى كل الصعاب منها ألأمراض وآلآم وغيرها..!!.
قبل الدخول في تفاصيل ذلك النادي سألته عن عدم مشاركته في أفتتاح / ملعب الشعب الدولي مع منتخب العراق ضد نادي / بنفيكا البرتغالي.. أجاب:
في تلك الفترة كنت مصاب وحينها كنت في سفرة علاج خارج العراق!!.
إذا مازال المسألة هكذا لأستغل الوقت وأسأله عن ذلك النادي:
قال عمو :
أنت تعرف مكان النادي... في كَراج ألأمانة .. وحدد المكان بالضبط !!.
نادي ألأثوري الرياضي كان يحتضن خيرة لاعبي منتخب العراق وكما أدناه :
• عموبابا ...رأس الرمح في الهجوم .
• يورا . ... رأس الرمح وأفضل ثنائي مع عموبابا .
• أرام كرم .
• كَلبرت سامي .
• عموسمسم .
• يوئيل كوركَيس .
• خوشابا لاهو / شبه وسط .
• سركيس شلو .
• ولسن شلو .
• أسحق ـ حامي الهدف من أهالي كركوك .
عن كيفية دعم النادي .. قال عمو :
لم يعرض علينا أي دعم حكومي.. كان الخيرين من أبناء شعبنا يقدمون تبرعات ..على سبيل المثال كان هنالك صيدلي أسمه / ألأستاذ ريتشارد .. هذا الرجل كان يتبرع بالملابس والتجهيزات الكاملة للنادي وكان يتبرع ببعض ألأدوية والمقويات وأدوات طبية ضرورية.. وكذلك أخرون من محبي الرياضة.
حول مشاركات النادي في دورات أو مباريات خارج العراق.. قال / عمو :
بالنسبة الى دورات تدريبية لاء.. والسبب لكون تلك الدورات مكلفة ولذلك لم نشترك في أية دورة تدريبية أو رياضية خارج الوطن .. والسبب هي قلة ألأمكانية المادية .
ولكن شاركنا في العديد من المباريات مع منتخبات دول وحققنا الفوز لكثير ولمرات عديدة وعلى سبيل المثال :
ــ فزنا على منتخب ألأردن 8 ــ صفر .
ــ فزنا على منتخب تونس .
ــ فزنا على منتخب لبنان بهدفين .
ــ دعونا المنتخب ألأيراني الى بغداد.. لعبنا ولكن بسبب مشاجرة وأعمال عنف لم نكمل المباراة!!!.
أما على صعيد دوري العراق قال :
كنا نلعب في ملعب الكشافة.. كل المباريات التي كنا نخوضها يمتلأ الملعب رجال ونساء وشباب .. حتى علق أحد المسؤلين الكبار في حقل الرياضة قائلاً :
ــ أتمنى أن يلعب كل أسبوع / عموبابا.. والله مانحتاج أية مساعدات من الحكومة!!!.
أما حول تدريب النادي قال :
أنا كنت المدرب.. أدربهم بشكل سليم.. على سبيل المثال كنا نركض من جسر ديالى الى النادي.. وكنا نتدرب في ساحة قرب كًراج ألأمانة.. تحولت آلآن الى كنيسة!!.
أما التدريب فكان ـ أحساس بالكرة ـ .. يعني خمسة في خمسة أو ستة في ستة .. وهكذا.
من خلال كلامه كان شيخ المدربين متألما جداَ حيث وصف تلك الفترة بالعصر الذهبي للكرة العراقية.. بالرغم من أنعدام الدعم بكافة أنواعه إلا أنهم حققوا نتائج خيالية!!.