Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

ذهب التعريب وأتى التكريد

بتاريخ 11/ 4/ 2007 نشرنا في معظم مواقعنا مقالاً بعنوان "ذهب التعريب وسيأتي التكريد"، وكتبنا المقال على ضوء الخبر المنشورفي نركال كيت ليوم 9 / 3 / 2007 مفاده (الخبر) : ان السلطات "الكردية" في دهوك منعت وضع أسماء باللغة العربية والسريانية على واجهات محلاتهم!!!!!!!!!!!" ، طيب وبكل بساطة نسأل:ماذا كان موقف الأكراد بجميع أحزابهم ومنظماتهم من تعريب كركوك واربيل ودهوك وبعض مناطق أخرى من قبل النظام السابق؟ الجواب كان في التضحيات التي قُدمت على مذبح النضال من أجل الحرية والحقوق والمساواة للشعب الكردي، وبمشاركة فعالة ومساندة رئيسية من قبل كل طوائف ومذاهب شعبنا المسيحي، والدليل هو التضحيات وعدد شهداء الكلدان والآشوريين والسريان وكذلك الأخوة اليزيديين وتضحياتهم في سبيل القضية الكردية، كانوا الأخوة الأكراد يصولون ويجولون في عواصم العالم أجمع لشرح نضال الشعب الكردي وحقوقه المهدورة الى حد الغاء الهوية الكردية في تعريب وتسييس المناطق الخاضعة لأقليم كردستان،ومنهم الملالي! وقد لبت أحزابنا ومنظماتنا نداء الشعب الكردي بمساندته لتحقيق أهدافه وهذا ما حدث فعلاًً، من هنا يكون شعبنا المسيحي لاعب أساسي وشريك فعلي في تاريخ نضال الشعب الكردي، وقوائم الشهداء والمشردين والمهجرين والمهاجرين والمعدومين والمعتقلين خيردليل على كلامنا، إذن هل يجوزأن تذهب كل تضحياتنا ودماء شهدائنا هدراً؟ هل من المعقول أن يمحى تاريخ كامل بتصريح أو جرة قلم؟ حسناً فعلت حكومة المالكي عندما تراجعت عن تسميتنا بالجالية واعتبرتنا "طائفة"! (طبعاً لا نرضى بهذه التسمية الغامضة)،صحيح نحن أقلية ولكننا أقلية أصلية وأصيلة،شاءوا العرب أم أبوا،وشاءوا الأكراد أم أبوا أيضاً،وكذلك شاء العالم كله أم أبى،ليس هذا مجرد كلام وحسب وإنما هذا تاريخ،وأي تاريخ؟ تاريخ له عمرطويل و لسان طويل جداً بحيث يصل من بين النهرين شمالاً مروراً بسامراء وتكريت وبغداد والى كربلاء وبحرالنجف والبصرة والى الجزيرة ونجد والحجازومن ثم للعالم أجمع، وما قرار الأمم المتحدة باعتبارنا من السكان الأصليين خير دليل مادي وموضوعي وشهادة على هويتنا الأصلية من أعلى منظمة عالمية .
إنتقدتم وحاربتم وناضلتم سياسة التعريب كونها طمس للهوية والغاء وجود ومسح كيان وكنا نحن المسيحيين معكم كما أسلفنا، وكذلك إنتقدنا وناضلنا وعملنا ضد منع وضع الأسماء الأجنبية والسريانية على أسماء وواجهة محلات المسيحيين وغيرهم، من قبل النظام السابق، والآن حضرتكم سيدنا ملا بختيار: إن كان ذاك هو التعريب! وناضلنا سوية ضده، فماذا تسميه الآن قراركم وموقفكم وتصريحاتكم؟ اليس هو التكريد بعينه، فلماذا يكون التعريب حرام والتكريد حلال؟ أنظرسيدي الى الحالتين، القاسم المشترك بينهما هو "الأسم" نعم الأسم الذي ناضلتم أكثرمن أربعين سنة من أجل تثبيته، كونه يشمل الهوية والكيان والوجود، وان رد أحدهم وقال: ان الملا بختيارلا يمثل جميع أو كل أو معظم الأكراد؟ نقول: نعم، ولكن لم يصدرمن حكومة كردستان تصريح رسمي يؤيد أو يعتذرمن الشعب المسيحي الذي دمه ممزوج مع أخيه الكردي ومع العربي واليزيدي والتركماني ومع كافة مكونات الشعب العراقي من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه، إذن مرة أخرى نقولها : ما الفرق بين منع سلطات دهوك الأسماء العربية والسريانية على واجهات محلاته! وعدم الاعتراف بهم ككيان ووجود (كأننا جئنا من القمروالأكراد من الشمس)، وبين قرارالنظام السابق في التعريب ومنع الأسماء الغربية والسريانية، الفرق سيدنا ومولانا هو : التساوي، ولكنكم ألغيتم كياننا ووجودنا، وهم لم يقولوا ان المسيحيين ليس لديهم أرض، أي ليس لديهم وجود وكيان وكأننا نزلنا من المريخ في كردستان أو في العراق، أهذه هي الحرية والديمقراطية التي تريدونها لنا؟ لا والله ليست هذه الحرية ولا تلك الديمقراطية التي نصبو اليها، لا نريد تلك الحرية التي تدعو الى تمييع وإلغاء الآخر، ولا نريد تلك الديمقراطية التي تكمم أفواه الآخر.
نكرر ونقول: لسنا مكفخة لأحد،ولا نقبل أن نكون تحت مطرقة الجنوب متى شاؤوا، وسندان الشمال شئنا أم أبينا،نكون جسراً للكل عندما تكون كرامتي تساوي بالضبط كرامة أخي،وكرامة شقيقي،وكرامة جيراني،وكرامة الآخرين،نكون جسراً للجميع عندما تكون حقوقي نفس حقوق الآخرين، نكون من أجل الآخرعندما يعترف الآخربوجودي وكياني مثلما أعترف أنا بكيانه ووجوده،أنظروا سيداتي وسادتي الى تاريخ العراق القديم والحديث، هل قرأتم يوماً أن احداً من رجال الدين المسيحيين قد خان وطنه؟،هل سمعتم أم قرأتم أن احد الكلدان قد خان واجبه؟، هل سمعتم أم قرأتم أن أحد الآشوريين قد باع نفسه للغريب؟،هل سمعتم أم قرأتم أن أحد السريان قد فقد قيمه وطأطأ رأسه؟،هنا لا نتكلم بالمطلق (لكل قاعدة شواذها)، نعم نحن متواضعين،ومسالمين،ومحبين،ومضحين،وأمينين،نضحي بأنفسنا ولا نضحي بقيمنا،أي لا نضحي بالخيرمن خلال سلوكنا الملتزم باهدافه،ولا بالحق من خلال ادراكنا وتصرفنا الذي يحقق ما نبتغي من طمأنينة ورضى للآخرين قبل أنفسنا، أنظروا الى مواقف كنائسنا! أنظروا الى طارق عزيز/ الى يونادم كنا / الى ابلحد افرام / الى سركيس اغا جان وغيرهم بالالاف (لا ننظرلانتماءاتهم الحزبية)، بل الى اخلاصهم في اعمالهم، كل هذا ليس من اجل الحقيقة فقط، بل من اجل ان نقول ان إثبات وجود ليس بعدد الفئة، بل بنوعية الفئة، وما تقدمه للآخر، من خير وحب ومحبة وتفاني وأخلاص، فهل نسمع رأي الحكومة الكردستانية الرسمي؟ أم السكوت من الرضى؟، وهناك سؤال بسيط رجاء: من هو المستفيد من أمثال هذه المواقف؟ الأجابة عند القراء والشعب. Opinions