رئيس الجمهورية: العراق اليوم يتوجه لتوظيف طاقاته وموارده للمضي قدماً في بناء دولة قوية الاقتصاد
19/11/2009شبكة اخبار نركال/NNN/
أوضح فخامة رئيس الجمهورية جلال طالباني ان العراق اليوم وهو يعمل من اجل وضع حد للارهاب والحاق الهزيمة بكل فصائل القتلة والارهابيين وحماتهم، وتجفيف مصادر استمرارهم، وتحقيق الاستقرار وضمان الامن للعراقيين، يتوجه لتوظيف طاقاته وموارده للمضي قدماً في بناء دولة قوية الاقتصاد، معافاة من مخلفات الانظمة الاستبدادية المتعاقبة.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس طالباني في مبنى ديوان رئاسة الوزراء في باريس أثناء حضوره، يوم أمس الثلاثاء 17-11-2009، مأدبة عشاء أقامها رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فييون وعقيلته السيدة بنيلوب فييون على شرف فخامة رئيس الجمهورية وعقيلته السيدة هيرو ابراهيم احمد، حضرها اعضاء الوفد المرافق وعدد آخر من المسؤولين الفرنسيين.
وفي ما يلي النص الكامل لكلمة فخامة رئيس الجمهورية:
"السيد رئيس الوزراء
السيدات والسادة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ وصولنا امس، وعواطف الصداقة الحميمة تغمرنا، والتعبير عنها يتحول الى تصميم على تكريس التعاون وتقديم كل اشكال الدعم لشعبنا، لمواصلة مسيرة بناء الديمقراطية الوليدة، واستكمال بناء الدولة العراقية الفيدرالية، ومدها بما يساعدها على تحقيق ذلك، وتجاوز الصعوبات التي تستهدف تعطيل عملية البناء، وتعريض العراقيين الى المزيد من المعاناة.
لم نفاجأ بحرارة الصداقة الفرنسية ازاء شعبنا الطامح لاقامة دولته الديمقراطية ووضع حد لاستنزاف طاقاته، فقد كانت فرنسا دائما تبدي مثل هذه المشاعر، وتبادر لابداء المساندة والعون، وتعبر عن استعدادها لتمكين العراق من تحرير ارادته. ولا يمكن الا ان نتذكر، من باب الوفاء والاعتراف بالجميل، الموقف المشرف للرئيس ساركوزي في التعاطف مع كفاحنا ضد النظام الاستبدادي، ولقائه بنا، حين كان مثل هذا اللقاء عامل دفع معنوي لنا، يعزز من مواقعنا وقدرتنا على مواصلة النضال، والرد على دعوات العزل التي كانت الدكتاتورية تطلقها وتهدد بها الاطراف والدول التي تتعامل معنا وتبدي التفهم والتعاطف مع نضال شعبنا.و نحن سنظل نحفظ لكم،ايها الصديق رئيس الوزراء ، ولسائر القادة الفرنسيين الود و العرفان بالجميل و نؤكد رغبتنا في تعزيز و توطيد العلاقات بين بلدينا باعتباره خيارا استراتيجيا كما عبر الصديق الرئيس ساركوزي امس، بكلمات واضحة مؤكدا على ان فرنسا لا تكتفي بابداء العواطف والتفهم المعنوي ازاء العراق ، بل تترجمها الى دعم ملموس في مختلف الاصعدة والميادين.
اننا في العراق الجديد، حكومة وشعباً نرى ان هذا الخيار الاستراتيجي الفرنسي، انما هو خيارنا ايضاً، بل ابلغ تعبير عن رغبتنا وحاجتنا لما ينطوي عليه هذا الخيار من تطمين وتلبية لمتطلبات اعادة بناء دولتنا واستقرارها وتكريس نهجها الديمقراطي، وتوظيف ثرواتنا الطبيعية والبشرية، لصالح شعبنا الذي عانى الامرّين من الانظمة الاستبدادية المتلاحقة.
ليس من السهل ايها الصديق رئيس الوزراء ان نفي حق حرارة مشاعركم، واستعدادكم غير المحدود لدعم عملية البناء الديمقراطي والتنموي في بلادنا، لكننا نؤكد لكم بان شعبنا معروف بحفظ الجميل ورده بمزيد من الصداقة والوفاء وتبادل المصالح.
ان العراق اليوم وهو يعمل من اجل وضع حد للارهاب والحاق الهزيمة بكل فصائل القتلة والارهابيين وحماتهم، وتجفيف مصادر استمرارهم، وتحقيق الاستقرار وضمان الامن للعراقيين، يتوجه لتوظيف طاقاته وموارده للمضي قدماً في بناء دولة قوية الاقتصاد، معافاة من مخلفات الانظمة الاستبدادية المتعاقبة، وديناميكية في الاستجابة لاستحقاقات شعبه في التنمية المستدامة والتطور والتقدم، في ميادين العلم والصناعة والثقافة وسائر المجالات التي تمكّن العراق من احتلال موقعه في ركب الحضارة الانسانية.
ان هذا العراق الطموح، بامكاناته وطاقاته المتدفقة والكامنة ومشاريعه الواعدة، مفتوح امام فرنسا والشركات الفرنسية ورجال الاعمال، للمساهمة في جميع الميادين من دون استثناء، مستفيدين من الخبرات المتراكمة في مجال التعاون المتبادل. ونعدكم ايها الاصدقاء بتقديم كل ما من شأنه تلبية تطلعاتنا المشتركة، وتجسيد مصالح دولتينا وشعبينا.
اسمح لي ايها السيد رئيس الوزراء في الختام، ان اعبر لكم بالاصالة عن نفسي وباسم عقيلتي واعضاء وفدنا عن امتنانا لحفاوة الاستقبال والعواطف الصادقة التي قوبلنا بهاٍ، وان نؤكد لكم مجدداً حرصنا الاكيد على الارتقاء بالصداقة والتعاون بين فرنسا والعراق الى مستوى استراتيجي.
عاشت الصداقة الفرنسية العراقية"